161
كتابه عليه السلام إلى جارية بن قُدَامَة السعديّ
۰.لمَّا أرسله لدفع الطَّاغية بُسْر بن أرطاة ، لما شنَّ الغارة على المؤمنين .
أمَّا نصّ اليعقوبي : عن غياث ، عن فطر بن خليفة ، عن أبي خالد الوالبي ، قال :
قرأت عهد عليّ عليه السلام لجارية بن قُدامَة السَّعديّ ، وهذه صورته :« أُوصِيكَ يا جارِيَةُ بِتَقْوى اللّه ِ ، فإنَّها جُموعُ الخَيْرِ ، وسِرْ عَلى عَوْنِ اللّه ِ ، فالِقِ عَدُوِّكَ الَّذي وجَّهْتُكَ لَهُ ، ولا تُقاتِلْ إلاّ مَن قاتَلَكَ ، ولا تُجْهِز على جَريحٍ ، ولا تُسَخِرَنَّ دابَةً ، وإن مَشيْتَ ومَشى أصحابُكَ ، ولا تَستأثِرْ علَى أهْلِ المِياهِ بِمياهِهِم ، ولا تَشْرَبَنَّ إلاّ فضلَهُم عَن طيبِ نُفُوسِهِم ، ولا تَشْتِمَنَّ مُسلِما ولا مُسلِمَةً ، فَتُوجِبُ علَى نَفْسِكَ ما لَعلَّكَ تُؤدِّبُ غيرَكَ علَيْهِ ؛ ولا تَظْلِمَنَّ مُعاهِدا ولا مُعاهِدَةً . واذكُرِ اللّه َ ولا تَفْتُرْ ليْلاً ولا نهارا ، واحمِلوا رجَّالَتَكُم ، وتَواسَوا في ذاتِ أيديكُم ، وأجْدِدْ السَّيْرَ ، وأجْلِ العَدُوَّ مِن حَيْثُ كانَ ، واقتُلْهُ مُقْبِلاً ، واردُدْهُ بِغَيْظِهِ صاغِرا ، واسفِكْ الدَّمَ في الحقِّ واحقِنْهُ في الحَقِّ ، ومَنْ تابَ فاقبَلْ توبَتَهُ ، وأخبارُكَ في كُلِّ حينٍ بِكُلِّ حالٍ ، والصِّدْقَ الصِّدْقَ فَلا رأيَ لِكَذُوبٍ » . ۱
وأمَّا نصّ البحار عن كتاب الغارات ، فهو :
لمَّا ورد بُسْر بن أرطاة لعنه اللّه للإغارة على مملكة أمير المؤمنين عليه السلام : الحجاز ، والمدينة ، ومكَّة ، واليمن ، بأمر معاوية بن أبي سُفْيَان ، بلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السلام ، فبعث في أثره جارية بن قُدامَة ، وأوصاه بتقوى اللّه وما يلزمه أن يعمل في مسيره .
عن الحارث بن حصيرة ، عن عبد الرَّحمن بن عبيد ، قال : لمَّا بلغ عليَّا عليه السلام
دخول بُسْر أرض الحجاز ، وقتله ابني عُبيد اللّه بن العبَّاس ، وقتله عبد اللّه بن عبد المدان ومالك بن عبد اللّه ، بعثني بكتاب في أثر جارية بن قُدامَة ، قبل أن يبلغه أنَّ بُسْرا ظهر على صنعاء ، وأخرج عُبيد اللّه منها وابن نمران ، فخرجت بالكتاب حَتَّى لحق به جارية ففضَّه فإذا فيه :
« أمَّا بعدُ ، فإنِّي بَعثْتُكَ في وجْهِكَ الَّذي وَجِّهْتَ لَهُ ، وقد أوْصيْتُكَ بِتقوى اللّه ِ ، وتَقْوى ربّنا جِماعُ كُلِّ خَيْرٍ ورأسِ كُلِّ أمْرٍ ، وتركْتُ أن أُسمِّي لَكَ الأشْياءَ بأعيانِها ، وأنِّي أُفسِّرُها حَتَّى تَعْرِفَها :
سِرْ علَى بَركَةِ اللّه ِ حَتَّى تَلْقى عَدُوَّكَ ، ولا تَحْتَقِرَنَّ مَنْ خلق اللّه أحدا ، ولا تُسخِرَنَّ بَعِيرا ولا حِمارا ، وإنْ تَرَجّلْتَ وحَفَيْتَ ، ولا تَستَأثِرَنَّ علَى أهْلِ المِياهِ بِمياهِهِم ، ولا تَشْرَبَنَّ مِنْ مِياهِهِم إلاَّ بِطيبِ أنْفُسِهِم ، ولا تَسُبَّ مُسْلِما ولا مُسلِمَةً ، ولا تَظْلِمْ مُعاهِدَا ولا مُعاهِدَةً ، وصلِّ الصَّلاةَ لِوَقْتِها ، واذْكُرِ اللّه َ باللَّيلِ والنَّهارِ ، واحمِلُوا راجِلَكُم ، وتأسَّوا علَى ذاتِ أيْديكُم ، وأغِذَّ السَّيْرَ حَتَّى تلْحَقَ بِعَدُوِّكَ ، فَتَجْلِيهِم عَنْ بِلادِ اليَمَنِ وتَرُدَّهُم صاغِرينَ إنْ شاءَ اللّه ُ ، والسَّلامُ عَليْكَ ورَحْمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ ».۲
[ أقول : مرَّ في ذيل قصّة ابن الحَضْرَمِيّ ، أنَّ جارية بن قُدامَة هو الَّذي قتل ابن الحَضْرَمِيّ وأصحابه بالبصرة ، وأرسله أمير المؤمنين عليه السلام إلى أهل نجران عند ارتدادهم عن الإسلام ۳ ] .