447
مكاتيب الأئمّة ج1

126

كتابه عليه السلام إلى أبي موسى الأشْعَرِيّ

۰.من كتاب له عليه السلام إلى أبي موسى الأشْعَرِيّ جَوابا في أمْر الحَكَمَين ، ذكره سَعِيد بن يَحْيَى الأمَوي في كتاب المَغازيّ :« فَإِنَّ النَّاس قَدْ تَغَيَّرَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ عَنْ كَثِيرٍ مِن حَظِّهِمْ ، فَمَالُوا مَعَ الدُّنيا ونَطَقُوا
بِالْهَوَى ، وإِنِّي نَزَلْتُ مِن هَذَا الأَمْرِ مَنْزِلا مُعْجِبا ، اجْتَمَعَ بِهِ أَقْوَامٌ أَعْجَبَتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ ، وأَنَا أُدَاوِي مِنْهُمْ قَرْحا أَخَافُ أَنْ يَكُونَ عَلَقا ، ولَيْسَ رَجُلٌ ـ فَاعْلَمْ ـ أَحْرَصَ عَلَى جَمَاعَةِ أُمَّةِ محمَّد صلى الله عليه و آله وأُلْفَتِهَا مِنِّي ، أَبْتَغِي بِذَلِك حُسْنَ الثَّوَابِ ، وكَرَمَ الْمَآبِ ، وسَأَفِي بِالَّذِي وَأَيْتُ عَلَى نَفْسِي ، وإِنْ تَغَيَّرْتَ عَنْ صَالِحِ مَا فَارَقْتَنِي علَيْه ، فإنَّ الشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ نَفْعَ مَا أُوتِيَ مِنَ الْعَقْلِ والتَّجْرِبَةِ ، وإِنِّي لأَعْبَدُ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ بِبَاطِلٍ ، وأَنْ أُفْسِدَ أَمْرا قَدْ أَصْلَحَهُ اللّه ، فَدَعْ مَا لا تَعْرِفُ ، فإنَّ شِرَارَ النَّاس طَائِرُونَ إِلَيْك بِأَقَاوِيلِ السُّوءِ ، والسَّلامُ » . ۱

1.نهج البلاغة : الكتاب۷۸ .


مكاتيب الأئمّة ج1
446

خُزَيْمَةُ بنُ ثَابِتٍ ذُو الشَّهَادَتَيْنِ

خُزَيْمَة بن ثابت بن الفاكِه الأنْصاريّ الأوْسِيّ يُكنَّى أبا عَمَّارة . ويلقّب بذي الشهادتين . من الشَّخصيّات المتألّقة بين صحابة النَّبيّ صلى الله عليه و آله .
شهد اُحد ا وبقيّة المشاهد ۱ . وإنّما اشتهر بذي الشَّهادتين ؛ لأنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله جعل شهادته شهادة رجلين ۲ . وكان خُزَيْمَة أحد الأفراد القلائل الَّذين ثبتوا على حقّ الخلافة و خلافة الحقّ بعد النَّبيّ صلى الله عليه و آله ۳ ، إذ قام في المسجد رافعا صوته بالدفاع عن خلافة أمير المؤمنين عليّ عليه السلام . واحتجّ بالمنزلة الَّتي خصّه بها رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فشهد أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله جعل أهل بيته عليهم السلاممعيارا لمعرفة الحقّ من الباطل ، ونصبهم أئمّة على العباد ۴ . وشهد خُزَيْمَة حروب أمير المؤمنين عليه السلام وكان ثابت الخُطى فيها . رُزق الشَّهادة بعد استشهاد
عَمَّار بن ياسر ۵ .
في رجال الكشّي عن أبي إسحاق : لمّا قُتل عَمَّار ، دخل خُزَيْمَة بن ثابت فسطاطه ، وطرح عنه سلاحه ، ثمّ شنّ عليه الماء فاغتسل ، ثمّ قاتل حتَّى قُتل ۶ .
وفي أصحاب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام عن عبد الرحمن بن أبي ليلى : كنت بصفِّين فرأيت رجلاً أبيض اللِّحية ، معتمّا متلثّما ، ما يُرى منه إلاّ أطراف لحيته ، يقاتل أشدّ قتال ، فقلت : يا شيخ ! تقاتل المسلمين ؟ فحسر لثامه ، وقال : أنا خُزَيْمَة ، سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول : « قاتِلْ مَعَ عليٍّ جَمِيعَ مَن يُقاتِلُ »۷ .

1.تاريخ الإسلام للذهبي : ج۳ ص۵۶۵ .

2.راجع: المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص۴۴۸ ح۵۶۹۵ ، المعجم الكبير : ج۴ ص۸۲ ح۳۷۱۲ ، المصنّف لعبد الرزّاق : ج ۱۱ ص۲۳۶ ح۲۰۴۱۶ ، التاريخ الكبير : ج ۳ ص۲۰۶ ح۷۰۴ ، الطبقات الكبرى : ج۴ ص۳۷۹ ؛ رجال الطوسي : ص۳۸ الرقم۲۲۶ .

3.راجع: الخصال : ص۶۰۸ ح۹ ، عيون أخبار الرضا : ج ۲ ص۱۲۶ ح۱ .

4.راجع: الخصال : ص۴۶۴ ح۴ ، الاحتجاج : ج ۱ ص۱۹۷ ح۸ ، رجال البرقي : ص۶۵ نحوه .

5.تحدّثت بعض النصوص التاريخيّة عن عدم اشتراك خُزيمة في حرب الجمل ، وجاء فيها « كان كافّا بسلاحه يوم الجمل ويوم صفّين » . وقاتل في صفّين بعد استشهاد عمّار بن ياسر ( راجع : مسند ابن حنبل : ج ۸ ص۲۰۲ ح۲۱۹۳۲ ، المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص۴۴۹ ح۵۶۹۷ ، سِيَر أعلامِ النبلاء : ج ۲ ص۴۸۷ الرقم۱۰۰ ورجال الكشّي : ج ۱ ص۲۶۸ الرقم ۱۰۱ ) . ووردت هذه العبارات في كتب الشَّيعة والسنّة . وراويها هو حفيد خزيمة ؛ وهو مجهول ، وهذا الكلام لا ينسجم مع شأن خزيمة وجلالته ( راجع : قاموس الرجال : ج۴ ص۱۶۹ ـ ۱۷۴ و ج ۵ ص۲۶۱ ) .مسند ابن حنبل : ج ۸ ص۲۰۲ ح۲۱۹۳۲ ، المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص۴۴۸ ح۵۶۹۶ و۵۶۹۷ ، المعجم الكبير : ج۴ ص۸۲ ح۳۷۱۱ ، سِيَر أعلامِ النبلاء : ج ۲ ص۴۸۷ الرقم۱۰۰ ؛ رجال الكشّي : ج۱ ص۲۶۸ الرقم۱۰۱ .

6.رجال الكشّي : ج ۱ ص۲۶۷ الرقم ۱۰۰ .

7.أصحاب الإمام أمير المؤمنين : ج ۱ ص۱۹۰ الرقم۳۰۲ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج1
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 112806
الصفحه من 568
طباعه  ارسل الي