325
مكاتيب الأئمّة ج2

[ أقول : رواها الكليني رحمه الله بسند صحيح يأتي ذكره ، وكذا الشَّيخ في التَّهذيب ، ورواها الشَّيخ المفيد رحمه الله في المُقنعة عن حَمَّاد ، عن حريز ، عن بُرَيْد ، ورواها عنه ابن إدريس في السَّرائر ، ولعلَّه أخذه عن كتاب حَمَّاد لا عن الكافي] .
ورواها الثَّقَفيّ بالسند الآتي قال :
حدَّثنا محمّد ، قال : حدَّثنا الحسن ، قال : حدثنا إبراهيم ، قال : وأخبرني يَحْيَى بن صالح الحريري ، قال : أخبرنا أبو العبَّاس الوليد بن عَمْرو ، وكان ثقة ، عن عبد الرَّحمن بن سُلَيْمان ، عن جعفر بن محمّد بن عليّ عليه السلام ، قال : بَعَثَ علِيٌّ عليه السلام مُصَّدِقا مِنَ الكُوفَةِ إلى بادِيَتِها . . . الحديث .۱
[ نقلناها من الكتب ، وإن لم يُشر إليه في رواية الكافي وغيره ، لِأنَّ ]السَّيِّدَ رحمه اللهقال : و« من وصيَّة له عليه السلام كان يكتبها لمن يستعمله على الصَّدقات ، وإنَّما ذكرنا هنا جُمَلاً منها ليعلم بها أنَّه عليه السلام كان يقيم عماد الحقّ ، ويشرع أمثلة العدل في صغير الأمور وكبيرها ودقيقها وجليلها » . ۲
وفي النِّهاية : « ظلع » ، وفي حديثه ـ يعني أمير المؤمنين عليه السلام ـ : « ولْيَسْتَأْنِ بِالنَّقِبِ والظَّالِع » ، أي بذات الجَرَب والعَرْجاء ، ۳ وكذا أشار إلى الحديث في « نطف » قال :
ومنه حَديثُ عليٍّ « ولْيُمْهِلْهَا عِنْدَ النِّطَاف والأَعْشَابِ » ، يعني الإبل والماشية النِّطاف جمع نطفة يريد أنَّها إذا وردت على المياه والعُشْب يَدَعُها لِتَرِد وتَرْعَى . ۴
وكذا في « مصر » قال : وفي حديث عليٍّ « ولا يَمْصُرَ لَبَنَهَا فَيَضُرَّ ذَلِك بِوَلَدِهَا » ، المصر : الحلب بثلاث أصابع يريد لا يكثر من أخذ لبنها . ۵
وراجع : لسان العرب ۶
في هذا الموادّ ، وغرضنا من نقل جملات النِّهاية إنَّ الحديث مشهور .
صورة أخرى من الكتاب :
عَلِيُّ بن إِبْرَاهِيم ، عن أبِيه ، عن حَمَّاد ، بن عِيسَى ، عن حَرِيزٍ ، عن بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، قَال : سَمِعْتُ أبَا عَبدِ اللّه ِ عليه السلام يَقُول :
« بَعَثَ أمِيرُ المُؤمِنِين ـ صلوات اللّه عليه ـ مُصَدِّقا مِن الكُوفَة إلى بَادِيَتِهَا ، فقالَ لَهُ :
يا عبدَ اللّه ِ انْطَلِقْ ، وعَلَيْكَ بِتَقْوَى اللّه ِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، ولا تُؤثِرَنَّ دُنْيَاكَ على آخِرَتِكَ ، وكُنْ حَافِظا لِمَا ائْتَمَنْتُكَ عليه ، رَاعِيا لِحَقِّ اللّه ِ فيهِ ، حَتَّى تَأْتِيَ نَادِيَ بَنِي فُلانٍ ، فَإِذَا قَدِمْتَ فَانْزِلْ بِمَائِهِمْ من غَيْرِ أنْ تُخَالِطَ أبْيَاتَهُمْ ، ثُمَّ امْضِ إِلَيْهِمْ بِسَكِينَةٍ ووَقارٍ ، حَتَّى تَقُومَ بَيْنَهُمْ ، وتُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ قُلْ لَهُمْ يا عِبَادَ اللّه ِ ، أرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ وَلِيُّ اللّه ِ ، لآِخُذَ مِنْكُمْ حَقَّ اللّه في أمْوَالِكُمْ ، فَهَلْ للّه ِ في أمْوَالِكُمْ مِنْ حَقٍّ فَتُؤدُّونَ إلى وَلِيِّه ، فَإِنْ قَال لَكَ قَائِلٌ : لا ، فَلا تُرَاجِعْه ، وإِنْ أنْعَمَ لَكَ مِنْهُمْ مُنْعِمٌ فَانْطَلِقْ مَعَهُ مِن غَيْر أنْ تُخِيفَهُ أو تَعِدَهُ إلاَّ خَيْرا ، فَإِذَا أتَيْتَ مَالَه فَلا تَدْخُلْه إلاَّ بِإِذْنِه ، فَإِنَّ أكْثَرَه لَه ، فَقُلْ يا عبد اللّه ِ أ تَأْذَنُ لِي في دُخُولِ مَالِك ، فإِنْ أذِنَ لَكَ فَلا تَدْخُلْهُ دُخُولَ مُتَسَلِّطٍ عَلَيْهِ فِيهِ ، ولا عُنْفٍ به ، فَاصْدَعِ المَالَ
صَدْعَيْن ، ثُمَّ خَيِّرْهُ أيَّ الصَّدْعَيْنِ شَاءَ ، فَأيَّهُمَا اخْتَارَ فَلا تَعْرِضْ لَهُ ، ثُمَّ اصْدَعِ البَاقِي صَدْعَيْنِ ، ثُمَّ خَيِّرْهُ ، فَأيَّهُمَا اخْتَارَ فلا تَعْرِضْ لَهُ ، ولا تَزَالُ كذلك حَتَّى يَبْقَى ما فِيه وَفَاءٌ لِحَقِّ اللّه ِ تَبَارَك وتعالَى مِن مَالِه ، فَإِذَا بَقِي ذَلِك فَاقْبِضْ حَقَّ اللّه ِ مِنْه ، وإنِ اسْتَقَالَكَ فَأقِلْهُ ، ثُمَّ اخْلِطْهَا ، واصْنَعْ مِثْلَ الَّذي صَنَعْتَ أوَّلاً حَتَّى تَأْخُذَ حَقَّ اللّه في مَالِه ، فَإِذَا قَبَضْتَهُ فلا تُوَكِّلْ بِه إلاَّ نَاصِحا شَفِيقا أمِينا حَفِيظا غَيْرَ مُعْنِفٍ لِشَيْءٍ مِنْهَا ، ثُمَّ احْدُرْ كُلَّ ما اجْتَمَعَ عِنْدَكَ مِن كُلِّ نَادٍ إِلَيْنا نُصَيِّرْهُ حَيْثُ أمَر اللّه ُ عز و جل ، فَإِذَا انْحَدَرَ بِهَا رَسُولُكَ فَأوْعِزْ إِلَيْه ألاّ يَحُولَ بَيْنَ نَاقَةٍ وبَيْنَ فَصِيلِهَا ، ولا يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا ، ولا يَمْصُرَنَّ لَبَنَهَا فَيُضِرَّ ذَلِكَ بِفَصِيلِهَا ، ولا يَجْهَدَ بِهَا رُكُوبا ولْيَعْدِلْ بَيْنَهُنَّ في ذَلِك ، ولْيُورِدْهُنَّ كُلَّ مَاءٍ يَمُرُّ بِه ، ولا يَعْدِلْ بِهِنَّ عن نَبْتِ الأرْضِ إِلَى جَوَادِّ الطَّرِيقِ في السَّاعَة الَّتي فِيهَا تُرِيحُ وتَغْبُقُ ، ولْيَرْفُقْ بِهِنَّ جُهْدَهُ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِإِذْنِ اللّه ، سِحَاحا سِمَانا غَيْرَ مُتْعَبَاتٍ ، ولا مُجْهَدَاتٍ فَيُقْسَمْنَ بِإِذْنِ اللّه ، على كِتَاب اللّه ِ وسُنَّةِ نَبِيِّه صلى الله عليه و آله عَلى أوْلِيَاءِ اللّه ِ ، فَإِنَّ ذلِك أعْظَمُ لِأجْرِكَ ، وأقْرَبُ لِرُشْدِكَ يَنْظُرُ اللّه ُ إِلَيْهَا وإِلَيْكَ ، وإلى جُهْدِكَ ، ونَصِيحَتِكَ لِمَن بَعَثَك وبُعِثْتَ في حَاجَتِه ، فَإِنَّ رَسُولَ اللّه صلى الله عليه و آله قال : مَا يَنْظُرُ اللّه ُ إِلى وَلِيٍّ له يَجْهَدُ نَفْسَهُ بِالطَّاعَة والنَّصِيحَة لَه ، ولاِءمَامِهِ إلاَّ كَانَ مَعَنَا في الرَّفِيقِ الأعْلَى .
قَال : ثُمَّ بَكَى أبُو عبد اللّه عليه السلام ، ثُمَّ قال : يا بُرَيْدُ ، لا واللّه ِ ، مَا بَقِيَتْ للّه ِِ حُرْمَةٌ إِلاّ انْتُهِكَتْ ، ولا عُمِلَ بِكِتَابِ اللّه ِ ولا سُنَّةِ نَبِيِّهِ في هَذَا العَالَم ، ولا أُقِيمَ في هَذا الخَلْقِ حَدٌّ مُنْذُ قَبَضَ اللّه ُ أمِيرَ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّه ِ وسَلامُهُ عَلَيْه ، ولا عُمِلَ بِشَيْءٍ مِن الحَقِّ إِلى يَوْمِ النَّاس هَذَا ، ثُمَّ قال : أمَا واللّه ِ ، لا تَذْهَبُ الأيَّامُ واللَّيَالِي حَتَّى يُحْيِيَ اللّه ُ المَوْتَى ، ويُمِيتَ الأحْيَاءَ ، ويَرُدَّ اللّه ُ الحَقَّ إِلى أهْلِه ، ويُقِيمَ دِينَهُ الَّذي ارْتَضَاهُ لِنَفْسِه ونَبِيِّهِ ، فَأبْشِرُوا ، ثُمَّ أبْشِرُوا ، ثُمَّ أبْشِرُوا ، فوَ اللّه ِ ، مَا الحَقُّ إِلاّ في أيْدِيكُم » .۷

1.الغارات : ج۱ ص۱۲۶ وج ۲ ص ۷۲۴ .

2.الغارات : ج۲ ص۷۲۳ .

3.النهاية لابن أثير : ج۳ ص۱۵۸ .

4.النهاية لابن أثير : ج۵ ص۷۵ .

5.النهاية لابن أثير : ج۴ ص۳۳۶ .

6.لسان العرب : ج۵ ص۱۷۵ .

7.الكافي : ج۳ ص۵۳۶ ـ ۵۳۸ ح۱ .


مكاتيب الأئمّة ج2
324
  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج2
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 95621
الصفحه من 528
طباعه  ارسل الي