79
عقيل ابن ابي طالب

عقيل ابن ابي طالب
78

الثّالث

ما اختلقوا على عقيل في اثبات ضعف عقليّته :
قال أمير المؤمنين عليه السلام : «ما زلت مظلوما منذ ولدتني أمّي حتّى أن كان عقيل ليصيبه رمد ، فيقول : لا تذروني حتّى تذروا عليّا فيذروني، وما بي من رمد» . ۱
وفي لفظ : «ما زلت مظلوما مذ كنت أن كان عقيل ليرمد، فيقول: لا تذروني حتّى تذروا أخي عليّا فأضجع فأذرّ، وما بي رمد» . ۲
قال العلاّمة المجلسي رحمه الله بعد نقله ، بيان : أقول لا تخلو الرّواية من غرابة بالنّظر إلى التفاوت بين مولد أميرالمؤمنين عليه السلام وعقيل كما سيأتي، فإنّ من المستبعد أن يكلّف من له اثنتان وعشرون سنة مثلاً تقديم من له سنتان في الإضرار، وأبعد منه قبول الوالدين منه ذلك .
وفي لفظ : أنّ عليّا عليه السلام قال : «ما زلت مظلوما» منذ كنت قيل له : عرفنا ظلمك في كبرك فما ظلمك في صغرك؟ «فذكر أنّ عقيلاً كان به رمد، فكان لا يذّرهما حتّى يبدؤوا بي» . ۳
وفي لفظ : أنّ أعرابيّا أتى أميرالمؤمنين عليه السلام وهو في المسجد، فقال: مظلوم.
قال :« أدن منّي».
فدنا، فقال : يا أمير المؤمنين، مظلوم .
قال : «اُدن». فدنا حتّى وضع يديه على ركبتيه.
قال: «ما ظلامتك؟».
فشكا ظلامته.
فقال : «يا أعرابيّ أنا أعظم ظلامة منك ظلمني المدر والوبر، ولم يبق بيت من العرب إلاّ وقد دخلت مظلمتي عليهم، وما زلت مظلوما حتّى قعدت مقعدي هذا، إن كان عقيل بن أبي طالب ليرمد فما يدعهم يذرّونه حتّى يأتوني، فأذر وما بعيني رمد» الحديث . ۴
عن الصفديّ في الوافي بالوفيات : أنّ من المختلق على عقيل لإثبات قلّة عقله هذه القصّة على لسان أمير المؤمنين عليه السلام.
إن كان هذه القصّة حقّا (والعياذ باللّه ) فالظّالم هما والدا عليّ عليه السلام حيث يذرّانه لأجل عقيل .
قال العلاّمة السيّد جعفر مرتضى العاملي ـ حفظه اللّه تعالى ـ في مقالته : ونستطيع أن نذكر هنا قضيتين مكذوبتين على عقيل، كشاهد حيّ على ما ذكر من تعمّدهم تشويه سمعته والحطّ من كرامته:
أولاهما : ما ورد أنّ عليّا كان يقول : إنّه لم يزل مظلوما منذ صغره حتّى أنّ عقيلاً كان إذا رمدت عيناه لا يرضى بأن يذرّ الكحل في عينيه حتّى يذرّ في عيني عليّ عليه السلامقبله .
مع أنّهم يذكرون: أنّ عقيلاً كان يكبر عليّا بعشرين سنة، وإن كنّا قد قوينا أنّه كان يكبره ب «13» سنة ... فهل يعقل أن يصدر مثل هذا العمل من عقيل، الرّجل الذّكي والمعروف بسرعة الخاطر وحضور الجواب ... والّذي قال عنه الجاحظ : له لسانه وأدبه ونسبه وفضل نظرائه بهذه الخصال . ۵

1.علل الشرائع : ص ۴۵ ح۳، الخرائج والجرائح : ج ۱ ص ۱۸۱ نحوه .

2.الأمالي للطوسي : ۳۵۰ ح۷۲۴، بحار الأنوار : ج ۲۷ ص ۲۰۸ ح۲ .

3.المناقب لابن شهر آشوب : ج ۲ ص ۱۲۲، بحار الأنوار : ج ۴۱ ص ۵ ح۴ .

4.الخرائج والجرائح : ج ۱ ص ۱۸۰ ح۱۳ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۲ ص ۱۸۷ ـ ۱۸۸ ح۵ .

5.دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام : ج ۱ ص ۱۹۹ ـ ۲۰۰ ؛ البيان والتبيين : ج ۲ ص ۳۲۶ .

  • نام منبع :
    عقيل ابن ابي طالب
    المساعدون :
    فرجی، مجتبی
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1425 ق / 1383 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 25346
الصفحه من 130
طباعه  ارسل الي