499
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1

وراء ظهورهما، وأحييا ما أمات القرآن ، واتّبع كلّ واحدٍ منهما هواه من غير هدى من اللّه ، فحكما بغير حجّةٍ بيّنة ولا سُنةٍ ماضية ۱ ، واختلفا في حكمهما وكلاهما لم يُرشدا ، استعدوا وتأهّبوا للمسير إلى الشام وأصبحوا في معسكركم [إن شاءاللّه ] يوم الاثنين ۲ .
ثمّ نزل وكتب إلى الخوارج بالنهروان : بسم اللّه الرحمن الرحيم ، من عبداللّه [عليّ] أمير المؤمنين إلى زيد بن حصن ۳ ، وعبداللّه بن وهب ۴ ، وعبداللّه بن
الكوّاء ۵ ، ومن معهم من الناس . أما بعد ، فإنّ هذين الرجلين الّذين ارتضينا حكمهما ۶ قد خالفا كتاب اللّه واتبعا هواهما بغير هدىً من اللّه فلم ۷ يعملا بالسنّة ولم ينفِّذا للقرآن حُكما ، فإذا وصلكم كتابي هذا فأقبلوا إلينا فإنّا سائرون إلى عدوِّنا

1.في (أ) : مضيئة .

2.انظر تاريخ الطبري : ۴ / ۵۷ مع اختلاف يسير في اللفظ ، وانظر شرح النهج لابن أبي الحديد : ۲ / ۲۵۹ تحقيق محمّد أبو الفضل ولكنه بدل أن يذكر «يوم الاثنين» ذكر «يوم كذا» . وانظر مروج الذهب : ۲ / ۴۱۲ وشرح النهج للفيض : ۱۰۷ وفيها «أحق هوازن» و «أمرتُكم» بدل «أمرتهم» و «مُنعرج» بدل «بمنعرج» وأخو هوازن صاحب الشعر هو دُرَيْد بن الصِّمة والأبيات مذكورة في ديوان الحماسة بشرح المرزوقي : ۲ / ۸۱۳ . وانظر أيضا شرح التبريزي للحماسة : ۲ / ۳۰۴ وفيه «أمَرْتُهُم» . وانظر الفتوح لابن أعثم : ۲ / ۲۱۳ .

3.تقدّمت ترجمته وقلنا بأنّ اسمه تارة يرد باسم «يزيد بن حصن أو حصين» واُخرى باسم «زيد بن حصن أو حصين» وثالثة باسم «يزيد بن الحصين» كما جاء أيضا في الفتوح لابن أعثم : ۲ / ۲۶۱ هامش رقم ۱ ، والأخبار الطوال : ۲۰۶ ، وتاريخ الطبري : ۴ / ۵۷ .

4.عبداللّه بن وهب الراسبي كما جاء في الأخبار الطوال: ۲۰۶ ، والفتوح: ۲ / ۲۶۱ و ۲۷۴ ، وتاريخ الطبري: ۴ / ۵۷ لم يذكر (الراسبي) ولكن ابن المطهّر الحلي في كشف اليقين: ۱۶۳ ذكره بالراسبي ، وشرح النهج لابن أبي الحديد : ۲ / ۳۰ .

5.تقدّمت ترجمته . وتاريخ الطبري :۴ / ۵۷ لم يذكره في هذا الكتاب من عليّ عليه السلام إلى الخوارج ولذا قال «ومن معهما» وانظر الأخبار الطوال : ۲۰۸ .

6.في (أ) : أرتضيا حكمين .

7.في (أ) : ولم .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1
498

فيه رجال قاتلوك وأباك على الإسلام ثمّ خشيت أن أقول ۱ كلمة يتفرّق بها جماعة ويسفك فيها دم ۲ فقلت : ما وعداللّه في الحساب أحبّ من ذلك ۳ فلمّا انصرفت إلى منزلي جاءني حبيب بن مسلمة فقال : ما منعك أن تتكلّم حين سمعت هذا الرجل يقول ؟ قلت : أردت ذلك [ثمّ ]خشيت أن أقول ۴ كلمة يتفرّق بها جماعة ويسفك بها دماء ، فقال حبيب : فقد وفقت وعصمت ۵ .
وخرج شريح بن هانى مع ابن عباس (رض) إلى عليّ عليه السلام وأخبراه الخبر ۶ فقام في الكوفة فخطبهم فقال : الحمد للّه وإن أتى الدهر ۷ بالخطب الفادح والحدث ۸ الجليل ، وأشهد أن لا إله إلاّ اللّه [وحده لا شريك له ]وأنّ محمّدا رسول اللّه . أمّا
بعد ، فإنّ المعصية تورث الحسرة وتُعقب الندامة ۹ وقد كنتُ أمرتكم في هذين الرجلين وفي هذه الحكومة أمري فأبيتم ونحلتكم ۱۰ رأيي فما ألويتم ، فكنتُ أنا وأنتم كما قال أخو هوازن :

أَمَرْتُهُم أمري بمنعرِجِ اللِّوَى فلم يستبينوا۱۱النصح۱۲إلاّ ضُحَى الغَدِ
أمّا بعد ، فإنّ هذين الرجلين اللذين اخترتموهما حَكمين قد نبذا حكم القرآن

1.تاريخ الطبري : ۴ / ۴۲ .

2.في (أ) : فخشيت أن تكون .

3.في (أ) : بها دماء.

4.تاريخ الطبري : ۴ / ۴۲ باختلاف يسير في اللفظ .

5.في (أ) : تكون .

6.انظر تاريخ الطبري : ۴ / ۵۲ لكن دون ذكر «واخبراه الخبر» .

7.في (أ) : اللّه .

8.في (أ) : الحدثان .

9.في (ج): الندم .

10.في (أ) : ونحلتم .

11.في (أ) : يستبين .

12.في (د) وتاريخ الطبري : الرشد .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1
    المساعدون :
    الغریری، سامی
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1379 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 75736
الصفحه من 674
طباعه  ارسل الي