179
وصيّته عليه السلام لمِخْنَف بن سُلَيْم
۰.« أَمَرَهُ بِتَقْوَى اللَّهِ فِي سَرَائِرِ أَمْرِهِ ، وخَفِيَّاتِ عَمَلِهِ حَيْثُ لا شَهِيدَ غَيْرُهُ ، ولا وَكِيلَ دُونَهُ .
وأَمَرَهُ أَلاَّ يَعْمَلَ بِشَيْءٍ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ فِيمَا ظَهَرَ فَيُخَالِفَ إِلَى غَيْرِهِ فِيمَا أَسَرَّ ، ومَنْ لَمْ يَخْتَلِفْ سِرُّهُ وعَلانِيَتُهُ وفِعْلُهُ ومَقَالَتُهُ ، فَقَدْ أَدَّى الأَمَانَةَ ، وأَخْلَصَ الْعِبَادَةَ .
وأَمَرَهُ أَلا يَجْبَهَهُمْ ، ولا يَعْضَهَهُمْ ۱ ، ولا يَرْغَبَ عَنْهُمْ ، تَفَضُّلا بِالإمَارَةِ عَلَيْهِمْ فَإِنَّهُمُ الإخْوَانُ فِي الدِّينِ ، والأعْوَانُ عَلَى اسْتِخْرَاجِ الْحُقُوقِ ، وإِنَّ لَكَ فِي هَذِهِ الصَّدَقَةِ نَصِيبا مَفْرُوضا ، وحَقّا مَعْلُوما ، وشُرَكَاءَ أَهْلَ مَسْكَنَةٍ ، وضُعَفَاءَ ذَوِي فَاقَةٍ ، وإِنَّا مُوَفُّوكَ حَقَّكَ ، فَوَفِّهِمْ حُقُوقَهُمْ ، وإِلاَّ تَفْعَلْ فَإِنَّكَ مِنْ أَكْثَرِ النَّاس خُصُوما يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وبُؤسَى لِمَنْ خَصْمُهُ عِنْدَ اللَّهِ الْفُقَرَاءُ والْمَسَاكِينُ والسَّائِلُونَ والْمَدْفُوعُونَ
والْغَارِمُونَ وابْنُ السَّبِيلِ ومَنِ اسْتَهَانَ بِالأمَانَةِ ، ورَتَعَ فِي الْخِيَانَةِ ، ولَمْ يُنَزِّهْ نَفْسَهُ ودِينَهُ عَنْهَا ، فَقَدْ أَحَلَّ بِنَفْسِهِ الذُّلَّ والْخِزْيَ فِي الدُّنيا ، وهُوَ فِي الآخِرَةِ أَذَلُّ وأَخْزَى ، وإِنَّ أَعْظَمَ الْخِيَانَةِ خِيَانَةُ الأمَّةِ ، وأَفْظَعَ الْغِشِّ غِشُّ الأئِمَّةِ ، والسَّلامُ » . ۲