207
مكاتيب الأئمّة ج2

مكاتيب الأئمّة ج2
206

176

وصيَّته عليه السلام لابنه محمَّد بن الحَنَفيَّة

۰.« يا بُنَيَّ إيَّاكَ والاتِّكالَ علَى الأمَانِيِّ ، فَإنَّها بَضَائِعُ النَّوكى ۱ ، وتثبيطٌ عَنِ الآخِرَةِ ، ومِن خَيْرِ حَظِّ المَرءِ قَرِينٌ صَالِحٌ .
جَالِسْ أهْلَ الخَيْرِ تَكنْ مِنْهُم ، بَايِنْ أهْلَ الشَّرِّ ومَن يَصدُّكَ عَن ذِكْرِ اللّه ِ عز و جل وذِكْرِ المَوْتِ بالأباطِيلِ المُزَخْرَفَةِ والأراجِيْفِ المُلَفَّقَةِ تَبْنِ مِنهُم .
ولا يغْلِبَنَّ علَيْكَ سُوءُ الظَّنِّ باللَّهِ عز و جل ، فإنَّه لَنْ يَدَعْ بيْنك وبيْن خَلِيلِكَ صُلْحا .
أذْكِ بالأدَبِ قَلْبَكَ كمَا تُذكِي النَّارَ بالحَطَبِ ، فَنِعْمَ العَوْنُ الأدبُ للنَّحيزة ۲ والتَّجارِبُ لِذي اللُّبِّ ، اضْمم آرَاءَ الرِّجالِ بَعْضَها إلى بَعْضٍ ، ثمَّ اخْتَر أقربَها إلى الصَّوابِ ، وأبْعدَها مِنَ الارتيابِ .
يا بُنَيَّ ، لا شَرَفَ أعلَى من الإسلامِ ، ولا كَرَمَ أعَزُّ مِنَ التَّقوى ، ولا مَعْقِلَ أحْرَزُ مِنَ الوَرَعِ ، ولا شَفِيعَ أنْجَحُ مِنَ التَّوبَةِ ، ولا لِباسَ أجْمَلُ مِنَ العَافِيَةِ ، ولا وِقايَةَ أمْنَعُ مِنَ السَّلامَةِ ، ولا كَنْزَ أغْنَى مِنَ القُنُوعِ ، ولا مَالَ أذْهَبُ للفاقَةِ مِنَ الرِّضا بالقُوتِ ، ومَن اقْتَصَرَ على بُلْغَةِ الكَفَافِ فَقَدْ انْتَظَم الرَّاحَةَ وتَبَوَّأ خَفضَ الدَّعَةِ ، الحِرصُ داعٍ إلى التَّقحُّمِ في الذُّنوبِ .
ألْقِ عنْك وَارِداتِ الهُمُومِ بعَزَائِمِ الصَّبرِ ، عَوِّد نَفْسَكَ الصَّبرَ ، فَنِعْمَ الخُلُقُ الصَّبرُ ، واحْمِلْها علَى ما أصابَكَ مِن أهْوَالِ الدُّنيا وهُمُومِها ، فازَ الفَائِزُونَ ، ونَجَا الَّذينَ سَبَقَتْ لَهم مِنَ اللّه ِ الحُسْنَى ، فَإنَّهُ جُنَّةٌ من الفَاقَةِ ، وألجِئْ نَفْسَكَ في الأمورِ كُلِّها إلى اللّه ِ الواحِدِ القَهَّارِ ، فَإنَّكَ تُلْجِئُها إلى كَهفٍ حَصِينٍ ، وحِرزٍ حَريزٍ ، ومانِعٍ عَزيزٍ ، وأخْلِص المسأَلةَ لِربِّكَ ، فإنَّ بِيَدِهِ الخَيْرَ والشَّرَّ ، والإعْطاءَ والمَنْعَ ، والصِّلةَ والحِرمانَ » .
وقال عليه السلام في هذه الوصيَّة :
« يا بُنَيَّ ، الرِّزقُ رِزقانِ : رِزْقٌ تَطْلُبُه ورِزْقٌ يَطْلُبُكَ ، فإنْ لمْ تَأتِهِ أتَاكَ ، فَلا تَحْمِلْ هَمَّ سَنَتِكَ علَى هَمِّ يَوْمِكَ ، وكَفاكَ كُلَّ يوْمٍ ما هُو فيْهِ ، فإنْ تَكُن السَّنَةُ مِن عُمُرِكَ ، فَإنَّ اللّه َ عز و جلسَيأتِيكَ في كُلِّ غَدٍ بجَدِيدٍ ما قَسَم لَكَ ، وإنْ لمْ تَكنِ السَّنَةُ مِن عُمُرِكَ فما تصنَعُ بِغَمِّ وهَمِّ ما لَيْسَ لَكْ ؟ واعْلَم أنَّه لنْ يَسبِقَكَ إلى رِزقِكَ طالِبٌ ، ولَنْ يغلِبَكَ علَيْهِ غالِبٌ ، ولنْ يحتَجِبَ عَنْكَ ما قدِّر لَكَ ، فكَم رَأيْتُ مِن طالِبٍ مُتعِبٍ نفْسَهُ مُقَتَّرٍ علَيْه رِزْقُهُ ، ومُقْتَصِدٍ في الطَّلبِ قَدْ ساعَدَتهُ المَقادِيرُ ، وكُلٌّ مَقرونٌ بهِ الفَناءُ ، اليَوْمَ لَكَ وأنْتَ مِن بُلوغِ غَدٍ علَى غَيْرِ يَقينٍ ، وَلَرُبَّ مُسْتَقْبِلٍ يَوْما لَيسَ بمُسْتدْبِرِهِ ، ومَغْبوطٍ في أوَّل لَيْلَةٍ قامَ في آخِرِها بَواكِيْهِ ، فلا يغرَّنَّكَ مِنَ اللّه طُولُ حُلُولِ النِّعَمِ ، وإبْطاءُ مَوارِدِ النِّقَمِ ، فإنَّه لوْ خَشِيَ الفَوْتَ عاجَلَ بالعُقُوبَةِ قبْلَ المَوْتِ .
يا بُنَيَّ اقْبَلْ مِنَ الحُكَماءِ مَوَاعِظَهم ، وتدبَّر أحْكامَهم ، وكُنْ آخَذَ النَّاسِ بما تَأمُر بِهِ ، وأكفَّ النَّاسِ عَمَّا تَنْهَى عَنْهُ ، وَأْمُر بالمَعروفِ تَكُن مِن أهلِهِ ، فإنَّ اسْتِتمامَ الأُمُورِ عِنْدَ اللّه ِ تَبارَكَ وتَعالَى الأمرُ بالمَعروفِ والنَّهيُ عَنِ المُنكَرِ .
وتَفقَّه في الدِّينِ فَإنَّ الفُقَهاءَ وَرَثَةُ الأنْبِياءِ ، إنَّ الأنْبِياءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِيْنارَا ولا دِرْهَما ، ولكنَّهم ورَّثوا العِلْمَ ، فمَن أخذَ مِنْهُ أخذ بَحَظٍّ وافرٍ ، واعْلَم أنَّ طالِبَ العِلمِ يَسْتَغفِرُ لَهُ مَن فِي السَّماواتِ والأرضِ ، حتَّى الطَّيرُ في جَوِّ السَّماءِ ، والحُوتُ في البَحرِ ، وأنَّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَها لِطالِبِ العِلْمِ رضىً بهِ ، وفيْه شَرَفُ الدُّنيا والفوزُ بالجَنَّةِ يوْمَ القِيامَةِ ، لأنَّ الفُقَهاء هُمُ الدُّعاةُ إلى الجِنانِ ، والأدلاَّءُ علَى اللّه ِ تَبارَكَ وتَعالَى .
وأحْسِن إلى جَمِيعِ النَّاسِ كمَا تُحِبُّ أنْ يُحْسَنَ إليْكَ ، وارضَ لَهُم ما تَرضاهُ لِنَفْسِكَ ، واسْتَقْبِحْ مِنْ نَفْسِكَ ما تَسْتَقْبِحُهُ من غَيْرِكَ ، وحَسِّن مَعَ جَمِيعِ النَّاسِ خُلُقَكَ ، حَتَّى إذا غِبتَ عنْهمُ حَنُّوا إليْكَ ، وإذا مِتَّ بَكَوا عَلَيْكَ ، وقالوا : إنَّا للَّهِ وإنَّا إليْهِ رَاجِعونَ ، ولا تَكُن مِنَ الَّذِينَ يُقالُ عِنْدَ موْتِهِ : الحَمدُ للَّهِ ربِّ العالَمِينَ .
واعْلَم أنَّ رأسَ العَقْلِ بعْدَ الإيمانِ باللَّهِ عز و جل مُدارَاةُ النَّاسِ ، ولا خَيْرَ فِيمَن لا يُعاشِرُ بالمَعرُوفِ مَن لا بُدَّ مِن معَاشَرَتِهِ حتَّى يَجْعَلَ اللّه ُ إلى الخَلاصِ مِنْهُ سَبِيلاً ، فإنِّي وجَدتُ جَمِيعَ ما يَتعَايشُ بِهِ النَّاسُ وبهِ يَتَعاشَرونَ مِل ءَ مِكْيالٍ ثُلْثاه استحِسانٌ ، وَثُلثُهُ تَغافُلٌ .
وما خَلَق اللّه ُ عز و جل شَيئا أحْسَنَ مِن الكَلامِ ولا أقْبَحَ مِنْهُ ، بالكَلامِ ابْيضَّتِ الوُجُوهُ ، وبالكَلامِ اسْوَدَّتِ الوُجُوهُ ، واعْلَم أنَّ الكَلامَ في وثاقِكَ ما لَم تَتَكلَّم بهِ ، فإذا تكلَّمتَ بهِ صِرْتَ في وَثاقِهِ ، فاخزِنْ لِسانَكَ كمَا تَخْزِنُ ذَهَبَكَ وَوَرِقَكَ ، فإنَّ اللِّسان كَلْبٌ عَقُورٌ ، فإنْ أنْتَ خلَّيتَهُ عُقِرَ ، ورُبَّ كَلِمَةٍ سَلَبتَ نِعمَةً ، مَن سيَّبَ عِذارَهُ قادَهُ إلى كُلِّ
كَرِيهَةٍ وفَضِيحَةٍ ، ثمَّ لَم يَخلَصْ مِن دَهْرِهِ إلاَّ على مَقْتٍ من اللّه عز و جل ، وذَمٍّ مِنَ النَّاسِ .
قَدْ خاطَرَ بِنَفْسِهِ مَنِ اسْتَغْنَى بِرَأيِهِ ، ومَن اسْتقْبَل وُجوهَ الآراءِ عَرَفَ مَواقِعَ الخَطاَ ، مَن تَورَّطَ في الأُمورِ غَيْرَ ناظِرٍ في العَواقِبِ فَقَدْ تعرَّضَ لِمُفظِعاتِ النَّوائِبِ .
والتَّدبيرُ قَبْلَ العَمَلِ يُؤمِنكَ مِنَ النَّدمِ ، والعاقِلُ مَن وعظَتْهُ التَّجارِبُ ، وفي التَّجارِبِ عِلمٌ مُستَأنَفٌ ، وفي تقلُّبِ الأحوالِ عِلمُ جواهِرِ الرِّجالِ ، الأيَّامُ تَهتِكُ لَكَ عَنِ السَّرائِرِ الكامِنَةِ . تَفهَّمْ وَصيَّتي هذِهِ ، ولا تَذهَبَنَّ عَنْكَ صَفْحا ، فَإنَّ خَيْرَ القَوْلِ ما نَفَعَ .
اعْلَم يا بُنَيَّ ، أنَّه لا بُدَّ لَكَ مِن حُسْنِ الارْتِيادِ ، وبَلاغِكَ مِنَ الزَّادِ مَعَ خِفَّةِ الظَّهرِ ، فلا تَحْمِلْ علَى ظَهْرِكَ فَوْقَ طاقَتِكَ ، فيَكونَ علَيْك ثِقْلاً في حَشْرِكَ ونَشْرِكَ في القِيامَةِ ، فَبِئْسَ الزَّادُ إلى المَعادِ العُدوانُ علَى العِبادِ .
واعْلَم أنَّ أمامَكَ مَهالِكَ ومَهاوِيَ وجُسورا وعقبةً كئودا ، لا محَالةَ أنْتَ هابِطُها ، وأنَّ مَهبِطَها إمَّا على جَنَّةٍ أو على نارٍ ، فارتَدْ لِنَفْسِكَ قَبْل نُزولِكَ إيَّاها ، وإذا وجَدتَ مِن أهْلِ الفَاقَةِ مَن يَحمِلُ زَادَكَ إلى القِيامَةِ فيُوافِيكَ بِهِ غَدا حَيْثُ تَحتاجُ إليْهِ فاغْتَنِمْهُ وحَمِّلْهُ ، وأَكثِرْ مِن تَزَوُّدِهِ وأنتَ قادِرٌ عَليْهِ ، فلَعلَّكَ تَطلبُهُ فَلا تَجِدُهُ ، وإيَّاكَ أنْ تَثِقَ لِتَحمِيلِ زَادِكَ بِمَن لا وَرَعَ لَهُ ولا أمَانَةَ ، فَيَكونُ مَثلُكَ مَثلَ ظَمآنٍ رأى سَرابا حتَّى إذا جاء./َه لَمْ يَجِدْه شَيْئا ، فتبقى فِي القِيامَةِ مُنْقَطَعا بِكَ » .
وقال عليه السلام في هذه الوصيَّة :
« يا بُنَيَّ ، البَغْي سَائِقٌ إلى الحَينِ ۳ ، لَنْ يهْلِكَ امرؤٌ عَرَفَ قَدرَهْ ، مَن حَصَّن شَهْوتَهُ صَانَ قَدْرَهُ ، قِيْمة كُلِّ امْرئٍ ما يُحْسِنُ ، الاعتبار يفيدك الرَّشادَ ، أشْرَفُ الغِنَى تَرْكُ المُنَى ، الحِرصُ فَقْرٌ حاضِرٌ ، المودَّةُ قِرابَةٌ مُسْتَفادةٌ ، صَدِيقُكَ أخُوكَ لِأبِيكَ ،
وأُمِّكَ ، ولَيْس كُلُّ أخٍ لَكَ مِن أبِيكَ وأمِّكَ صَديِقَكَ ، لا تتَّخذَنَّ عَدُوَّ صَدِيقِكَ صَدِيقَا فَتُعادِي صَدِيقَكَ ، كَمْ من بَعِيدٍ أقربُ مِنكَ مِن قَريبٍ ، وَصُولٌ مُعدِمٌ خَيْرٌ مِن مُثرٍ جافٍ .
الموعِظَةُ كَهْفٌ لِمَن وَعاها ، مَن مَنَّ بِمَعروفِهِ أفْسَدَهُ ، مَن أساءَ خُلُقَهُ عَذَّبَ نَفْسَهُ ، وكانَتْ البَغْضَةُ أوْلى بهِ .
لَيْسَ مِنَ العدْلِ القضاءُ بالظَّنِّ على الثِّقةِ ، ما أقْبَحَ الأشَرَ عِنْدَ الظَّفَرِ ، والكآبَةَ عِنْدَ النَّائِبَةِ المُعضِلَةِ ، والقَسوَةَ علَى الجارِ ، والخلافَ علَى الصَّاحِبِ ، والحِنْثَ مِن ذِي المُروءَةِ ، والغَدرَ مِنَ السُّلْطانِ .
كُفْرُ النِّعَمِ مُوقٌ ۴ ، ومجالَسَةُ الأحْمَقِ شُؤمٌ ، اعرِفِ الحَقَّ لِمَن عرَفَهُ لَكَ ، شريفا كانَ أو وضيعا ، مَن تَركَ القصْدَ جارَ ، مَن تَعَدَّى الحقَّ ضَاقَ مَذهَبُهُ ، كَمْ من دنِفٍ قد نَجَا ، وصَحِيحٍ قَدْ هَوى ، قَدْ يكونُ اليأسُ إدراكا ، والطَّمَعُ هَلاكا ، اسْتَعْتِبْ مَن رَجَوْتَ عِتابَهُ .
لا تبيتَنَّ مِنِ امرئٍ على غَدرٍ ، الغَدرُ شَرُّ لِباسِ المَرءِ المُسْلِمِ ، مَن غَدَرَ ما أخْلَقَ ألاّ يُوفى لَهُ ، الفَسادُ يُبِيرُ الكَثِيرَ ، والاقْتصادُ ينْمِي اليَسِيرَ .
مِنَ الكَرَمِ الوَفاءُ بالذِّمَمِ ، مَن كَرُمَ سادَ ، ومَن تَفَهَّمَ ازْدَادَ .
امْحض أخاكَ النَّصِيْحَةَ ، وساعِدْهُ على كُلِّ حالٍ ما لَم يَحمِلْكَ علَى مَعصِيَةِ اللّه ِ عز و جل ، زُلْ مَعَهُ حَيْثُ زَالَ ، لا تَصرِمْ أخاكَ على ارْتيابٍ ، ولا تَقطَعْهُ دُونَ اسْتِعْتابٍ ، لعلَّ لَهُ عُذْرا وأنْتَ تَلُومُ ، اقبَلْ مِن مُتَنَصِّلٍ عُذْرَهُ فَتَنالَكَ الشَّفاعَةُ ، وأكْرم الَّذِي بِهِم تَصولُ ، وازْدَدْ لَهم طُولَ الصُّحْبَة بِرَّا وإكْراما وتَبْجِيلاً وتَعْظِيما ، فليْس جَزاءُ مَن عَظَّمَ شَأنَكَ أنْ تَضَعَ مِن قَدرِهِ ، ولا جَزاءُ مَن سَرَّكَ أنْ تَسوءَهُ .
أكثر البِرَّ ما اسْتَطَعْتَ لِجَلِيْسِكَ ، فإنَّك إذا شِئْتَ رأيْتَ رُشدَهُ ، مَن كَساهُ الحَيْاءُ ثوبَهُ اخْتَفى عَنِ العُيون عَيْبُهُ ، مَن تَحرَّى القَصْدَ خَفَّت عَليْهِ المُؤَنُ ، مَن لَمْ يُعطِ نفسَهُ شَهوتَها أصابَ رُشْدَهُ .
مَعَ كُلِّ شِدَّةٍ رَخاءٌ ، ومَعَ كلِّ أَكلةٍ غَصَصٌ ، لا تُنالُ نِعمَةٌ إلاَّ بَعْدَ أذىً .
لِنْ لِمَن غَاظَكَ تظْفَر بِطَلِبَتِكَ .
ساعاتُ الهُمُومِ ساعاتُ الكَفَّارات . والسَّاعاتُ تُنْفِدُ عُمرَكَ .
لا خَيْرَ في لَذَّةٍ بَعْدَها النَّارُ ، وما خَيْرٌ بخَيْرٍ بَعْدَهُ النَّار ، وما شَرٌّ بشَرٍّ بَعدَهُ الجَنَّةُ ، كُلُّ نَعِيمٍ دُونَ الجنَّةِ مَحْقورٌ ، وكُلُّ بَلاءٍ دُونَ النَّارِ عافِيَةٌ .
لا تُضِيعَنَّ حقَّ أخِيكَ اتِّكالاً علَى ما بَيْنَكَ وبيْنَهُ ، فَإنَّه لَيْسَ لَكَ بأخٍ مَن أضَعْتَ حَقَّهُ ، ولا يَكونَنَّ أَخُوكَ علَى قَطِيعَتِكَ أقوى مِنْكَ علَى صِلَتِهِ ، ولا علَى الإساءَةِ إليْكَ أقْوَى مِنكَ علَى الإحسانِ إليْهِ .
يا بُنَيَّ ، إذا قَويتَ فاقْوَ على طاعَةِ اللّه ِ عز و جل ، وإذا ضَعُفْتَ فاضْعَفْ عَن مَعصِيَةِ اللّه ِ عز و جل ، وإنْ اسْتَطَعْتَ ألاّ تملِّك المَرأةَ مِن أمرِها ما جاوَزَ نفْسَها فَافْعلْ ، فَإنَّه أدومُ لِجمالِها ، وأرْخَى لِبالِها ، وأحْسَنُ لِحالِها ، فإنَّ المَرْأة رَيْحَانَةٌ ولَيْسَت بِقَهْرَمانَةٍ ، فَدَارِها علَى كُلِّ حالٍ ، وأحْسِن الصُّحبَةَ لَها ، فَيصفُوَ عَيْشُكَ .
احْتمِلْ القَضاءَ بالرِّضا ، وإنْ أحْبَبْتَ أنْ تَجْمَعَ خَيْرَ الدُّنيا والآخِرَة فاقْطَع طَمَعَكَ مِمَّا فِي أيدي النَّاسِ ، والسَّلامُ علَيْكَ ورَحْمةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ » .

1.النَّوكى : جمع الأنوك بمعنى الأحمق ، والجاهل العاجز .

2.نحيزة :الطبيعة والطريق .

3.الحَين : الهلاك والمحنة .

4.المُوقُ ـ بضم الميم ـ : الحُمق في غباوة، أي كفران النّعمة من الحماقة .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج2
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 74669
الصفحه من 528
طباعه  ارسل الي