193
كتابه عليه السلام إلى مولى له
۰.علِيُّ بْنُ إبْراهِيمَ ، عن مُحَمَّد بن عِيسَى ، عن يُونُسَ ، عن بَعْضِ أصْحَابه ، عن أبِي عَبد اللّه عليه السلام ، قال: « إنَّ مَوْلىً لأمِيرِ المُؤمِنِينَ عليه السلام سَألَهُ مَالاً ، فقال :
يَخْرُجُ عَطَائِي فَأُقَاسِمُكَ هُوَ .
فقال : لا أكْتَفِي ،( و ) خَرَجَ إلى مُعاوِيَةَ ، فَوَصَلَهُ فَكَتَبَ إلى أمير المُؤمِنِينَ عليه السلام ، يُخْبِرُهُ بما أصابَ من المال ، فَكَتَبَ إلَيْه أمِيرُ المُؤمِنِينَ عليه السلام :« أمَّا بَعْدُ ، فإنَّ ما في يَدِكَ مِنَ المالِ قَدْ كانَ لَهُ أهْلٌ قَبْلَكَ ، وهُو صَائِرٌ إلى أهْلِهِ بَعْدَكَ .
وإنَّما لكَ مِنْهُ ما مَهَّدْتَ لِنَفْسِكَ ، فَآثِرْ نَفْسَكَ علَى صَلاح وُلْدِكَ ، فَإنَّما أنْتَ جَامِعٌ لِأحَدِ رَجُلَيْنِ : إمَّا رَجُلٌ عَمِلَ فيه بِطَاعَةِ اللّه ِ فَسَعِدَ بِمَا شَقِيتَ ، وإِمَّا رَجُلٌ عَمِلَ فيهِ بِمَعْصِيَةِ اللّه ِ فَشَقِيَ بِمَا جَمَعْتَ لَهُ ، ولَيْسَ مِن هذَيْنِ أحَدٌ بِأهْلٍ أنْ تُؤثِرَهُ على نَفْسِكَ ، ولا تُبَرِّدَ لَهُ علَى ظَهْرِك ، فَارْجُ لِمَنْ مَضَى رَحْمَةَ اللّه ، وَثِقْ لِما بَقِيَ بِرِزْقِ اللّه ِ . ۱