كتابه عليه السلام لأبي الأسْوَد الدُّؤليّ
۰.« أمَّا بَعدُ ؛ فَمِثلُكَ نصَحَ الإمامَ والأُمَّةَ ، ودلَّ علَى الحَقِّ ، وقَد كَتبْتُ إلى صاحِبِكَ فيما ذكَرتَ مِن أمرِهِ وَلم أُعلِمْهُ بكِتابِكَ إليَّ ، فلا تدَعَنَّ إعلامِي بِما يَكونُ بِحَضرَتِكَ ما فِيهِ النَّظَرُ لِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، فإنَّه واجِبٌ عَلَيكَ فِي دِينِكَ ، والسلامُ عليكَ ورحْمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ » ۱ .
[ أقول : كتب عليٌّ عليه السلام إلى ابنِ عبَّاسٍ الكتاب المُتَقدّمَ ، وقال ابنُ أعثم : كتب أمير المؤمنين عليه السلام إلى ابن عبَّاس : ] صورة أخرى من كتابهِ إلى ابن عبَّاس :
« أمَّا بَعدُ ؛ يا بنَ العَبَّاسِ فَقد بَلغَنِي عَنْكَ أُمُورٌ ، اللّه ُ أعلَمُ بِها ، فَإنْ تَكُنْ حَقَّا فَلَسْتُ أرْضاها لَكَ ، وإنْ تَكُن باطِلاً فَإثمُها على مَن اقتَرفَها ، فَإذا ورَدَ علَيكَ كِتابي هذا فأَعْلِمْنِي في جوابِهِ ما أخذْتَ مِن مَالِ البَصرَةِ ، من أينَ أخَذتَهُ ، وفِيمَ وضَعْتَهُ »۲.
[ فلمَّا وصل الكتاب إلى ابن عبَّاس كتب إليه عليه السلام ] أمَّا بَعدُ ؛ فَإنَّ كُلَّ الَّذي بَلَغَكَ باطِلٌ ، وأنا لِمَا تحت يديّ ضابط ، وعليه حافِظٌ ، فلا تُصَدِّقْ علَيَّ الظَّنينَ . ۳
[ صورة أخرى على رواية ابن أعثم : ] أمَّا بَعدُ ؛ فقد عَلِمتُ الَّذي بلغكَ عنِّي ، وأنَّ الَّذي أبلغك الباطل ، وإنِّي لِما تَحْتَ يَدَيّ لَضابِطٌ وحافِظٌ ، فلا تُصَدّق أقوالَ الوُشاةِ ما لَم يَكُنْ ، وأمَّا تَعظيمُكَ مَرزأَةَ ما رَزأته ۴ من هذه البلدَة ، فواللّه لَئِن ألقى اللّه َ عز و جل بِما في الأرض مِن لُجَيْنِها وعِقْيانِها ، وعلى ظَهْرِها من طِلاعِها أحَبُّ إليَّ مِن أنْ أَلقاهُ وقد أرَقْتُ دِماءَ الأُمَّةِ ؛ فابعث إلى عَمَلِكَ مَن أحبَبْتَ فإنِّي مُعتَزِلٌ عَنهُ ، والسَّلامُ ۵ . ۶
فكتب عليّ عليه السلام :
1.الفتوح : ج۴ ص۲۴۰ وراجع : تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۴۱ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۳۳ ، العِقد الفريد : ج۳ ص۳۴۶ ، أنساب الأشراف : ج۲ ص۳۹۷ .
2.الفتوح: ج ۴ ص ۲۴۲.
3.العِقد الفريد : ج۳ ص۳۴۶ وراجع : تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۴۱ ، الكامل في التاريخ :ج۲ ص۴۳۳ ، أنساب الأشراف : ج۲ ص۳۹۷ .
4.رزأ المال: إذا أصاب منه شيئا .
5.الفتوح : ج۴ ص۲۴۲ .
6.وخلط ابن أعثمَّ بين هذا الكتاب والكتاب الَّذي تقدَّم عن العقد الفريد وأنساب الأشراف وتاريخ الطبري ، وبين ما يأتي .