319
مكاتيب الأئمّة ج2

[ أقول : اليمن كلُّ من ولده قحطان : نحو حِمْيَر ، وعكّ ، وجُذام ، وكِنْدَة ، والأزْد ، وغيرهم .
ورَبيعة هو : ربيعة بن نِزار بن مَعَدّ بن عَدنان ؛ وهم بَكْر ، وتَغْلِب ، وعبد القَيس . ۱
وسُمِّي قَحطان أبو اليَمن ، وللمسعوديّ في مُروج الذَّهب ۲ كلام في المغاضبة بين رَبيعة ومُضرّ ، وبين اليَمانيَّة القَحطانيين ، وإنَّ الموجد لها هو الكميت الأسدي ، بأمر عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر ، وذلك بإنشائه قصائد في مدح نِزار ، وتفضيلهم على قحطان ، فأثار غضب اليمانيَّة ، وتسبّب في قيام المنازعات بينهم.
وعلى التَّفصيل المذكور في الكتاب المشار إليه ، كأنَّ هذه العصبية المنتِجة للمغاضبة المذكورة كانت عريقةً ۳ كامنة ، وإنَّ هذا الكتاب بينهما كان لإطفاء نارها وإخماد فتنتها ، ولعلَّ السَّبب في كتابة هذا العهد حِراجة ۴ الموقف ، وعظم الفتن الَّتي كان أمير المؤمنين عليه السلام يعلمها .
في الحديث عن النَّبي صلى الله عليه و آله : « كلُّ حِلْفٍ كان في الجاهِليَّةِ فلا يَزيدُهُ الإسلامُ إلاّ شِدَّةً » ؛
ولا حِلْف في الإسلام ، لكنَّ فِعْلَ أمير المؤمنين عليه السلام أولى بالاتّباع من خبر الواحد ، وقد تحالفت العرب في الإسلام مرارا ، ومن أراد الوقوف على ذلك فليطلبه من كتب التَّواريخ] . ۵

1.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۱۸ ص۶۶ .

2.مروج الذَّهب : ج۳ ص۲۴۴ .

3.أي الأصيلة .

4.أي الصعابة .

5.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۱۸ ص۶۷ .


مكاتيب الأئمّة ج2
318

205

كتابه عليه السلام بين رَبيعة واليَمن

۰.« هذا ما اجْتَمَعَ عليه أَهْلُ اليَمَنِ حَاضِرُها وبَادِيها ، ورَبِيعَةُ حَاضِرُهَا ، وبَادِيها أَنَّهُم على كِتَابِ اللّه ِ يَدْعُونَ إليهِ ، ويَأْمُرُونَ بهِ ، ويُجِيبُون مَنْ دَعا إليهِ ، وأَمَرَ به لا يَشْتَرُونَ بهِ ثَمَنا ، ولا يَرْضَوْنَ بهِ بَدَلاً ، وأنَّهُمْ يَدٌ وَاحِدَةٌ على مَن خالَفَ ذَلِكَ ، وتَرَكَهُ أَنْصَارٌ بَعْضُهُم لِبَعْضٍ ، دَعْوَتُهُم واحِدَةٌ ، لا يَنْقُضُون عَهْدَهُمْ لِمَعْتَبَةِ عَاتِبٍ ، ولا لِغَضَبِ غَاضِبٍ ، ولا لاسْتِذْلالِ قَوْمٍ قَوْما ، ولا لِمَسَبَّةِ قَوْمٍ قَوْما على ذلك ، شَاهِدُهُمْ وغَائِبُهُم ، وسَفِيهُهُم وعَالِمُهُم ، وحَلِيمُهُم وجَاهِلُهُم ، ثُمَّ إنَّ علَيْهم بذلِك عَهْدَ اللّه ومِيثَاقَهُ ، إنَّ عَهْد اللّه كَانَ مَسؤولاً ، وكَتَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ » . ۱

1.نهج البلاغة : الكتاب۷۴ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۱۸ ص۶۶ ، شرح نهج البلاغة لابن ميثم : ج۵ ص۲۳۱ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج2
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 95320
الصفحه من 528
طباعه  ارسل الي