333
مكاتيب الأئمّة ج2

214

كتابه عليه السلام إلى الحارِث الهَمْدانِيّ

۰.« و تَمسَّك بِحَبْلِ القرآن واسْتَنْصِحْهُ وأَحِلَّ حَلالَهُ وحَرِّمْ حَرامَهُ وصَدِّق بِما سلَفَ مِنَ الحَقِّ واعْتَبِر بِما مضى مِنَ الدُّنيا لِما بَقِيَ مِنها فإنَّ بَعضَها يُشْبِهُ بَعْضا وآخِرَها لاحقٌ بِأوَّلِها وكُلُّها حائِلٌ مُفارِقٌ وعَظِّمِ اسمَ اللّه ِ أنْ تَذكُرَهُ إلاَّ علَى حَقٍّ ، وأكثِر ذِكْرَ المَوتِ وما بَعْد المَوتِ ، ولا تَتَمنَّ المَوتَ إلاَّ بِشَرطٍ وثيقٍ واحْذَر كُلَّ عَمَلٍ يَرضاهُ صاحِبُهُ لِنَفسهِ ويُكْرَه لِعَامَّةِ المُسلِمينَ واحْذَر كُلَّ عَمَلٍ يُعْملَ بهِ في السِّرِّ ويُسْتحى مِنْهُ في العَلانِيَةِ واحْذَر كُلَّ عَمَلٍ إذا سُئِل عَنهُ صاحِبُهُ أنْكَرَهُ أو اعْتَذَر مِنْهُ ولا تَجْعل عِرْضَكَ غَرَضا لنِبالِ القَولِ ولا تُحدِّثِ النَّاسَ بِكُلِّ ما سَمِعتَ بهِ فَكَفى بِذلِكَ كَذِبا ، ولا تَرُدَّ عَلَى النَّاسِ كلَّ ما حدَّثُوكَ بهِ فَكَفى بذلِكَ جَهلاً ، واكْظِم الغَيْظَ وتَجاوَزْ عِنْدَ المَقْدِرَةِ واحْلُم عِنْدَ الغَضَبِ واصْفَحْ مَعَ الدَّوْلَةِ تكُنْ لكَ العاقِبَةُ واسْتَصْلِحْ كُلَّ نِعْمَةٍ أنْعَمها اللّه ُ عَليكَ ولا تُضَيِّعنَّ نِعْمةً مِن نِعَمِ اللّه ِ عِندَكَ ولْيُرَ علَيْكَ أثَرُ ما أنْعَمَ اللّه ُ بهِ عَليكَ .
واعْلَم أنَّ أفْضَلَ المُؤمنينَ أفضلُهُم تَقْدِمةً مِن نَفسِهِ وأهْلِه ومالِه فإنَّك ما تُقَدِّمْ من خَيْر يَبْقَ لَكَ ذُخْرُه ، وما تُؤخِّرْه يكُن لِغَيرِكَ خَيْرُهُ واحْذَر صَحابَةَ مَن يَفِيلُ رأيُهُ ويُنْكَر عَمَلُهُ فَإنَّ الصَّاحِبَ مَعْتَبِرٌ بِصاحِبِهِ واسْكُنِ الأمْصارَ العِظامَ فإنَّها جِماعُ المُسلِمينَ واحْذَرِ مَنازِلَ الغَفْلَةِ والجَفاءِ وقِلَّةَ الأعوانِ على طاعَةِ اللّه ِ ، واقْصُر رأيكَ
على ما يَعْنيكَ وإيَّاكَ ومقاعِدَ الأسْواقِ فإنَّها محاضِرُ الشَّيْطان ومعارِيضُ الفِتَنِ وأكْثِر أنْ تَنْظُرَ إلى مَن فُضِّلْتَ علَيْه ، فإنَّ ذلِكَ مِن أبوابِ الشُّكْرِ ولا تُسافِر في يَومِ جُمُعَةٍ حتى تَشْهَدَ الصَّلاةَ إلاَّ فاصِلاً في سَبيلِ اللّه ِ ، أو في أمرٍ تُعْذَرُ بهِ وأطِعِ اللّه َ فِي جَمِيعِ أُمُورِكَ فإنَّ طاعَةَ اللّه ِ فاضِلَةٌ علَى ما سِواها خادِعْ نفْسَكَ فِي العِبادَةِ وارْفَقْ بِها ، ولا تَقْهَرها وخُذْ عَفْوَها ونَشاطَها إلاَّ ما كانَ مكتوبا علَيْكَ مِنَ الفرِيضَةِ ، فإنَّه لا بُدَّ مِن قَضائِها وتَعَاهُدِها عِنْدَ مَحَلِّها وإيَّاك أنْ يَنْزِلَ بِكَ المَوتُ وأنتَ آبقٌ مِن رَبِّكَ في طَلَب الدُّنيا ، وإيَّاكَ ومُصاحَبَةَ الفُسَّاقِ فَإنَّ الشَّرَّ بالشَرِّ مُلْحَقٌ ووَقِّرِ اللّه َ وأحْبِبْ أحِبَّاءَهُ واحْذَر الغَضَبَ فإنَّه جُنْدٌ عظِيمٌ مِن جُنُودِ إبْليسِ ، والسَّلامُ » . ۱

1.نهج البلاغة : الكتاب ۶۹ ، بحار الأنوار : ج ۳۳ ص ۵۰۸ ح ۷۰۷ نقلاً عنه ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۱۸ ص ۴۱ .


مكاتيب الأئمّة ج2
332

212

كتابه عليه السلام لسُوَيْد بن غَفَلة

۰.أخرج الطَّبريّ ، عن سيف ، عن ثابت بن هُرَيْم ، عن سُوَيد بن غَفَلَة ، قال : استقطعت عليَّا رضى الله عنه ، فقال :« اكتبْ : هذا ما أقطَعَ عليٌّ سُوَيدا أرْضا لداذَوَيْهِ ، ما بَينَ كذا إلى كذا وما شَاءَ اللّه ُ » ۱ .

213

كتابه عليه السلام إلى والي المدينة

۰.قال الكشّيّ : وجدت في كتاب أبي عبد اللّه الشَّاذانيّ ، قال : حدَّثنِي جعفر بن محمَّد المَدائنِيّ ، عن موسى بن القاسم العِجْليّ ، عن صَفْوَان ، عن عبد الرَّحمن بن الحجَّاج ، عن أبي عبد اللّه ، عن آبائه عليهم السلام ، قال : كتب عليّ عليه السلام إلى والي المدينة :« لا تُعْطِيَنَّ سَعْدا ولا ابنَ عُمَرَ مِنَ الفِيءِ شَيئا ، فأمَّا أُسامَةُ بنُ زَيْدٍ فإنِّي قَد عَذَرْتُهُ
فِي اليَمِينِ الَّتي كانَت علَيهِ » . ۲

1.تاريخ الطبري : ج۳ ص۵۸۹ .

2.رجال الكشّي : ج۱ ص۱۹۷ الرقم۸۲ ، رجال ابن داوود : ص۴۸ الرقم۱۵۶ ، قاموس الرجال : ج۱ ص۷۱۷ الرقم۶۷۰ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج2
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 95409
الصفحه من 528
طباعه  ارسل الي