39
مكاتيب الأئمّة ج3

مكاتيب الأئمّة ج3
38

وَلَمَّا تمَّ الصُّلحُ ، وانبرَمَ الأمرُ ، الْتَمَسَ مُعاوِيَةُ مِنَ الحَسَنِ عليه السلام أنْ يَتَكلَّمَ بِمَجمَعٍ مِنَ النَّاسِ ، وَيُعلِمَهُم أَنَّهُ قَد بايَعَ مُعاوِيَةَ ، وَسَلَّمَ الأمرَ إِليهِ ، فَأجابَهُ إلى ذلِكَ ، فَخَطبَ ـ وَقَد حَشَدَ النَّاسَ خُطبَةً ، حَمِدَ اللّه َ تعالى وصلَّى عَلى نَبيِّهِ صلى الله عليه و آله فيها ، وَهِي من كلامه المنقول عنه عليه السلام وَقالَ :
أيُّها النَّاسُ إنَّ أكْيَسَ الكَيسِ التُّقى ، وَأَحمَقَ الحُمقِ الفُجورُ ، وَإنَّكم لَو طَلَبتُم ما بَينَ جَابَلْقَ وجَابَرْسَ۱رَجُلاً جَدُّهُ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ما وَجَدتموهُ غَيري ، وَغيرَ أخِيَ الحُسينِ ، وقَد عَلِمتُم أنَّ اللّه َ
هَداكُم بِجَدَّي مُحَمَّدٍ فَأَنقَذَكُم بهِ مِنَ الضَّلالَةِ ، وَرَفَعَكُم بهِ مِنَ الجَهالَةِ ، وأعزَّكُم بهِ بَعدَ الذِّلَةِ ، وكَثَّركُم بهِ بَعدَ القِلَّةِ .
إنَّ مُعاوِيَةَ نازَعَني حَقَّاً هُوَ لي دُونَهُ ، فَنَظَرتُ لِصَلاحِ الأُمَّةِ وَقَطعِ الفِتنَةِ ، وَقَد كُنتُم بايَعتُموني عَلى أن تُسالِمونَ مَن سالَمتُ ، وَتُحارِبونَ مَن حارَبتُ ، فَرَأيتُ أن أسالِمَ مُعاوِيَةَ ، وَأضَعَ الحَربَ بَيني وَبَينَهُ وَقَد بايَعتُهُ ، وَرَأيتُ حَقنَ الدِّماءِ خَيرا مِن سَفكِها ، ولَم أُرِد بذِلِكَ إلاَّ صلاحَكُم وَبقاءَكُم ، وإن أَدري لَعَلَّهُ فِتنَةٌ لَكُم وَمتاعٌ إلى حِينٍ .۲

أقول : كتب معاوية كتاباً إلى الحسن عليه السلام مشتملاً على الصُّلح ، وبُنُوده وشرُوطه وأرسله إليه أنْ لو أمَّنت النَّاس بايعتك :
قال البلاذريّ : ووَجَّه معاوية إلى الحسن عبد اللّه بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس ـ ثمَّ ذكر ما جرى بينه وبين الحسن عليه السلام فقال : وبعث أي الحسن عليه السلام ـ معهما عمرو بن سلمة الهمدانيّ ثمَّ الأرحبيّ ، ومحمَّد بن الأشعث الكنديّ ، ليكتبا على معاوية الشَّرط ويعطياه الرّضى .
فكتب معاوية كتاباً نسخته :
بسم اللّه الرَّحمن الرَّحيم
هذا كتاب للحسن بن عليّ من معاوية بن أبي سفيان .
إنِّي صالَحتُك عَلى أنَّ لكَ الأمرَ مِن بَعدي ، ولَكَ عَهدُ اللّه ِ وَميثاقُهُ وذِمَّتُه وذِمَّةُ رَسولِهِ صلى الله عليه و آله ، وَأشدُّ ما أخَذَهُ اللّه ُ عَلى أحَدٍ مِن خَلقِهِ مِن عَهدٍ وَعَقدٍ ، لا أبغيكَ غائِلَةً وَلا مَكروهاً ، وَعَلى أن أعطِيَكَ في كُلِّ سَنَةٍ ألفَ ألفَ دِرهَمٍ مِن بَيتِ المالِ ، وَعَلى أنَّ لَكَ خَراجَ فَسا ، وَدرّ أبجردَ ، تَبعَثُ إليهِما عُمَّالَكَ وتصنَعُ بِهِما ما بَدا لَكَ .
شَهِدَ عَبدُ اللّه ِ بنُ عامِرٍ ، وَعَبدُ اللّه ِ بنُ سلَمَةَ الهَمدانيّ ، وَعَبدُ الرَّحمنِ بنُ سَمرَةَ ، ومُحَمَّدُ بنُ الأشعَثِ الكِنديّ .
وَكُتِبَ في شَهرِ رَبيعِ الآخِرِ سَنَة إحدى وَأربَعينَ .
فلمَّا قرأ الحسن الكتاب قال :
يُطَمِّعُني معاويَةُ في أمرٍ لَو أرَدتُ لَم أُسلِّمهُ إليهِ .
ثمَّ بعث الحَسَنُ عَبدَ اللّه ِ بنَ الحارِثِ بنَ نوفَلٍ بنِ الحارِثِ بنِ عَبدِ المُطّلبِ ، وَأُمُّهُ هِند بنتُ أبي سفيانَ ، فقالَ لَهُ :
ائتِ خالَكَ ، فَقُل لَهُ : إن أمِنتَ بالنَّاسِ بايَعتُكَ .
فدفع معاوية إليه صحيفة بيضاء قد خُتم في أسفلها ، وقال : اكتب فيها ما شئت ، فكتب الحسن :
بسم اللّه الرَّحمن الرَّحيم .. . الحديث . ۳
أقول : هذا ما عثرنا عليه من نصّ كتاب الصُّلح بإملاء الحسن عليه السلام ، والَّذي يصرّح به المحقِّقون من موادّ الصُّلح ، أكثر ممَّا ذكر فيه ، أو مخالف لما ذكر فيه ، فمن الملائم أن نذكر شروط الصُّلح على ما نقله المُؤرِّخون والمحدِّثون حتَّى يتَّضح مقدار الخلاف :
1 ـ شرط عليه السلام أن يعمل بكتاب اللّه تعالى وسنَّة رسول اللّه صلى الله عليه و آله .
2 ـ وأن يعمل على سيرة الخلفاء الرَّاشدين .
3 ـ ليس لمعاوية أن يعهد إلى أحد من بعده . ۴
4 ـ أن يكون الأمر بعده للحسن عليه السلام . ۵
5 ـ فإن حدث للحسن حدث فالأمر للحسين عليهماالسلام . ۶
6 ـ الأمن العام لعموم النَّاس الأسود والأحمر، بالعراق والحجاز ، وأن يحتمل عنهم معاوية ما كان فيما مضى ، وأن لا يؤخذ أهل العراق بإحْنَة . ۷
7 ـ أن لا يسمّيه أمير المؤمنين ۸ ؛ أي الحسن عليه السلام لا يُسمِّي مُعاويةَ بلقب أمير المؤمنين ، أو لا يتسمَّى معاوية بهذا اللَّقب في مكاتباته ومخاطباته .
8 ـ أن لا يقيم عنده الشَّهادة . ۹
9 ـ أن يترك سبّ أمير المؤمنين عليه السلام ، وأن لا يذكره إلاَّ بخير ، وأن يعدل عن القنوت عليه . ۱۰
10 ـ أن يوصل إلى كلّ ذي حقّ منهم حقّه . ۱۱
11 ـ أن يؤمن شيعته ولا يتعرض لأحد منهم بسوء . ۱۲
هذا بعد ما اشترط الأمن لجميع النَّاس ، أحمرهم وأسودهم تأكيداً وتوثيقاً ، وذلك لما يعلم من الضَّغائن في صدر الأُموي اللّعين ، حتَّى قيل أنَّه راجعه في عشرة منهم قيس بن سعد بن عبادة ۱۳ ؛ الذي توعّده مُعاوية قائلاً : إنِّي حلفت أنِّي متى ظفرت بقيس بن سعد أن أقطع لسانه ويده ، فراجعه الحسن عليه السلام إنِّي لا أبايعك أبداً وأنت تطلب قيساً أو غير قيس بتبعة قلّت أو كثرت ، فبعث إذ ذَّاك إليه معاوية برقّ أبيض . ۱۴
12 ـ أن يفرِّق في أولاد مَن قتل مع أبيه يوم الجمل ، وأولاد مَن قتل مع أبيه بصفين ألف ألف درهم ، وأن يجعل ذلك من خراج دار أبجرد . ۱۵
13 ـ أن لا يبتغي للحسن بن عليّ ، ولا لأخيه الحسين( عليهماالسلام) ، ولا لأحد من أهل بيت رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، غائلة سرَّاً ولا جهراً ، ولا يخيف أحداً منهم في أُفق من الآفاق . ۱۶
14 ـ أن يعطيه ما في بيت مال الكوفة ، ويقضى عنه ديونه ، ويدفع إليه في كلّ
عام مائةَ ألف . ۱۷
وقد اهتمّوا بذكر هذا الشَّرط لأسباب وأهداف لا تخفى على المتأمّل ، وإليك عبائر القوم :
ففي تاريخ الخلفاء : وعلى أن يقضي عنه ديونه ۱۸ .
وفي المناقب : ويوفّر عليه حقّه ، كلّ سنة خمسون ألف درهم ۱۹ .
وفي مقاتل الطّالبيّين نقلاً عن كتاب معاوية إليه عليه السلام : ولك ما في بيت مال العراق من مال بالغاً ما بلغ ، تحمله إلى حيث أحببت ، ولك خراج أيّ كور العراق شئت ، معونة لك على نفقتك ، يجبيها لك أمينك ، ويحملها إليك فيكلّ سنة . ۲۰
[وروى ] عبد اللّه بن نوفل بن الحارث الَّذي بعثه الحسن عليه السلام إلى معاوية ، قال له في ذكر الشّروط : وله في كلّ سنة خمسة الآف درهم من بيت المال ، وله خراج دار أبجرد من أرض فارس ؛ وهذا لا ينافيه ردّه عليه السلام المال ، لما قاله عبد اللّه بن نوفل لمعاوية . ۲۱
وفي فتح الباري في ذكر مجيء رسولَي معاوية : وصالحاه على أن يأخذ من بيت مال الكوفة خمسة الآف ألف في أشياء اشترطها ۲۲ .
وعن طريق عوانة بن الحكم : وقد كان صالح الحسنُ معاوية على أن يجعل له ما في بيت ماله ، وخراج دار أبجرد ۲۳ .
وفي تاريخ مدينة دمشق : يسلّم له بيت المال ، فيقضي منه دينه ومواعيده الَّتي عليه ، ويتحمّل منه هو ومن معه [من ] عيال أهل أبيه وولده وأهل بيته . . . وأن يحمل إليه خراج فسا ، ودار أبجرد من أرض فارس ، كلّ عام إلى المدينة ما بقي . ۲۴
هذا ما نصّ عليه أهل التّاريخ من مُناوئي أهل البيت ، أو مدافعي آل أُميَّة لعنة اللّه عليهم ، وقد أسلفنا عن فتوح ابن أعثم ، أنَّ الحسن عليه السلام قال في جواب معاوية حيث عرض عليه اشتراط الأموال :
وأمَّا المال فليس لمعاوية أن يشترط لي فيء المسلمين . ۲۵
وهذا هو الحقّ ، ولنِعْم ما قال هاشم معروف الحسني في كتابه :
أمَّا الرِّوايات الَّتي تنص على أنَّه اشترط لنفسه ما في بيت مال المسلمين في الكوفة ، ومائتي ألف درهم في كلّ عام بالإضافة إلى ذلك، وخراج بعض المقاطعات في الأهواز ، وتفضيل الهاشميّين على بني عبد شمس وغيرهم في العطاء ، هذه الرِّوايات بالإضافة إلى ضعف أسانيدها ـ ومع أنَّ النَّاقلين لها من أعداء أهل البيت عليهم السلام ، أو من المحامين لأعدائهم والمدافعين عن الأُمويين ، ومن أصحاب الأقلام المستأجرة ـ ، فمن غير البعيد أن تكون من موضوعات الأُمويّين أو العبَّاسيّين ، الَّذين وضعوا حوله عشرات الأحاديث ، ليضعوا في الأذهان ، أنَّ الحسن قد باع الخلافة بالأموال ، وكان منصرفاً إلى الملذّات والشَّهوات عن عظائم
الأُمور ، كما قالها أحد حكَّام العبَّاسيّين في محاولة منه لانتقاص بعض الحسنيين ، الَّذين كانوا لا يتحمَّلون الضَّيم ، ويثورون بين الحين والآخر على الظُّلم والطُّغيان في أواخر العصر الأموي والعصر العبَّاسيّ . ۲۶
أقول : بل هو نسيج زمن معاوية لإظهار أنَّ الحسن عليه السلام أيضاً ليس زاهداً في الدُّنيا ، بل هو من أهل الدُّنيا وملاذها وهواها ، كما أشاعوا عن علي عليه السلام أنَّه قال :
لا تُزَوِّجوا الحَسَنَ فإنَّهُ رَجُلٌ مِطلاقٌ۲۷ ، وَ إنَّ الحَسَنَ أهلُ عَيشٍ وخُوانٍ .
فإذا حمي الوطيس فليس هو من أهله ، وإنَّه تزوّج عشرات من النِّساء على مهور غالية ومتاع كثير ، لكل زوجة طلَّقها ، وذلك ليسقطوه عن أعين النَّاس ، سيَّما شيعة أهل البيت عليهم السلام ، حتَّى لا يكون أهلاً للخلافة في نظرهم فيكون ذلك مبرِّراً لعهد معاوية إلى يزيد بالخلافة ، وبعد ذلك كلّه ينقلونه في الصُّلح على نحو يشعر أو يفيد بأنَّه لا يرى الحرب تعريضاً بأمير المؤمنين عليه السلام .
ويحتمل أن يكون النَّاقلون أخذوا هذه التُّرّهات من رسالة معاوية إليه عليه السلام ، كما أشرنا إليه ، ولم يعثروا على ما نقله ابن أعثم من ردّه عليه السلام لما عرضه معاوية ، وغفلوا عن أنَّ هذا ليس في لفظ كتاب الصُّلح المنقول عنه عليه السلام ، مع تأكيد الاعتبار العقلي بالنَّقل ، ولو فرضنا صحّة ما نقل فلا إشكال عقلاً وشرعاً ، وذلك لينقذه من أيدي الطّغاة وينفقه على أيتام المسلمين وفقرائهم في الكوفة وغيرها ، كما كان ينفق أكثر أمواله في هذا السّبيل ، وقد صحّ عنه أنَّه قاسم الفقراء أمواله ثلاث مرَّات ، وخرج منها بكاملها مرَّتين ، ولو بقيت في تصرّف معاوية ستصرف على الفجور والمنكرات ، وعلى أعوانه الَّذين باعوا
دينهم كابن العاص والأشعث بن قيس ۲۸ والمغيرة وغيرهم من الأنصار والأتباع
والمفسدين في الأرض . ۲۹
وعلى كلّ حال لم يف معاوية بما عاهد وصالح ، كما شهد به التّاريخ .

1.جابَلْق مدينة بأقصى المغرب، وأهلها من ولد عاد. وجابَرْس مدينة في أقصى المشرق، وأهل جابَرْس من ولد ثمود (معجم البلدان ج ۲ ص ۹۰ ـ ۹۱).

2.كشف الغمّة : ج ۲ ص ۱۹۶ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۶۵ ح ۱۳ ؛ الفتوح لابن أعثم : ج ۴ ص ۲۹۱ نحوه وراجع : أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۲۸۷ ، الصّواعق المحرقة : ص ۱۳۶ ، الفصول المهمّة : ص ۱۶۱ ، ينابيع المودّة : ج ۲ ص ۴۲۵ الرّقم۱۷۳.

3.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۲۸۵.

4.كشف الغمّة : ج ۲ ص ۱۹۶ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۳۳ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۶۵ ح ۱۳ ؛ الفتوح لابن أعثم : ج ۴ ص ۲۹۱ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۲۸۷.

5.راجع : الإصابة : ج ۲ ص ۶۵ الرقم ۱۷۲۴ ، أُسد الغابة : ج ۲ ص ۱۸ الرقم ۱۱۶۵ ، فتح الباري : ج ۱۳ ص ۶۵ ، الإمامة والسّياسة لابن قتيبة : ج ۱ ص ۱۸۴ ، تاريخ مدينة دمشق : ج ۱۳ ص ۲۶۷ ، تاريخ الخلفاء للسيوطي : ص ۲۲۷ ، الصّواعق المحرقة : ص ۱۳۶ ، تهذيب التّهذيب : ج ۱ ص ۵۶۱ ؛ عمدة الطّالب : ص ۶۷.

6.راجع : الفتوح لابن أعثم : ج ۵ ص ۱۲ ؛ عمدة الطّالب : ۶۷ ، حياة الإمام الحسن عليه السلام للقرشي : ج ۲ ص ۲۲۹ ، صلح الحسن عليه السلام لآل ياسين : ص ۲۵۹.

7.راجع : تاريخ الخلفاء للسيوطي : ص ۲۲۷ ، أسد الغابة : ج ۲ ص ۱۸ الرقم ۱۱۶۵ ، الأنساب الأشراف : ج ۳ ص ۲۸۷.

8.علل الشّرائع : ص ۲۱۲ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲ ح ۳ ، أعيان الشّيعة : ج ۱ ص ۵۷۰ ، معادن الحكمة : ج ۲ ص ۱۴ .

9.علل الشرائع : ص ۲۱۵ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳ ، أعيان الشّيعة : ج ۱ ص ۵۷۰ ، معادن الحكمة : ج ۲ ص ۱۳.

10.راجع : الإرشاد : ج ۲ ص ۱۴ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۳۳ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۱۴۱ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۴۸ ح ۵ ؛ تاريخ مدينة دمشق : ج ۱۳ ص ۲۶۶ ، الفصول المهمّة : ص ۱۶۱.

11.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۴ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۳۳ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۱۴۱ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۴۸ ح ۵ ؛ الفصول المهمّة : ص ۱۶۱.

12.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۴ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۳۳ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۱۴۱ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۰۳ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۴۸ ح ۵ ؛ الفصول المهمّة : ص ۱۶۱ وراجع : الصّواعق المحرقة : ص ۱۳۹ ، مقاتل الطّالبيّين : ص ۷۵ ؛ علل الشّرائع : ص ۲۱۲.

13.قَيْسُ بنُ سَعْدِ بنِ عُبادَة قيس بن سَعْد بن عُبادَة الأنْصاريّ الخَزْرَجيّ السَّاعدي ، هو أحد الصّحابة ومن كبار الأنصار . وكان يحظى باحترام خاصّ بين قبيلته والأنصار وعامّة المسلمين ، وكان شجاعاً ، كريم النَّفس ، عظيماً ، مطاعاً في قبيلته . وكان طويل القامة ، قويّ الجسم ، معروفاً بالكرم ، مشهوراً بالسّخاء . حمل اللواء في بعض حروب النَّبيّ صلى الله عليه و آله . وهو من السَّبَّاقين إلى رعاية حرمة الحقّ ، والدّفاع عن خلافة الحقّ و حقّ الخلافة وإمامة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله . وكان من صحابة الإمام عليه السلام المقرّبين وحماته الثَّابتين في أيّام خلافته عليه السلام . ولاّه عليه السلام على مصر ، فاستطاع بحنكته أن يُسكت المعارضين ويقضي على جذور المؤامرة . حاول معاوية آنذاك أن يعطفه إليه ، بَيْدَ أنّه خاب ولم يُفلح . وبعد مدّة استدعاه الإمام عليه السلام وأشخص مكانه محمّد بن أبي بكر لحوادث وقعت يومئذٍ . وكان قَيْس قائداً لشرطة الخميس ، وأحد الاُمراء في صفِّين ، إذ ولي رجّالة البصرة فيها . تولّى قيادة الأنصار عند احتدام القتال وكان حضوره في الحرب مهيباً . وخطبه في تمجيد شخصيّة الإمام عليه السلام ، ورفعه علم الطَّاعة لأوامره عليه السلام ، وحثّ اُولي الحقّ وتحريضهم على معاوية ، دليلاً على وعيه العميق ، وشخصيّته الكبيرة ، ومعرفته بالتَّيّارات السِّياسيَّة والاجتماعيَّة والاُمور الجارية ، وطبيعة الوجوه يومذاك . ولاّه الإمام عليه السلام على أذربيجان . وشهد قَيْس معه صفِّين والنَّهروان ، وكان على ميمنة الجيش . ولمّا عزم الإمام عليه السلام على قتال معاوية بعد النَّهروان ، ورأى حاجة الجيش إلى قائد شجاع مجرَّب مُتمرّس، أرسل إليه ليشهد معه الحرب . وكان قَيْس أوّل من بايع الإمام الحسن عليه السلام بعد استشهاد أمير المؤمنين عليه السلام ، ودعا النّاس إلى بيعته من خلال خطبة واعية له . وكان على مقدّمة جيشه عليه السلام . ولمّا كان عبيد اللّه بن العبّاس أحد اُمراء الجيش ، كان قَيْس مساعداً له ، وحين فرّ عبيد اللّه إلى معاوية صلّى قَيْس بالنَّاس الفجر ، ودعا المصلّين إلى الجهاد والثَّبات والصُّمود ، ثمّ أمرهم بالتَّحرّك . وبعد عقد الصُّلح بايع قَيْس معاوية بأمر الإمام عليه السلام . فكرّمه معاوية ، وأثنى عليه . وعُدَّ قَيْس أحد الخمسة المشهورين بين العرب بالدهاء . وفارق قَيْس الحياة في السِّنين الأخيرة من حكومة معاوية . (راجع : رجال الطّوسي : ص ۲۷۲ الرقم ۳۹۳۱ ، رجال البرقي : ص ۶۵ ، رجال الكشّي : ج ۱ ، وقعة صفّين ، تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ، الغارات : ج ۱ ؛ أنساب الأشراف : ج ۳ ، تهذيب الكمال : ج ۴ ، الاستيعاب : ج ۳ ، سِيَر أعلام النّبلاء : ج ۳ ، تاريخ خليفة بن خيّاط ، تاريخ مدينة دمشق : ج ۴۹ ، تاريخ بغداد : ج ۱ ، تاريخ الطّبري : ج ۴ ، اُسد الغابة : ج ۴ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۴ ، مقاتل الطّالبيّين ، شرح نهج البلاغة : ج ۱۶ ، البداية والنّهاية : ج ۸) . وذكر تفصيلاً مع مصادرها في مكاتيب الإمام عليّ عليه السلام .

14.راجع : الدّرجات الرّفيعة : ص ۳۴۷ ؛ ذخائر العقبى : ص ۲۴۰.

15.علل الشّرائع : ص ۲۱۲ عن يوسف بن مازن الرّاشيّ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲ ح ۲ ، أعيان الشّيعة : ج ۱ ص ۵۷۰ وراجع : الفتوح لابن أعثم : ج ۴ ص ۲۹۰ ، تاريخ مدينة دمشق : ج ۱۳ ص ۲۶۶ ، فتح الباري : ج ۱۳ ص ۵۵.

16.راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۱۱ ص ۴۳ ، حياة الإمام الحسن عليه السلام : ص ۳۲۰.

17.حياة الإمام الحسن عليه السلام للقرشي : ج ۲ ص ۲۳۰ وراجع : المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۳۳ ؛ تاريخ الطّبري : ج ۴ ص ۱۲۲ ، تاريخ مدينة دمشق : ج ۱۳ ص ۲۶۶ ، تاريخ الخلفاء للسيوطي : ص ۲۲۷ ، فتح الباري : ج ۱۳ ص ۵۵ ، الإمامة والسّياسة : ج ۱ ص ۱۸۵ ، البداية والنّهاية : ج ۸ ص ۱۷.

18.تاريخ الخلفاء للسيوطي : ص ۲۲۷ .

19.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۳۳ .

20.مقاتل الطّالبيّين : ص ۶۷ وراجع : الفتوح لابن أعثم : ج ۴ ص ۲۹۰ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۲۸۶.

21.راجع : الفتوح لابن أعثم : ج ۴ ص ۲۹۰ ؛ سيرة الأئمة الاثني عشر : ج ۱ ص ۵۲۵.

22.فتح الباري : ج ۱۳ ص ۶۵ .

23.تاريخ الطّبري : ج ۵ ص ۱۶۰ وراجع : الكامل في التّاريخ : ج ۲ ص ۴۴۶ .

24.تاريخ مدينة دمشق : ج ۱۳ ص ۲۶۴.

25.الفتوح لابن أعثم : ج ۴ ص ۲۹۰.

26.سيرة الأئمّة الاثني عشر : ج ۱ ص ۵۲۶.

27.الكافي : ج ۶ ص ۵۶ ح ۴ .

28.الأشْعَثُ بنُ قَيْس الأشْعَث بن قَيْس بن مَعْدِيكَرِب الكِنْديّ ، يُكنّى أبا محمّد ، واسمه مَعْدِيكَرِب . من كبار اليمن ، وأحد الصّحابة . عَوِرت عينه في حرب اليرموك .وهو وجه مشبوه مُريب متلوّن ،رديء الطَّبع ، سيّئ العمل في التّاريخ الإسلامي . ارتدّ بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله عن الدِّين واُسِر ، فعفا عنه أبو بكر ، وزوّجه اُخته . وكان أبو بكر يُعرب عن ندمه ، ويتأسّف لعفوه . زوّج بنته لابن عثمان في أيّام خلافته . ونصبه عثمان والياً على آذربايجان . وكان يهبه مئة ألف درهم من خراجها سنويّاً . عزل الإمام عليّ عليه السلام الأشْعَث عن آذربايجان ، ودعاه إلى المدينة ، فهمّ بالفرار في البداية ، ثمّ قدم المدينة بتوصية أصحابه ، ووافى الإمامَ عليه السلام . تولّى رئاسة قبيلته كِنْدَة في حرب صفِّين ، وكان على ميمنة الجيش . قامت بنته جعدة بسمّ الإمام الحسن عليه السلام . وتولّى ابنه محمّد إلقاء القبض على مسلم بن عَقِيل بالكوفة ، بعد أن آمنه زوراً ، ثمّ غدر به وكلُّ إناء بالَّذي فيه ينضحُ . وكان ابنه الآخر قَيْس من اُمراء جيش عمر بن سعد بكربلاء ، ولم يقلّ عن أبيه ضعَةً ونذالةً ؛ إذ سلب قطيفة الإمام الحسين عليه السلام فاشتهر بقيس القطيفة . هلك الأشْعَث سنة ۴۰ ه ، فخُتم ملفّ حياته الدَّنِس الملوَّث بالعار . وقال الإمام عليّ عليه السلام : أمّا هذا الأعْوَر ـ يعني الأشْعَث ـ فإنّ اللّه لم يرفع شرفا إلاّ حسده ، ولا أظهر فضلاً إلاّ عابه ، وهو يُمنّي نفسه ويخدعها ، يخاف ويرجو ، فهو بينهما لا يثقُ بواحد منهما ، وقد منّ اللّه عليه بأن جعله جبانا ، ولو كان شجاعا لقتله الحقّ . (شرح نهج البلاغة : ج ۲۰ ص۲۸۶ ح ۲۷۷ ؛ نثر الدّرّ : ج ۱ ص ۳۲۵ نحوه ) . وقال الإمام الصّادق عليه السلام : إنّ الأشْعَث بن قَيْس شرك في دم أمير المؤمنين عليه السلام ، وابنته جعدة سمّت الحسن عليه السلام ، ومحمّد ابنه شرك في دم الحسين عليه السلام (الكافي : ج ۸ ص۱۶۷ ح ۱۸۷ عن سليمان كاتب عليّ بن يقطين عمّن ذكره ) . وفي شرح نهج البلاغة : كلّ فساد كان في خلافة عليّ عليه السلام ، وكلّ اضطراب حدث فأصله الأشْعَث ، ولولا محاقّته أمير المؤمنين عليه السلام في معنى الحكومة في هذه المرّة لم تكن حرب النَّهروان ، ولكان أمير المؤمنين عليه السلام ينهض بهم إلى معاوية ، ويملك الشَّام ؛ فإنّه صلوات اللّه عليه حاول أن يسلك معهم مسلك التَّعريض والمواربة . وفي المثل النَّبويّ صلوات اللّه على قائله : الحرب خدعة ، وذاك أنّهم قالوا له : تُبْ إلى اللّه ممّا فعلت كما تُبنا ننهضْ معك إلى حرب أهل الشَّام ، فقال لهم كلمة مجملة مرسلة يقولها الأنبياء والمعصومون ، وهي قوله : أستغفر اللّه من كلّ ذنب ، فرضوا بها ، وعدّوها إجابة لهم إلى سؤلهم ، وصفَتْ له عليه السلام نيّاتهم ، واستخلص بها ضمائرهم ، من غير أن تتضمّن تلك الكلمة اعترافا بكفر أو ذنب . فلم يتركه الأشْعَث ، وجاء إليه مستفسرا وكاشفا عن الحال ، وهاتكا ستر التّورية والكناية ، ومخرجا لها من ظلمة الإجمال وستر الحيلة إلى تفسيرها بما يُفسد التَّدبير ، ويُوغِر الصُّدور ، ويُعيد الفتنة ، ولم يستفسره عليه السلام عنها إلاّ بحضور من لا يمكنه أن يجعلها معه هُدْنة على دَخَن ، ولا ترقيقا عن صَبوح ، وألجأه بتضييق الخناق عليه إلى أن يكشف ما في نفسه ، ولا يترك الكلمة على احتمالها ، ولا يطويها على غَرّها ، فخطب بما صدع به عن صورة ما عنده مجاهرة ، فانتقض ما دبّره ، وعادت الخوارج إلى شبهتها الاُولى ، وراجعوا التَّحكيم والمُروق . وهكذا الدُّول الَّتي تظهر فيها أمارات الانقضاء والزَّوال ، يُتاح لها أمثال الأشْعَث من اُولي الفساد في الأرض «سُنَّةَ اللَّهِ فِى الَّذِينَ خَلَوْامِن قَبْلُ وَ لَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً » . (شرح نهج البلاغة : ج ۲ ص ۲۷۹ ) . وقد ذكرنا ترجمته مفصّلاً مع مصادرها في «مكاتيب الإمام عليّ عليه السلام » .

29.سيرة الأئمة الاثني عشر : ج ۱ ص ۵۲۶ وراجع : شرح نهج البلاغة : ج ۴ ۶۱ وج۶ ص ۸۸ وص۲۸۰ و۲۸۶ و۲۸۸ وج۷ ص ۱۵۱ وج۱۳ ص ۲۲۰ وج۱۱ ص ۴۴ وج۲۰ ص ۱۶ و۱۷ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۷ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۱۲۳ ، الغدير : ج ۱۱ ص ۳ ، حياة الحسن عليه السلام : ج ۲ ص ۲۸۹ ـ ۳۷۲.

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج3
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 73419
الصفحه من 340
طباعه  ارسل الي