107
كتابه عليه السلام إلى معاوية
۰.شيخ الطَّائفة محمَّد بن الحسن الطُّوسيّ رحمه الله ، عن محمَّد بن محمَّد قال : أخبرني أبو الحسن عليُّ بن محمَّد الكاتب ، قال : حدَّثنا الأجْلَحُ ، عن حَبيب بن أبي ثابت ، عن ثَعْلَبة بن يزَيْد الحِمَّانِيّ ، قال : كتَب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام إلى معاوية بن أبي سُفْيَان :« أمَّا بعدُ ، فإنَّ اللّه تعالى أنْزَل إليْنا كتابَه ولم يَدَعْنا في شُبْهَةٍ ، ولا عُذْرَ لِمَن رَكَب ذَنْبا بجَهالَةٍ ، والتَّوْبَةُ مبْسُوطَةٌ ، « وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى »۱ ، وأنتَ ممَّن شَرَعَ الخِلافَ ؛ متمادِيا في غِرَّةِ الأملِ ، مُختَلِفَ السِّرِّ والعَلانِيَةِ ، رَغْبةً في العاجِلِ ، وتَكْذِيبا بالآجِلِ ، وكأنَّكَ قَدْ تذَكَّرتَ ما مَضَى مِنْكَ فلَمْ تَجِدْ إلى الرُّجُوعِ سَبِيلاً » . ۲
108
كتابه عليه السلام إلى عَمْرو بن العاص
۰.شيخ الطَّائفة محمَّد بن الحسن الطُّوسي رحمه الله ، عن محمَّد بن محمَّد قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمَّد الكاتب ، قال : حدَّثنا الأجْلَحُ ، عن حبيب بن أبي ثابت ،
عن ثَعْلَبة بن يزَيْد الحِمَّانِيّ ، قال : كتَب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه إلى عَمْرو بن العاص :« مِنْ عَبدِ اللّه ِ أميرِ المُؤمِنينَ إلى عَمْرو بن العاص .
أمَّا بَعدُ ، فإنَّ الَّذِي أعْجَبَكَ مِمَّا تَلَوَّيْتَ مِنَ الدُّنيا ووَثِقْتَ بهِ مِنها مُنْقَلِبٌ عَنْكَ ، فلا تَطْمَئِنَّ إلى الدُّنيا ، فإنَّها غَرَّارَةٌ ، ولَو اِعْتَبَرْتَ بِما مَضَى حَذَرْتَ ما بَقِيَ ، وانْتَفَعْتَ مِنها بما وُعِظْتَ بهِ ، ولكنَّك تبَعْتَ هَواكَ وآثَرْتَهُ ، ولوْلا ذلِكَ لمْ تُؤثِرْ علَى ما دَعَوْناك إليْهِ غَيْرَهُ ، لأنَّا أعْظَمُ رَجاءً وأوْلى بالحُجَّةِ ، والسَّلامُ . » ۳