۰.[ روى الشيخ في أماليه باسناده ] قال أوصى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام إلى الحسن بن عليّ عليه السلام ، فقال : فيما أوصى به إليه :« يا بُنَيَّ ، لا فَقرَ أشدُّ مِنَ الجَهلِ ، ولا عُدمَ أعدَمُ مِنَ العَقلِ ، ولا وَحدَةَ أوحشُ مِنَ العُجبِ ، ولا حَسَبَ كَحُسْن الخُلُقِ ، ولا وَرَعَ كالكَفِّ عَن محارِمِ اللّه ِ ، ولا عِبادَةَ كالتَفكُّرِ في صَنْعَةِ اللّه عز و جل .
يا بُنَيَّ ، العقلُ خليلُ المَرء ، والحِلم وزيرُه ، والرِفقُ والدُه ، والصَّبرُ من خَيرِ جُنودِهِ .
يا بُنَيَّ ، إنَّه لا بُدَّ للعاقِلِ من أنْ ينْظُرَ في شأنِهِ ، فَلْيَحفَظ لِسانَهُ ، ولْيَعْرِفْ أهْلَ زمانِهِ .
يا بُنَيَّ ، إنَّ مِنَ البَلاءِ الفاقَةُ ، وأشَدُّ من ذلِكَ مَرَضُ البَدَنِ ، وأشَدُّ من ذلِكَ مَرَضُ القَلبِ ، وإنَّ مِنَ النِّعَمِ سِعَةُ المالِ ، وأفضَلُ مِن ذلِكَ صِحَّةُ البَدَنِ ، وأفضَلُ مِن ذلِكَ تَقوى القُلوبِ .
يا بُنَيَّ ، للمُؤمن ثَلاثُ ساعاتٍ : ساعَةٌ يُناجي فيها ربَّهُ ، وساعَةٌ يُحاسِبُ فيها نَفسَهُ ، وساعَةٌ يَخلُو فيها بَين نفسِهِ ولَذَّتِها فيما يَحِلُّ ويَجمُلُ ؛ وليسَ للمُؤمن بُدٌّ مِن أنْ يَكونَ شاخِصا في ثَلاثٍ : مَرَمَّةٍ لِمَعاشٍ ، أو خُطوَةٍ لِمَعادٍ ، أو لَذَّة في غَيرِ مُحَرَّمٍ » . ۱