127
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1

وروى ۱ الترمذي ۲ في صحيحه أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله كان ۳ من وقت نزول هذه الآية

1.في (ب) : روى .

2.محمّد بن عيسى بن سورة بن موسى السلمي البوغي الترمذي ، أبو عيسى (۲۰۹ ـ ۲۷۹ ه) صاحب أحد الصحاح الستّة ، من أئمة علماء الحديث ، تتلمذ للبخاري ، وشاركه في شيوخه ، و سافر إلى خراسان والعراق والحجار وعمى في أواخر عمره ، ولد بترمذ ومات ودفن فيها ، وتقع المدينة على نهر جيحون و له جلالة عظيمة عند أهل السنّة ، وله تصانيق عديدة منها : الجامع الكبير والشمائل النبوية و التاريخ ، و العلل (انظر ترجمته في الوافي بالوفيات : ۴ / ۲۹۴ ، طبقات الحفّاظ : ۲۷۸ ، البداية والنهاية : ۱۱ / ۶۶ ، تهذيب التهذيب : ۹ / ۳۸۷ ، وفيات الأعيان : ۴ / ۲۷۸ ، تذكرة الحفّاظ : ۲ / ۶۳۳ ، سير أعلام النبلاء : ۱۳ / ۲۷۰ ، الأعلام للزركلي : ۶ / ۳۲۲) . وانظر الحديث المذكور في صحيحه :۱۲ / ۸۵ ، وفي سنن الترمذي : ۵ / ۳۲۸ ح ۳۲۰۶ .

3.في (أ) كانت .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1
126

وروى الواحدي ۱ في كتابه المسمّى بأسباب النزول يرفعه بسنده إلى اُمّ سلمة رضي اللّه عنها أ نّها قالت : كان النبيّ صلى الله عليه و آله في بيتها يوما فأتته فاطمة عليهاالسلام ببرمة فيها عصيدة ۲ فدخلت بها عليه ، فقال لها : ادع لي زوجك وابنيك . فجاء عليّ والحسن والحسين فدخلوا وجلسوا يأكلون والنبيّ صلى الله عليه و آله جالسا على دكّة وتحته كساء خيبري. قالت: وأنا في الحجرة قريبا منهم ، فأخذ النبيّ صلى الله عليه و آله الكساء فغشّاهم به ، ثمّ قال: اللّهمّ أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا . قالت اُمّ سلمة: فأدخلت رأسي البيت ، قلت : وأنا معكم يا رسول اللّه ؟ قال صلى الله عليه و آله : إنّكِ إلى خير ، إنّكِ إلى خير . فأنزل اللّه عزّوجلّ : « إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا »۳ .

1.هو أبو الحسن عليّ بن أحمد بن محمّد بن عليّ بن متّويه الواحدي المتوي النيسابوري المتوفّى سنة (۴۶۸ ه) وقيل (۴۲۸ ه) . قال ابن خلّكان في تاريخه : ۱ / ۳۶۱ : كان اُستاذ عصره في النحو و التفسير ورزق السعادة في تصانيفه ، فأجمع الناس على حسنها ، و ذكرها المدرّسون في دروسهم ـ منها : الوسيط والوجيز في التفسير ، وله كتاب أسباب النزول . وكان الواحدي تلميذ الثعلبي صاحب كتاب : الكشف والبيان وعنه أخذ علم التفسير ، وتوفي في مرض طويل . (انظر ترجمته في وفيات الأعيان : ۳ / ۳۰۳ ، وأنباه الرواة :۲ / ۲۲۳) .

2.وفي نسخة «خزيرة» وهي : لحم يقطع صغارا ويُصَبّ عليه ماء كثير ، فإذا نضج ذُرّ عليه الدقيق ، فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة . وقيل : هي حسأ من دقيق ودسم . وقيل : إذا كان من دقيق فهي حريرة ، وإن كان من نخالة فهو خزيرة . (انظر النهاية لابن الأثير : مادة «خزر» ) .

3.أسباب النزول للواحدي بسنده عن أحمد : ۲۶۷ الطبعة الاُولى و ۲۳۹ . وانظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: ۱۴/۱۸۴،الصواعق المحرقة لابن حجر: ۱۴۱ و۱۴۳، تفسير القرآن العظيم لابن كثير: ۳/۴۸۵ و۴۸۶ ، النسائي في الخصائص: ۹، ينابيع المودّة : ۱/۵۴، الكشّاف للزمخشري:۱/۱۹۳ ، مسند أحمد بن حنبل : ۳ / ۲۵۹ ط ۱۹۸۳ ، أنساب الأشراف للبلاذري : ۱۰۴ ، الاعتقادمذهب السلف للبيهقي : ۱۸۶ ، المناقب لابن المغازلي : ۱۸۹ ، ذخائر العقبى للمحب الطبري : ۲۱ ، صحيح مسلم : ۷ / ۱۲۰ و ۱۲۱ . هذا الحديث روي بطرق عديدة في كتب التاريخ والتفسير وأهل السير والحديث عن اُمّ سلمة ، فتارةً يروى بأن النبيّ صلى الله عليه و آله أخذ ثوبا فجلّله على عليّ وفاطمة والحسن والحسين وهو معهم ، ثمّ قرأ «إنما يريد اللّه ليُذهب عنكم . . . » قالت : فجئت أدخل معهم فقال صلى الله عليه و آله : قفى مكانك إنك على خير . (ذخائر العقبى : ۲۱ فضائل أهل البيت عليهم السلام) . وتارةً اُخرى يروى عنها رضي اللّه عنها أيضا قالت : إن النبيّ صلى الله عليه و آله قال لفاطمة : ائتيني بزوجك وابنيك ، فجاءت بهم فألقى عليهم كساءً فدكيا ، ثمّ وضع يده عليهم وقال : اللّهمّ إنّ هؤلاء آل محمّد . فاجعل صلواتك وبركاتك على محمّد وآل محمّد إنّك حميدٌ مجيد . قالت اُمّ سلمة : رفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه صلى الله عليه و آله وقال : قفي مكانك إنك على خير . (المصدر السابق) . وتارةً ثالثة يروى عنها أيضا أنها قالت : بينا النبيّ صلى الله عليه و آله في بيتي يوما إذ قالت الخادمة : إنّ عليا وفاطمة بالسدّة ، قالت : فأخبرت النبيّ صلى الله عليه و آله فقال لي : قومي فافتحي الباب ، ففتحته فدخل عليّ وفاطمة ومعهما الحسن والحسين وهما صبيّان صغيران ، فأخذ الصبيّين فوضعهما في حجره وقبّلهما ، واعتنق عليا بإحدى يديه ، واعتنق فاطمة باليد الاُخرى ، وقبّل عليا وقبّل فاطمة ، وأعدف [ اغدق ] عليهم خميصةً سوداء ، ثمّ قال : اللّهمّ أنا وهؤلاء أهل بيتي ، إليك لا إلى النار . قالت : قلت : وأنا يا رسول اللّه ؟ قال : وأنتِ على خير . (ذخائر العقبى : ۲۱ فضل أهل البيت عليهم السلام) . والظاهر أن هذا الفعل تكرّر منه صلى الله عليه و آله كما قلنا آنفا . وتارةً رابعة روي عنها أيضا أنها قالت : جاءت فاطمة أباها صلى الله عليه و آله غدية ببرمة ، وقد صنعت له فيها عصيدة تحملها في طبق لها ووضعتها بين يديه صلى الله عليه و آله فقال لها : أين ابن عمّك ؟ قالت : هو في البيت . قال : اذهبي فادعيه وائتيني بأبنيك ، فجاءت تقود ابنيها كلّ واحد منهما بيد وعليّ يمشى في إثرهما حتّى دخلوا على رسول اللّه فأجلسهما في حجره ، وجلس عليّ على يمينه ، وفاطمة على يساره . قالت اُمّ سلمة : واجتذب من تحتي كساءً خيبريا فلفّهم رسول اللّه صلى الله عليه و آله جميعا ، وأخذ بطرفَي الكساء ، وأومأ بيده اليمنى إلى ربه وقال : اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي اذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ـ قالها ثلاث مرّات ـ . قلت : يا رسول اللّه ألست منهم ؟ قال لي : ادخلي في الكساء ، فدخلت في الكساء بعد ما قضى دعاءه لابن عمّه وابنته وابنيه . (المصدر السابق) . وتارةً خامسة عن اُمّ سلمة أيضا قالت : كان النبيّ صلى الله عليه و آله عندنا منكسا رأسه فعملت له فاطمة حريرة ، فجاءت ومعها حسن وحسين ، فقال لها : ائتيني زوجك ، إذهبى فادعيه ، فجاءت به فأكلوها فأخذ صلى الله عليه و آله كساءً فأداره عليهم و أمسك طرفه بيده اليسرى ، ثمّ رفع يده اليمنى إلى السماء وقال : اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي وحامتي وخاصّتي اللّهمّ أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا . ثمّ قال : أنا حربٌ لمن حاربهم ، وسلمٌ لمن سالمهم ، وعدٌّو لمن عاداهم . (المصدر السابق) . وتارةً سادسة عن اُمّ سلمة قالت : في بيتي نزلت «انما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس . . . » فأرسل النبيّ صلى الله عليه و آله إلى عليّ وفاطمة والحسن والحسين ، فجاؤوه ، فألقى عليهم كساءً ، فقال : اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي ، أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ، فقلت : يا رسول اللّه أما أنا من أهل البيت ؟ قال : بلى إن شاء اللّه . (انظر المصدر السابق) . وروي الحديث أيضا عن ابن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه وعن واثلة بن الأسقع أيضا . وروي الحديث عن عائشة وعن عمر بن أبي سلمة ربيب رسول اللّه صلى الله عليه و آله . (انظر المصدر السابق، وكذلك الترمذي : ۵ / ۳۲۸ / ۳۸۷۵ قد سبق أن أشرنا إليه ، وكذلك روى الترمذي عن أنس وأبي الحمراء في نفس الباب . وروى هذا الحديث أيضا الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل : ۲ / ۳۰ / ۶۴۹ عن الحسن بن عليّ عليه السلام ، المناقب لابن المغازلي : ۳۰۲ / ۳۴۶ و ح ۴۳۲ ، تاريخ دمشق لابن عساكر : ۱ / ۳۰۴ . ورواه أيضا سعد بن أبي وقّاص الزهري كما ذكره الحاكم في كتابه معرفه الصحابة من المستدرك : ۳ / ۱۴۷ ، سنن البيهقي : ۷ / ۶۳ ، تفسير الطبري : ۲۲ / ۸ ح ۱۵ . ورواه الحافظ الكنجي مسندا في كفاية الطالب : ۱۴۴ . ورواه الحاكم وحكم بصحته على شرط الشيخين وأقرّه الذهبي في المستدرك : ۳ / ۱۵۹ ، والحديث رواه محمّد بن محمّد بن زيد العلوي في المجلس ۱۳ من كتاب عيون الأخبار الورق : ۴۱ ، ورواه صاحب مجمع الزوائد : ۹ / ۱۶۹ . ورواه الطبراني ح ۱۳۴ تحت الرقم ۲۶۶۲ من المعجم الكبير : ۱ / الورق ۱۲۵ .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1
    المساعدون :
    الغریری، سامی
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1379 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 74769
الصفحه من 674
طباعه  ارسل الي