2
كتابه عليه السلام إلى سَلْمان الفارسِيّ
۰.أمَّا بَعدُ ، فإنّما مَثَل الدُّنيا مَثَلُ الحَيَّةِ ، لَيِّنٌ مَسُّها، قاتِلٌ سَمُّها، فأعْرِض عمَّا يُعْجِبُك فِيها لِقِلَّةِ ما يَصْحَبُك منْها ، وضَعْ عنْك هُمُومَها لِمَا أيْقَنْتَ بِهِ مِن فِرَاقِها وتَصَرُّفِ حَالاتِها ، وَكُنْ آنَسَ ما تَكونُ بها أحْذَرَ ما تكْونُ مِنها ، فإنَّ صاحِبَها كلَّما اطْمَأنَّ فِيها إلى سُرُورٍ أشْخَصَتْه عَنهُ إلى مَحْذُورٍ ، أوْ إلى إيْناسٍ أزَالَتْهُ عَنهُ إلى إيحَاشٍ ، وَالسَّلام . ۱
كتابه عليه السلام إلى سَلْمان
۰.قال ابن عساكر : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عساكر بن سرور المَقدِسيّ الخشّاب بدمشق ، حدَّثنا نَصْر بن إبراهيم بن نصر ـ ببيِت المَقْدِس ـ ، سَنة سبعين وأربعمئة ، أخبرنا أبو الحسن عليّ بن طاهر القُرَشيّ ، أخبرنا أبو حفص عمر بن الخَضِر الثَّمانين ، حدَّثنا أبو الفتح الأزْدِيّ ، حدَّثنا إبراهيم بن عبد اللّه الأزْدِيّ ، حدَّثنا حُمَيْد بن حَاتَم ، حدَّثنا عبد اللّه بن فيروز ، قال :
ماتت امرأة سَلْمان الفارسِيّ ـ رحمه اللّه تعالى ـ بالمَدائِن فحزن عليها ، فبلغ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه ، فكتَب إليه :« بِسْمِ اللّه ِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قَد بَلَغَني يا أبا عَبدِ اللّه ِ سَلْمانَ مُصِيبَتُكَ بِأَهلِكَ ، وَأَوْجَعَنِي بَعضُ مَا أوْجَعَك ، وَلَعَمرِي لَمُصِيبَةٌ تُقَدِّمُ أجرَها ، خَيْرٌ مِن نِعمَةٍ يُسْألُ عَن شُكْرِها ، وَلَعلَّكَ لا تَقُوُمُ بها ،
والسَّلامُ عَلَيْكَ » . ۲