[ أقول : قال اليعقوبي : لمَّا جاءه كتاب عليّ عليه السلام ، وعلِمَ أنَّه قد عرف بأمره حمل المال ولحق معاوية .
وقال ابن الأثير في أُسْد الغابة : واستعمله عليّ بن أبي طالب على البحرين ، فجعل ويُعطي كُلَّ من جاءه من بني زُرَيق ، فقال فيه الشَّاعر :
أرَى فِتْنتةً قد ألْهَتِ النَّاسَ عَنْكُمُفَنَدْلاً زُرَيقَ المالَ مِن كُلِّ جانِبِ
فَإنَّ ابنَ عَجْلانَ الَّذي قَدْ عَلِمْتُمُيُبَدِّدُ مَالَ اللّه ِ فِعْلَ المُناهِبِ
يَمُرُّونَ بالدَهْنا خِفافا عيابُهُم ويَخْرُجْنَ مِن دارِينَ بُجْرَ الحَقائبِ۱
وكان عمر بن أبي سلمة واليا على البحرين ، فعزله أمير المؤمنين عليه السلام بلا ذمّ له ، بل للحضور في حرب صفِّين ، وبعث مكانه النُّعْمان بن عَجْلان ، فغرَّه مال الدُّنيا فزلّت به قدمه ، ففرَّ إلى ابن حرب لعنه اللّه تعالى ، وكان شاعرا ذا لسان وفصاحة ، سيّدا في قومه ، وبصيرا في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام ، كما تحكى عنه أشعاره . ۲
ونقل نَصْر له أشعارا يفتخر فيها بحرب صفِّين ، وظاهرها حضوره في الوقعة ، وهو بعيد . ۳
وجعله أيضا من شهود كتاب الصُّلح من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، وهو أيضا بعيد ] .
1.أُسد الغابة : ج۵ ص۳۱۷ الرقم ۵۲۵۴ ، الإصابة : ج۳ ص۵۶۲ ، قاموس الرجال : ج۹ ص۲۲۰ .
2.راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۱۶ ص۱۷۴ .
3.راجع : وقعة صفِّين : ص۳۸۰ .