621
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1

اللّه باعث مَن في القبور وسائل الناس عن أعمالهم ، عالمٌ بما في الصدور .
ثمّ قال : إنّى اُوصيكَ يا حَسَنُ ۱ وكفى بك وصيّا بما أوصاني به رسول اللّه صلى الله عليه و آله فإذا

1.وفي المصادر السابقة أيضا : وجميع ولدي وأهلي (وأهل بيتي ومن بلغه كتابي هذا) بتقوى اللّه وبكم ولاتموتن إلاّ وأنتم مسلمون ، واعتصموا بحبل اللّه جميعا ولاتَفرّقوا ، فإنّى سمعتُ رسول اللّه يقول : إصلاحُ ذاتِ البين أفضل من عامّة الصلاة والصيام وإنّ المبيدة الحالقة للدين فساد ذات البين ، ولا حول ولا قوة إلاّ باللّه العليّ العظيم ، انظروا إلى ذوي أرحامكم فصلوهم يهوّن اللّه عليكم الحساب . اللّه اللّه في الأيتام فلا تغُبُّوا أفواههم بجفوتكم . وأضاف في البحار : ۴۲ / ۲۴۸ : فلا تغيّروا أفواههم ، ولا يضيعوا بحضرتكم ، فقد سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول : من عال يتيما حتّى يستغني أوجب اللّه عزّوجلّ بذلك الجنّة كما أوجب اللّه الآكل مال اليتيم النار ، انتهى . واللّه اللّه في جيرانكم ، فإنّها وصية رسول اللّه صلى الله عليه و آله فما زال يوصينا بهم حتّى ظننّا أ نّه سيورثهم . واللّه اللّه في القرآن فلا يسبقنكم إلى العمل به غيركم . اللّه اللّه في الصلاة فإنّها عماد عمود دينكم . اللّه اللّه في بيت ربكم فلا يَخلُونَّ منكم ما بقيتم ، فإنّه إن ترك لم تناظروا ، وإنّه إن خلا منكم لم تنظروا . اللّه اللّه في صيام شهر رمضان ، فإنّه جُنّة من النار . واللّه اللّه في الجهاد في سبيل اللّه بأموالكم وأنفسكم . اللّه اللّه في زكاة أموالكم ، فإنّها تطفى غضب ربكم . اللّه اللّه في اُمّة نبيّكم ، فلا يظلمّن بين أظهركم . اللّه اللّه في أصحاب (اُمّة) نبيّكم ، فإنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله أوصى بهم . اللّه اللّه في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معائشكم . اللّه اللّه في ما ملكت أيمانكم ، فانّها كانت آخر وصيّة رسول اللّه عليه السلام إذ قال : «اُوصيكم بالضعيفين فيما ملكت أيمانكم» ثمّ قال : الصلاة الصلاة ، لاتخافوا في اللّه لومة لائم ، فإنّه يكفيكم من بغى عليكم وأرادكم بسوء ، قولوا للناس حُسنا كما أمركم اللّه ، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولّي الأمر عنكم ، وتدعون فلا يُستجاب لكم ، عليكم بالتواضع والتباذل والتبارّ ، وإيّاكم والتقاطع والتفرّق والتدابر «وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الاْءِثْمِ وَالْعُدْوَ نِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ » المائدة : ۲ . وانظر المعمّرون والوصايا للسجستاني : ۱۴۹ ، التاريخ للطبري : ۶ / ۸۵ و۶۱ ، الأمالي للزجّاجي : ۱۱۲ ، الكافي : ۷ / ۵۱ ، مروج الذهب : ۲ / ۴۲۵ ، تحف العقول : ۱۹۷ ، من لا يحضره الفقيه : ۴ / ۱۴۱ ، مناقب الخوارزمي : ۲۷۸ ، كشف الغمّة : ۲ / ۵۸ ، ذخائر العقبى : ۱۱۶ ، روضة الواعظين للفتال النيسابوري : ۱۳۶ ، المعارف : ۲ / ۱۷۸ .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1
620

ثمّ التفت ۱ إلى محمّد بن الحنفية فقال : ]هل [حفظت ما أوصيت به أخويك ؟ قال : نعم ، فقال ]ف [إنّي اُوصيك بمثله ، واُوصيك بتوقير أخويك لعظيم ۲ حقّهما عليك ولا تؤثر ۳ أمرا دونهما . ثمّ قال : اُوصيكما به فإنّه ]شقيقكما] ۴ ابن أبيكما ، وقد علمتما أنّ أباكما كان يحبّه ۵ .
وفي رواية ۶ عن الحسن بن عليّ عليه السلام : لمّا حضرت أبي الوفاة أقبل يوصي فقال : هذا ما أوصى به [أميرالمؤمنين ]عليُّ بن أبي طالبٍ أخو محمّد رسول اللّه وابن عمّه وصاحبه وخليفته ، أوصى بأنه يشهد ۷ أن لا إله إلاّ اللّه [وحده لا شريك له] وأنّ محمّدا [عبده ورسوله] ۸ رسول اللّه وخيرته ، اختاره بعلمه وارتضاه لخيرته ۹ ، وأنّ

1.في (أ) : نظر .

2.في (أ) : لعظم ، وفي (د) : العظيم .

3.في (ج) : توثق .

4.في (ج) : أخوكما .

5.انظر الفتوح لابن أعثم : ۲ / ۲۸۱ مع اختلاف يسير في اللفظ . وانظر بحار الأنوار : ۴۲ / ۲۴۵ ، كشف الغمّة : ۲ / ۱۲۹ .

6.ذكر هذه الرواية أهل السير والتاريخ وأرباب المناقب والمقاتل مع اختلاف يسير في بعض ألفاظها كالاصفهاني في مقاتل الطالبيين والطبري في تاريخه والكليني في الكافي والمجلسي في البحار وابن شعبة الحرّاني في تحف العقول ونهج البلاغة في كلّ شروحه تحت رقم الكتاب ۴۷ وابن أعثم في الفتوح والشيخ المفيد في الإرشاد وغيرهم كثير ، ونحن نذكر عين ما روى ابن الصبّاغ المالكي في كتابه هذا الّذي نحن بصدد تحقيقه مع الأخذ بعين الإعتبار المخطوطات والنسخ التى بأيدينا والمصادر أيضا .

7.في (أ) : أول وصيّتي أني أشهد .

8.وأضاف صاحب مقاتل الطالبيين : ۵۱ بما يلي : أرسله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، صلوات اللّه وبركاته عليه «إن صلاتى ونسكى ومحَياي ومماتي للّه ربِّ العالمين لا شريك له وبذلك أمرتُ وأنا أولُ المسلمين» الأنعام : ۱۶۲ و۱۶۳ . وقريب من هذا في البحار : ۴۲ / ۲۴۸ ، وتحف العقول عن آل الرسول : ۱۹۷ و۱۹۸ ، وتاريخ الطبري : ۴ / ۱۱۳ ، والحاكم في المستدرك : ۳ / ۱۴۳ ، وتاريخ ابن كثير : ۷ / ۳۲۸ ، والكامل لابن الأثير : ۳ / ۱۶۸ ، والغدير : ۱ / ۳۲۵ وذِكره الأبيات الشعرية ورَدّه لابن حزم الظاهري .

9.في (أ) : لخلقه .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1
    المساعدون :
    الغریری، سامی
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1379 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 74707
الصفحه من 674
طباعه  ارسل الي