345
مكاتيب الأئمّة ج1

96

كتابه عليه السلام إلى معاوية

۰.« وإِنَّ الْبَغْيَ والزُّورَ يُوتِغَانِ( يذيعان ) الْمَرْءَ فِي دِينِهِ ودُنْيَاهُ ، ويُبْدِيَانِ خَلَلَهُ عِنْدَ مَنْ يَعِيبُهُ ، وقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ غَيْرُ مُدْرِكٍ مَا قُضِيَ فَوَاتُهُ ، وقَدْ رَامَ أَقْوَامٌ أَمْرا بِغَيْرِ الْحَقِّ فَتَأَلَّوْا عَلَى اللّه فَأَكْذَبَهُمْ ، فَاحْذَرْ يَوْما يَغْتَبِطُ فِيهِ مَنْ أَحْمَدَ عَاقِبَةَ عَمَلِهِ ، ويَنْدَمُ مَنْ
أَمْكَنَ الشَّيْطَانَ مِنْ قِيَادِهِ فَلَمْ يُجَاذِبْهُ ، وقَدْ دَعَوْتَنَا إِلَى حُكْمِ الْقُرْآنِ ولَسْتَ مِنْ أَهْلِهِ ، ولَسْنَا إِيَّاكَ أَجَبْنَا ، ولَكِنَّا أَجَبْنَا الْقُرْآنَ فِي حُكْمِهِ ، والسَّلامُ » . ۱

1.نهج البلاغة : الكتاب۴۸ وراجع : وقعة صفِّين : ص۴۹۳ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۲ ص۲۲۵ ، الفتوح : ج۳ ص۳۲۲ .


مكاتيب الأئمّة ج1
344

94

كتابه عليه السلام إلى جَرِير بن عبْد اللّه

۰.من كتاب له عليه السلام إلى جَرِير بن عبد اللّه البَجَلِيّ ، لمَّا أرسَلهُ إلى معاوية :« أَمَّا بَعْدُ ، فَإذَا أَتَاكَ كِتَابِي فَاحْمِلْ مُعَاوِيَةَ علَى الْفَصْلِ ، وخُذْهُ بِالأَمْرِ الْجَزْمِ ، ثُمَّ خَيِّرْهُ بَيْنَ حَرْبٍ مُجْلِيَةٍ ، أَوْ سِلْمٍ مُخْزِيَةٍ ، فَإِنِ اخْتَارَ الْحَرْبَ فَانْبِذْ إِلَيْهِ ، وإِنِ اخْتَارَ السِّلْمَ فَخُذْ بَيْعَتَهُ ، والسَّلامُ » . ۱

95

كتابه عليه السلام إلى معاوية

۰.قال معاوية في رسالةٍ كتبها إلى أمير المؤمنين عليه السلام :
أمَّا بَعْدُ ، فإنَّكَ المطبوعُ علَى قلبِكَ ، المُغَطَّى على بَصرِكَ ؛ الشَّرُّ من شِيمَتِكَ ،
والعُتُوُّ مِن خَليْقَتِكَ ، فشمِّر للحرب ، واصْبِر للضَّربِ ، فواللّه لِيَرْجِعَنَّ الأمرُ إلى ما عَلِمْتَ ، والعاقبةُ للمتّقين .
هيهاتَ هيهاتَ ، أخطأكَ ما تَمنَّى ، وهَوَى قَلبُكَ فِيما هَوَى ، فأرْبَعْ على ظِلْعِك ، وقِسْ شِبْرَك بِفِترِكَ ، تَعلم أيْنَ حالُكَ مِن حالِ مَن تَزِنُ الجبالَ حِلمُهُ ، ويَفصِل بيْنَ أهلِ الشَّكِّ عِلمُه ، والسَّلام .
فكتب إليه أمير المؤمنين عليه السلام :
« أمَّا بَعْدُ ، يا ابنَ صَخْرٍ ، يا ابنَ اللَّعينِ ، يَزِنُ الجِبالَ فيْما زَعَمْتَ حِلمُكَ ، ويَفْصِلُ بَيْنَ أهْلِ الشَّكِّ عِلمُكَ ، وأنْتَ الجاهِلُ القَليلُ الفِقْهِ ، المُتَفاوِتُ العَقلِ ، الشَّارِدُ عَنِ الدِّينِ .
وقُلتَ : فشَمِّر للحربِ ، واصْبِرْ ، فإنْ كنْتَ صادِقا فيْما تَزعُمُ ويُعينُك عَلَيْهِ ابنُ النَّابِغَة ِ ، فدَعِ النَّاسَ جانبِا ، وأعْفِ الفَريْقَينِ مِنَ القِتالِ ، وابرُزْ إليَّ لِتَعلَمَ أيُّنا المَرِينُ علَى قلْبهِ ، المُغَطَّى علَى بصَرِهِ ، فأنَا أبو الحَسَن ِ حقَّا ، قاتِلُ أخيكَ وخالِكَ وجدِّكَ شَدْخا يَوْمَ بَدْر ٍ ، وَذلِكَ السَّيفُ معي ، وبِذَلِكَ القلبِ ألْقَى عَدُوِّي » . ۲

1.نهج البلاغة : الكتاب۸ ، وقعة صفِّين : ص۳۲ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۳ ص۸۷ ، العقد الفريد : ج۴ ص۳۳۲ ، جمهرة رسائل العرب : ج۱ ص۳۹۴ .

2.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۱۵ ص۸۲ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج1
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 112892
الصفحه من 568
طباعه  ارسل الي