118
كتابه عليه السلام إلى عَمْرو بن العاص
۰.كتابه عليه السلام إلى عَمْرو بن العاص بن وائل السَّهميّ :« أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ الدُّنْيَا مَشْغَلَةٌ عَنْ غَيْرِهَا ، ولَمْ يُصِبْ صَاحِبُهَا مِنْهَا شَيْئا ، إِلاَّ فَتَحَتْ لَهُ حِرْصا يَزيدُه فيْهَا رَغبةً ، ولَنْ يَسْتَغْنِيَ صَاحِبُهَا بِمَا نَالَ عَمَّا لَمْ يَبْلُغْهُ ، ومِنْ وَرَاءِ ذَلِك فِرَاقُ مَا جَمَعَ ، والسَّعِيدُ مَن وُعِظَ بِغَيْرِه ، فَلا تُحْبِط أبا عبْد اللّه أجْرَك ، ولا تُجارِ مُعاوِيَة َ في باطِلهِ » . ۱
119
كتابه عليه السلام إلى عَمْرو بن العاص
[ نقل مصنّف كتاب معادن الحكمة رحمه الله كتابه عليه السلام إلى عَمْرو من أمالي الشَّيخ رحمه الله ۲
، ونقله نصر بنحو آخر : ] قال : كتب عليّ عليه السلام إلى عَمْرو بن العاص كتابا ( قبل رفع المصاحِف ) ، صدره « أمَّا بعدُ ، فإنَّ الدُّنيا مَشْغلَةٌ . . . » ، وقد نقله المصنّف ۳ ، فأجابه عَمْرو بن العاص :
أمَّا بعدُ ، فإنَّ ما فيه صلاحنا وألفتنا الإنابة إلى الحقِّ ، وقد جعلنا القرآن حكَمَا
بيننا ، فأجبنا إليه ، وصبر الرَّجل منَّا نفسَه على ما حكَم عليه القرآن ، وعذرَه النَّاس بعد المُحاجزَةِ ، والسَّلام .
فكتب إليه عليّ عليه السلام :
« أمَّا بعدُ ، فإنَّ الَّذي أعْجَبَك مِنَ الدُّنيا ممَّا نازَعَتْكَ إليهِ نَفْسُكَ ، ووَثِقْتَ بهِ مِنها لَمُنْقَلِبٌ عَنكَ ، ومُفارِقٌ لَكَ ، فلا تَطْمَئِنَّ إلى الدُّنيا ، فإنَّها غَرَّارَةٌ ، ولَوِ اعْتَبَرتَ بِما مضى لَحَفِظْتَ ما بَقِيَ ، وانْتفعْتَ بما وُعِظْتَ بهِ ، والسَّلامُ » .۴
[ ذكر نصر ۵
كتابه عليه السلام الأوَّل وجوابه ، وفيه الدَّعوة إلى الشُّورى ، وأنَّه كتبه إليه قبل الخروج إلى صفِّين ، وذكر في موضع آخر ۶ الكتاب الأوَّل وهذا الجواب ، ثُمَّ نقل هذا الكتاب ، ومِنَ العجَبِ اتَّحادُ الكتابِ الأوَّلِ في المقامين . ]
1.وقعة صفِّين : ص۴۹۸ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۵۳۸ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد :ج۲ ص۲۲۷ .
2.الأمالي للطوسي : ص۲۱۷ ح ۳۸۱ .
3.معادن الحكمة : ج۱ ص۲۱۰ الرقم۷ .
4.راجع : الأمالي للطوسي : ص۲۱۷ ح ۳۸۱ ، وقعة صفِّين : ص۱۱۰ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۲ ص۲۲۷ ، أخبار الطوال : ص۱۹۱ ، جمهرة رسائل العرب : ج۱ ص۴۸۵ الرقم۴۵۲ .
5.وقعة صفِّين : ص۱۱۰ .
6.وقعة صفِّين : ص۴۹۸ .