39
مكاتيب الأئمّة ج1

مكاتيب الأئمّة ج1
38

3

كتابه عليه السلام إلى أبي ذَرّ

۰.قال سِبطُ ابنُ الجَوزِي ّ : روى الشَّعْبي ّ عن أبي أراكة ، قال : لمَّا نُفِي أبو ذَرّ إلى الرَبَذَة ، كتَب إليه عليّ عليه السلام :« أمَّا بَعدُ ، يَا أبا ذَر ٍّ ، فإنَّكَ غَضِبْتَ لِلّهِ تَعَالَى ، فَارْجُ مَن غَضِبْتَ لَهُ ، إنَّ القَومَ خَافُوكَ عَلَى دُنْياهُم ، وخِفْتَهُم على ديِنِكَ ، فَاتْرُك لَهُم مَا خافُوكَ عَليهِ ، وَاهرُب مِنهُم لِمَا خِفْتَهُم علَيهِ ، فَما أحوَجَهُم إلى ما مَنَعْتَهُم ، وَما أغْنَاكَ عَمَّا مَنَعُوكَ ، وسَتَعلَمُ مَنِ الرَّابِحُ غَدَا ، فَلَو أنَّ السَّمَاواتِ وَالأرضَ كانَتا رَتْقا عَلَى عَبْدٍ ، ثُمَّ اتَّقَى اللّه َ لَجَعَلَ لَهُ مِنهُما مَخْرَجا ، لا يُؤانِسنَّكَ إلاَّ الحَقُّ ، ولا يُوحِشَنَّكَ إلاَّ الباطِلُ ، فَلَو قبِلْتَ دُنياهُم لأحَبُّوكَ ، وَلَو قَرَضْتَ منها لأمِنُوكَ » . ۱

[ أقول : روى جَماعة من الخاصَّة والعامَّة ، أنَّ أمير المؤمنين عليه السلام ألقى هذه الكلمة حين نُفي أبو ذَرّ ، وشيّعه هو والحسنان عليهماالسلام ، وعَقِيل ٌ وعَمَّار ۲ . ]

أبو ذَرٍّ الغِفارِي ّ ۳

جُنْدُب بن جُنادَة ، وهو مشهور بكنيته . صوت الحقّ المدوّي ، وصيحة الفضيلة والعدالة المتعالية ، أحد أجلاّء الصَّحابة ، والسَّابقين إلى الإيمان ، والثَّابتين على الصِّراط المستقيم ۴ . كان موحِّدا قبل الإسلام ، وترفّع عن عِبادَة الأصنام ۵ . جاء إلى مكّة قادما من البادية ، واعتنق دين الحقّ بكلّ وجوده ، وسمع القرآن .
عُدَّ رابعَ ۶ من أسلم أو خامسهم ۷ ، واشتهر بإعلانه إسلامَه ، واعتقاده بالدين الجديد ، وتقصّيه الحقّ منذ يومه الأوّل ۸ .
وكان فريدا فذّا في صدقه وصراحة لهجته ، حتَّى قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله كلمته الخالدة فيه ، تكريما لهذه الصِّفة المحمودة النّادرة : « مَا أظَلّتِ الخَضرَاءُ ، ومَا أَقَلّتِ الغَبرَاءُ۹عَلَى رَجُلٍ أَصدَقَ لَهجَةً مِن أَبي ذَرّ »۱۰.
وكان من الثّلّة المعدودة الَّتي رعت حرمة الحقّ في خضمّ التَّغيّرات الَّتي طرأت بعد وفاة النَّبي ّ صلى الله عليه و آله ۱۱ ، وتفانى في الدِّفاع عن موقع الولاية العلويّة الرَّفيعة ، وجعل نفسه مِجَنّا للذبّ عنه ، وكان أحد الثَّلاثة الَّذين لم يفارقوا عليّا عليه السلام قطّ ۱۲ .
ولنا أن نعدّ من فضائله ومناقبه، صلاته على الجثمان الطَّاهر لسيّدة نساء العالمين فاطمة عليهاالسلام ، فقد كان في عداد من صلّى عليها في تلك اللَّيلة المشوبة بالألم والغمّ والمحنة ۱۳ .
وصرخاته بوجه الظُّلم ملأت الآفاق ، واشتهرت في التَّاريخ ؛ فهو لم يصبر على إسراف الخليفة الثَّالث وتبذيره وعطاياه الشَّاذّة ، فانتفض ثائرا صارخا ضدّها ، ولم يتحمّل التَّحريف الَّذي افتعلوه لدعم تلك المناقب المصطنعة ، وقدح في الخليفة، واستنكر توجيه كَعْب الأحْبار لأعماله وممارساته . فقام الخليفة بنفي صوت العدالة هذا إلى الشَّام الَّتي كانت حديثة عهدٍ بالإسلام ، غيرَ مُلمّةٍ بثقافته ۱۴ .
ولم يُطِقه معاوية أيضا ؛ إذ كان يعيش في الشَّام كالملوك ، ويفعل ما يفعله القياصرة ، ضاربا بأحكام الإسلام عرض الجدار ، فأقضّت صيحات أبي ذَرّ مضجعه ۱۵ . فكتب إلى عثمان يخبره باضطراب الشَّام عليه إذا بقي فيها أبو ذَرّ ، فأمر بردّه إلى المدينة ۱۶ ، وأرجعوه إليها على أسوأ حال .
وقدم أبو ذَرّ المدينة ، ليجد سياسة عثمان على حالها ، فعاد أبو ذرّ إلى طريقته ، فالاحتجاج كان قائما ، والصّيحات مستمرّة ، وقول الحقّ متواصلاً ، فلم يتوقّف أبو ذرّ عن كشف الانحراف . ولمّا لم يُجْدِ التَّرغيب والتَّرهيب معه ، غيّرت الحكومة اُسلوبها معه ، وما هو إلاّ الإبعاد ، لكنّه هذه المرَّة إلى الرَّبَذة ۱۷ ، وهي صحراء قاحلة حارقة ، وأصدر عثمان تعاليمه بمنع مشايعته ۱۸ . ولم يتحمّل أمير المؤمنين عليه السلام هذه الأوامر الجائرة ، فخرج مع أبنائه وعدد من الصَّحابة لتوديعه ۱۹ .
وله كلام عظيم خاطبه به وبيّن فيه ظُلامته ۲۰ . وتكلّم من كان معه أيضا، ليعلم الناس أنّ الَّذي أبعد هذا الصَّحابيّ الجليل إلى الرَّبَذَة هو قول الحقّ، ومقارعة الظُّلم، لا غيرها ۲۱ ، وكان إبعاد أبي ذَرّ أحد ممهّدات الثَّورة على عثمان .
وذهب هذا الرَّجل العظيم إلى الرَّبَذَة رضيّ الضَّمير ؛ لأنّه لم يتنصّل عن مسؤوليّته في قول الحقّ ، لكنّ قلبه كان مليئا بالألم ؛ إذ تُرك وحده ، وفُصل عن مرقد حبيبه رسول اللّه صلى الله عليه و آله .
يقول عبد اللّه بن حوّاش الكعبي : رأيتُ أبا ذَرّ في الرَّبَذَة ، وهو جالس وحده في ظلّ سقيفةٍ ، فقلت : يا أبا ذَرّ ! وحدك !
فقال : كان الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر شعاري ، وقول الحقّ سيرتي ، وهذا ما ترك لي رفيقا .
توفّي أبو ذَرّ سنة 32 ه ۲۲ ، وتحقّقت نبوءة النبي صلى الله عليه و آله في أبي ذرّ حيث قال صلى الله عليه و آله : « يَرحَم اللّه ُ أبا ذَرّ ، يَعِيشُ وحدَهُ ، ويَمُوتُ وَحدَهُ ، ويُحْشَرُ وَحدَهُ » .
ووصل جماعة من المؤمنين فيهم مالك الأشْتَر ، بعد وفاة ذلك الصَّحابيّ الكبير الصادع بالحقّ في زمانه، ووسّدوا جسده النَّحيف الثَّرى باحترام وتبجيل ۲۳۲۴ .
قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله :« مَا أظَلّتِ الخَضرَاءُ ، ولا أقلَّتِ الغَبرَاءُ عَلَى رَجُلٍ أصدَقَ لَهجَةً مِن أبي ذَرّ »۲۵.
وعنه صلى الله عليه و آله : « مَن سَرَّهُ أَن يَنظُرَ إلَى شَبيهِ عِيسى بنِ مَريَمَ خَلقا وخُلُقا ؛ فَليَنظُر إِلى أَبِي ذَرّ »۲۶.
وفي سنن الترمذي عن أبي ذَرّ : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : « مَا أظَلّتِ الخَضرَاءُ ، وَلا أقلَّتِ الغَبرَاءُ، من ذِي لَهجَةٍ أَصدَقَ وَلاَ أوفَى مِن أَبي ذَرّ ، شِبْهَ عِيسى بنِ مَريَمَ عليه السلام » . فقال عمر بن الخَطَّاب كالحاسد : يا رسول اللّه أ فنعرف ذلك له ؟ قال : نَعَم ، فاعرِفُوهُ لَهُ۲۷.
وفي مُسنَدِ ابنِ حَنْبَل عن بُرَيْدَة :قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : « إنّ اللّه َ عز و جل يُحِبُّ مِن أَصحَابِي
أَربَعَةً ، أَخبَرَنِي أنَّهُ يُحبِّهُم ، وَأَمَرَنِي أَن اُحِبَّهُم » .

قالوا : مَنْ هم يا رسول اللّه ؟
قال : « إنَّ عَلِيّا مِنهُم ، وأبو ذَرّ الغِفارِيّ ، وسَلْمانُ الفارِسِيّ ، والمِقْدادُ بنُ الأسْوَدِ الكِنْديّ۲۸» .
وفي أنساب الأشراف : لمّا أعطى عثمان ُ مروانَ بن الحكم ما أعطاه ، وأعطى الحارث بن الحكم بن أبي العاص ثلاثمئة ألف درهم ، وأعطى زَيْد بن ثابت الأنْصاريّ مئة ألف درهم ، جعل أبو ذَرّ يقول : بشّر الكانزين بعذاب أليم ، ويتلو قول اللّه عز و جل : « وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ » الآية ۲۹ .
فرفع ذلك مروانُ بن الحكم إلى عثمان ، فأرسل ـ عثمان ـ إلى أبي ذَرّ ناتلا ً مولاه أن : انْتَهِ عمّا يبلغني عنك ، فقال : أ ينهاني عثمان عن قراءةِ كتابِ اللّه ِ ، وعَيبِ مَن تَركَ أمرَ اللّه ِ ؟ ! فَواللّه ِ لأَن اُرضِيَ اللّه َ بِسَخَطِ عُثمانَ أَحَبُّ إليَّ وخَيرٌ لِي مِن أن اُسخِطَ اللّه َ بِرِضَاهُ ، فَأَغضَبَ عثمانَ ذلك وأَحفَظَهُ ۳۰ ، فَتَصابرَ وكَفَّ .
وقال عثمان يوما : أ يجوز للإمام أن يأخذ من المال ، فإذا أَيسَرَ قَضَى ؟ فقال كَعْب الأحْبار : لا بأس بذلك ! فقال أبو ذَرّ : يابن اليَهُودِيَّينِ ! أ تُعلّمُنا دِينَنا ؟ ! فقال عثمانُ : مَا أكثرَ أَذَاك لي ، وأوَلَعَكَ بِأصحَابي ! ۳۱
وفي أنساب الأشراف عن كُمَيْل بن زِياد : كنت بالمدينة حين أمر عثمان أبا ذَرّ باللِّحاق بالشام ، وكُنتُ بها في العامِ المُقبِلِ، حين سيّره إلى الرَّبذة ۳۲ .
وفي تاريخ اليعقوبيّ : بلغ عثمان أيضا أنّ أبا ذَرّ يقع فيه ، ويذكر ما غيّر وبدّل من سُنَنِ رَسولِ اللّه ِ ، وسُنَنِ أبي بكرٍ وعُمرَ ، فسيّره إلى الشَّام إلى معاوية ، وكان يجلس في المسجد فيقول كما كان يقول ، ويجتمع إليه النَّاس ، حتَّى كثر من يجتمع إليه ويسمع منه .
وكان يقف على باب دمشق ، إذا صلّى صلاة الصُّبح ، فيقول : جاءت القَطارُ تحمِلُ النَّارَ ، لَعَنَ اللّه ُ الآمرِينَ بالمَعرُوفِ والتَّارِكينَ لَهُ ، وَلَعَنَ اللّه ُ النَّاهينَ عَنِ المُنكَرِ وَالآتينَ لَهُ .
وكتب معاوية إلى عثمان : إنّك قد أفسدت الشَّام على نفسك بأبي ذَرّ ، فكتب إليه أن : احمِلهُ عَلَى قَتَبٍ ۳۳ بِغَيرِ وِطاء ، فَقَدِمَ بِهِ إلى المَدينَةِ ، وَقَد ذَهَبَ لَحمُ فَخِذَيهِ ، فلمّا دخل إليه وعنده جماعة قال : بَلَغَنِي أَنّك تقول : سَمِعتُ رَسولَ اللّه ِ يقولُ : « إذا كَمُلَت بَنُو اُمَيّةَ ثَلاثينَ رَجُلاً ، اتّخَذُوا بِلادَ اللّه ِ دُوَلاً۳۴، وعِبادَ اللّه ِ خَوَلاً۳۵، ودينَ اللّه ِ دَغَلاً۳۶» فقال : نَعَم ، سَمِعتُ رَسولَ اللّه ِ يقولُ ذلِكَ . فقال لهم : أسمعتم رسول اللّه يقول ذلك ؟
فبعث إلى عليّ بن أبي طالب ، فأتاه ، فقال : يا أبا الحسن ! أسَمِعتَ رَسُولَ اللّه ِ يَقُولُ ما حَكاهُ أبو ذَرّ ؟ وقصّ عليه الخبرَ . فقال عليّ : نعم ! قال : وَكيفَ تَشهَدُ ؟ قال : لقول رسول اللّه صلى الله عليه و آله : « ما أظَلَّتِ الخَضرَاءُ ، ولاَ أقلّتِ الغَبراءُ ذا لَهجَةٍ أَصدَقَ مِن أبي ذَرّ » .
فلم يُقِم بالمدينة إلاّ أيّاما حتَّى أرسل إليه عثمان : واللّه لَتَخرُجَنّ عنها ! قال : أ تُخرِجُنِي مِن حَرَمِ رَسُولِ اللّه ِ ؟ قال : نعم ، وأنفُكَ راغِمٌ . قال : فَإلى مَكّةَ ؟ قال : لا ، قال : فَإلى البَصرَةِ ؟ قال : لا ، قال : فَإلى الكُوفَةِ ؟ قال : لا ، وَلكِنْ إلى الرَّبَذَةِ الَّتي خَرَجتَ منها حَتَّى تموتَ بها ! يا مَروانُ ، أخرِجهُ ، ولا تَدَع أحدا يُكَلّمُهُ ، حَتَّى يَخرُجَ .
فَأَخرجَهُ عَلَى جَمَلٍ ومَعَهُ امرأَتُهُ وابنَتُهُ ، فخرج وعليّ والحسن والحسين وعبد اللّه بن جعفر وعَمَّار بن ياسِر ينظرون ، فَلَمّا رأى أبو ذَرّ عليّا ، قام إليه فقبَّلَ يَدَهُ ثُمّ بكى وقال : إنّي إذا رَأَيتُكَ ورأيتُ وُلدَكَ، ذَكَرتُ قَولَ رَسُولِ اللّه ِ ، فَلَم أَصبِر حَتَّى أبكي ! فَذَهَبَ عَلِيّ يُكَلّمُهُ ، فقال له مروان : إنّ أمير المؤمنين قد نهى أن يكلّمه أحد ، فرفع عليّ السَّوط فضرب وَجهَ ناقةِ مَروان َ ، وقال : تَنَحَّ ، نَحّاكَ اللّه ُ إلى النَّار !
ثمّ شيّعه ، فكلّمه بكلام يطول شرحه ، وتكلّم كلّ رجل من القوم وانصرفوا ، وانصرف مروان إلى عثمان ، فجرى بينه وبين عليّ في هذا بعض الوحشة ، وتلاحيا كلاما ، فلم يزل أبو ذَرّ بالرَّبَذَة حتَّى توفّي ۳۷ .
وفي أنساب الأشراف : كان أبو ذَرّ يُنكِر على معاوية أشياء يفعلها ، وبعث إليه معاوية بثلاثمئة دينار ، فقال : إن كانت من عطائي الَّذي حَرمتُمُونِيهِ عامي هذا قَبِلتُها ، وإن كانت صلة فلا حاجة لي فيها .
وبعث إليه حَبيبُ بن مَسْلَمَة الفِهْرِيّ بمئتي دِينار ، فقال : أ ما وجدتَ أهون عليك منّي حين تبعث إليَّ بمال ؟ وردّها .
وبنى معاوية الخضراء بدمشق ، فقال : يا معاوية ، إن كانت هذه الدَّار من مال
اللّه فهي الخيانة ، وإن كانت من مالِكَ فهذا الإسراف ، فسكت معاوية ۳۸ .
وفي أنساب الأشراف : كان أبو ذَرّ يقول : واللّه لقد حَدَثَت أعمال ما أعرفها ، واللّه ما هي في كتاب اللّه ، ولا سنّة نبيّه ، واللّه إنّي لأرى حقّا يُطفأ ، وباطلاً يُحيا ، وصادقا يُكذّب ، وأثَرَة بغِيرِ تُقىً ، وصالِحا مستأثَرا عليه .
فقال حَبِيب بنُ مَسْلَمَة لمعاوية : إنّ أبا ذَرّ مفسدٌ عليك الشَّام ، فتدارك أهله إن كانت لكم به حاجة ، فكتب معاوية إلى عثمان فيه ، فكتب عثمان إلى معاوية : أمّا بعد : فاحمل جُنْدُبا إليَّ على أغلظ مركب وأوعره ، فوجّه معاوية من سار به اللَّيل والنهار .
فلمّا قدم أبو ذَرّ المدينة جعل يقول : يستعمل الصِّبيان ، ويحمي الحمى ، ويُقرِّب أولاد الطُّلَقاء . فبعث إليه عثمان : الْحَق بأيّ أرض شئت ، فقال : بمكّة ، فقال : لا ، قال : فَبَيتُ المَقدِس ، قال : لا ، قال : فبأحد المِصرَين ۳۹ ، قال : لا ، ولكنّي مُسَيّرك إلى الرَّبذة ، فسيّرَه إليها ، فلم يزل بها حتَّى مات ۴۰ .
وعن قَتادَة : تكلّم أبو ذَرّ بشيء كرهه عثمان فكذّبه ، فقال : ما ظننت أنّ أحدا يكذّبني بعد قول رسول اللّه صلى الله عليه و آله : « مَا أَقلَّتِ الغَبرَاءُ ، ولا أطبَقَتِ الخَضْرَاءُ ، عَلَى ذِي لَهْجَة أصدقَ مِن أبِي ذَرّ »ثمّ سيّره إلى الرَّبَذَة .
فكان أبو ذَرّ يقول : مَا تَرَكَ الحَقّ لِي صَدِيقا ، فلمّا سار إلى الرَّبَذَة قال : رَدَّني عثمان بعد الهجرة أعرابيّا !۴۱
وفي الأمالي للطوسيّ عن عبد الرحمن بن أبي عَمْرَة الأنْصاريّ : لمّا قدم أبو ذَرّ على عثمان ، قال : أخبِرني أيّ البلاد أحبّ إليك ؟ قال : مُهاجَري ، فقال : لستَ بمجاوري . قال : فَألحَقُ بحرم اللّه ، فَأكُونُ فيه ؟ قال : لا ، قال : فالكوفة ، أرض بها أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، قال : لا ، قال : فلست بمختار غيرهنّ . فأمره بالمسير إلى الرَّبذة ، فقال : إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال لي :« اسمَع وَأَطِع ، وَانفَذْ حَيثُ قَادُوكَ ، وَلَو لِعَبدٍ حَبَشِيّ مُجَدّع » .
فخرج إلى الرَّبذة ، وأقام مدّة ، ثمّ أتى إلى المدينة ، فدخل على عثمان والناس عنده سماطين ، فقال : يا أمير المؤمنين ! إنّك أخرجتني من أرضي إلى أرض ليس بها زرع ولا ضرع إلاّ شُوَيهات ، وليس لي خادم إلاّ محرّرة۴۲، ولا ظلّ يظلّني إلاّ ظلّ شجرة ، فأعطِني خادما وغُنَيمات أعِش فيها ، فحوّلَ وجهه عنه ، فتحوّل عنه إلى السَّماط الآخر ، فقال مثل ذلك .
فقال له حَبِيب بن مَسْلَمَة : لك عندي يا أبا ذَرّ ألفُ درهم وخادم وخمسمئة شاة .
قال أبو ذَرّ : أعطِ خادمك وألفك وشويهاتك من هو أحوج إلى ذلك منّي ؛ فإنّي إنّما أسأل حقّي في كتاب اللّه .
فجاء عليّ عليه السلام فقال له عثمان : ألاَ تُغنِي عَنّا سَفِيهَكَ هذا ؟
قال :أيُّ سَفِيهٍ ؟
قال : أبو ذَرّ !
قال عليّ عليه السلام : لَيسَ بِسَفِيهٍ ، سَمِعتُ رَسُولَ اللّه صلى الله عليه و آله يَقُولُ : « مَا أظلَّتِ الخَضرَاءُ ، ولاَ أقلَّتِ الغَبرَاءُ ، أَصدَقَ لهجةً مِن أَبِي ذَرّ » أَنزِلهُ بِمَنزِلَةِ مُؤمِنِ آلِ فِرعَون ،« وَ إِن يَكُ كَـذِبًا فَعَلَيْهِكَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِى يَعِدُكُمْ »۴۳.
قَالَ عُثمانُ : التُّراب في فيكَ !
قالَ عليّ عليه السلام : بل التُّرابُ في فيكَ ، أنشُدُ باللّه ِ، مَن سَمِعَ رَسَولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله يَقولُ ذَلِكَ لِأَبي ذرّ ؟ فقام أبو هُرَيرَة َ وعَشَرَةٌ فَشَهِدُوا بِذلِكَ ، فَوَلّى عليّ عليه السلام۴۴.
ييييخ وفي الكافي عن أبي جعفر الخَثْعَميّ : لمّا سيّر عثمان أبا ذَرّ إلى الرَّبَذَة ، شيّعه أمير المؤمنين وعَقِيل والحسن والحسين عليهم السلاموعَمَّار بن ياسر ، فلمّا كان عند الوداع ، قال أمير المؤمنين عليه السلام : يا أبا ذَرّ ، إنَّكَ إِنَّما غَضِبتَ لِلّهِ عز و جل ، فَارجُ مَن غَضِبتَ لَهُ . إنّ القَومَ خَافُوكَ عَلَى دُنياهُمَ ، وَخِفتَهُم عَلَى دِينِكَ ، فَأرحَلُوكَ عَن الفِناءِ وامتَحَنُوكَ بالبلاء . وَوَاللّه ِ لَو كَانَتِ السَّماوَاتُ والأرضُ عَلَى عَبدٍ رَتْقا ، ثُمّ اتّقَى اللّه عز و جل ؛ جَعَلَ لَهُ مِنها مَخرَجا ، فَلا يُؤنِسْكَ إلاّ الحقُّ ، ولاَ يُوحِشْكَ إلاّ الباطِلُ۴۵.

قال الإمام الصادق عليه السلام : لمّا شيّع أمير المؤمنين عليه السلام أبا ذَرّ رحمه الله ، وشيّعه الحسن والحسين عليهماالسلام ، وعَقِيل بن أبي طالب ، وعبد اللّه بن جعفر ، وعَمَّار بن ياسِر عليهم سلام اللّه ؛ قال لهم أمير المؤمنين عليه السلام : ودِّعُوا أَخَاكُم ؛ فَإنّهُ لابُدَّ للشاخِصِ مِن أَن يَمضِيَ ، وَللمُشَيِّعِ مِن أَن يَرجِعَ .
قال : فَتَكَلّمَ كلُّ رَجُلٍ منِهُم عَلَى حِيالِهِ ، فَقَال الحُسَينُ بنُ عَلِيّ عليهماالسلام : رَحِمَكَ اللّه ُ يا أبا ذَرّ ! إنَّ القَومَ إنّما امتَهَنُوكَ بالبَلاء ؛ لأنّكَ مَنَعتَهُم ديِنَكَ ، فَمَنعُوك دُنياهُم ؛ فَمَا أَحوَجَكَ غَدا إلى ما مَنَعتَهُم ، وَأغناكَ عَمّا مَنعُوك .
فقال أبو ذَرّ : رَحِمَكُمُ اللّه ُ مِن أَهلِ بَيتٍ ! فَما لِي فِي الدُّنيا مِن شَجَنٍ۴۶غَيرَكُم ، إنّي إذا ذَكَرتُكُم
ذَكَرتُ رَسُولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله۴۷.

وفي الأمالي للمفيد عن أبي جهضم الأزْدِيّ عن أبيه ـ بعد معاملة عثمان السَّيِّئة مع أبي ذَرّ : بلغ ذلك أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام فبكى حتَّى بلّ لحيته بدموعه ، ثمّ قال : أَهَكَذا يُصنَعَ بِصاحِبِ رَسُولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ؟ ! إنّا للّه ِ وإنّا إليهِ راجِعُون .
ثمّ نهض ومعه الحسن والحسين عليهماالسلام ، وعبد اللّه بن العبّاس والفضل وقُثَم وعبيد اللّه ، حتَّى لحقوا أبا ذَرّ ، فشيّعوه ، فلمّا بصر بهم أبو ذَرّ رحمه الله حَنّ إليهم ، وَبَكى عَلَيهِم ، وَقال : بِأبِي وُجُوهٌ إذا رَأيتُها ذَكَرتُ بِها رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، وَشَمَلَتنِيَ البركَةُ بِرُؤيَتِها .
ثُمّ رَفَعَ يَديهِ إلى السَّماءِ وقَالَ : اللَّهُمَّ إنِّي اُحبُّهُم ، وَلَو قُطّعتُ إربا إربا في مَحَبَّتِهِم ، مَا زلِتُ عَنها ابتِغاءَ وَجهِكَ وَالدَّارَ الآخِرَةَ ، فارجِعُوا رَحِمَكُم اللّه ُ ، واللّه َ أَسألُ أَن يَخلُفَنِي فيكُم أحسَنَ الخِلافَةِ . فودّعه القوم ورجعوا وهم يبكون على فراقه ۴۸ .
وفي تاريخ اليعقوبي : لم يزل أبو ذَرّ بالرَّبَذَة حتَّى تُوفّيَ ، وَلمّا حضرته الوفاة قالت له ابنته : إنّي وحدي في هذا الموضع ، وأخافُ أن تَغلِبَنِي عليك السِّباعُ .
فقال : كلاّ، إنّه سيحضرنِي نفرٌ مُؤمِنُونَ ، فانظُري أَ ترينَ أحَدَا ؟
فقالت : ما أرى أحدا !
قال : ما حضر الوقت ، ثمّ قال : انظري ، هل ترين أحدا ؟
قالت : نعم، أرى ركبا مُقبلِينَ .
فقال : اللّه أكبر ، صدق اللّه ورسولُهُ ، حَوِّلِي وجهيَ إلى القبلة ، فإذا حضر القوم فَأقرئيهم منّي السَّلام ، فإذا فرغوا من أمري ، فاذبحي لهم هذه الشَّاة ، وقولي لهم : أقسمت عليكم إن برحتم حتَّى تأكلوا ، ثمّ قُضِي عليه .
فأتى القوم ، فقالت لهم الجارية : هذا أبو ذَرّ صاحِبُ رَسُولِ اللّه ِ قَد تُوفّي ، فنزلوا ، وكانوا سبعة نفر ، فيهم حُذَيْفَة بن اليَمان ، والأشْتَر ، فبكوا بكاءً شديدا ، وغسّلوه ، وكفّنوه ، وصلّوا عليه ، ودفنوه .
ثمّ قالت لهم : إنّه يُقسِمُ عليكم ألاّ تبرَحُوا حتَّى تأكلُوا ، فذبَحُوا الشَّاةَ وأكلوا ، ثمّ حَمَلُوا ابنَتهُ حتَّى صارُوا بها إلى المدينة ۴۹ .

1.تذكرة الخواص : ص۱۵۶ وراجع : نهج البلاغة : الخطبة۱۳۰ ، كشف الغمَّة : ج۳ ص۱۳۶ ، بحار الأنوار : ج۲۲ ص۴۱۱ ح۳۰ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۸ ص۲۵۲ .

2.راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۸ ص۲۵۲ ـ ۲۶۲ ، الغدير : ج۸ ص۴۱۳ ـ ۴۳۲ .

3.قد اختلف في اسمه ونَسَبه اختلافا كثيرا ، وما في المتن هو أكثر وأصحّ ما قيل فيه ، ولكنّه مشهور بكنيته ولقبه .

4.سِيَر أعلامِ النبلاء : ج۲ ص۴۶ الرقم۱۰ ، الاستيعاب : ج ۴ ص۲۱۶ الرقم۲۹۷۴ ، اُسد الغابة : ج۱ ص۵۶۳ الرقم۸۰۰ .

5.الطبقات الكبرى : ج۴ ص۲۲۲ ، حلية الأولياء : ج ۱ ص۱۵۸ الرقم۲۶ ، اُسد الغابة : ج ۱ ص۵۶۳ الرقم۸۰۰ .

6.المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص۳۸۵ ح۵۴۵۹ ، الطبقات الكبرى : ج۴ ص۲۲۴ ، اُسد الغابة : ج۱ ص۵۶۳ الرقم۸۰۰ .

7.الطبقات الكبرى : ج۴ ص۲۲۴ ، سِيَر أعلامِ النبلاء: ج۲ ص۴۶ الرقم۱۰، اُسد الغابة: ج ۱ ص۵۶۳ الرقم۸۰۰ .

8.الطبقات الكبرى : ج۴ ص۲۲۵ ، حلية الأولياء : ج ۱ ص۱۵۸ الرقم۲۶ .

9.الخضْرَاء : السَّماء ، والغَبْرَاء : الأرض (النهاية : ج۲ ص۴۲) .

10.راجع : المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۳۸۵ ح۵۴۶۱ ، الطبقات الكبرى : ج۴ ص۲۲۸ ، سِيَر أعلامِ النبلاء : ج۲ ص۵۹ الرقم۱۰ .

11.راجع : الخصال : ص۶۰۷ ح۹ ، عيون أخبار الرضا : ج ۲ ص۱۲۶ ح۱ .

12.راجع : رجال الكشّي : ج۱ ص۳۸ الرقم ۱۷ ، الاختصاص : ص۶ .

13.راجع : رجال الكشّي : ج۱ ص۳۴ الرقم ۱۳ ، الاختصاص : ص۵ .

14.راجع : أنساب الأشراف : ج۶ ص۱۶۶ ، مروج الذهب : ج۲ ص۳۴۹ ، شرح نهج البلاغة : ج ۸ ص۲۵۶ ح۱۳۰ .

15.راجع : أنساب الأشراف : ج۶ ص۱۶۷ ، شرح نهج البلاغة : ج ۸ ص۲۵۶ الرقم۱۳۰ ؛ الشافي : ج۴ ص۲۹۴ .

16.الطبقات الكبرى : ج۴ ص۲۲۶ ، أنساب الأشراف : ج۶ ص۱۶۷ ، سِيَر أعلامِ النبلاء : ج۲ ص۶۳ الرقم۱۰ ، تاريخ الطبري : ج۴ ص۲۸۳ ؛ الأمالي للمفيد : ص۱۶۲ ح۴ .

17.راجع : الكافي : ج ۸ ص۲۰۶ ح۲۵۱ ، الأمالي للمفيد : ص۱۶۴ ح۴ ؛ أنساب الأشراف : ج۶ ص۱۶۷ ، الطبقات الكبرى : ج۴ ص۲۲۷ .

18.راجع : مروج الذهب : ج۲ ص۳۵۱ ، شرح نهج البلاغة: ج ۸ ص۲۵۲ الرقم۱۳۰؛ الأمالي للمفيد: ص۱۶۵ ح۴ .

19.الكافي : ج ۸ ص۲۰۶ ح۲۵۱ ، من لا يحضره الفقيه : ج ۲ ص۲۷۵ ح۲۴۲۸ ، الأمالي للمفيد : ص۱۶۵ ح۴ ، المحاسن : ج۲ ص۹۴ ح۱۲۴۷ ، تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۷۲ ؛ مروج الذهب : ج۲ ص۳۵۰ .

20.الكافي : ج ۸ ص۲۰۶ ح۲۵۱ ، نهج البلاغة : الخطبة ۱۳۰ .

21.الكافي : ج ۸ ص۲۰۷ ح۲۵۱ وراجع من لا يحضره الفقيه : ج ۲ ص۲۷۵ ح۲۴۲۸ ، المحاسن : ج۲ ص۹۴ ح۱۲۴۷ ؛ شرح نهج البلاغة : ج ۸ ص۲۵۳ الرقم۱۳۰ .

22.المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص۳۸۱ ح۵۴۵۱ ، سِيَر أعلامِ النبلاء : ج۲ ص۷۴ الرقم۱۰ ؛ رجال الطوسي : ص۳۲ الرقم۱۴۳ وفيه « مات في زمن عثمان بالربذة » .

23.راجع : الإصابة : ج۷ ص۱۰۹ ح۹۸۷۷، المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۵۳ ح۴۳۷۳ ، الطبقات الكبرى : ج۴ ص۲۳۴ ، سِيَر أعلامِ النبلاء : ج۲ ص۷۷ الرقم۱۰ ، تاريخ الطبري : ج۴ ص۳۰۸ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۲۶۴ ؛ رجال الكشّي : ج۱ ص۲۸۳الرقم۱۱۸ .

24.المشهور إنّ أبا ذرّ انتهج اُسلوب كشف المساوئ والبدع في أيّام عثمان ، كما كان يذكّر بوجود الظلم والتمييز والتكتّل . من هنا لم تتحمّل الحكومة وجوده في المدينة ، فنفته إلى الشَّام . وفيها واصل اُسلوبه ، وفضح معاوية وكشف قبائحه . فشكاه معاوية إلى عثمان ، فردّه إلى المدينة ، ثمّ أبعده إلى الربذة . . . . بَيْد أنّ بعض الباحثين ذهب إلى أنّه مكث طويلاً في الشَّام ، اهتداءً ببعض الوثائق التاريخيّة ، ومقايسة أخبار متنوّعة في هذا المجال . أي : إنّه توجّه إلى الشَّام بعد موت أبي بكر ، وبذر فيها التشيّع . راجع : كتاب « أبو ذرّ الغفاري » لمحمّد جواد آل الفقيه : ص۶۵ .

25.المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص۳۸۵ ح۵۴۶۱ ، سنن الترمذي : ج ۵ ص۶۶۹ ح۳۸۰۱ ، سنن ابن ماجة : ج۱ ص۵۵ ح۱۵۶ ، سِيَر أعلامِ النبلاء : ج۲ ص۵۹ الرقم۱۰ كلّها عن عبد اللّه بن عمرو .

26.المعجم الكبير : ج ۲ ص۱۴۹ ح۱۶۲۶ عن عبد اللّه بن مسعود ، الطبقات الكبرى : ج۴ ص۲۲۸ ، سِيَر أعلامِ النبلاء : ج۲ ص۵۹ الرقم۱۰ كلاهما عن مالك بن دينار وفيهما « مَن سرّه أن ينظر إلى زهد عيسى فلينظر . . . » ، الاستيعاب : ج ۱ ص۳۲۳ الرقم۳۴۳ عن أبي هريرة وفيه « من سرّه أن ينظر إلى تواضع عيسى فلينظر . . . » .

27.سنن الترمذي : ج ۵ ص۶۷۰ ح۳۸۰۲ .

28.مسند ابن حنبل : ج۹ ص۱۴ ح۲۳۰۲۹ ، سِيَر أعلامِ النبلاء : ج۲ ص۶۱ الرقم۱۰ .

29.التوبة : ۳۴ .

30.أي : أغضَبه ، من الحَفِيظة ؛ الغَضب ( النهاية : ج۱ ص۴۰۸ ) .

31.أنساب الأشراف : ج۶ ص۱۶۶ ؛ الشافي : ج۴ ص۲۹۳ نحوه وراجع شرح نهج البلاغة :ج۸ ص۲۵۶ .

32.أنساب الأشراف : ج۶ ص۱۶۸ .

33.القَتَب : رَحْل البَعِير ، صغير على قدر السَّنَام ( مجمع البحرين : ج۳ ص ۱۴۳۷ ) .

34.الدُّوَل : جمع دُولة ؛ وهو ما يُتداوَل من المال ، فيكون لقوم دون قوم ( النهاية : ج۲ ص ۱۴۰ ) .

35.خَوَلاً : أي خَدما وعَبيدا ، يعني أنّهم يستخدمونهم ويَستعبِدونهم ( النهاية : ج۲ ص ۸۸ ) .

36.دَغَلاً : أي يَخدعون به الناسَ ، وأصل الدَّغَل : الشَّجَر الملتَفّ الَّذي يكمُن أهل الفَساد فيه ( النهاية : ج۲ ص ۱۲۳ ) .

37.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۷۱ ؛ الفتوح : ج۲ ص۳۷۳ نحوه وراجع مروج الذهب : ج۲ ص۳۵۰ .

38.أنساب الأشراف : ج۶ ص۱۶۷ ، شرح نهج البلاغة : ج۸ ص۲۵۶ ؛ الشافي : ج۴ ص۲۹۴ وليس فيهما من « وبعث إليه » إلى « وردّها » .

39.هما الكوفةَ والبَصرة ( لسان العرب : ج۵ ص ۱۷۶ ) .

40.أنساب الأشراف : ج۶ ص۱۶۷ ؛ الشافي : ج۴ ص۲۹۴ نحوه .

41.أنساب الأشراف : ج۶ ص۱۶۸ .

42.المُحَرَّر : الَّذي جُعل من العبيد حُرّا فاُعتِق ( النهاية : ج۱ ص ۳۶۲ ) .

43.غافر : ۲۸ .

44.الأمالي للطوسي : ص۷۱۰ ح۱۵۱۴ .

45.الكافي : ج ۸ ص۲۰۶ ح۲۵۱ .

46.الشَّجَنُ : أي قرابة مشتبكة كاشتباك العروق ( النهاية : ج۲ ص ۴۴۷ ) .

47.المحاسن : ج۲ ص۹۴ ح۱۲۴۷ عن إسحاق بن جرير الجريري عن رجل من أهل بيته ، من لا يحضره الفقيه : ج ۲ ص۲۷۵ ح۲۴۲۸ .

48.الأمالي للمفيد : ص۱۶۵ ح۴ .

49.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۷۳ وراجع تاريخ الطبري : ج۴ ص۳۰۸ ، الكامل في التاريخ :ج۲ ص۲۶۴ ، الفتوح : ج۲ ص۳۷۷ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج1
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 112943
الصفحه من 568
طباعه  ارسل الي