393
مكاتيب الأئمّة ج1

مكاتيب الأئمّة ج1
392

122

كتابه عليه السلام إلى المُنْذِر بن الجارُود

[ نقل مصنف كتاب معادن الحكمة رحمه الله ۱ كتابا له عليه السلام إلى المُنْذِر بن الجارود
العَبديّ ، نقلاً عن نهج البلاغة ، ولكِنَّ اليعقوبيّ نقله بنحو آخر يباين نقلَ السَّيِّد ، أوردناه هنا تتميما للفائدة : ] كتب إلى المُنْذِر بن الجارود وهو على اصْطخر :
« أمَّا بعدُ ؛ فإنَّ صَلاحَ أبِيكَ غرَّنِي مِنكَ ، فإذا أنتَ لا تَدَعُ انقِيادَا لِهواكَ أزرَى ذلِكَ بِكَ ، بَلَغَنِي أنَّكَ تَدَعُ عَملَكَ كَثِيرا ، وتَخرُجُ لاهِيا بِمنْبَرِها ، تَطلُبُ الصَّيدَ ، وتلعَبُ بالكِلابِ ، وأُقسِمُ لَئِن كانَ حَقَّا لَنُثِيبَنَّكَ فِعلَكَ ، وجاهِلُ أهلِكَ خَيرٌ مِنكَ ، فأقبِلْ إليَّ حِينَ تنظُرُ في كتابي ، والسَّلام » .
فأقبل ، فعزله وأغرمه ثلاثين ألفا ، ثُمَّ تركها لصَعْصَعة بن صُوحان بعد أن أحلفه عليها ، فحلف ، وذلك أنَّ عليَّا دخل على صَعْصَعة يعوده ، فلمّا رآه عليّ ، قال :
« إنَّكَ ما عَلِمْتُ حَسنَ المعونة خفيف المؤونة »۲.
فقال صَعْصَعة : وأنتَ واللّه ِ ، يا أميرَ المُؤمِنينَ عليم ، وأنَّهُ في صدرك عظيم .
فقال له عليّ : « لا تَجعَلْها أبّهَةً علَى قَومِكَ أَنْ عادَكَ إمامُكَ » .
قال : لا ، يا أمير المؤمنين ، ولكنَّه مَنٌّ مِنَ اللّه ِ علَيَّ أن عادني أهلُ البيت ، وابنُ عمّ رسول ربّ العالمين .
قال : غياث ، فقال له صَعْصَعة : يا أمير المؤمنين ، هذه ابنة الجارود ، تعصر عينيها كلَّ يوم لحبسك أخاها المُنْذِر ، فأخرجه ، وأنا أضمن ما عليه في أعطيات ربيعة .
فقال له عليّ : « ولِمَ تَضمَنْها ، وزَعَم لنا أنَّهُ لَم يأْخُذها ، فليحلِفْ ونُخرجُهُ » .
فقال له صَعْصَعة : أراه واللّه سيحلف .
قال : وأنا واللّه أظنّ ذلك .
وقال عليّ : « أمَا أنَّه نظَّار في عِطفَيهِ ، مُختَالٌ في بُردَيهِ ، نقَّال في شِراكِيْهِ ، فَلْيَحلِفْ بَعدُ ، أو لِيدَعَ » ، فحلف فخلَّى سبيلَهُ .۳
[ عبدي ، نسبة إلى عبد القيس ، وقد ذكره ابن أبي الحديد ۴ ، وهو الَّذي كتب إليه الحسين عليه السلام فيمن كتب إليه من أشراف البصرة إلاَّ المُنْذِر ، فإنَّه خان وجاء بالكتاب والرَّسول إلى ابن زياد . ۵ ]

1.معادن الحكمة : ج۱ ص ۳۰۳ الرقم۳۵ .

2.في المصدر: «حسن المونة خفيق المؤونة» والصحيح ما أثبتناه.

3.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۲۰۳ .

4.شرح نهج البلاغة : ج۱۸ ص۵۵ ـ ۵۹ .

5.راجع : تاريخ الطبري : ج۷ ص۲۴۰ ، البداية والنهاية : ج۸ ص۱۵۷ ؛ اللهوف : ص۳۲ ، بحار الأنوار : ج۴۴ ص۳۴۰ ، نفس المهموم : ص۴۷ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج1
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 113158
الصفحه من 568
طباعه  ارسل الي