158
كتابه عليه السلام إلى زياد ابن أبى
۰.من كتاب له عليه السلام إلى زياد ابن أبى ، وقد بلغه أنَّ معاوية كتب إليه يريد خديعته باستلحاقه :« وقَدْ عَرَفْتُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَتَبَ إلَيْك يَسْتَزِلُّ لُبَّك ، ويَسْتَفِلُّ غَرْبَك ، فَاحْذَرْهُ فَإِنَّمَا هُوَ الشَّيْطَانُ ، يَأْتِي الْمَرْءَ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ، ومِنْ خَلْفِه ، وعَن يَمِينِه ، وعَنْ شِمَالِهِ لِيَقْتَحِمَ غَفْلَتَهُ ، ويَسْتَلِبَ غِرَّتَهُ .
وقَدْ كَانَ مِنْ أَبِي سُفْيَانَ فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَلْتَةٌ مِنْ حَدِيثِ النَّفْسِ ، ونَزْغَةٌ مِنْ نَزَغَاتِ الشَّيْطَانِ ، لا يَثْبُتُ بِهَا نَسَبٌ ، ولا يُسْتَحَقُّ بِهَا إِرْثٌ ، والْمُتَعَلِّقُ بِهَا كَالْوَاغِلِ الْمُدَفَّعِ ۱ ، والنَّوْطِ الْمُذَبْذَبِ ۲ » .
قال الرَّضي رحمه الله : فلمَّا قرَأَ زِيَادٌ الْكِتَابَ ، قَال : شَهِدَ بها ورَبِّ الْكَعْبَةِ ، ولَمْ تَزَلْ في نَفْسه حَتَّى ادَّعَاهُ مُعَاوِيَةُ . ۳
159
كتابه عليه السلام إلى قَيْس بن سَعْد بن عُبادَة
۰.قال اليعقوبي : وكتب أمير المؤمنين عليه السلام إلى قَيْس بن سَعْد بن عُبادَة ، وهو على
آذْرَبِيجان بعد أمر النَّهروان :« أمَّا بَعْدُ ، فأَقبِلْ على خَراجِكَ بالحَقِّ ، وأَحْسِنْ إلى جُنْدِكَ بالإنصافِ ، وعَلِّمْ من قِبلَكَ مِمَّا علَّمَكَ اللّه ُ ، ثُمَّ إنَّ عَبْدَ اللّه ِ بنَ شُبَيْلٍ الأحْمَسِيِّ ، سأَلنِي الكِتابَ إليْكَ فيهِ بِوصايَتِكَ بِهِ خَيْرا ، فَقَدْ رأيتُهُ وادعا مُتَواضِعا ، فألِنْ حِجابَكَ ، وافتَحْ بابَكَ ، واعمَدْ إلى الحَقِّ ، فإنْ وافَقَ الحَقَّ ما يحبو أسرَّهُ ، ولا تتَّبِعِ الهوى ، فَيُضِلَّكَ عن سبيلِ اللّه ِ ، « إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدُ بِمَا نَسُواْ يَوْمَ الْحِسَابِ »۴ » . ۵
ونقل البلاذري هذا الكتاب بصورة أخرى ، وهي :
« أمَّا بَعْدُ ؛ فَإنَّ العالِمينَ باللّه ِ العامِلينَ لَهُ ، خِيارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللّه ِ ، وإنَّ المُسلِمينَ لِغَيْرِ الرِّياءِ والسُّمْعَةِ ، لَفي أجرٍ عَظِيمٍ ، وفَضْلٍ مُبينٍ . وَقدْ سأَلَنِي عَبْدُ اللّه ِ بنُ شُبَيْلٍ الأحْمَسِيِّ الكتاب إليك في أمره ، فأُوصيك بهِ خيرا ، فإنِّي رأيتُهُ ، وادِعا مُتَواضِعا ، حَسَنَ السَّمْتِ والهَدْي ، فألِنْ حِجابَكَ ، واعمَدْ للحَقِّ ، ولا تتَّبِعِ الهَوى ، فيُضِلَّكَ عن سبيل اللّه ، والسَّلام » . ۶
1.الواغل : الذي يدخل على القوم في طعامهم ولم يُدْعَ (لسان العرب : ج ۱۱ ص ۷۳۳) ، والمُدفَّع : المحقور الذي لا يُضيّف ان استضاف (لسان العرب : ج ۸ ص ۸۸) .
2.ناط الشيء : علّقه ، والنوط ما علِّقِ لسان العرب : ج ۷ ص ۴۱۸ ، ومذَبذَب : متردد بين أمرين ، والتَّذَبذُب : التحرُّك (لسان العرب : ج ۱ ص ۳۸۴) .
3.نهج البلاغة : الكتاب۴۴ وراجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۱۵ ص۱۸۲ ، أُسد الغابة : ج۲ ص۲۱۶ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۱۸ ص۱۷۲ ، الكامل لابن الأثير : ج۳ ص۴۴۴ .
4.ص :۲۶ .
5.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۲۰۲ .
6.أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۸۹ .