273
مكاتيب الأئمّة ج2

190

كتابه عليه السلام إلى بعض أكابر أصحابه

۰.قال السَّيِّد بن طاووس رحمه الله : إنَّ الشَّيخ محمَّد بن يعقوب الكليني رحمه اللهذكر في كتاب الرَّسائل المعتمد علَيه ، عن أمير المؤمنين عليه السلام رسالة تتضمّن ذكر الأئمَّة من ذرِّيته عليهم السلام .
قال محمَّد بن يعقوب : ما هذا لفظه : عن عليّ بن محمَّد ، ومحَّمد بن الحسن وغيرهما ، عن سَهْل بن زياد ، عن العبَّاس بن عِمْرَان ، عن محمَّد بن القاسم بن الوليد الصَّيرفيّ ، عن المفضل ، عن سِنان بن طريف ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال :
« كان أمير المؤمنين عليه السلام يكتب بهذه الخُطبَةِ إلى بَعْضِ أكابِرِ أصحابِهِ ، وفيها كَلامٌ عَن رسُولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : »
« بِسْمِ اللّه الرَّحْمن الرَّحِيمِ
إلى المُقَرَّبِين المقرِّين في الأظِلَّةِ ، المُمْتَحَنِينَ بالبَلِيَّةِ ، المُسارِعِينَ في الطَّاعَةِ المُسْتَيقِنِينَ بِيَ الكَرَّةَ ، تَحِيَّةٌ مِنَّا إليْكُم ، وسَلامٌ عَليْكُم .
أمَّا بَعدُ ، فإنَّ نورَ البَصِيرَةِ رَوحُ الحَياةِ الَّذِي لا يَنْفَعُ إيمانٌ إلاَّ بِهِ مَعَ اتِّباعِ كَلِمَةِ اللّه ِ ، والتَّصديِقِ بها ، فالْكلمَةُ مِنَ الرُّوحِ ، والرُّوحُ مِنَ النُّورِ ، والنُّورُ نورُ السَّماواتِ والأرضِ ، فبِأيْدِيكم سَبَبٌ وَصَلَ إليْكم منَّا ، نِعْمَةً مِنَ اللّه ِ لا تَعْقِلونَ شُكْرَها خَصَّكُم بِها واسْتَخْلصَكُم لَها ، « وَ تِلْكَ الْأَمْثَلُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَ مَا يَعْقِلُهَآ إِلاَّ الْعَـلِمُونَ »۱ ، إنَّ اللّه َ عَهِدَ عَهْدا أنْ لنْ يَحِلَّ عَقْدَهُ أحَدٌ سِواهُ ، فسارِعُوا إلى وَفاءِ العَهْد ، وامْكُثوا في طَلَبِ الفَضَلِ ، فإنَّ الدُّنيا عَرَضٌ حاضِرٌ يأكُلُ منها البَرُّ والفاجِرُ ، وإنَّ الآخِرَةَ وَعْدٌ
صادِقٌ يَقْضِي فيها مَلِكٌ قادرٌ .
أ لا وإنَّ الأمرَ كمَا وُقِّعَ ، لِسَبْعٍ بَقِينَ مِن صَفَر تَسِيرُ فيها الجنُوُدُ ، ويُهْلَكُ فِيها المُبْطِلُ الجَحُودُ خُيولُها عِرابٌ ، وفُرسانُها حِرابٌ ، ونَحْنُ بِذلِكَ واثِقونَ ، ولِما ذَكرْنا مُنْتَظِرونَ انْتظارَ المُجْدِبِ المَطَرَ ، لِيَنْبُت العُشْبُ ، ويُجْني الثَّمرَةَ .
دَعانِي إلى الكتابِ إليْكم اسْتِنْقاذُكُم مِنَ العَمى ، وإرْشادُكم بابَ الهُدى ، فاسْلُكوا سَبيلَ السَّلامَةِ ، فإنَّها جِماعُ الكَرَامَةِ ، اصْطَفَى اللّه ُ مَنْهَجَهُ ، وَبيَّنَ حُجَجَهُ ، وأرَفَّ أُرَفَهُ ، ووَصَفَه وَحَدَّه ، وجَعَلَه نَصًّا كمَا وصَفَه .
قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنَّ العبْد إذا دخَلَ حُفْرَتَه يأتِيه مَلَكانِ : أحدُهُما مُنْكَرٌ ، والآخَرُ نَكِيرٌ ، فأوَّل ما يَسألانِه عن ربِّهِ ، وعَن نَبِيِّهِ ، وعَن ولِيِّهِ ، فَإنْ أجابَ نَجا ، وإنْ تَحَيَّر عَذَّباهُ .
فَقال قائِلٌ : فَما حالُ مَن عَرَفَ رَبَّهُ ، وعرَفَ نَبِيَّهُ ، ولَمْ يَعرِفْ ولِيَّهُ ؟
فقال صلى الله عليه و آله : ذلِك مُذَبْذَبٌ « لاَ إِلَى هَؤُلاَءِ وَلاَ إِلَى هَؤُلاَءِ »۲ .
قيل : فمَن الوَليُّ يا رسول اللّه ؟
فقال : وَليُّكم في هذا الزَّمانِ أنَا ومَن بَعْدي وَصِيِّي ، ومَن بعْدِ وَصيَّي لِكُلِّ زمانٍ حُجَجُ اللّه ِ كَيْما لا تَقولونَ كمَا قال الضُّلاَّلُ حيْنَ فارَقَهم نبِيُّهم : « رَبَّنَا لَوْلاَ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ ءَايَتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَ نَخْزَى »۳ ، وإنَّما كان تَمامُ ضَلالِهِم جَهالَتَهم بالآياتِ وهُم الأوصياءُ ، فأجابَهم اللّه ُ : « قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُواْ
فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَبُ الصِّرَ طِ السَّوِىِّ وَمَنِ اهْتَدَى »۴
، وإنَّما كان تَرَبُّصُهم أنْ قالوا : نحْنُ في سَعَةٍ عَن مَعْرِفَةِ الأوصياءِ حَتَّى يُعْلِنَ الإمامُ عِلْمَهُ .
فالأَوصياءُ قُوَّامٌ عليْكم بَينَ الْجَنَّةِ والنَّارِ ، لا يدخُلُ الجَنَّةَ إلاَّ مَن عَرَفَهم وعَرَفُوهُ ، ولا يدْخُلُ النَّارَ إلاَّ مَن أنْكَرَهُم ، وأنْكَرَوهُ ، لأنَّهم عُرَفاءُ العِبادِ ، عَرَّفَهم اللّه ُ إيَّاهُم عِنْدَ أخْذِ المَواثِيقِ عَليْهِم بالطَّاعَةِ لَهُم ، فَوَصَفَهم في كتابِهِ فقالَ جَلَّ وعَزَّ : « وَعَلَى الأَْعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاَّ بِسِيمَاهُمْ »۵
، وهم الشُّهداءُ علَى النَّاسِ والنَّبِيُّونَ شُهداءُ لَهُم بأخْذِهِ لَهُم مواثِيقَ العِبادِ بِالطَّاعَةِ ، وذلِكَ قَولُهُ : « فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا * يَوْمَـئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا »۶ ، وكذلك أوْحى اللّه ُ إلى آدمَ : أنْ يا آدَمُ قَدْ انْقَضَتْ مُدَّتُكَ ، وقُضِيَت نبُوَّتُكَ ، واسْتَكْمَلتْ أيَّامُكَ ، وحَضَرَ أجلُكَ ، فخُذْ النَّبُوَّةَ ، ومِيْرَاثَ النُّبوَّةِ واسْمَ اللّه ِ الأكبَرِ ، فادْفَعْهُ إلى ابْنِكَ هِبَةِ اللّه ِ ، فإنِّي لم أدَع الأرضَ بِغَيْرِ عَلَمٍ يُعرَفُ ، فلَمَ يَزَل الأنْبياء والأوْصياء يَتَوارَثون ذَلِكَ حَتَّى انْتَهى الأمرُ إليَّ ، وأنَا أدْفَعُ ذلِكَ إلى علِيٍّ وَصِيِّي ، وهُوَ مِنِّي بمَنْزِلَةِ هارُوْنَ مِن مُوسى ، وإنٍّ عليٍّا يُورِّث وُلْدَه حَيّهُم عَن مَيِّتِهم ، فمَن سَرَّه أنْ يَدْخُل جنَّةَ رَبِّهِ فلِيَتَولَ عليَّا والأَوصياءَ من بَعْدِهِ ، ولِيُسَلِّم لِفَضْلِهِم ،فإنَّهم الهُداةُ بَعْدي ، أعطاهُمُ اللّه ُ فَهْمِي وعِلْمِي ، فَهُم عِتْرَتِي مِن لَحْمِي ودَمِي ، أشْكُو إلى اللّه ِ عَدُوَّهُم ، والمنْكِرَ لَهُم فَضْلَهُم ، والقاطِعَ عَنْهم صِلَتِي .
فنَحنُ أهْلَ البَيْتِ شَجَرَةُ النُّبوَّةِ ، ومَعْدِنُ الرَّحْمَةِ ، ومخْتَلَفُ الملائِكة ، وموْضِعُ
الرِّسالَةِ ، فمثَلُ أهلِ بيْتِي في هذه الأمَّةِ كمَثَلِ سَفِيَنةِ نُوْحٍ ، مَن رَكِبَها نَجَا ، ومَن تَخَلَّفَ عَنْها هلَكَ ، ومَثَل بابِ حِطَّةٍ في بَنِي إسرائيل ، مَن دخَلَهُ غُفِرَ لَهُ ، فأيُّما رايَةٍ خَرجَتْ ليْسَت مِن أهلِ بيْتي فَهِي دَجَّالِيَّةٌ .
إنَّ اللّه َ اختارَ لِدِينِهِ أقواما انْتَخَبَهم للقِيامِ علَيْهِ والنَّصرِ لَهُ ، طَهَّرَهم بِكَلَمَةِ الإسلامِ ، وأَوحى إليْهِم مُفْتَرَضَ القُرآنِ ، والعَمَلَ بطاعَتِهِ في مَشارِقِ الأرضِ ومَغارِبِها .
إنَّ اللّه َ خَصَّكُم بالإسلامِ ، واسْتَخْلَصَكم لَهُ ، وذلِكَ لأنَّهُ أمْنَعُ سَلامَةً ، وأجْمَعُ كَرامَةً ، اصْطَفَى اللّه ُ مَنْهَجَهُ ، ووَصَفَهُ ووَصَفَ أخلاقَهُ ، ووَصَلَ أطنابَهُ ، مِن ظاهِرِ عِلْمٍ ، وباطِنِ حُكمٍ ( حلْم ) ، ذِي حَلاوَةٍ ومَرارَةٍ ، فمَن طَهُرَ باطِنُه رَأى عَجائِبَ مَناظِرهِ في موارِدهِ ومصادرِهِ ، ومَن فَطَنَ لِما بَطَنَ رَآى مَكْنُونَ الفِطَنِ ، وعجائِبَ الأمثالِ والسُّنَنِ ، ظاهِرُهُ أنِيقٌ ، وباطِنُه عَمِيقٌ ، ولا تَفْنَى غَرائِبُهُ ، ولا تَنْقَضي عجائِبُه فيهِ ، مَفاتِيحُ الكَلامِ ، ومَصابِيحُ الظَّلامِ ، لا يُفْتَحُ الخَيْرات إلاَّ بِمفاتِحِهِ ، ولا تُكْشَفُ الظُّلماتُ إلاَّ بمصابِيحِهِ ، فيْهِ تَفْصِيلٌ وتَوْصِيلٌ ، وبَيانُ الاسْمَين الأعلَيْنِ ، الَّذِين جُمِعا فاجْتَمَعا ، ولا يَصْلُحان إلاَّ معا ، يُسَمَّيانِ ، ويُوصَلانِ فيَجْتَمعانِ ، تَمامُهما في تَمامِ أَحَدِهِما ، حَوَالَيْهما نجُومٌ ، وعلى نُجومِها نُجومٌ ، لَيَحْمي حِماهُ ، ويَرْعى مَرْعاهُ .
وفي القرآن تِبيانُهُ ، وبيانُهُ ، وحُدودُهُ ، وأرْكانُه ، ومواضِيعُ مقادِيرِهِ ، ووَزْنُ ميزانِهِ : مِيزانُ العَدْلِ ، وحُكْمُ الفَصلِ ، إنَّ رُعاةَ الدِّين فَرَّقوا بَينَ الشَّكِّ واليَقِينِ ، وجاؤوا بالحَقِّ ، بَنَوا للإسلام بُنْيانا ، فأسَّسُوا لَهُ أساسا وأركانا ، وجاؤوا على ذلِكَ شُهودا ، بِعَلاماتٍ وأماراتٍ ، فِيها كِفاءُ المُكْتَفي ، وشِفاءُ المُسْتَشْفي ، يَحومونَ حِماهُ ، ويَرْعَوْن مَرْعاه ، ويَصُونُون مَصُونَه ، ويُفَجِّرون عُيونَهُ ، لِحبِّ اللّه ، وبِرِّهِ وتعظِيمِ أمْرِهِ ، وذكْرِهِ ممَّا يَجبُّ أنْ يُذْكَرَ بهِ ، يتَواصلُونَ بالوِلايَة ، ويَتنازَعونَ بِحُسْنِ الرِّعايَةِ ،
ويَتَساقَون بِكَأْسٍ رَوِيَّةٍ ، ويَتلاقَونَ بِحُسنِ التَّحِيَّةِ ، وأخلاقٍ سَنِيَّةٍ ، قُوَّامٌ عُلَماءُ ، أمَناءُ ، لا يَسوغُ فيهِمُ الرِّيبَةُ ، ولا تُشْرَعُ فيهم الغِيْبَةُ ، فمَن اسْتَبْطَنَ من ذلِكَ شَيْئا اسْتَبْطَنَ خُلُقا سَنيَّا .
فطُوبى لِذِي قلبٍ سَلِيمٍ ، أطاعَ مَن يَهديهِ ، واجْتَنَبَ مَن يُردِيهِ ، ويَدْخُلُ مَدْخَلَ كَرامَةٍ ، ويَنالُ سبِيلَ سَلامَةٍ ، تَبْصِرةً لمَن بَصَّرَهُ ، وطاعَةً لِمَن يَهديِهِ إلى أفضَلِ الدِّلالَةِ ، وكَشْفِ غِطاءِ الجَهالَةِ المُضِلَّةِ المُهْلِكَةِ ، ومَن أرادَ بعْدَ هذا فلْيُطَهِّرَ بالهُدى ديْنَه ، فإنَّ الهُدى لا تُغْلَقُ أبوابُهُ ، وقد فُتِحَتْ أسبابُهُ ببُرهانٍ وبَيانٍ ، لامْرِئٍ اسْتَنْصَحَ ، وقَبِلَ نصِيحَةَ مَن نَصَحَ بخُضُوعٍ ، وحُسْنِ خشُوعٍ ، فلْيُقبِل امْرؤ بِقَبُولِها ، ولِيَحْذَر قارِعَةً قبْلَ حُلُولِها ، والسَّلامُ » . ۷

1.العنكبوت :۴۳ .

2.النساء: ۱۴۳ .

3.طه :۱۳۴ .

4.طه :۱۳۴ .

5.الأعراف :۴۶ .

6.النساء : ۴۱ و۴۲ .

7.كشف المحجَّة : ص۲۷۰ ـ ۲۷۶ وراجع : بحار الأنوار : ج۳۰ ص ۳۷ ، إثبات الهداة : ج۳ ص۷۵ .


مكاتيب الأئمّة ج2
272

كتابه عليه السلام إلى ابن عبَّاس

۰.« أمَّا بَعدُ ، فاطلُب ما يَعْنِيكَ ، واتْرُك ما لا يَعْنِيكَ ، فإنَّ في ترْكِ ما لا يَعْنِيكَ دَرْكَ ما يَعنِيكَ ، وإنَّما تَقْدِمُ على ما أسْلَفْتَ لا علَى ما خَلَّفْتَ ، وابنِ ما تَلْقاهُ غدا على ما تلقاةُ ، والسَّلامُ . » ۱

كتابه عليه السلام إلى ابن عبَّاس

۰.كتب عليّ عليه السلام إلى ابن عبَّاس :« أمَّا بعدُ ، فلا يكُن حَظُّك فِي وِلايَتِك مالاً تسْتَفِيدُ ، ولا غَيْظا تَشتَفِيه ، ولكِن أماتَةَ باطلٍ ، وإحْياءَ حقٍّ » . ۲

كتابه عليه السلام إلى ابن عبَّاس

۰.« أمَّا بعدُ ، فإنَّك لَسْتَ بسابِقٍ أجَلَك ، ولا مَرْزُوقٍ ما لَيْسَ لَكَ ، واعْلَم بأنَّ الدَّهر يوْمان :
يوْمٌ لَكَ ، ويَوْمٌ عليْك ، وأنَّ الدُّنْيا دارُ دُوَلٍ ، فمَا كان منْها لَك أتَاك علَى ضَعْفِك ، وما كان منها علَيْك لم تَدْفَعْه بقُوَّتِك » . ۳

1.تحف العقول : ص۲۱۸ ، بحار الأنوار : ج۷۸ ص۵۷ .

2.بحار الأنوار : ج۴۰ ص۳۲۸ ح ۱۰ نقلاً عن المناقب لابن شهرآشوب .

3.نهج البلاغة : الكتاب۷۲ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج2
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 74679
الصفحه من 528
طباعه  ارسل الي