301
مكاتيب الأئمّة ج1

76

كتابه عليه السلام إلى معاوية

۰.من كتاب له عليه السلام إلى معاوية جوابا عن كتاب منه :« وأَمَّا طَلَبُكَ إِلَيَّ الشَّامَ ، فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ لأُعْطِيَك َ الْيَوْمَ مَا مَنَعْتُكَ أَمْسِ . وأَمَّا قَوْلُكَ إِنَّ الْحَرْبَ قَدْ أَكَلَتِ الْعَرَب َ إلاَّ حُشَاشَاتِ أَنْفُسٍ بَقِيَتْ ، أَ لا ومَنْ أَكَلَهُ الْحَقُّ ، فَإلَى الْجَنَّة ، ومَنْ أَكَلَهُ الْبَاطِلُ فَإلَى النَّارِ .
وأَمَّا اسْتِوَاونَا فِي الْحَرْبِ والرِّجَالِ ، فَلَسْتَ بِأَمْضَى علَى الشَّكِّ مِنِّي عَلَى الْيَقِينِ ، ولَيْسَ أَهْلُ الشَّام ِ بِأَحْرَصَ عَلَى الدُّنْيَا ، مِنْ أَهْلِ الْعِرَاق ِ عَلَى الآخِرَةِ .
وأَمَّا قَوْلُكَ إِنَّا بَنُو عَبْدِ مَنَاف ٍ فَكَذَلِكَ نَحْنُ ، ولَكِنْ لَيْسَ أُمَيَّة ُ كَهَاشِم ٍ ، ولا حَرْب ٌ كَعَبْدِ الْمُطَّلِب ِ ، ولا أَبُو سُفْيَان َ كَأَبِي طَالِب ٍ ولا الْمُهَاجِرُ كَالطَّلِيقِ ، ولا الصَّرِيحُ كَاللَّصِيقِ ، ولا الْمُحِقُّ كَالْمُبْطِلِ ، ولا الْمُومِنُ كَالْمُدْغِلِ ، ولَبِئْسَ الْخَلْفُ خَلْفٌ يَتْبَعُ سَلَفا هَوَى فِي نَارِ جَهَنَّمَ !
وفِي أَيْدِينَا بَعْدُ فَضْلُ النُّبُوَّةِ الَّتي أَذْلَلْنَا بِهَا الْعَزِيزَ ، ونَعَشْنَا بِهَا الذَّلِيلَ ، ولَمَّا أَدْخَلَ اللّه الْعَرَبَ فِي دِينِهِ أَفْوَاجا ، وأَسْلَمَتْ لَهُ هَذِهِ الأُمَّةُ طَوْعا وكَرْها ، كُنْتُمْ مِمَّنْ دَخَلَ فِي الدِّينِ إِمَّا رَغْبَةً وإِمَّا رَهْبَةً ، عَلَى حِينَ فَازَ أَهْلُ السَّبْقِ بِسَبْقِهِمْ ، وذَهَبَ الْمُهَاجِرُونَ الأَوَّلُونَ بِفَضْلِهِمْ ، فَلا تَجْعَلَنَّ لِلشَّيْطَانِ فِيكَ نَصِيبا ، ولا عَلَى نَفْسكَ
سَبِيلاً ، والسَّلامُ » . ۱

1.نهج البلاغة : الكتاب۱۷ وراجع : وقعة صفِّين : ص۴۷۱ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج۳ ص۱۷۹ ، كتاب سُلَيم بن قيس : ص۱۹۳ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۱۵ ص۱۲۳ ، المحاسن والمساوئ : ص۵۳ ، المناقب للخوارزمي : ص۱۷۹ ، الإمامة والسياسة : ص۱۰۳ ، الفتوح : ج۳ ص۲۵۹ ، مروج الذهب :ج۳ ص۲۲ .


مكاتيب الأئمّة ج1
300

75

كتابه عليه السلام إلى معاوية

۰.« أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ اللّه سُبْحَانَهُ قَدْ جَعَلَ الدُّنْيَا لِمَا بَعْدَهَا ، وابْتَلَى فِيهَا أَهْلَهَا لِيَعْلَمَ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا ، ولَسْنَا لِلدُّنْيَا خُلِقْنَا ، ولابِالسَّعْيِ فِيهَا أُمِرْنَا ، وإِنَّمَا وُضِعْنَا فِيهَا لِنُبْتَلَى بِهَا ، وقَدِ ابْتَلانِي اللّه ُ بِكَ وابْتَلاكَ بِي ، فَجَعَلَ أَحَدَنَا حُجَّةً عَلَى الآخَرِ ، فَعَدَوْتَ عَلَى الدُّنْيَا بِتَأْوِيلِ الْقُرْآن ِ ، فَطَلَبْتَنِي بِمَا لَمْ تَجْنِ يَدِي ولالِسَانِي ، وعَصَيْتَهُ أَنْتَ وأَهْلُ الشَّام ِ بِي ، وأَلَّبَ عَالِمُكُمْ جَاهِلَكُمْ ، وقَائِمُكُمْ قَاعِدَكُمْ ، فَاتَّقِ اللّه َ فِي نَفْسِكَ ، ونَازِعِ الشَّيْطَانَ قِيَادَكَ ، واصْرِفْ إِلَى الآخِرَةِ وَجْهَكَ ، فَهِيَ طَرِيقُنَا وطَرِيقُكَ ، واحْذَرْ أَنْ يُصِيبَكَ اللّه ُ مِنْهُ بِعَاجِلِ قَارِعَةٍ تَمَسُّ الأَصْلَ وتَقْطَعُ الدَّابِرَ ، فَإِنِّي أُولِي لَكَ بِاللَّهِ أَلِيَّةً ۱
غَيْرَ فَاجِرَةٍ ، لَئِنْ جَمَعَتْنِي وإِيَّاكَ جَوَامِعُ الأَقْدَارِ ، لا أَزَالُ بِبَاحَتِكَ حَتّى يَحْكُمَ اللّه ُ بَيْنَنا ، وهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ( و السَّلام ) » . ۲

1.آلَى يولي إيلاءً : أقسمَ وحلف (تاج العروس: ج ۱۹ ص ۱۶۴ «ألى») .

2.نهج البلاغة : الكتاب۵۵ وراجع : جمهرة رسائل العرب : ج۱ ص۴۳۵ ، المعيار والموازنة : ص۱۳۸ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج1
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 112851
الصفحه من 568
طباعه  ارسل الي