جُوَيرِيَّةُ بنُ مُسْهِر
جُوَيْريَّة بن مُسْهِر العَبْديّ . من أصحاب الإمام عليه السلام ۱ السَّابقين المقرّبين ۲ ، ومن ثقاته ۳ .
كان عبدا صالحا ، وصديقا للإمام عليه السلام ، وكان الإمام يحبّه ۴ .
استشهد جُوَيْريَّة في أيّام خلافة معاوية ، حيث قطع زياد يده ورجله ثمّ صلبه ۵ .
في الإرشاد : إنّ جُوَيْريَّة بن مُسْهِر وقف على باب القصر فقال : أين أمير المؤمنين ؟ فقيل له : نائم ، فنادى : أيُّها النَّائم ! استيقظ ، فوالَّذي نفسي بيده ، لتُضرَبَنَّ ضَرْبةً على رأسك تُخضَب منها لحيتك ، كما أخبرتنا بذلك من قبل . فسمعه أمير المؤمنين عليه السلام فنادى : أقبِل يا جُوَيْريَّةُ حتَّى اُحدّثَكَ بِحَديثِكَ .
فأقبل ، فقال : وأنْتَ ـ والَّذي نَفْسي بِيَدِهِ ـ لَتُعْتلَنَّ إلى العُتُلِّ الزَّنيمِ۶، ولَيَقْطَعَنَّ يَدكَ ورِجْلَكَ ، ثُمّ لَيَصْلِبنَّكَ تَحْتَ جِذْعِ كافرٍ .
فمضى على ذلك الدَّهر حتَّى وليَ زياد في أيّام معاوية ، فقطع يده ورجله ، ثمّ صلبه إلى جذع ابن مكعبر ، وكان جذعا طويلاً ، فكان تحته ۷ .
وفي شرح نهج البلاغة عن حَبَّة العُرَنِيّ : سرنا مع عليّ عليه السلام يوما ، فالتفت فإذا جُوَيْريَّة خلفه بعيدا ، فناداه : يا جُوَيْريَّة ! الحق بي لا أبا لَكَ ! أ لا تَعْلَمُ أنّي أهْوَاكَ واُحِبُّكَ ؟ قال : فركض نحوه ، فقال له : إنّي محدّثك باُمور فاحفظها ، ثمّ اشتركا في الحديث سرّا ، فقال له جُوَيْريَّة : يا أمير المؤمنين ، إنّي رجل نسيّ ، فقال له : إنّي اُعيد عليك الحديث لتحفظه .
ثمّ قال له في آخر ما حدّثه إيّاه : يا جُوَيْريَّةُ ، أحبِبْ حَبِيبَنا ما أحَبَّنا ، فَإِذا أبغَضَنا فابغَضْهُ ،
وابغَضْ بَغِيضَنا ما أَبْغَضَنا ، فَإذا أحبَّنا فَأَحِبَّهُ۸.
1.رجال الطوسي : ص۵۹ الرقم۴۹۹ ، رجال البرقي : ص۵ .
2.الاختصاص : ص۷ .
3.كشف المحجّة : ص۲۳۶ .
4.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۲ ص۲۹۰ .
5.الإرشاد : ج۱ ص۳۲۳ ، إعلام الورى : ج۱ ص۳۴۱ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۲ ص۲۹۱ .
6.عَتَلَهُ فانعتَلَ: جرّهُ جرّا عنيفا وجذبه فحمَلَهُ. والعُتُلّ: الشَّديد الجافي والفظّ الغليظ من الناس. والزنِيمُ: الدَّعيّ المُلصق بالقوم وليس منهم . وقيل : الذي يُعرَف بالشرّ واللؤم ( لسان العرب : ج۱۱ ص۴۲۳ و ج۱۲ ص۲۷۷ ) .
7.الإرشاد : ج۱ ص۳۲۲ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۲ ص۲۹۱ نحوه وراجع إعلام الورى :ج۱ ص۳۴۱ والخرائج والجرائح : ج ۱ ص۲۰۲ الرقم۴۴ .
8.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۲ ص۲۹۰ .