91
كتابه عليه السلام إلى الأشْتَر
۰.فأرسل عليّ إلى الأشْتَر ، فقال :« يا مالِ ۱ ، إنَّ زياد ا وشُرَيْحا أرسلا إليَّ يُعلماني ، أنَّهما لقِيا أبا الأعْوَرِ السَّلَمي ّ في جندٍ من أهلِ الشَّامِ بسُورِ الرُّوم ِ ، فَنبَّأَنِي الرَّسولُ أنَّه تركَهُم مُتواقِفَينِ .
فالنَّجاءُ إلى أصحابِكَ النَّجاءُ . فإذا أتَيتَهُم فأنتَ عَليهِم ، وإيَّاكَ أن تَبدأ القومَ بِقِتالٍ ، إلا أن يبدؤوكَ ، حَتَّى تلقاهُم وتسمَعَ مِنهُم ؛ ولا يَجرِمَنَّكَ شنآنُهُم علَى قِتالِهِم قَبلَ دُعائِهم والإعذارِ إليهِم مرَّةً بَعدَ مَرَّةٍ . واجَعل علَى مَيمَنَتِكَ زِيادا ، وعلَى مَيسرَتِكَ شُرَيْحا ، وقِفْ بينَ أصحابِكَ وسَطا ، ولا تَدْنُ مِنهُم دُنُوَّ مَن يُرِيُد أن يُنشِبَ الحَربَ ، ولا تَبَاعَدَ مِنهُم تَباعُدَ مَن يَهابُ البأسَ ، حَتَّى أقْدِم عليكَ ؛ فإنِّي حَثِيثُ السَّيرِ إليكَ إن شاءَ اللّه ُ » .
وكانَ الرَّسولُ الحارثَ بن جُمْهان الجُعْفِيّ . ۲
وفي كتابه إلى أهل مصر « وإنّي قَد بَعثْتُ إليكُم عَبْدا مِن عِبادِ اللّه ِ ، لا يَنامُ أيَّامَ الخَوفِ ، ولا يَنكُلُ عَنِ الأعداءِ حَذارِ الدَّوائِرِ ، مِن أشدِّ عَبيدِ اللّه ِ بأسا وأكرَمِهِم حَسَبا أضرُّ على الفُجَّارِ مِن حَرِيقِ النَّارِ ، وأبعَدُ النَّاسِ مِن دَنَسٍ أو عارٍ ، وهُو مالِكُ بنُ الحارِثِ الأشْتَر ِ ، لا نابِيَ الضِّرْسِ ، ولا كَليلَ الحَدِّ ، حَلِيمٌ في الحَذَرِ ، رَزِينٌ في الحَرْبِ ، ذو رأيٍ أصيلٍ وصَبرٍ جَمِيلٍ . . . فَإنّهُ لا يُقْدِمُ ولا يُحْجِمُ إلاَّ بأمرِي . . . » ۳ .
1.هذا ترخيم على لغة من ينتظر، أي: يامالِكُ .
2.وقعة صفّين : ص۱۵۳ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۴۱۴ ح۳۷۴ وص۴۳۲ ح۳۸۷ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۳ ص۲۱۲ وتاريخ الطبري : ج۴ ص۵۶۶ نحوه مع اختلاف يسير .
3.الأمالي للمفيد : ص۸۱ ح۴ ، الغارات : ج۱ ص۲۵۹ ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۵۵۲ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۶ ص۷۴ .