95
مكاتيب الأئمّة ج1

مكاتيب الأئمّة ج1
94

15

كتابه عليه السلام إلى حُذَيْفَة بن اليَمان

۰.لمَّا وَصَل عهْد أمير المؤمنين عليه السلام إلى حُذَيْفَة ، جمع النَّاس وصلّى بهم ، ثُمَّ أمرَ بالكتاب ، فقرأه عليهم وهو : « بسم اللّه الرَّحمن الرَّحيم
مِن عَبدِ اللّه ِ عَليِّ بنِ أبي طالِبٍ ، أميرِ المُؤمِنينَ ، إلى مَن بَلَغَهُ كِتابِي هذا مِن المُسلِمينَ ، سَلامٌ عليْكُم أمَّا بَعدُ .
فَإنِّي أحْمَدُ اللّه َ الَّذِي لا إلهَ إلاَّ هُوَ ، وَأسْألُهُ أنْ يُصَلِّيَ علَى مُحمَّد ٍ وَآلِ مُحَمّد ٍ .
وَبَعدُ ،فإنَّ اللّه َ تَعالى اختارَ الإسلامَ دِينا لنَفسِهِ وَمَلائِكتِه ورُسُلِهِ ،إحْكاما ۱ لِصُنْعِهِ وَحُسْنِ تَدبيرِهِ ، وَنَظَرا مِنهُ لِعبادِهِ ، واختصَّ بِهِ مَن أحبَّ مِن خَلْقهِ ، فبَعَثَ إليْهِم مُحمَّد ا صلى الله عليه و آله وسلمفَعلَّمَهُمُ الكِتابَ والحِكْمَةَ ، إكْراما وَتَفضُّلاً لِهَذهِ الأمَّةِ ، وَأدَّبَهُم لِكَي يَهْتَدوا ، وجَمَعَهُم لِئَلاَّ يَتَفرَّقُوا ، وَوَقَفهُم لِئَلاَّ يَجُوروا ، فلمَّا قَضَى ما كانَ عَلَيْهِ مِن ذَلِكَ، مَضَى إلى رَحْمةِ اللّه ِ حَمْيدا مَحمُودا .
ثُمَّ إنَ بَعضَ المُسلِمينَ أقاموا بَعدَهُ رَجُلَيْنِ رَضُوا بِهُداهُما وَسِيرَتِهِما ، قاما ما شاءَ اللّه ُ ، ثُمَّ تَوفَّاهُما اللّه ُ جل جلاله ، ثُمَّ وَلَّوْا بَعدَهُما الثَّالِثَ فأحْدَثَ أحْداثا ، ووَجَدَتِ الأمَّةُ عليْه فِعالاً ، فاتَّفَقُوا عَلَيْهِ ، ثُمَّ نَقَمُوا مِنُه فغَيَّرُوا ، ثُمَّ جاؤونِي كتَتابُع الخَيلِ فَبايَعونِي، فأنا أسْتَهْدِي اللّه َ بِهُداهُ ، وأسْتَعِينُهُ علَى التَّقوى .
ألا وإنَّ لَكم علَيْنا العَمَلَ بكتابِ اللّه ِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله ، والقِيامَ عَلَيْكُم بِحَقِّهِ ، وإحْياءَ سُنَّتِهِ ، والنُّصحَ لَكُم بالمَغِيبِ والمَشْهَدِ ، وباللّه ِ نَسْتَعِينُ علَى ذَلِكَ ، وَهُو حَسْبُنا وَنِعْمَ الوَكيلُ .
وقَد تَوليتُ ۲
أمورَكُم حُذَيْفَةَ بنَ اليَمان ، وَهُو مِمَّن أرتَضِي بِهُداهُ ، وأرجو صَلاحَهُ ، وقَد أمَرتُهُ بالإحسانِ إلى مُحْسِنِكِم ، وَالشِّدَّةِ على مُرِيبِكُم ، والرِّفْقِ بِجَميلِكُم ، أسألُ اللّه َ لَنا ولَكُم حُسْنَ الخِيَرةِ والإحسانَ ، ورحْمَتَه الواسِعَةَ في الدُّنيا
والآخِرَةِ ، والسَّلامُ عَليكُم وَرَحْمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ » . ۳

1.في المصدر: «حكاما»، وما أثبتناه هو الصحيح.

2.كذا في إرشاد القلوب، وفي البحار: «ولّيتُ» وهو الصحيح.

3.إرشاد القلوب : ص۳۲۲ وراجع : كشف اليقين : ص۱۳۷ ، الدرجات الرفيعة : ص ۲۸۸ ، بحار الأنوار : ج۲۸ ص۸۸ ح ۳ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج1
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 113040
الصفحه من 568
طباعه  ارسل الي