257
مكاتيب الأئمّة ج2

مكاتيب الأئمّة ج2
256

185

وصيَّته عليه السلام قبل شهادته

۰.من كلام له عليه السلام قاله قبل موته على سبيل الوصيَّة لمَّا ضربَه ابن ملجِم لعنه اللّه :« وَصِيَّتِي لَكُمْ ألاّ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئا ومُحَمَّدٌ ـ صلى اللّه عليه وآله ـ فَلا تُضَيِّعُوا سُنَّتَهُ أَقِيمُوا هَذَيْنِ الْعَمُودَيْنِ وأَوْقِدُوا هَذَيْنِ الْمِصْبَاحَيْنِ وخَلاكُمْ ذَمٌّ أَنَا بِالأَمْسِ صَاحِبُكُمْ والْيَوْمَ عِبْرَةٌ لَكُمْ وغَدا مُفَارِقُكُمْ إِنْ أَبْقَ فَأَنَا وَلِيُّ دَمِي وإِنْ أَفْنَ فَالْفَنَاءُ مِيعَادِي وإِنْ أَعْفُ فَالْعَفْوُ لِي قُرْبَةٌ وهُوَ لَكُمْ حَسَنَةٌ فَاعْفُوا أَ لا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللّه لَكُمْ واللّه مَا فَجَأَنِي مِنَ الْمَوْتِ وَارِدٌ كَرِهْتُهُ ولا طَالِعٌ أَنْكَرْتُهُ ومَا كُنْتُ إِلاّ كَقَارِبٍ وَرَدَ وطَالِبٍ وَجَدَ وما عنْد اللّه خَيْرٌ لِلأَبْرارِ » . ۱

186

وصيَّته عليه السلام لمَّا دعاه اللّه إلى جواره

۰.قال عبد الرَّحمن بن الحجاج رحمه الله : كانت الوَصِيَّةُ الاُخْرَى الَّتي بَعَثهَا العَبْدُ الصَّالِحُ الإمام الكاظِم عليه السلام ، إليَّ ـ مَعَ الاُولَى ـ هذه : « بِسْمِ اللّه ِ الرَّحْمن الرَّحِيمِ
هَذَا مَا أوْصَى بِهِ عَلِيُّ بْنُ أبِي طَالِبٍ ، أوْصَى أنَّهُ يَشْهَدُ أنْ لا إِلَهَ إِلاّ اللّه وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وأنَّ مُحَمَّدا عَبْدُهُ ورَسُولُهُ ، أرْسَلَهُ بِالْهُدَى ودِينِ الحَقِّ ، لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ولَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ .
ثُمَّ إِنَّ صَلاتِي ونُسُكِي ومَحْيَايَ ومَمَاتِي للّه ِِ رَبِّ العَالَمِينَ ، لا شَرِيكَ لَهُ وبِذَلِكَ أُمِرْتُ ، وأنَا مِنَ المُسْلِمِينَ .
ثُمَّ إِنِّي أُوصِيكَ يَا حَسَنُ وجَمِيعَ أهْلِ بَيْتِي ووُلْدِي ومَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي بِتَقْوَى اللّه رَبِّكُمْ ، ولا تَمُوتُنَّ إِلاّ وأنْتُمْ مُسْلِمُونَ ، واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّه جَمِيعا ولا تَفَرَّقُوا ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللّه صلى الله عليه و آله يَقُولُ : صَلاحُ ذَاتِ البَيْنِ أفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ الصَّلاةِ والصِّيَامِ ، وأنَّ المُبِيرَةَ الحَالِقَةَ لِلدِّينِ فَسَادُ ذَاتِ البَيْنِ ، ولا قُوَّةَ إِلاّ بِاللّه ِ العَلِيِّ العَظِيمِ ، انْظُرُوا ذَوِي أرْحَامِكُمْ فَصِلُوهُمْ يُهَوِّنِ اللّه عَلَيْكُمُ الحِسَابَ .
اللّه َ اللّه َ فِي الأيْتَامِ فَلا تُغِبُّوا أفْوَاهَهُمْ ، ولا يَضِيعُوا بِحَضْرَتِكُمْ ، فَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللّه صلى الله عليه و آله يَقُولُ : مَنْ عَالَ يَتِيما حَتَّى يَسْتَغْنِيَ أوْجَبَ اللّه عز و جل لَهُ بِذَلِكَ الجَنَّةَ ت ، كَمَا أوْجَبَ لآِكِلِ مَالِ اليَتِيمِ النَّارَ .
اللّه َ اللّه َ فِي القُرْآنِ فَلا يَسْبِقُكُمْ إِلَى العَمَلِ بِهِ أحَدٌ غَيْرُكُمْ .
اللّه َ اللّه َ فِي جِيرَانِكُمْ ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله أوْصَى بِهِمْ ، ومَا زَالَ رَسُولُ اللّه صلى الله عليه و آله يُوصِي بِهِمْ حَتَّى ظَنَنَّا أنَّهُ سَيُوَرِّثُهُمْ .
اللّه َ اللّه َ فِي بَيْتِ رَبِّكُمْ فَلا يَخْلُو مِنْكُمْ مَا بَقِيتُمْ ، فَإِنَّهُ إِنْ تُرِكَ لَمْ تُنَاظَرُوا وأدْنَى مَا يَرْجِعُ بِه مَن أمَّهُ أنْ يُغْفَرَ لَهُ مَا سَلَفَ .
اللّه َ اللّه َ فِي الصَّلاةِ فَإِنَّهَا خَيْرُ العَمَلِ ، إِنَّهَا عَمُودُ دِينِكُمْ .
اللّه َ اللّه َ فِي الزَّكَاةِ فَإِنَّهَا تُطْفِئُ غَضَبَ رَبِّكُمْ .
اللّه َ اللّه َ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَإِنَّ صِيَامَهُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ .
اللّه َ اللّه َ فِي الفُقَرَاءِ والمَسَاكِينِ ، فَشَارِكُوهُمْ فِي مَعَايِشِكُمْ .
اللّه َ اللّه َ فِي الجِهَادِ بِأمْوَالِكُمْ وأنْفُسِكُمْ وألْسِنَتِكُمْ ، فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ رَجُلانِ : إِمَامُ هُدىً ، أو مُطِيعٌ لَهُ مُقْتَدٍ بِهُدَاهُ .
اللّه َ اللّه َ فِي ذُرِّيَّةِ نَبِيِّكُمْ ، فَلا يُظْلَمَنَّ بِحَضْرَتِكُمْ وبَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ ، وأنْتُمْ تَقْدِرُونَ عَلَى الدَّفْعِ عَنْهُمْ .
اللّه َ اللّه َ فِي أصْحَابِ نَبِيِّكُمُ ، الَّذِينَ لَمْ يُحْدِثُوا حَدَثا ، ولَمْ يُؤوُوا مُحْدِثا ، فَإِنَّ رَسُولَ اللّه صلى الله عليه و آله أوْصَى بِهِمْ ، ولَعَنَ المُحْدِثَ مِنْهُمْ ، ومِنْ غَيْرِهِمْ ، والمُؤوِيَ لِلْمُحْدِثِ .
اللّه َ اللّه َ فِي النِّسَاءِ وفِيمَا مَلَكَتْ أيْمَانُكُمْ ، فَإِنَّ آخِرَ مَا تَكَلَّمَ بِهِ نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه و آله أنْ قَال : أُوصِيكُمْ بِالضَّعِيفَيْنِ النِّسَاءِ ومَا مَلَكَتْ أيْمَانُكُمُ .
الصَّلاةَ الصَّلاةَ الصَّلاةَ ، لا تَخَافُوا فِي اللّه لَوْمَةَ لائِمٍ ، يَكْفِكُمُ اللّه مَنْ آذَاكُمْ وبَغَى عَلَيْكُمْ ، قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنا كَمَا أمَرَكُمُ اللّه عز و جل .
ولا تَتْرُكُوا الأمْرَ بِالْمَعْرُوفِ والنَّهْيَ عَن المُنْكَرِ ، فَيُوَلِّيَ اللّه أمْرَكُمْ شِرَارَكُمْ ، ثُمَّ تَدْعُونَ فَلا يُسْتَجَابُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ .
وعَلَيْكُمْ يَا بَنِيَّ بِالتَّوَاصُلِ ، والتَّبَاذُلِ ، والتَّبَارِّ .
وإِيَّاكُمْ والتَّقَاطُعَ ، والتَّدَابُرَ ، والتَّفَرُّقَ .
وتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ والتَّقْوَى ، ولا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ والعُدْوَانِ .
واتَّقُوا اللّه ، إِنَّ اللّه شَدِيدُ العِقَابِ .
حَفِظَكُمُ اللّه مِنْ أهْلِ بَيْتٍ ، وحَفِظَ فِيكُمْ نَبِيَّكُمْ ، أسْتَوْدِعُكُمُ اللّه ، وأقْرَأُ عَلَيْكُمُ
السَّلامَ ، ورَحْمَةَ اللّه وبَرَكَاتِهِ » .

1.نهج البلاغة : الكتاب۲۳ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج2
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 95307
الصفحه من 528
طباعه  ارسل الي