361
مكاتيب الأئمّة ج2

هَيَّاج بن أبي الهَيَّاج

( هياج ـ لشداد ـ ق ) وفي رواية عبد الرَّزَّاق هَيَّاج بن أبي سُفْيَان .
قال في تنقيح المقال : هَيَّاج بن هَيَّاج ، عدّه الشَّيخ في رجاله من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، ولم أقف على توثيقه في كلام أحد من أصحابنا ، لكنَّه ثقةٌ على الأقوى ، لجعل أمير المؤمنين إيَّاه من شهود وصيَّته ، المنقولة في باب صدقات النَّبيّ صلى الله عليه و آله وفاطمة والأئمّة عليهم السلاممن وصايا الكافي بطريق صحيح . . . ۱ .

الثَّالث :

الأماكن المذكورة في هذه الكتب هي :

1 . « اُذينة » : بالألف المضمومة ، ثُمَّ الذَّال المعجمة المفتوحة ، ثُمَّ الياء المثنّاة من تحت ، ثُمَّ النَّون ( كما في الكافي والتَّهذيب والوسائل ) كجهنية ، اسم وادٍ من أودية القبلية ۲ .
والقَبَلِية ( بفتحتين وإليها تضاف معادن القبلية ) هي من نواحي الفُرْع ۳ ، سراة بين المدينة وينبع ، ما سال منها إلى ينبع سمّي بالغور ، وما سال منها إلى أودية المدينة سُمّي القبليّة .
« تَيتَد » قال الياقوت : ثالثه مثل أوَّله مفتوح ، ودال مهملة ، اسم واد من أودية القَبلِية ، وهو المعروف باُذينة ، وفيه عرض فيه النَّخل من صَدَقَة رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، عن الزَّمخشريّ ، عن السَّيِّد عليّ العلويّ ۴ .
2 . « ديمة » كما في الكافي أو « دعة » كما في نسخة منه أو « ترعة » كما في أخرى أو « ذعة » :
ولم أجد إلى الآن في تفسير هذه المواضع شيئا إلاّ ما ذكره السُّمهوديّ :
قال : وذكر ابن شَبَّة في صدقات عليّ رضى الله عنه واديا يقال له « نزعة » بناحية فدك بين لابتي حرَّة . ۵
وفي الدَّعائم « بَرْعة » و« برقة » وبَرْعة مخالف بالطائف ، وبُرَع جبل شبهامة ۶ .
و« بُرقة » بالضَّم ، وروي بالفتح من صدقات النَّبيّ صلى الله عليه و آله ۷ . والظَّاهر أنَّ الصَّحيح هو « ترعة » كما تقدم .
3 . « يَنْبُع » : بالفتح ، ثُمَّ السُّكون ، وضمّ الموحدة ، وإهمال العين مضارع ـ نبع الماء ، أي ظهر من نواحي المدينة على أربعة أيَّام ، وإنَّما أحرزت عنها في الأعصر الأخيرة ، سميت به لكثرة ينابيعها ، قال بعضهم : عددت بها مئة وسبعين عينا .
ولمَّا أشرف عليها عليّ رضى الله عنه ونظر إلى جبالها ، قال : لقد وضعت على نقيٍّ من الماء عظيم ، وسكانها جُهينة ، وبنو ليث ، والأنصار ، وهي اليوم لبني حسن العلويّين . ۸
وروى ابن شَبَّة : أنَّ عمر بن الخَطَّاب أقطع عليَّا بيَنْبُع ، ثُمَّ اشترى عليّ إلى قطيعة عمر شيئاً ، وفيها عيون عذاب غزيرة ۹
وروى أيضا عن كشد بن مالك الجُهَنيّ ، قال : . . .فلمَّا أخذ رسول اللّه صلى الله عليه و آله ينبع أقطعها لكشد ، فقال : إنِّي كبير ولكن أقطعها لابن أخي فأقطعها له ، فابتاعها منه عبد الرَّحمن بن سعد الأنْصاريّ بثلاثين ألف درهم ، فخرج عبد الرَّحمن إليها وأصابه صافيها وربحها فقدرها ، وأقبل راجعا فلحق عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه دون يَنْبُع ، فقال :
« مِن أينَ جِئتَ ؟ »
فقال : من يَنْبُع ، وقد سئمتها فهل لك أن تبتاعها ؟ قال عليّ :
« قد أخَذتُها بالثَّمن » .
قال هي لك ، فكان أوَّل شيء عَمِلَه عليٌّ فيها البغيبغة ۱۰ .
وعن عَمَّار بن ياسر ، قال : اقطع النَّبيّ صلى الله عليه و آله عليَّا بذي العشيرة من يَنْبُع ، ثُمَّ اقطعه عمر بعدما استخلف قطيعة ، واشترى عليٌّ إليها قطيعة ، وكانت أموال عليّ بيَنْبُع عيونا متفرِّقة تصدَّق بها ۱۱ .
وروى أحمد بن الضَّحَّاك أنَّ أبا فضالة خرج عائدا لعليّ بيَنْبُع وكان مريضا ، فقال له : ما يسكنك هذا المنزل ؟ لو هلكت لم يَلِكَ إلاّ الأعرابُ أعرابُ جُهينة ، فاحتَمِل إلى المَدِينَةِ فإن أصابَكَ قَدَرٌ وَلَيكَ أصحابُكَ ، فقال عليّ عليه السلام :
« إنِّي لَستُ بِميّتٍ مِن وَجَعي هذا ، إنَّ رسُولَ اللّه صلى الله عليه و آله عَهدَ إليَّ ألاّ أموتَ حَتَّى أُضرَبَ ، ثُمَّ تُخضَبُ هذه ـ يعني لِحيَتَهُ ـ مِن هذِه ، يَعني هامَتُهُ .۱۲
قال ياقوت : هي عن يمين رَضوى لمن كان منحدرا من المدينة إلى البحر ، على ليلة من رَضوى ، من المدينة على سبع مراحل ، وهي لبني حسن بنِ عليٍّ ، وكان يسكنها الأنصار ، وجُهينة ، وليث ، وفيها عيون عذاب غزيرة ، وواديها لها يَلْيَل ، وبها مِنبَر ، وهي قرية غنَّاء وواديها يصبّ في غَيْقَةَ ، وقال غيره : يَنْبُع حِصن به نخيل وماء وزرع ، وبها وُقوف لعليِّ بن أبي طالب رضى الله عنه يتولاّها وُلده ۱۳ .
وقال ابن دُريد : يَنْبُع بَين مَكَّةَ والمدينة ، وقال غيره : يَنْبُع من أرض تهامة غزاها النَّبيّ صلى الله عليه و آله ، فلم يَلْقَ كيدا ، وهي قريبة من طريق الحاجّ الشَّاميّ ۱۴ .
قال ابن شَبَّة : فيما نقل في صدقاته : وكانت أمواله متفرقة بيَنْبُع ، ومنها عينٌ يقال لها : عَينُ البحير ، وعين يقال لها : عين أبي نيرز ، وعين يقال لها : نولا ، وهي الَّتي يقال : إنَّ عليَّا رضى الله عنه عمل فيها بيده ، وفيها مسجد النَّبيّ صلى الله عليه و آله ، وهو متوجّه إلى ذي العشيرة ، وعمل عليّ أيضا بيَنْبُع البغيبغات .
وفي كتاب صدقته : « أنَّ ما كان لي بيَنْبُع مِن ماءٍ يُعرَفُ لِي فيها وما حَولَهُ صَدَقَةٌ وقَفتُها ، غَيرَ أنّ رَباحا وأبا نيزر وجُبَيْرا أعتقناهم ، وهُم يَعمَلونَ فِي الماء خَمسَ حِجَجٍ ، وفِيهِ نَفَقَتُهم ورِزقُهُم ، انتهى .۱۵
وفي المناقب أخرج : مئة عين ينبع جعلها للحجيج ۱۶ .
وعن أيّوب بن عطِيَّة الحَذَّاء ، قال : سمِعت أبا عَبد اللّه عليه السلام يقول : «قَسَمَ نَبِيُّ اللّه صلى الله عليه و آله الفَيْءَ فأصَاب عليَّا عليه السلام أرْضا ، فاحْتَفَر فيها عَيْنا ، فخرَج مَاءٌ يَنْبُعُ في السَّماء كَهَيْئَة عُنُق البَعِير فسَمَّاها يَنْبُع ، فجَاء البَشِير يُبَشِّرُ ، فَقَالَ عليه السلام : بَشِّر الوَارِثَ ، هِي صَدَقَةٌ بَتَّةً بَتْلاً في حَجِيجِ بَيْتِ اللّه ، وعابِرِي سَبِيل اللّه ، لا تُبَاعُ ، ولا تُوهَبُ ، ولا تُورَثُ . . . الحديث۱۷.
4 . « البُغَيْبِغَة » : ( مصغّر البُغْبُغ كقنفذ: البئر القريبة الرَّشاء ـ ق ) ضيعة بالمدينة ، أو عين غزيرة كثيرة النَّخل لآل رسول اللّه صلى الله عليه و آله . ۱۸
روى ابن شَبَّة : أنَّ يَنْبُع لمَّا صارت لعليّ رضى الله عنه كان أوَّل شيء عمل فيها البغيبغة ، وأنَّه لمَّا بشَّر بها حين صارت له قال : « تسرُّ الوارث » ، ثُمَّ قال : « هي صَدَقَةٌ علَى المَساكِينِ وابن السَّبيلِ وذوي الحاجَةِ الأقرَبِ »۱۹.
وفي رواية الواقدي : أنَّ جدادها بلغ لي زمن عليّ رضى الله عنه ألف وَسْق » ۲۰ .
وقال محمَّد بن يَحْيَى : عمل عليّ بيَنْبُع البغيبغات ، وهي عيون ؛ منها عين يقال لها : خَيفُ الأراكِ ، ومنها عين يقال لها : خَيفُ ليلى ، ومنها عين يُقال لها : خَيفُ بِسطاس ، قال : وكانت البغيبغات ممَّا عمل عليّ وتصدَّق به ، فلم يزل في صدقاته حَتَّى أعطاها حسين بن عليّ ، عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب ، يأكل ثمرها ، ويستعين بها على دَيْنه ومؤنته ، على ألاّ يزوّج ابنته من يزيد بن معاوية ، فباع عَبدُ اللّه ِ تِلكَ العُيونِ من معاوية ، ثُمَّ قبضت حين ملك بنو هاشم الصَّوافيّ ، فكلَّم فيها عبد اللّه بن حسن بن حسن أبا العبَّاس ، وهو خليفة فردّها في صَدَقَة عليّ ، فأقامت في صدقته حَتَّى قبضها أبو جعفر في خلافته ، وكلَّم فيها الحسنُ بنُ زَيْدٍ المهديَّ حين استخلف ، وأخبره خبرها ، فردَّها مع صدقات عليّ ۲۱ .
قال ياقوت : قال محمّد بن يزيد في كتاب الكامل رووا أنَّ عليّ بن أبي طالب رضى الله عنهلمَّا أوصى إلى ابنه الحسن في وقف أمواله ، وأن يجعل فيها ثلاثة من مواليه وقف فيها عين أبي نيزر والبغيبغة ، قال : وهذا غلط ، لأنَّ وقفه هذين الموضعين كان
لسنتين مِن خلافَتِهِ ۲۲ .
[ أقول : وقف عليّ عليه السلام البغيبغة وعين أبي نيزر كان في أوَّل ما ملك يَنْبُع ، وكان ذلك في نهاية زمن الخليفة الأوَّل أو الثَّاني ، ووقفه لسائر ما يملكه من الضَّيعة والبساتين كان قبيل شهادته عليه السلام بِمَسْكِنْ .
أمَّا كون وقفه في زمان الخليفة الثَّاني ، لما في النَّقل من أنَّه جاء وطلب الطَّعام من أبي نيزر ، ثُمَّ دخل وشرع في الحفر ، ولما تقدّم من أنَّه عليه السلام أوَّل ما عمل البغيبغة ، ووقفه بعد العمل ، فلا مجال لتوهّم كونه لسنتين من خلافته ، وقول أبي نيزر له : « يا أمير المؤمنين » ، دالاً على كونه في زمان خلافته مدفوعٌ ، بأنَّ أبا نيزر هو شيعته ومولاه ، وهو يعرف أنَّه أمير المؤمنين بِنَصِّ النَّبيّ صلى الله عليه و آله من اللّه تعالى ] .
قال العلاّمة الأمين في أعيان الشِّيعة : إنَّ المبرّد صرَّح بأنَّ وقف عليّ عليه السلام الضَّيعتين كان لسنتين من خلافته ، وخطاب أبي نيزر بقوله : طعام لا أرضاه لأمير المؤمنين ، وقوله في كتاب الوقف : « هذا ما تَصَدَّقَ بهِ عَبدُ اللّه ِ عليٌّ أمِيرُ المُؤمِنينَ » دالّ على أنَّ ذلك في زمن خلافته ، وما ذكره من أنَّ وقفه للضيعتين كان لمَّا جاء أبا نيزر ، وهو يقوم بهما ، وضرب في العين بالمعول فانثالت كأنَّها عُنُق بعير ، دالّ على أنَّ ذلك كان وعليّ بالحجاز ، مع أنَّه بعد أن ذهب إلى العراق واتّخذ الكوفة مسكنا لم يذكر أحد أنَّه رجع إلى الحجاز ، ومتى كان يمكنه أن يرجع وهو قد ذهب للعراق لحرب أصحاب الجمل ، وبعد فراغه اشتغل بحرب صفِّين ، وبعده بحرب الخَوارِجَ ، ثُمَّ استشهد فلم تكن لَهُ فرصة لِئَن يذهب للحجاز ، وليس
هناك أمر مهمّ يدعوه للذهاب . ۲۳
[ وأمَّا أنَّ وقف سائر أمواله كان في مَسْكنِ ، فبتصريحه في الكتاب بذلك ] .
5 . « وادي القُرى » : واد كثير القرى ، بين المدينة والشَّام ، وقال الحافظ بن حَجَر : هي مدينةٌ قديمة بين المدينة والشَّام [ وعلى سبع ليال من المدينة ، أو ستّ من أعمال المدينة ] .
قال أبو المُنْذِر : سُمّي وادي القرى ؛ لأنَّ الوادي كان من أوَّله إلى آخره قرى منظمة ، وكانت من أعمال البلاد وآثار القرى إلى الآن بها ظاهرة ، إلاّ أنَّها في وقتنا هذا كلّها خراب ، ومياهها جارية تتدفق ضائقة ، لا ينتفع بها أحد ۲۴ .
6 . « الفُقَيْرَيْن » : عن جعفر بن محمَّد ، قال : « أقطع النَّبيّ صلى الله عليه و آله عليَّا أربع أرضين : الفقيران ۲۵ ، وبئر قيس ، والشَّجرة ، وأقطع عمر يَنْبُع ، وأضاف إليها غيرها ۲۶ .
الفَقِير ضدُّ الغنيِّ ، اسم موضعين قرب المدينة ، يقال لهما : الفقيران ۲۷ ، وعن جعفر الصَّادق رضى الله عنه : « أنَّ النَّبيّ صلى الله عليه و آله أقطع عليَّا » . . . وبعالية المدينة حديقة تعرف بالفُقَير بالضّمّ تصغير الفَقِير بالفتح .
ونقل ابن شَبْة في صَدَقَة عليّ رضى الله عنه أنَّ منها الفُقَيْرَيْن بالعالية ، وأنَّه ذكر أنَّ حسنا
أو حُسَينا باع ذلك ، فتلك الأموال متفرّقة في أيدي النَّاس ، ثُمَّ حكى كتاب الصَّدقة نصّا ، ولفظه :
« والفَقِير لِي كما قَد عَلِمتمُ صَدَقَةٌ في سبيلِ اللّه ِ » .
ثُمَّ ذكر تسويغ البيع لكلّ من الحسن والحسين دون غيرهما ، وسبق في الصَّدقات بمكاتبة سَلْمانَ سيّدَه القرظى على أن يُحْيي له ذلك النَّخل بالفقير ، فالظَّاهر : أنَّه المعروف اليوم بالفقير قرب بني قريظة ، وإن كان أصله مكبّرا فقد صغروه كما صغّروا الشَّجرة فيقولون فيها « الشُجَيرَة » ۲۸ .
وكان الفقير لعليّ بن أبي طالب . . . وهيفي وسط العوالي ، وفيها نخيل كثير ، أكثر من هذا القَدَر ، وفيها العنب ، والرُّمَّان ، واللِّيمون الحلو والحامض ، والزهر والفل ( الفول ) بقرب البئر ، وفي البئر ماء عذب طيِّب ، وعندها النَّخلة الَّتي غرسها النَّبيّ صلى الله عليه و آله بيده المباركة الشَّريفة ، فأثمرت في تلك السَّنة ، وغرس عمر بن الخَطَّاب واحد ودي فقلعها النَّبيّ صلى الله عليه و آله وغرسها بيده . . . ۲۹ .
قال السُّمهوديّ : الفقير اسمُ الحديقة بالعالية ، قُرب بني قريظة ، وقد خفي ذلك على بعضهم ، فقال : كما نقله ابن سيِّد النَّاس : قوله « بالفقير » الوجْهُ إنَّما هو بالعفير ، انتهى .
والصَّواب إنَّه اسم لموضع ، وليس هو من صدقات النَّبيّ صلى الله عليه و آله ، فقد ذكر ابن شَبَّة في كتاب صَدَقَة عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه الَّذي كان بيد الحسن بن زَيْد ما لفظه :
« والفقيرُ لي كما قد عَلِمتُم صَدَقَةٌ في سبيلِ اللّه ِ » ، لكنَّه سمَّاه قبل ذلك في أخبار صدقاته بالفُقَيْرَيْن ، مُثَنَّى ، فقال : وكان لي صدقات بالمدينة، الفُقَيْرَيْن بالعالية، وبئر الملك بقناة ، فالظَّاهر أنَّه يسمَّى . بكلّ من اسمين ، وأهل المدينة اليوم ينطقون به مفردا بضم الفاء تصغير الفقير ضِدَّ الغني ۳۰ .
[ أقول الَّذي ذكرته كتب الأماكن والبقاع هو الفقير ، والفُقَيْرَيْن ، كما في الكافي ، ونقل في البحار عنه ، ولكن في التَّهذيب « القصيرة » ، وفي الوسائل عنه « القصيرتين » ، وفي روضة المتقين « القفيزتين » ، وفي تكملة المنهاج عن مرآة العقول « العفيرتين » ، وعن بعض النُّسخ « الفقرتين » ، ولم أتحقق هذه كلّها ، وأظنّها تصحيفا من النُّسَّاخ ، كما قال العلاّمة المجلسي رحمه اللهفي البحار :
الظَّاهر أنَّ أكثر هذه الأسماء ممَّا صحّفه النُّسّاخ ۳۱
وإن قاله في أسماء صدقات النَّبيّ صلى الله عليه و آله ، ولكنَّه جار هنا أيضا .
وعلى كلّ حال هذه من صَدَقَة عليٍّ عليه السلام حول المدينة المُشرَّفة ، وقد ذكروا له عليه السلام صدقات حول المدينة المكرّمة غير هذه وهي :
1 . « سويقة » : تصغير ساق . . . قال المجد : هي موضع قرب المدينة يسكنه آل عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه ، وكان محمَّد بن صالح بن عبد اللّه بن موسى الحسني خرج على المتوكِّلل ، فأنفذ إليه أبا السَّاج في جيش ضخم ، فظفر به وبجماعة من أهله فأخذهم ، وقيَّدهم ، وقتل بعضهم ، وأخرب سويقة ، وعَقَر بها نخلاً كثيرا ، وخرَّب منازلهم ، وما أفلحت سويقة بعد ذلك ، وكانت من جملة صدقات عليّ بن أبي طالب . . .
وسويقة أيضا : جبيل بين يَنْبُع والمدينة ، نقلة ياقوت عن ابن السِّكِّيت ، وتعرف اليوم بالسويق منازل بني إبراهيم أخي النَّفس الزَّكيّة . . . وجوّ سويقة من نواحي المدينة لآل عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه ۳۲ .
وفي شرح ابن أبي الحديد: « سويعة » بالعين بدل القاف ، وهو تصحيف ۳۳ .
2 . « بئر الملك » : نقل ابن شَبَّة : إنَّ علي بن أبي طالب رضى الله عنه كان من صدقاته بالمدينة بئر الملك بقناة ۳۴
، وقناة وادٍ من أودية المدينة المشرفة ۳۵ .
3 . « بئر قيس » : وقد تقدَّم أنَّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله أقطع لعليّ عليه السلام « أربع أرضين : الفقيران ، وبئر قيس » ۳۶ .
4 . « الشَّجرة » : وقد تقدَّم أنَّ النَّبيّ صلى الله عليه و آله أقطع عليَّا عليه السلام أربع أرضين . الفقيران وبئر قَيْس والشجرة .
والشَّجرة كما ذكره السَّمهوديّ : بلفظ واحدة ، الشَّجر يضاف إليها مسجد ذي الحُليفة ، وهي سَمُرة كان النَّبيّ صلى الله عليه و آله ينزل تحتها هناك فعرف الموضع بها ، والشَّجرة أيضا : مال فيه أُطْمٌ ۳۷ لبني قُرَيظة ؛ ولعلَّه المعروف اليوم هناك بالشجيرة مصغّرا ۳۸ .
ويعرف بمسجد ذي الحليفة ۳۹ ، وقال العزّ بن جماعة : وبذي الحليفة البئر الَّتي تسمّيها العوام بئر عليّ ، وينسبونها إلى عليِّ بن أبي طالب رضى الله عنه ، لظنِّهم أنَّه قاتلُ الجنّ بها ، وهو كذب ، ونسبتها إليه غير معروفة عند أهل العلم ۴۰ .
5 . « حرّة الرَّجْلَى » : بديار بني القين . . . وقال ابن شَبَّة في صدقات عليٍّ : وله بحرَّة الرَّجْلاَء من ناحية شعب زيد وادٍ يُدعى الأحمر ، شطره في الصَّدقة وشطره بأيدي آل مناع ، وبني عَدِيّ منحة مِن عليٍّ أو له أيضا بِحَرَّة الرَّجْلَى ، واد يقال له : « البيضاء » ۴۱ ، فيه مزارع وعفا ، وهو في الصَّدقة ، ثُمَّ قال : وله بناحية فَدَك بأعلى حرّة الرَّجْلَى ما يقال له : « القصيبة » ۴۲ .
6 . « مَسْكِن » : بالفتح ثُمَّ السُّكون وكسر الكاف ونون . . .هو موضع قريب من أوَانا على نهر دُجيل عند دير الجاثليق ، فيها لاقى عساكر الحسن عليه السلام مع معاوية ، ووقع الحرب بين عبد الملك ومُصْعَب بن الزُّبَيْر ۴۳ .

1.تنقيح المقال : ج۳ ص۳۰۵ ، قاموس الرجال : ج۹ ص۳۷۳ .

2.معجم البلدان : ج۱ ص۱۳۳ ، تاج العروس : ج۱۸ ص۱۴ .

3.الفُرْع : من أعمال المدينة عن يسار السَّقيا على ثمانية بُرُد من المدينة ، وبها منبر ونخل ومياه كثيرة ، وهي قرية غنّاء كبيرة ، وأجلّ عيونها ، عينان غزيرتان إحداهما : الربض والسُّقيا قرية عظيمة قريبة من البحر ، على ميسرة يوم وليلة ، وقال المجد : هي على يومين من المدينة . ( راجع : وفاء الوفاء : ج۲ ص۱۲۳۴ و۱۲۸۱ ، معجم البلدان : ج۳ ص۲۲۸ وج۴ ص۲۵۲ ، ملحقات إحقاق الحقّ : ج۸ ص۵۹۱ .

4.معجم البلدان : ج۲ ص۶۵ .

5.وفاء الوفاء : ج۴ ص۱۱۶۱ ، ملحقات إحقاق الحقّ : ج۴ ص۵۹۰ .

6.دعائم الإسلام : ج۲ ص۳۴۲ ؛ قاموس المحيط : ج۳ ص۴ ، معجم البلدان : ج۱ ص۳۸۵ .

7.وفاء الوفاء : ج۴ ص۱۱۴۷ وراجع : فتوح البلدان : ص۲۷ .

8.وفاء الوفاء : ج۴ ص۱۳۳۴ وراجع : معجم البلدان : ج۵ ص۴۴۹ ، النهاية لابن أثير :ج۴۶۶۱۱ ، تاج العروس : ج۱۱ ص۴۶۶ ، لسان العرب : ج۸ ص۳۴۵ ، لغت نامه دهخدا : ج۱۳ ص۱۹۷۲۲ .

9.وفاء الوفاء : ج۴ ص۱۳۳۴ ، وراجع : السنن الكبرى للبيهقي : ج۶ ص۲۶۵ ح۱۱۸۹۷ ، فتوح البلدان : ص۲۳ ، معجم البلدان : ج۵ ص۴۵۰ .

10.وفاء الوفاء : ج۴ ص۱۳۳۴ .

11.وفاء الوفاء : ج۴ ص۱۳۳۴ ، ملحقات إحقاق الحقّ : ج۸ ص۵۸۸ .

12.وفاء الوفاء : ج۴ ص۱۳۳۵ ؛ الغارات : ج۲ ص۷۰۱ .

13.معجم البلدان : ج۵ ص۴۵۰ ، وراجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۱۳ ص۲۹۶ ؛ تكملة منهاج البراعة : ج۸۸ ص۳۷۴ .

14.معجم البلدان : ج۵ ص۴۵۰ ، وراجع : نهاية الإرب للقلقشندي : ص۱۷ ، تكملة منهاج البراعة : ج۱۸ ص۳۷۵ .

15.وفاء الوفاء : ج۴ ص۱۲۷۱ .

16.المناقب لابن شهرآشوب : ج۲ ص۱۲۳ ، الغارات : ج۲ ص۷۰۱ نحوه ، بحار الأنوار :ج۴۱ ص۳۲ ح۳ .

17.الكافي : ج۷ ص۵۴ ح۹ ، دعائم الإسلام : ج۲ ص۳۴۱ ح ۱۲۸۳ ، بحار الأنوار : ج۴۱ ص۳۹ ح۱۸ . وفي ذخائر العقبى : إنّ عمر أقطع عليَّا ينبع ، ثُمَّ اشترى علي أرضا إلى جنب قطعه فحفر فيها عينا ، فبينا هم يعملون فيها ، إذا انفجر عليهم مثل عُنُق الجزور من الماء ، فأتى عليّ رضى الله عنه فبشّر بذلك ، فقال : « بشروا الوارث » ، ثُمَّ تصدّق بها على الفقراء والمساكين وابن السّبيل وفي سبيل اللّه ليوم تبيضّ فيه وجوه وتسوّد فيه وجوه ، ليصرف اللّه به وجهي عن النَّار ويصرف النَّار عن وجهي . أخرجه ابن السَّمان في موقفه .

18.القاموس المحيط : ج۳ ص۱۰۳ ، لسان العرب : ج۸ ص۴۱۹ ، وفاء الوفاء : ج۱ ص۴۶۹ .

19.وفاء الوفاء : ج۴ ص۱۱۵۰ ، ملحقات إحقاق الحقّ : ج۸ ص۵۸۴ نحوه .

20.وفاء الوفاء : ج۴ ص۱۱۵۰ ؛ ملحقات إحقاق الحقّ : ج۸ ص۵۸۴ .

21.وفاء الوفاء : ج۴ ص۱۱۵۱ ، وراجع : ملحقات إحقاق الحقّ : ج۸ ص۵۸۴ .

22.معجم البلدان : ج۱ ص۴۶۹ ، وراجع : وفاء الوفاء : ج۴ ص۱۱۵۰ ـ ۱۱۵۱ ، ملحقات إحقاق الحقّ : ج۸ ص۵۸۵ .

23.أعيان الشيعة : ج۱ ص۴۳۴ ( وله رحمه الله تحقيق حول هذا الكتاب فراجع ، وقد ذكر قسما منه فيما تقدَّم بما بما يرتبط بالمقام .

24.راجع : وفاء الوفاء : ج ۴ ص ۱۳۲۸ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ص ۱۵ ص ۶۶ ؛ الغارات : ج ۲ ص ۵۱۳ .

25.هكذا في المصدر ، والظاهر أنَّها « الفقيرين » .

26.معجم البلدان : ج۵ ص۴۵۰ ، فتوح البلدان : ص۲۲ ؛ تكملة منهاج البراعة : ج۱۸ ص۳۷۵ .

27.هكذا في المصدر ، والظاهر أنَّها « الفقيرين ».

28.وفاء الوفاء : ج۴ ص۱۲۸۲ وراجع : ملحقات إحقاق الحقّ : ج۸ ص۵۹۰ .

29.عمدة الأخبار : ص۳۹۰ .

30.وفاء الوفاء : ج۳ ص۹۹۲ ، مراصد الاطّلاع : ج۳ ص۱۰۳۸ .

31.بحار الأنوار : ج۲۲ ص۲۹۵ .

32.وفاء الوفاء : ج۴ ص۱۲۳۹ ، معجم البلدان : ج۳ ص۲۸۷ راجع : مقاتل الطالبيين :ص۳۷۴ ـ ۴۸۰ ، القاموس المحيط : ج۳ ص۲۴۷ ، تاج العروس : ج۱۳ ص۲۲۹ ، ملحقات إحقاق الحقّ : ج۸ ص۵۸۸ .

33.راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۱۵ ص۱۴۶ .

34.وفاء الوفاء : ج۴ ص۱۱۴۴ .

35.وفاء الوفاء : ج۳ ص۱۰۷۴ .

36.وفاء الوفاء : ج۴ ص۱۲۸۲ .

37.الاُطْم ـ بالضم ـ : حِصْنٌ مَبْنيٌّ بحجارة ( لسان العرب : ج ۱۲ ص ۱۹ ) .

38.وفاء الوفاء : ج۴ ص۱۲۴۲ و۱۲۸۲ .

39.وفاء الوفاء : ج۴ ص ۱۱۹۳ و۱۱۹۵ .

40.وفاء الوفاء : ج۴ ص۱۱۹۵ .

41.وفاء الوفاء : ج۴ ص۱۱۸۶ ، معجم البلدان : ج۱ ص۵۳۰ .

42.وفاء الوفاء : ج۴ ص۱۱۸۶ .

43.معجم البلدان : ج۵ ص۱۲۷ وراجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۱۶ ص۴۰ .


مكاتيب الأئمّة ج2
360
  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج2
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 74635
الصفحه من 528
طباعه  ارسل الي