503
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1

فبينما أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام معهم في الكلام إذ أتاه الخبر أنّ الخوارج خرجوا على الناس وأنهم قتلوا عبداللّه بن خبّاب ۱ صاحب رسول اللّه صلى الله عليه و آله

1.عبداللّه بن خَبّاب : هو الّذي قتله الخوارج فسال دمه ، كأنه شِرال نَعل ما آمذ قَرّ ـ أي سال دمه في النهر ولم يتفرّق في الماء ولا اختلط ـ . وذكر الطبري في تاريخه : ۴ / ۶۰ أنّ الخوارج دخلوا قرية فخرج عبداللّه بن خباب صاحب رسول اللّه صلى الله عليه و آله ذَعِرا يجرّ رداءه فقالوا : لم ترعَ ؟ فقال : واللّه لقد ذعرتموني ، قالوا : أأنت عبداللّه بن خباب صاحب رسول اللّه صلى الله عليه و آله ؟ قال : نعم ، قالوا : فهل سمعت من أبيك حديثا يحدِّث به عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أ نّه ذكر فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي ؟ قال : فإن أدركتم ذلك فكن يا عبداللّه المقتول . . . قال فقدّموه على ضفة النهر فضربوا عنقه فسال دمه كأنه شراك نعل وبقروا بطن اُم ولده عمّا في بطنها . . . . ولكن الطبري في نفس الصفحة ينقل عن حميد بن هلال أنه ـ عبداللّه ـ قال : عندما سألوه قال : حدّثني أبي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّ فتنة تكون يموت فيها قلب الرجل كما يموت فيها بدنه يمسي فيها مؤمنا ويصبح كافرا ويصبح فيها كافرا ويمسي فيها مؤمنا ، فقالوا : لهذا الحديث سألناك فما تقول في أبي بكر وعمر ؟ فأثنى عليهما خيرا . . . فأخذوه فكتّفوه ثمّ أقبلوا به وبامرأته وهي حُبلى متمٌّ حتّى نزلوا تحت نخل مواقر فسقطت منه رطبة فأخذها أحدهم فقذف بها في فمه فقال أحدهم : بغير حلّها وبغير ثمن ، فلفظها وألقاها من فمه ، ثمّ أخذ سيفه فأخذ يمينه فمرّ به خنزير لأهل الذمّة فضربه بسيفه ، فقالوا : هذا فساد في الأرض ، فاُتي صاحب الخنزير فأرضاه من خنزيره ، فلمّا رأى ذلك منهم ابن خباب قال : لئن كنتم صادقين فيما أرى فما عليَّ منكم بأس إنّي لمسلم ما أحدثت في الإسلام حدثا ولقد آمنتموني ، قلتم : لا روع عليك فجاؤوا به فأضجعوه فذبحوه وسال دمه في الماء . . . . وانظر حياة عبداللّه بن خباب في المعارف لابن قتيبة : ۳۱۷ ، وانظر قصة قتله رضى الله عنه في اُسد الغابة : ۳/۱۵۰ ، والإصابة : ۲ / ۲۹۴ ، وشرح النهج لابن أبي الحديد : ۲ / ۲۶۹ و۳۸۱ و ۳۸۲ تحقيق محمّد أبو الفضل نقلاً عن ابن ديزيل (إبراهيم بن الحسين بن عليّ بن مهران بن ديزيل الكمائي الهمداني) أحد كبار الحفّاظ ومتكلّميهم ، ذكره ابن حجر في لسان الميزان : ۱ / ۴۹ وقال : مات سنة (۲۸۱ ه) ، الكامل في التاريخ : ۳/۲۱۲ ، والفتوح لابن أعثم : ۲ / ۱۹۸ و ۲۵۳ و ۲۶۰ ، الطبري : ۶ / ۴۶ ط اُخرى ، الطبقات الكبرى لابن سعد : ۵ / ۱۸۲ ، شرح النهج لابن أبي الحديد : ۲ / ۲۸۲ ، الكامل للمبرّد : ۵۶۰ ، الإمامة والسياسة : ۱ / ۱۶۷ ، شرح النهج للعلاّمة الخوئي : ۴ / ۱۲۸ ، الكامل لابن الأثير : ۳/۳۴۱ .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1
502

وعديّ بن حاتم، وزياد بن خصفة ۱ ، وحجر بن عديّ،وأشراف الناس والقبائل في أربعين ألفا من المقاتلة الرجّالة وستة عشر ألفا من أبناء الموالي والعبيد ۲ . وكتب إلى سعد بن مسعود [الثقفي ]بالمدائن يأمره بإرسال مَن معه من المقاتلة ۳ .
وبلغ عليا عليه السلام أنّ الناس يقولون : لو سار بنا إلى قتال هؤلاء الحرورية فبدأنا بهم
فإذا فرغنا ۴ وجّهنا إلى قتال المحِلّين ۵ . فقال لهم عليّ عليه السلام : بلغني أنكم قلتم كيت وكيت وأنّ غير هؤلاء الخارجين أهمّ إلينا فدعوا ذكرهم وسيروا بنا إلى معاوية وأهل الشام ۶ أن لا يكونوا جبّارين في الأرض ولا يتّخذوا عباد اللّه خولاً ۷ . فتنادى ۸ الناس : يا أمير المؤمنين ، نحن حزبك وأنصارك ۹ وأتباعك نعادي مَن عاداك ونوالي من والاك ونتابع من أناب إلى طاعتك ، مَن كانوا وأين كانوا سر بنا حيث شئت ۱۰ .

1.في (أ) : حفصة .

2.مرّت تراجم هؤلاء ، وانظر تاريخ الطبري : ۴ / ۵۹ لكن بإضافة : وسبعة عشر ألفا من الأبناء ممّن أدرك وثمانية آلاف من مواليهم وعبيدهم . . . وانظر الإمامة والسياسة أيضا : ۱ / ۱۶۶ .

3.انظر تاريخ الطبري : ۴ / ۵۹ ، وانظر فِرق الشيعة للنوبختي : ۲۴ ، والصحيح هو سعيد بن مسعود الثقفي من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام .

4.في (أ) : فإذا فرغنا منهم .

5.انظر تاريخ الطبري : ۴ / ۵۹ ، الكامل لابن الأثير : ۳ / ۳۴۳ . وفي (أ) : المخلّين .

6.وفي (ج) زاد لفظ : نقاتلهم .

7.المصدر السابق مع زيادة في اللفظ .

8.في (أ) : فناداه .

9.في (ج) زاد لفظ : وشيعتك .

10.ذكر الطبري في تاريخه : ۴ / ۵۹ أنّ القائل هو صيفي بن فسيل الشيباني بإضافة : ونشايع من أناب إلى طاعتك فسر بنا إلى عدوّك من كانوا وأينما كانوا فإنّك إن شاء اللّه لن تؤتي من قلّة عدد ولا ضعف نية أتباع . . . ولصيفي هذا قصة طريفة ـ تدلّ على قوّة إيمانه وحبّه للولاية ـ مع زياد بن أبيه ذكرها الطبري في تاريخه : ۶/۱۴۹ ، وابن الأثير : ۳ / ۲۰۴ ، والأغاني : ۱۶ / ۷ ، وابن عساكر : ۶ / ۴۵۹ وفيها بتصرّف . أمر زياد فجيء به ـ يعني صيفي ـ إليه فقال له : يا عدوّ اللّه ، ما تقول في أبي تراب ؟ قال : ما أعرف أبا تراب ، فقال : ما اعرَفك به ، قال : ما أعرفه ، قال : أما تعرف عليّ بن أبي طالب ؟ قال : بلى ، قال : فذاك . وبعد محاورة بينهما قال : عليَّ بالعصا ، فقال : ماقولك في عليّ ؟ قال : أحسن قول أنا قائله في عبد من عبيداللّه أقوله في أمير المؤمنين ، قال : اضربوا عاتقه بالعصا حتّى يلصق بالأرض ، فضرب حتّى اُلصق بالأرض ، ثمّ قال : اقلعوا عنه ، فتركوه ، فقال له : إيه ! ما قولك في عليّ ؟ قال : واللّه لو شرطتني بالمواسي والمُدي ما قلت إلاّ ما سمعت منّي ، قال : لتلعنّنه أو لأضربنَّ عنقك ، قال : إذا واللّه تضربها قبل ذلك ، فاُسعد وتشقى ، قال : ادفعوا في رقبته ثمّ قال : أو قرّوه حديدا واطرحوه في السجن ، ثمّ قتل مع حجر ، رحمهما اللّه تعالى . وذكر الطبري أيضا في : ۴ / ۵۹ مايلي : وقام إليه محرز بن شهاب التميمي من بني سعد فقال : يا أمير المؤمنين شيعتك كقلب رجل واحد في الإجماع على نصرتك والجدّ في جهاد عدوّك فأبشر بالنصر وسر بنا إلى أيّ الفريقين أحببت ، فإنا شيعتك الّذين نرجو في طاعتك وجهاد من خالفك صالح الثواب ونخاف في خذلانك والتخلّف منك شدة الوبال .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1
    المساعدون :
    الغریری، سامی
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1379 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 75672
الصفحه من 674
طباعه  ارسل الي