297
مكاتيب الأئمّة ج1

72

كتابه عليه السلام إلى أهل الكوفة

۰.لمَّا ظَهَر علَى القَوْم بالبَصرة ، كَتَب بالفَتح إلى أهْل الكوفة :« بِسمِ اللّه ِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
مِن عَبْدِ اللّه ِ علَي ٍّ أميْرِ الموِنين َ إلى أهْلِ الكُوفَة ِ :
سَلامٌ علَيْكُم ، فإنِّي أحْمَدُ إلَيْكُمُ اللّه َ الَّذِي لا إلَهَ إلاَّ هُوَ .
أمَّا بَعْدُ ، فإنَّ اللّه َ حَكَمٌ عَدْلٌ لا يُغَيِّرُ ما بقَوْمٍ حتَّى يُغَيِّرِوا ما بأنْفُسِهم ، وإذا أرادَ اللّه ُ بقَوْمٍ سُوءا فَلا مَرَدَّ لَهُ ، وما لَهُم مِن دُوْنِهِ مِن وَالٍ .
أخْبِرُكُم عَنَّا وعَمَّن سِرنا إليْهِ مِن جُمُوعِ أهلِ البَصرَة ِ ، ومَن تَأَشَّبَ إليْهِم مِن قُرَيْشٍ وغَيْرِهِم مع طَلْحَة والزُّبَيْر ، ونَكثِهم صَفْقةَ أيْمانِهم ، فنَهضْتُ من المدِينة ِ حِيْنَ انْتَهَى إليَّ خَبرُ مَن سَارَ إليْها وجَماعَتِها ، وما صنعوا بعامِلي عُثمانَ بنِ حُنَيِف ٍ ، حتَّى قدمت ذا قَار ٍ ، فبَعثْتُ الحسنَ بْنَ علي ٍّ ، وعَمَّارَ بنَ ياسِر ، وقَيْسَ بنَ سَعْد ،
فاسْتنْفرتُكُم بِحَقِّ اللّه ِ وحَقِّ رَسُولِهِ وَحَقِّي ، فأقْبلَ إليَّ إخوانُكُم سِراعا حتَّى قَدِموا علَيَّ ، فَسِرتُ بهم حَتَّى نَزَلتُ ظَهْرَ البَصرةِ ، فأعْذرتُ بالدُّعاء ، وقُمتُ بالحُجَّةِ ، وأقَلْتُ العَثرةَ والزِّلَّةَ مِن أهْلِ الرَّدَّةِ من قُريشٍ وغَيْرِهم ، واسْتتْبتُهُم من نَكثِهم بَيْعتِي وعَهْد اللّه عليْهم ، فأبَوْا إلاَّ قِتالي وقِتالَ مَن مَعِي ، والتَّمادي في البَغْي ، فَنَاهَضتُهم بالجهاد ، فَقَتلَ اللّه مَن قَتَلَ منْهم نَاكِثا ، ووَلَّى مَن ولَّى إلى مِصرِهِم ، وقُتِل طَلْحَة ُ والزُّبَيْرُ على نَكْثِهما وشِقاقِهِما ، وكانَتِ المرأةُ علَيْهم أشأَمَ من نَاقَةِ الحِجر ، فخُذِلُوا وأُدْبِروا وتقطّعتْ بهم الأسْباب ، فلمَّا رأوْا ما حلَّ بِهِم سَألونِي العَفوَ ، فقَبلْتُ مِنْهم ، وغَمَدتُ السَّيفَ عَنْهُم ، وأجريتُ الحقَّ والسُنَّةَ بيْنَهم ، واسْتعملْتُ عبْدَ اللّه بن العبَّاس علَى البَصرة ، وأنَا سَائِرٌ إلَى الكُوفَةِ ، إنْ شَاءَ اللّه ُ ، وقَد بعثتُ إليْكم زَحْرَ بنَ قَيْسٍ الجُعْفِي ّ ، لِتَسألوهُ فيُخْبِرَكُم عَنَّا وعنهُم ، وردَّهُم الحقَّ علَيْنا ، وردَّ اللّه ِ لَهُم وهُم كارِهونَ ، والسَّلامُ عليْكُم ورَحْمةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ » . ۱

1.الإرشاد : ج۱ ص۲۵۸ وراجع : الجمل : ص۲۱۳ .


مكاتيب الأئمّة ج1
296

71

كتابه عليه السلام إلى عبْد اللّه بن عامِر

« بِسْمِ اللّه ِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
من عبد اللّه علي ّ أمير المونين إلى عبد اللّه بن عامر : أمَّا بعدُ ؛ فإنَّ خير النَّاس عند اللّه عز و جل أقومُهم للّه ِ بالطاعَةِ فيما لَهُ وعلَيهِ ، وأقْولُهُم بالحَقِّ ولو كانَ مُرَّا ، فإنَّ الحَقَّ بِهِ قامَتِ السَّماواتُ والأرضُ ، ولتَكُنْ سَرِيرَتُكَ كعلانِيَتِكَ ، ولِيَكُن حُكمُكَ واحدا ، وطريقَتُكَ مُستقيمةً ؛ فإنَّ البَصرةَ مَهبِطُ الشَّيطانِ ، فلا تَفْتَحَنَّ علَى يَدِ أحَدٍ مِنهُم بَابا لا نُطِيقُ سدَّهُ نَحنُ ولا أنتَ ، والسَّلام . » ۱
[ أقول : عبد اللّه بن عامر هذا، إن كان هو عبد اللّه بن عامر بن كريز ، ابن خال عثمان ، عامل عثمان على البصرة ، وقد قُتِل عثمان وهو عليها، ومن الممكن أن يكتب إليه الإمام عليه السلام بعد ذلك وقبل عزله . ولكنَّ ظاهر كلام نَصْر ، أنَّ هذا الكتاب
كان بعد وقعة الجمل ، حين كتب أمير المؤمنين عليه السلام إلى عمَّاله ، فلقي طَلْحَة والزُّبَيْر ورجع معهما إلى البصرة فلا مجال لِأن يكتب عليه السلام إليه ، مع أنَّ مضمون الكتاب لا يناسب عبد اللّه . وإن كان عبد اللّه غيره فلم أعثر عليه ، والَّذي أظنّ أن عبد اللّه بن عامر تصحيف ، والصَّحيح عبد اللّه بن العبَّاس ، والظَّاهر أنَّه خطأ النُّسَّاخ أو سهو الرُّواة ، والصَّواب : إلى عبد اللّه بن عبَّاس ، إذ لم يولّ أميرُ المؤمنين عليه السلام عبد اللّه بن عامر ساعةً ، بل ولا آنا على البصرة ، بل عزله وجميع عمَّال عثمان .الخ . ۲ ]

1.وقعة صفِّين : ص۱۰۶ .

2.راجع : قاموس الرجال : ج۵ والإصابة : ج۲ و۳ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج1
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 112967
الصفحه من 568
طباعه  ارسل الي