169
مكاتيب الأئمّة ج2

[ أقول : قال اليعقوبي : لمَّا جاءه كتاب عليّ عليه السلام ، وعلِمَ أنَّه قد عرف بأمره حمل المال ولحق معاوية .
وقال ابن الأثير في أُسْد الغابة : واستعمله عليّ بن أبي طالب على البحرين ، فجعل ويُعطي كُلَّ من جاءه من بني زُرَيق ، فقال فيه الشَّاعر :
أرَى فِتْنتةً قد ألْهَتِ النَّاسَ عَنْكُمُفَنَدْلاً زُرَيقَ المالَ مِن كُلِّ جانِبِ
فَإنَّ ابنَ عَجْلانَ الَّذي قَدْ عَلِمْتُمُيُبَدِّدُ مَالَ اللّه ِ فِعْلَ المُناهِبِ

يَمُرُّونَ بالدَهْنا خِفافا عيابُهُم ويَخْرُجْنَ مِن دارِينَ بُجْرَ الحَقائبِ۱

وكان عمر بن أبي سلمة واليا على البحرين ، فعزله أمير المؤمنين عليه السلام بلا ذمّ له ، بل للحضور في حرب صفِّين ، وبعث مكانه النُّعْمان بن عَجْلان ، فغرَّه مال الدُّنيا فزلّت به قدمه ، ففرَّ إلى ابن حرب لعنه اللّه تعالى ، وكان شاعرا ذا لسان وفصاحة ، سيّدا في قومه ، وبصيرا في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام ، كما تحكى عنه أشعاره . ۲
ونقل نَصْر له أشعارا يفتخر فيها بحرب صفِّين ، وظاهرها حضوره في الوقعة ، وهو بعيد . ۳
وجعله أيضا من شهود كتاب الصُّلح من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، وهو أيضا بعيد ] .

1.أُسد الغابة : ج۵ ص۳۱۷ الرقم ۵۲۵۴ ، الإصابة : ج۳ ص۵۶۲ ، قاموس الرجال : ج۹ ص۲۲۰ .

2.راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۱۶ ص۱۷۴ .

3.راجع : وقعة صفِّين : ص۳۸۰ .


مكاتيب الأئمّة ج2
168

169

كتابه عليه السلام إلى النُّعْمَان بن عَجْلان

۰.قال اليعقوبيّ : بلغ عليَّا عليه السلام أنَّ النُّعْمان بن عَجْلان قد ذهب بمال البحرين ،
فكتب إليه :
« أمَّا بَعدُ ؛ فإنَّه من استَهانَ بالأَمانَةِ ، ورَغَبَ فِي الخِيانَةِ ، ولَم يُنزِّه نَفسَهُ ودِينَهُ ، أخَلَّ بِنَفسِهِ في الدُّنيا ، وما يُشفِي عَليهِ بَعدُ أمرُّ وأبقى وأشقى وأطوَلُ ، فَخَفِ اللّه َ ! إنَّكَ مِن عَشيرَةٍ ذاتِ صَلاحٍ ، فكن عِندَ صالِحِ الظَّنِّ بِكَ ، وراجِعْ إن كانَ حَقَّا ما بَلغَنِي عَنْكَ ، ولا تَقْلِبَنَّ رأيي فِيكَ ، واستَنظِفْ خَراجَكَ ، ثُمَّ اكتُب إليَّ لِيأتِيَكَ رأيي أمري ، إن شاءَ اللّه ُ » . ۱
صورة ثانية للكتاب :
« أمَّا بعدُ ؛ فإنَّ مَنْ أدَّى الأمانَةَ ، وحَفِظَ حَقَّ اللّه ِ في السِّرِّ والعَلانِيَّةِ ، ونَزَّهَ نفسَهُ ودِينَهُ مِنَ الخِيانَةِ ، كانَ جَدِيرا بأنْ يرفَعَ اللّه ُ درجَتَهُ في الصَّالِحينَ ، ويُؤتِيهِ أفضَلَ ثَوابِ المُحسِنينَ ، ومَنْ لَم يُنَزِّه نَفسَهُ ودِينَهُ عَن ذلِكَ أخَلَّ بِنَفسِهِ فِي الدُّنيا وأوبَقَها فِي الآخِرَةِ ، فَخَفِ اللّه َ في سِرِّكَ وجَهرِكَ ، ولا تَكُنْ مِنَ الغافِلينَ عَن أمرِ مَعادِكَ ، فإنَّكَ مِن عَشِيرَةٍ صالِحَةٍ ، ذاتِ تَقوى وعِفَّةٍ وأمانَةٍ ، فَكُن عِندَ صالِحِ ظنِّي بِكَ ، والسَّلامُ » . ۲

1.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۲۰۱ .

2.أنساب الأشراف : ج۲ ص۳۸۸ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج2
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 74688
الصفحه من 528
طباعه  ارسل الي