615
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1

الكوفة فيها عرس ، فخرج منها نسوة فرأى فيهنّ امرأة جميلة فائقة في حسنها يقال لها قَطام بنت الأصبغ التميمي ۱ ] فنظر اليها [لعنها اللّه فهواها ووقعت في قلبه
محبّتها ، فقال لها : يا جارية ، أيم أنتِ أم ذات بعل ؟ فقالت : بل أيم . فقال لها : هل لك في زوج لا تذمّ خلايقه ؟ فقالت : نعم ، ولكن لي أولياء اُشاورهم .
فتبعها فدخلت دارا ثمّ خرجت إليه فقالت : يا هذا ، إنّ أوليائي أبوا أن يزوّجوني إلاّ على ثلاثة آلاف درهم وعبدٍ وقينةٍ ، قال : لكِ ذلك ، قالت : وشريطة اُخرى ! قال : وما هي ؟ قالت : قَتلُ عليّ بن أبي طالب فإنّه قتل أبي وأخي ۲ يوم النهروان ، قال : ويحك ! ومن يقدر على قتل عليّ وهو فارس الفرسان وواحد الشجعان ؟ ! فقالت : لا تكثر ، فذلك أحبّ إلينا من المال ، إن كنتَ تفعل ذلك وتقدر عليه وإلاّ فاذهب إلى سبيلك ؟ فقال لها : أمّا قتل عليّ بن أبي طالب فلا ، ولكن إن رضيتي ضربتُه بسيفى

1.وذكر الشيخ المفيد في الإرشاد : ۱ / ۱۸ قطام بنت الأخضر التيمية ، وذكر الطبري في تاريخه : ۴ / ۱۱۰ قطام ابنة الشجنة كما في بعض نُسخ الكتاب ، وكان أمير المؤمنين عليه السلام قتل أباها وأخاها بالنهران ، وانظر الطبقات : ۳ ق۱ / ۲۳ ، و : ۶ / ۸۳ ط اُخرى ، وقد قتل أباها وأخاها يوم النهر ، وذكر صاحب أنساب الأشراف : ۱ / ۴۸۷ قطام بنت علقمة لكن المحقّق العلاّمة المحمودي ذكر في الهامش رقم ۱ : وفي النسخة هنا : «حطام» ، ويظهر أنّ البلاذري ذكرها باسم «حطام» وليس «قطام» ويظهر أيضا منه قول البلاذري في المتن أنّه ـ أي عبدالرحمن بن ملجم ـ تزوج قطام وأقام عندها ثلاث ليال ، فقالت له في الليلة الثالثة : لشدّ ما أحببت لزوم أهلك وبيتك وأضربت عن الأمر الّذي قدمت له ! فقال : إنّ لي وقتا واعدت عليه أصحابي ولن اُجاوزه . . . وذكر البلاذري في : ۲ / ۴۹۱ قطام بنت شبحنة ، لكنه يذكر بعد : كان عليّ قتل أباها شجنة بن عدي ، وأخاها الأخضر بن شبحنة ، والظاهر انّه خطأ إمّا من النسّاخ أو خطأ مطبعي . وفي الكامل للمبرّد : ۳ / ۱۱۱۶ قطام بنت علقمة ، وفي شرح النهج لابن أبي الحديد : ۲ / ۱۷۰ قطام بنت سخينة بن عوف بن تيم اللات ، وفي الفتوح لابن أعثم : ۴ / ۱۳۴ قطام بنت الأضبع التميمي ، أمّا في الأخبار الطوال : ۲۱۴ قال : خطب إلى قطام ابنتها الرباب . والخلاصة : أنه اختلف في اسمها بين المؤرّخين كما يلي : قطام بنت الأصبغ التميمي ، قطام بنت الأخضر التيمية ، قطام ابنة الشجنة ، قطام بنت علقمة ، حطام ، قطام بنت شبحنة ، قطام بنت سخينة بن عوف بن تيم اللات ، قطام بنت الأصبغ التميمي .

2.انظر المصادر السابقة ومروج الذهب : ۲ / ۴۵۷ .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1
614

وما نالهم من القتل وما هم عليه ، فعابوا ذاك على ولاتهم ، ثمّ إنّهم ذكروا أهل النهروان فترحّموا ۱ عليهم وقالوا : ما نصنع بالبقاء ۲ بعدهم ، اُولئك كانوا دعاة الناس لعبادة ۳ ربهم لا يخافون في اللّه لومة لائم ، فلو شرينا أنفسنا قاتلنا أئمة الضلالة ۴ فالتمسنا قتلهم فأرحنا منهم البلاد والعباد وثأرنا بهم إخواننا في اللّه .
فقال ابن ملجم لعنة اللّه عليه : أنا أكفيكم [أمر] عليّ بن أبي طالب ، وقال البُرَك : أنا أكفيكم [أمر ]معاوية ، وقال عمرو بن بكر : أنا أكفيكم عمرو بن العاص . فتعاهدوا [وتعاقدوا] وتواثقوا باللّه على ذلك أن لا ينكص ۵ واحد منهم عن صاحبه الّذي تكفّل به ۶ حتّى يقتله أو يموت دونه ، فأخذوا أسيافهم ۷ فشحذوها ثمّ أسقوها السمّ ، وتوجّه كلّ واحدٍ منهم إلى جهة صاحبه الّذي تكفّل به ، وتواعدوا على أن يكون وثوبهم عليهم في ليلة واحدة ، وتوافقوا على أن تكون هذه الليلة [هي الليلة ] الّتي يسفر صاحبها عن ليلة تسع عشرة ۸ من شهر رمضان المعظّم ، وقيل : هي الليلة الحادية والعشرون منه .
فأمّا ابن ملجم لعنه اللّه فإنّه لمّا أتى الكوفة لقي بها جماعة من أصحابه فكتمهم ۹ أمره مخافة ۱۰ ان يظهروا ۱۱ عليه شيء من ذلك ، فمرّ في بعض الأيّام بدارٍ من دور

1.في (أ) : تراحموا ، وفي (د) : وتراحموا .

2.في (أ) : بالحياة .

3.في (أ) : إلى .

4.في (أ) : الضلال .

5.في (أ) : ينكل.

6.في (ب) : توجّه اليه .

7.في (أ) : سيوفهم .

8.في (أ) : يوم السابع عشر ، وما أثبتناه هو الشائع في أخبار أهل البيت عليهم السلام .

9.في (أ) : فكاتمهم .

10.في (أ) : كراهة .

11.في (أ) : يظهر .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1
    المساعدون :
    الغریری، سامی
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1379 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 74809
الصفحه من 674
طباعه  ارسل الي