53
عقيل ابن ابي طالب

2/15

محاوراته مع معاوية

قال الجاحظ : كان عقيل رجلاً قد كُفّ بصره وله بعد لسانُه وأدبه ونسبه وجوابه، فلما فضَل نُظَراءه من العلماء بهذه الخصال . ۱
كان عقيل أسرع النّاس جوابا وأشدّ عارضة وأحضرهم مراجعة في القول وأبلغهم في ذلك . ۲
1 . قال (معاوية) له يوما وقد دخل عليه : هذا عقيل عمّه أبو لهب .
فقال عقيل : هذا معاوية عمّته حمّالة الحطب ، وعمّة معاوية أُمّ جميل بنت حرب بن أُميّة وكانت امرأة أبي لهب.
وقال له يوما: يا أبا يزيد أين ترى عمّك أبا لهب؟
فقال له عقيل: إذا دخلت النّار فانظر عن يسارك تجده مفترشا عمّتك، فانظر أيّها أسوء حالاً النّاكح أم المنكوح.
وقال له ليلة الهرير بصفّين: يا أبا يزيد أنت معنا اللّيلة؟
قال : ويوم بدر كنت معكم . ۳
2 . وقال معاوية لعقيل : إنّ فيكم يا بني هاشم لخصلة لاتعجبني.
قال: وما تلك الخصلة؟
قال: اللين.
قال: وما ذلك اللين؟
قال: هو ما أقول لك.
قال أجل يا معاوية، إنّ فينا للينا من غير ضعف ، وعزّا في غير عنف، فإنّ لينكم يا بن صخر غدرٌ، وسلمكم كفر.
فقال معاوية: ما أردنا كلّ هذا يا أبا يزيد.
فقال عقيل :
لذي الحلم قبل اليوم ماتقرع العصاوما علّم الإنسان إلاّ ليعلما
إنّ السّفاهة طيش من خلائقكم لا قدّس اللّه أخلاق الملاعين۴
3 . وقال الوليد بن عقبة لعقيل في مجلس معاوية : يا أبا يزيد ، غلبك أخوك على الثّروة.
قال : نعم، وسبقني وإيّاك إلى الجنّة.
قال : أ ما واللّه ، إنّ شدقيه لمضمومان من دم عثمان.
قال: وما أنت وقريش؟ واللّه ، ما أنت فينا إلاّ كنطيح التّيس.
فغضب الوليد من قوله وقال: واللّه ، لو أنّ أهل الأرض اشتركوا في قتله لأرهقوا صعودا، وإنّ أخاك لأشدّ هذه الأُمّة عذابا.
فقال : صه واللّه ، إنّا لنرغب بعبدٍ من عبيده عن صحبة أبيك عقبة بن أبي معيط . ۵
4 . وقال له يوما : إنّ فيكم لشبقا يا بني هاشم.
فقال: هو منّا في الرّجال، ومنكم في النّساء. ۶
5 . وقال معاوية لعقيل بن أبي طالب: ما أبين الشبق في رجالكم يا بني هاشم؟ قال لكنّه في نسائكم يا بني أُميّة أبين . ۷
6 . وقال معاوية لعقيل بن أبي طالب : إنّ عليّا قد قطعك و[أنا ]وصلتك، ولا يرضيني منك إلاّ أن تلعنه على المنبر؟
قال : أفعل، فأصعد فصعد، ثُمّ قال بعد أن حَمِد اللّه وأثنى عليه: أيّها النّاس إنّ أمير المؤمنين معاوية أمرني أن ألعن عليّ بن أبي طالب، فالعنوه، فعليه لعنة اللّه والملائكة والنّاس أجمعين ، ثُمّ نزل.
فقال له معاوية : إنّك لم تبيّن أبا يزيد من لعنت بيني وبينه؟
قال : واللّه ، لا زدت حرفا، ولا نقصت آخر، والكلام إلى نيّة المتكلّم . ۸
7 . وفي البيان والتبيين للجاحظ : قال معاوية : يا أهل الشّام هل سمعتم قول اللّه في كتابه: « تَبَّتْ يَدَآ أَبِى لَهَبٍ»۹ ؟
قالوا : نعم.
قال : فإنّ أبا لهب عمّ عقيل.
فقال عقيل : فهل سمعتم قول اللّه عز و جل : «وَ امْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ »۱۰ ؟
قالوا : نعم.
قال: فإنّها عمّته. ـ وزاد في العقد ـ ثمّ قال : يا معاوية : إذا دخلت النّار فاعدل ذات اليسار، فإنّك ستجد عمّي أبا لهب مفترِشا عمّتك حمّالة الحطب، فانظر أيّهما خير: الفاعل أو المفعول بها؟ . ۱۱
8 . سأل معاوية عقيلاً عن قصّة الحديدة المحماة المذكورة ؟ فبكى وقال : أنا أحدّثك يا معاوية عنه، ثُمّ أحدّثك عمّا سألت، نزل بالحسين ابنه ضيف فاستسلف درهما اشترى به خبزا ، واحتاج إلى الإدام فطلب من قَنْبر خادمهم أن يفتح له زقّا ، من زقاق عسل جاءتهم من اليمن، فأخذ منه رطلاً، فلمّا طلبها عليه السلام ليقسّمها، قال: «يا قنبر أظنّ أنّه حدث بهذا الزّق حدث؟»
فأخبره، فغضب عليه السلام، وقال : عليَّ بحسين ! فرفع عليه الدّرّة، فقال:« بحقّ عمّي جعفر» وكان إذا سُئل بحقّ جعفر سكن ـ فقال له : «ما حملك أن أخذت منه قبل القسمة؟»
قال : «إنّ لنا فيه حقّا، فإذا أعطيناه رددناه»، قال: «فداك أبوك! وإن كان لك فيه حقّ فليس لك أن تنتفع بحقّك قبل أن ينتفع المسلمون بحقوقهم! أما لولا أنّي رأيت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقبل ثنيّتك لأوجعتُك ضربا»، ثمّ دفع إلى قنبر درهما كان مصرورا في ردائه، وقال: «اشتر به خير عسل تقدر عليه».
قال عقيل : واللّه لكأنّي أنظر إلى يدي عليّ وهي على فم الزّق، وقنبر يقلب العسل فيه، ثمّ شدّه وجعل يبكي ، ويقول : «اللّهمّ اغفر لحسين، فإنّه لم يعلم!».
فقال معاوية : ذكرت من لا ينكر فضله، رحم اللّه أبا حسن، فلقد سبق من كان قبله؛ واعجز من يأتي بعده! هلم حديث الحديدة .
قال: نعم ، أقويت وأصابتني مخمصَة شديدة فسألته فلم تندَ صَفاته فجمعت صبياني وجئته بهم والبؤس والضّر ظاهران عليهم، فقال : ائتني عشيةً لأدفع إليك شيئا فجئته يقودني أحد ولدي، فأمره بالتنحّي، ثمّ قال : ألا فدونك فأهويت ـ حريصا قد غلبني الجشع، أظنّها صرّة ـ فوضعت يدي على حديدة تلتهب نارا، فلمّا قبضتها نبذتها وخُرْت كما يخور الثّور تحت يد جازره، فقال لي:
«ثكلتك أُمّك هذا من حديدة أوقدت لها نار الدّنيا فكيف بك وبي غدا إن سُلِكنا في سلاسل جهنّم؟ ـ ثمّ قرأ ـ « إِذِ الْأَغْلالُ فِى أَعْنَاقِهِمْ وَ السَّلاسِلُيُسْحَبُونَ »۱۲ ـ ثُمّ قال : ـ ليس لك عندي فوق حقّك الّذي فرضه اللّه لك إلاّ ما ترى ، فانصرف إلى أهلك».
فجعل معاوية يتعجب، ويقول: هيهات هيهات! عَقِمت النّساء أن يلدن مثله . ۱۳
9 . وقال الوليد بن عُقْبة لعقيل في مجلس معاوية: غلبك أخوك يا أبايزيد على الثّروة.
قال : نعم، وسبقني وإيّاك إلى الجنّة.
قال : أما واللّه إنّ شِدْقَيه لمضمومان من دم عثمان . فقال : وما أنت وقريش! واللّه ، ما أنت فينا إلاّ كنطيح التّيس .
فغضب الوليد وقال: واللّه ، لو أنّ أهل الأرض اشتركوا في قتله لأُرهقوا صَعودا، وإنّ أخاك لأشد هذه الأُمّة عذابا.
فقال (عقيل) : صه واللّه ، إنّا لنرغب بعبد من عبيده عن صُحْبة أبيك عُقْبة بن أبي مُعيط . ۱۴
10 . وقال معاوية يوما وعنده عمرو بن العاص وقد أقبل عقيل لأضحكنّك من عقيل، فلمّا سلّم، قال معاوية: مرحبا برجل عمّه أبو لهب.
فقال عقيل : وأهلاً برجل عمته «حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِى جِيدِهَا حَبْلٌ مِن مَّسَدِ»۱۵ ؛ لأنّ امرأة أبي لهب أُمّ جميل بنت حرب بن أُميّة.
قال معاوية: يا أبا يزيد، ما ظنّك بعمّك أبي لهب.
قال: [يا معاوية] إذا دخلت النّار فخُذ على يسارك تجدْه مفترشا عمّتك حمّالة الحطب : أفناكح في النّار خير، أم منكوح!
قال: كلاهما شرّ واللّه . ۱۶
11 . كتب معاوية إلى عقيل بن أبي طالب يعتذر إليه من شيء جرى بينهما :
من معاوية بن أبي سفيان إلى عقيل بن أبي طالب، أمّا بعد، يا بني عبد المطّلب، فأنتم واللّه ، فروع قصي ولباب عبد مناف وصفوة هاشم، فأين أحلامكم الرّاسية، وعقولكم الكاسية، وحفظكم الأواصر وحبّكم العشائر؟ ولكم الصفح الجميل والعفو الجزيل مقرونان بشرف النّبوة وعزّ الرّسالة، وقد واللّه ، ساء أمير المؤمنين ما كان جرى، ولن يعود لمثله إلى أن يغيب في الثّرى.
فكتب إليه عقيل :
صدقت وقلت حقا غير أنّيأرى ألاّ أراك ولا تراني
ولست أقول سوءا في صديقيولكنّي أصدّ إذا جفاني
فركب إليه معاوية وناشده في الصّفح، وأجازه بمئة ألف درهم حتّى رجع . ۱۷
12 . قال المسعودي في مروج الذّهب : وفد عليه ـ أي معاوية ـ عقيل بن أبي طالب منتجعا وزائرا فرحّب به معاوية، وسُرّ بوروده لاختياره إيّاه على أخيه، وأوسعه حلما واحتمالاً، فقال له: يا أبا يزيد كيف تركت عليّا؟
فقال: تركته على ما يحبّ اللّه ورسوله، وألفيتك على ما يكره اللّه ورسوله.
فقال له معاوية : لولا أنّك زائر منتجع [جنابنا] لرددت عليك أبا يزيد جوابا تألم منه.
ثمّ أحبّ معاوية أن يقطع كلامه، مخافة أن يأتي بشيء يخفضه، فوثب عن مجلسه وأمر له بنُزل وحمل إليه مالاً عظيما، فلمّا كان من غد، جلس وأرسل إليه فأتاه، فقال له: يا أبا يزيد كيف تركت عليّا أخاك؟
قال: تركته خيرا لنفسه منك، وأنت خير لي منه.
فقال له معاوية: أنت واللّه ، كما قال الشّاعر :
وإذا عدوت فخارَ آل محرقفالمجد منهم في بني عَتّاب
فمحلّ المجد من بني هاشم منوط فيك، يا أبا يزيد ما تغيّرك الأيّام واللّيالي؟
فقال عقيل :
اصبر لحرب أنت جانيهالابدّ أن تصلّى بحاميها
وأنت واللّه ، يا بن أبي سفيان ، كما قال الآخر :
وإذا هوازن أقبلت بفَخارهايوما فخرتهم بآل مجاشع
بالحاملين على الموالي غُرمَهموالضّاربين الهام يوم الفازع
ولكنّ أنت يا معاوية، إذا افتخرت بنو أُميّة فبمن تفتخر؟
فقال معاوية : عزمت عليك يا أبا يزيد، لمّا أمسكت، فإنّي لم أجلس لهذا، وإنّما أردت أن أسألك عن أصحاب عليّ، فإنّك ذو معرفة بهم.
فقال عقيل: سل عمّا بدا لك.
فقال: ميّز لي أصحاب عليّ وابدأ بآل صوحان، فإنّهم مخاريق الكلام.
قال : أمّا صَعْصَعة فعظيم الشّأن عضب اللّسان، قائد فرسان، قاتل أقران، يرتق ما فتق، ويفتق ما رتق، قليل النّظير، وأمّا زيد وعبد اللّه فإنّهما نهران جاريان، يصبّ فيهما الخُلْجان، ويغاث بهما البلدان، رجلا جدّ لا لعب معه، وبنو صوحان ، كما قال الشّاعر :
إذا نزل العدوّ فإنّ عنديأسودا تخلس الأسد النّفوسا
فاتصل كلام عقيل بصعصعة فكتب إليه :
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
ذكر اللّه أكبر، وبه يستفتح المستفتحون، وأنتم مفاتيح الدّنيا والآخرة، أمّا بعد، فقد بلغ مولاك كلامُك لعدوّ اللّه وعدوّ رسوله، فحمدْتُ اللّه على ذلك، وسألته أن يفيء بك إلى الدّرجة العليا، والقضيب الأحمر، والعمود الأسود، فإنّه عمود من فارقه فارق الدّين الأزهر، ولئن نزعت بك نفسك إلى معاوية طلبا لماله إنّك لذو علم بجميع خصاله، فاحذر أن تعلق بك ناره فيضلّك عن الحجّة، فإنّ اللّه قد رفع عنكم أهل البيت ما وضعه في غيركم، فما كان من فضل أو إحسان فيكم وصل إلينا، فأجلّ اللّه أقداركم، وحمى أخطاركم، وكتب آثاركم، فإنّ أقداركم مرضيّة، وأخطاركم محميّة، وآثاركم بدرية، وأنتم سلّم اللّه إلى خلقه ووسيلته إلى طرقه، أيدٍ عليّة ووجوه جليّة، وأنتم كما قال الشّاعر :
فما كان من خير أتوه فإنّماتَوَارَثه آباء آبائهم قبل
وهل ينبت الخطى إلاّ وشيجهوتُغْرس إلاّ في منابتها النخل۱۸
13 . إنّ معاوية أعطى عقيلاً جملة دراهم ليصعد المنبر ويلعن عليّا، فصعد ، وقال : إنّ معاوية أمرني أن ألعن عليّا فالعنوه.
فقال: أخذت مالي ولعنتني؟
قال: فاستر لئلاّ ينكشف للنّاس . ۱۹
14 . أذن معاوية لعقيل فدخل عليه ، فقال عقيل : يا معاوية من هذا معك؟ قال: الضحّاك بن قيس.
فقال: الحمد للّه الّذي رفع الخسيسة وتمّم النّقيصة، هذا الّذي كان أبوه يخصي بهمنا بالأبطح لقد كان بخصائها رفيقا.
فقال الضحّاك : إنّي لعالم بمحاسن قريش، وإنّ عقيلاً عالم بمساوئها . ۲۰
15 . لمّا قدم عقيل بن أبي طالب على معاوية، أكرمه وقرّبه وقضى حوائجه وقضى عنه دَيْنه، ثمّ قال له في بعض الأيّام : واللّه إنّ عليّا [ غير ]حافظ لك، قطع قرابتك، وما وصلك، ولا اصطنعك .
قال له عقيل : واللّه لقد أجزل العطيّة وأعظمها، ووصل القرابة وحفظها، وحسن ظنّه باللّه إذ ساء به ظنّك، وحفظ أمانته، وأصلح رعيّته، إذ خُنْتم وأفسدتم وجُرْتم، فاكفف لا أبا لك! فإنّه عمّا تقول بمَعْزِل . ۲۱
16 . وقال له معاوية : يا أبا يزيد : أنا لك خير من أخيك عليّ.
قال : صدقت أنّ أخي آثر دينه على دنياه ، وأنت آثرت دنياك على دينك، فأنت خير لي من أخي ، وأخي خير لنفسه منك . ۲۲
17 . وقال ليلة الهرير : أبا يزيد ، أنت اللّيلة معنا .
قال : نعم ، ويوم بدر كنت معكم . ۲۳
18 . قال رجل لعقيل : إنّك لخائن حيث تركت أخاك وترغب إلى معاوية. قال : أخْوَن منّي واللّه ، من سفك دمه بين أخي وابن عمّي أن يكون أحدهما أميرا . ۲۴
19 . دخل عقيل على معاوية ، وقد كُفّ بصره فأجلسه معاوية على سريره ثمّ قال له : أنتم معشر بني هاشم تصابون في أبصاركم!
قال : وأنتم معشر بني أُميّة تصابون في بصائركم .
ودخل عُتْبة بن أبي سفيان، فوسّع له معاوية بينه وبين عقيل، فجلس بينهما ، فقال عقيل : من هذا الّذي أجلس أمير المؤمنين بيني وبينه؟
قال: أخوك وابن عمّك عُتْبة .
فقال : أما أنّه إن كان أقرب إليك منّي إنّي لأقرب لرسول اللّه صلى الله عليه و آله منك ومنه، وأنتما مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله أرْض ونحن سماء .
قال عُتْبة : أبا يزيد، أنت كما وصفت ورسول اللّه صلى الله عليه و آله فوق ما ذكرت، وأمير المؤمنين عالم بحقّك، ولك عندنا ممّا تحبّ أكثر ممّا لنا عندك ممّا نَكْره . ۲۵
20 . وقال له معاوية يوما : واللّه ، إنّ فيكم لخَصلة ما تعجبني يا بني هاشم.
قال : وما هي؟
قال : لِين فيكم.
قال : لين ماذا؟
قال: هو ذاك .
قال : إيّانا تُعيّر يا معاوية أجل واللّه إنّ فينا للِينا في غير ضعف، وعزّا من غير جبروت . وأما أنتم يا بني أُميّة، فإنّ لينكم غَدْر، وعِزّكم كفر.
قال معاوية : ما كلّ هذا أردنا يا أبا يزيد، قال عقيل :
لذي اللّب قبل اليوم مايُقرع العصاوما علم الإنسان إلاّ لِيعلما
قال معاوية :
وإنّ سفاه الشّيخ لا حلم بعدهوإنّ الفتى بعد السّفاهة يحلم
وقال معاوية لعقيل بن أبي طالب لم جفوتمونا يا أبا يزيد فأنشأ يقول :
إنّي امرؤ منّي التكرّم شِيمةإذا صاحبي يوما على الهون أضْمرا
ثُمّ قال : وايم اللّه يا معاوية، لئن كانت الدّنيا مهّدتك مِهادَها، وأظلّتك بحذافيرها، ومدّت عليك أطناب سلطانها، ما ذاك بالّذي يزيدك منّي رغبةً ولا تخشّعا لرهبة .
قال معاوية : لقد نعتّها أبا يزيد نعْتا هَشّ له قلبي، وإنّي لأرجو أن يكون اللّه ـ تبارك وتعالى ـ ما ردّاني برداء مُلكها، وحَباني بفضيلة عَيشها إلاّ لكرامة ادّخرها لي، وقد كان داوود خليفةً وسليمان مَلِكا، وإنّما هو لمثال يُحتذى عليه والأُمور أشباه، وايم اللّه يا أبا يزيد، لقد أصبحت علينا كريما وإلينا حبيبا، وما أصبحت أضمو لك إساءة . ۲۶
21 . قال معاوية قال يوما وعقيل عنده : هذا أبو يزيد لولا علمه أنّي خير له من أخيه ، لما أقام عندنا وتركه .
فقال عقيل : أخي خير لي في ديني، وأنت خير لي في دنياي، وقد آثرت دنيا وأسأل اللّه خاتمة خير . ۲۷
22 . روى المدائنيّ ، قال: قال معاوية يوما لعقيل بن أبي طالب: هل من حاجة، فأقضيها لك؟
قال : نعم، جارية عُرضت عليَّ وأبى أصحابها أن يبيعوها إلاّ بأربعين ألفا، فأحبّ معاوية أن يمازحه.
فقال : وما تصنع بجارية قيمتها أربعون ألفا وأنت أعمى، تجتزِى ء بجارية قيمتها خمسون درهما؟
قال: أرجو أن أطأها، فتلد لي غلاما، إذا أغضبته يضرب عنقك بالسيف.
فضحك معاوية، وقال : مازحناك يا أبا يزيد! وأمر فابتيعت له الجارية الّتي أولد منها مسلما .
فلمّا أتت على مسلم ثماني عشرة سنة ـ وقد مات عقيل أبوه ـ قال لمعاوية : يا أمير المؤمنين ، إنّ لي أرضا بمكان كذا من المدنية، وإنّي أعطيت بها مئة ألف، وقد أحببت أن أبيعك إيّاها، فادفع إليَّ ثمنها.
فأمر معاوية بقبض الأرض، ودفع الثّمن إليه، فبلغ ذلك الحسين عليه السلام، فكتب إلى معاوية :
«أمّا بعد، فإنّك غررت غلاما من بني هاشم، فابتعت منه أرضا لا يملكها، فاقبض من الغلام ما دفعته إليه، واردد علينا أرضنا».
فبعث معاوية إلى مسلم ، فأخبره ذلك، واقرأه كتاب الحسين عليه السلام ، وقال : اردد علينا مالنا، وخذ أرضك، فإنّك بعتَ ما لا تملك.
فقال مسلم : أمّا دون أن أضرب رأسك بالسّيف فلا.
فاستلقى معاوية ضاحكا يضرب برجليه، فقال يا بنيّ، هذا واللّه ، كلام قاله لي أبوك حين ابتعت له أُمّك ، ثمّ كتب إلى الحسين عليه السلام : إنّي قد رددت عليكم الأرض، وسوّغْت مسلما ما أخذ.
فقال الحسين عليه السلام : «أبيتم يا آل أبي سفيان إلاّ كرما!» . ۲۸
أقول: كتب حول هذه القصّة العلاّمة المفضال المتتبّع المحقّق جعفر مرتضى العامليّ ـ حفظه اللّه تعالى ـ مقالاً ممتعا، ونحن نلخّص منه ما يلي قال :
ونحن نرى أنّ هذه الرّواية لا يمكن أن تصحّ لأنّه :
طلب معاوية لهذا على خلاف العادة المألوفة، وطلب الشّيخ منه ذلك مع طعنه في السّنّ جدّا لا ينسجم، فإنّ عقيلاً حينئذٍ قد ناهز الثّمانين ، بل أكثر أنّ الرّواية لا سند لها إلاّ المدائنيّ، إنّ الرواية لا تعيّن النّقود الواردة هل هي درهم أو دينار، مع أنّ كون قيمة الجارية أربعين ألفا غريب وقتئذٍ فإنّ أثمان الجواري وإن ارتفعت لا تبلغ هذا .
الرواية تقول إنّ مسلما لا يبيع أرضه في المدينة لمن دفع له بها مئة ألف، وباعها إلى معاوية بنفس هذا الثّمن، لماذا يتجشّم مسلم من المدينة إلى الشّام أن يبيعه من معاوية.
الرّواية تقول : إنّ الحسين عليه السلام كتب إلى معاوية بأنّه غرّ مسلما واحتال عليه في شَراء الأرض منه، فلما يتّهم الحسين عليه السلام معاوية والحال هذه .
الرواية تقول إنّ الحسين عليه السلام كتب «إنّ مسلما باع ما لا يملكه»، ومسلم لم يبادر إلى التبرئة، وإذا كان مسلم غرّا جاهلاً فلماذا يرسله الحسين عليه السلام بعد فترة وجيزة إلى الكوفة، ويقول: أخي وثقتي .
الرواية تنصّ على أنّ الحسين عليه السلام مدح معاوية وآل أبي سفيان جميعا، وذلك فيه ما لا يخفى، والقصّة تنافي وفاة عقيل وشهادة مسلم كما لا يخفى، وكذا تنافي مع عمر مسلم؛ لأنّ عمره كان حين استشهد يناهز الأربعين كما عن العقاد، وكان في زمن عمر بن الخطاب من الفاتحين ، بل من رؤوس المجاهدين، وحضر صفّين مع الحسن والحسين عليهماالسلام في ميمنة عليّ عليه السلام، وكان له في كربلاء ولدان مجاهدان.
الرواية تنصّ على كون عقيل أعمى وقتئذٍ مع أنّه صار أعمى في آخر عمره ، كما يأتي، إلى غير ذلك ممّا تركناه روما للاختصار .
وسبب الافتعال إثبات كرم معاوية بلسان الحسين عليه السلام، وأنّه اشترى جارية لعقيل، وإثبات أنّ الحسين عليه السلام يلقي التّهم على معاوية بلا مبرر، وأنّ مسلما كان محتالاً يبيع ما ليس له، وأنّ بني هاشم أهل فظاظة ـ والعياذ باللّه ـ وآل أُميّة أهل حلم وكرم وإناة . ۲۹
23 . أتى عقيل إلى معاوية ... (بعد استشهاد عليّ أمير المؤمنين ـ صلوات اللّه على آله وشيعته ـ ، وصلح الإمام الحسن بن عليّ عليهماالسلام) ۳۰ ، وجلساء معاوية حوله فقال : يا أبا يزيد ، أخبرني عن عسكري وعسكر أخيك، فقد وردت عليهما.
قال : أخبرك، مررت واللّه ، بعسكر أخي فإذا ليلٌ كليل رسول اللّه صلى الله عليه و آله، ونهار كنهار رسول اللّه صلى الله عليه و آله، إلاّ أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله ليس في القوم، ما رأيت إلاّ مصليّا، ولا سمعت إلاّ قارئا، ومررت بعسكرك، فاستقبلني قوم من المنافقين ممّن نفّر برسول اللّه صلى الله عليه و آلهليلة العقبة، ثُمّ قال: من هذا عن يمينك يا معاوية؟
قال : هذا عمرو بن العاص.
قال : هذا الّذي اختصم فيه ستّة نفر، فغلب عليه جَزّار قريش!
فمن الآخر؟
قال : الضحّاك بن قيس الفهريّ؟
قال : أما واللّه ، لقد كان أبوه جيّد الأخذ لعسب التيوس؟
فمن هذا الآخر؟
قال: أبو موسى الأشعريّ.
قال : هذا ابن السرّاقة .
فلمّا رأى معاوية أنّه قد أغضب جلساءه، علم أنه إن استخبره عن نفسه، قال فيه سوءا، فأحبّ أن يسأله ليقول فيه ما يعلمه من السّوء، فيذهب بذلك غضب جلسائه، قال : يا أبا يزيد فما تقول فيّ؟
قال: دعني من هذا.
قال : لتقولنّ.
قال: أتعرف حمامة؟
قال: ومن حمامة يا أبا يزيد؟
قال : قد أخبرتك ثُمّ قام فمضى ، فأرسل معاوية إلى النّسابة فدعاه، فقال من حمامة؟
قال : ولي الأمان؟
قال: نعم.
قال: حمامة جدّتك أُم أبي سفيان، كانت بغيّا في الجاهليّة، صاحبة راية.
فقال معاوية لجلسائه: قد ساويتكم وزدت عليكم فلا تغضبوا . ۳۱
24 . عوانة بن الحكم قال: دخل عقيل بن أبي طالب على معاوية والنّاس عنده وهم سكوت، فقال: تكلّمنّ أيّها النّاس، فإنّما معاوية رجل منكم.
فقال معاوية: يا أبا يزيد ، أخبرني عن الحسن بن عليّ؟
فقال: أصبح قريش وجها، وأكرمهم حسبا.
قال : فابن الزّبير؟
قال : لسان قريش وسنانها إن لم يفسد نفسه .
قال : فابن عمر؟
قال: ترك الدّنيا مقبلة وخلاكم وإيّاها، وأقبل على الآخرة، وهو بعد ابن الفاروق .
قال : فمروان؟
قال:أوّه! ذلك رجل لو أدرك أوائل قريش فأخذوا برأيه صلحت لهم دنياهم.
قال : فابن عبّاس؟
قال: أخذ من العلم ما شاء .
وسكت معاوية ، فقال عقيل : يا معاوية أ أخبر عنك فإنّي بك عالم؟
قال : أقسمت عليك يا أبا يزيد لمّا سكّت . ۳۲
25 . قال هشام الكلبيّ: دخل عقيل على معاوية ، فقال له: يا أبا يزيد ، أيّ جدّاتكم في الجاهليّة شرّ؟
قال : حمامة، فوجم معاوية .
قال هشام: وحمامة جدّة أبي سفيان، وهي من ذوات الرّايات في الجاهليّة . ۳۳
26 . قال عوانة: دخل عقيل على معاوية وقد كفّ بصره فلم يسمع كلاما، فقال: يا معاوية أما في مجلسك أحد؟
قال : بلى.
قال: فما لهم لا يتكلّمون؟
فتكلّم الضّحاك بن قيس ، فقال [ عقيل ]: من هذا؟
فقال له [ معاوية : هذا ] الضحاك بن قيس.
قال [ عقيل ]: ابن خاصي القردة، ما كان بمكّة أخصى لكلب وقرد من أبيه . ۳۴
27 . قال معاوية لعقيل بن أبي طالب : أيّ النّساء أشهى؟
قال : المواتية لما تهوى.
قال : فأيّ النّساء أسوء؟
قال: المجانبة لما ترضى.
قال معاوية : هذا واللّه ، النّقد العاجل.
قال عقيل: بالميزان العادل . ۳۵
28 . هشام بن عروة قال: إنّ معاوية قال لعقيل: [وكان جيّد الجواب وحاضره] يا أبا يزيد، أنا خير لك من أخيك عليّ.
فقال : انّ أخي آثر دينه على دنياه، وأنت آثرت دنياك على دينك، فأخي خير لنفسه منك لنفسك، وأنت خير لي منه . ۳۶

1.البيان والتبيين : ج ۲ ص ۳۲۶، دراسات في تاريخ العرب الحديث والمعاصر : ج ۱ ص ۱۹۹ .

2.راجع الإصابة : ج ۴ ص ۴۳۹ الرقم ۵۶۴۴، أسد الغابة : ج ۴ ص ۶۲، الاستيعاب : ج ۳ ص ۱۸۷ الرقم ۱۸۵۳، شرح نهج البلاغه : ج ۱۱ ص ۲۵۱، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام : ج ۸ ص ۳۳۱ ـ ۳۳۲، ذخائر العقبى : ص ۳۶۹، الدرجات الرفيعة : ص ۱۵۵ ؛ قاموس الرجال : ج ۷ ص ۲۲۶ الرقم ۴۹۲۸، بحار الأنوار : ج ۴۲ ص ۱۱۵ .

3.امالي للسيد المرتضى : ج ۱ ص ۱۹۹ ـ ۲۰۰ ، الغارات : ج ۲ ص ۵۵۲ ـ ۵۵۳، بحار الأنوار : ج ۴۲ ص ۱۱۴، وج ۳۴ ص ۲۹۳ فأراد معاوية أن يقطع كلامه فقال ما معنى «طه» قال نحن أهله وعلينا نزل لا على أبيك ولا على أهل بيتك. و(طه) معناها بالعبرانية يا رحمان؛ شرح نهج البلاغة : ج ۴ ص ۹۳ .

4.الغارات : ج ۲ ص ۵۵۱، بحار الأنوار : ج ۴۲ ص ۱۱۴ و ج ۳۴ ص ۲۹۳ ؛ شرح نهج البلاغة : ج ۴ ص ۹۲ ـ ۹۳ .

5.الغارات : ج ۲ ص ۵۵۲ ـ ۵۵۳، بحار الأنوار : ج ۴۲ ص ۱۱۴ و ج ۳۴ ص ۲۹۳ ؛ شرح نهج البلاغة : ج ۴ ص ۹۲ ـ ۹۳ .

6.الأمالي للسيد المرتضى : ج ۱ ص ۱۹۹، ربيع الأبرار : ج ۱ ص ۶۷۵ ،مواقف الشيعة : ج ۲ ص ۱۲۴.

7.أنساب الأشراف: ج ۲ ص ۳۳۰.

8.العقد الفريد : ج ۳ ص ۸۷ وراجع الإصابة : ج ۴ ص ۴۳۹ الرقم۵۶۴۴؛ الغدير : ج ۱۰ ص ۳۶۶ ، مواقف الشيعة : ج ۱ ص ۲۲۹ و ج ۲ ص ۴۴۲.

9.المسد:۲.

10.المسد:۴.

11.قاموس الرجال : ج ۷ ص ۲۲۷ ـ ۲۲۸ الرقم۴۹۲۸ وراجع العقد الفريد : ج ۳ ص ۶۹ .

12.غافر:۷۱.

13.شرح نهج البلاغة : ج ۱۱ ص ۲۵۳ ـ ۲۵۴ ؛ منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة : ج ۱۴ ص ۲۹۳ نحوه، بحار الأنوار : ج ۴۲ ص ۱۱۷ ـ ۱۱۸ ، مواقف الشيعة : ج ۱ ص ۲۳۴ ـ ۲۳۵.

14.شرح نهج البلاغة: ج ۴ ص ۹۳.

15.المسد:۴ و ۵.

16.شرح نهج البلاغة : ج ۴ ص ۹۳ ؛ الغارات : ج ۲ ص ۵۵۲ ـ ۵۵۳، بحار الأنوار : ج ۴۲ ص ۱۱۵ ـ ۱۱۴ ، مواقف الشيعة : ج ۱ ص ۲۳۳ ـ ۲۳۹.

17.ربيع الأبرار : ج ۱ ص ۷۳۴، مواقف الشيعة : ج ۲ ص ۱۲۷ .

18.مروج الذهب : ج ۳ ص ۴۶ ـ ۴۷، مواقف الشيعة : ج ۱ ص ۲۳۳ ـ ۲۳۱ .

19.الصراط المستقيم : ج ۳ ص ۷۲ .

20.مواقف الشيعة : ج ۲ ص ۳۲۳نقلاً عن قاموس الرجال : ج ۷ ص ۲۲۷ .

21.العقد الفريد : ج ۳ ص ۶۸؛ مواقف الشيعة : ج ۱ ص ۲۲۶ ، بحار الأنوار : ج ۴۲ ص ۱۱۴ وراجع أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۳۰ ـ ۳۳۱، الاستيعاب : ج ۳ ص ۱۸۸، شرح نهج البلاغة : ج ۴ ص ۹۳ .

22.العقد الفريد : ج ۳ ص ۶۸، أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۳۰ ـ ۳۳۱، الاستيعاب : ج ۳ ص ۱۸۸، شرح نهج البلاغة : ج ۴ ص ۹۳ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۲ ص ۱۱۴، مواقف الشيعة : ج ۱ ص ۲۲۶.

23.العقد الفريد : ج ۳ ص ۶۸ ، أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۳۰ ـ ۳۳۱، الاستيعاب : ج ۳ ص ۱۸۸، شرح نهج البلاغة : ج ۴ ص ۹۳ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۲ ص ۱۱۴،مواقف الشيعة : ج ۱ ص ۲۲۶.

24.العقد الفريد : ج ۳ ص ۶۸ ـ ۶۹، أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۳۰ ـ ۳۳۱، الاستيعاب : ج ۳ ص ۱۸۸، شرح نهج البلاغة : ج ۴ ص ۹۳ ؛بحار الأنوار : ج ۴۲ ص ۱۱۴، مواقف الشيعة : ج ۱ ص ۲۲۶.

25.العقد الفريد : ج ۳ ص ۶۹ ؛ قاموس الرجال : ج ۷ ص ۲۲۸ الرقم ۴۹۲۸، مواقف الشيعة : ج ۱ ص ۲۲۷ وراجع أنساب الأشراف: ج ۱ ص ۷۳.

26.العقد الفريد : ج ۳ ص ۶۹ ـ ۷۰، شرح نهج البلاغة : ج ۴ ص ۹۲ ؛ الغارات : ج ۲ ص ۵۵۱، بحار الأنوار : ج ۴۲ ص ۱۱۴ ، مواقف الشيعة : ج ۱ ص ۲۲۸.

27.بحار الأنوار : ج ۴۲ ص ۱۱۶ ، قاموس الرجال : ج ۷ ص ۲۲۶ الرقم۴۹۲۸، مواقف الشيعة : ج ۱ ص ۲۳۴؛ شرح نهج البلاغة : ج ۱۱ ص ۲۵۱، أسد الغابة : ج ۴ ص ۶۲ الرقم۳۷۳۲، ذخائر العقبى : ۳۶۹ .

28.شرح نهج البلاغة : ج ۱۱ ص ۲۵۲ ـ ۲۵۱ ؛ دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام : ج ۱ ص ۲۰۵ ـ ۲۰۶، بحار الأنوار : ج ۴۲ ص ۱۱۶ ـ ۱۱۷. أقول: في هذه القضية ما لا يخفى من آثار الافتعال فإنّ مسلم ـ رضوان اللّه عليه ـ من أبطال حرب الروم في زمن عمر بن الخطاب ومن أبطال حرب صفّين كما أشرنا إلى مصادره وإنّ عقيلاً لم يكن أعمى وإنّما صار كذلك في آخر عمره كما يأتي ...

29.راجع دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام : ج ۱ ص ۲۰۶ ـ ۲۱۶ .

30.شرح نهج البلاغة : ج ۲ ص ۱۲۴ ـ ۱۲۵، الغارات : ج ۱ ص ۶۴ ـ ۶۵، الأمالي للطوسي : ص ۷۲۴ ـ ۵۷۲، ح ۱۵۲۴ كلاهما نحوه، الدرجات الرفيعة : ص ۱۶۰ ـ ۱۶۱، بحار الأنوار : ج ۲۲ ص ۱۱۳ ، مواقف الشيعة : ج ۱ ص ۲۳۷ ـ ۲۳۶.

31.شرح نهج البلاغة : ج ۲ ص ۱۲۴ ـ ۱۲۵، الغارات : ج ۱ ص ۶۴ ـ ۶۵، الأمالي للطوسي : ص ۷۲۴ ـ ۷۲۵، ح ۱۵۲۴ كلاهما نحوه، الدرجات الرفيعة : ص ۱۶۰ ـ ۱۶۱، بحار الأنوار : ج ۲۲ ص ۱۱۳ .

32.أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۲۹ ، مواقف الشيعة : ج ۱ ص ۲۳۸ ـ ۲۳۹ .

33.أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۲۹ ، مواقف الشيعة : ج ۱ ص ۲۳۸ ـ ۲۳۹ .

34.أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۳۲ ، مواقف الشيعة : ج ۱ ص ۲۳۸ ـ ۲۳۹ .

35.عيون الأخبار لابن قتيبة : ج ۴ ص ۱۰ .

36.أنساب الأشراف: ج ۲ ص ۳۳۱؛ أمالي سيد المرتضى: ج ۱ ص ۱۹۹ نحوه.


عقيل ابن ابي طالب
52
  • نام منبع :
    عقيل ابن ابي طالب
    المساعدون :
    فرجی، مجتبی
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1425 ق / 1383 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 25332
الصفحه من 130
طباعه  ارسل الي