625
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1

ودُفن في جوف الليل بالغري ۱ موضع معروف [يزار] إلى الآن وقيل: بالنجف ، وفيه يقول بعض الشعراء ۲ :

تسح۳سحايب الرضوان سحا كجود يديه ينسجم انسجاما
ولازالت رواة المزن تهدي إلى النجف التحية والسلاما
وقيل: دُفن [بين منزلة] والجامع الأعظم ۴ ، وقيل: في القصر ۵ ، وقيل : غير ذلك ۶ ، ولمّا فرغوا من دفنه عليه السلام جلس الحسن عليه السلام وأمر أن يؤتى بابن ملجم لعنه اللّه فجيء به، فلمّا وقف بين يديه قال: يا عدوّ اللّه قتلت أمير المؤمنين وأعظمت الفساد في الدين ۷ ،

1.وهذا ممّا أجمعت عليه أئمة أهل البيت عليهم السلامورواه عنهم شيعتهم خلفا عن سلف ، وهو عندهم من الضروريات الثابتة بالتواتر مثل كون بيت اللّه الحرام بمكّة ، وقبر النبي صلى الله عليه و آله في بيته بمسجد المدينة المنوّرة . أمّا ما قيل بأنّه عليه السلام دفن في مسجد الجماعة في الرحبه ممّا يلي أبواب كندة بالكوفة أو ممّا قيل انّه دفن بالكناسة ، أو ممّا قيل بالسدّة وغمّي قبره مخافة أن ينبشه الخوارج فلم يعرف ذلك من الأئمة عليهم السلاموذلك أنّ الخوارج في ذلك الوقت كانوا مطرودين منكوبين وقد أخبر عليه السلام بذلك قبل استشهاده بل ربما الخوف كان من معاوية وأشياعه لانّهم لو علموا بموضع قبره لحفروه وأخرجوه وأحرقوه كما فعلوا بزيد بن عليّ بن الحسين عليه السلام كما ذكر ذلك العلاّمة المجلسي في البحار : ۴۲ / ۲۲۰ ح ۲۶ ، و ۲۹۰ ، وانظر دفنه عليه السلام في إعلام الورى : ۲۰۲ ، فرحة الغري : ۵۱ و۳۹ ، مقاتل الطالبيين : ۴۲ ، كامل الزيارات : ۳۳ ، كفاية الطالب : ۴۷۱ ، الفتوح لابن أعثم : ۲ / ۲۸۳ ، وقال في الهامش رقم ۲ : والغري نصب كان يذبح عليه العتائر والغريان طربالان ، بناءان كالصومعتين بظاهر الكوفة قرب قبر عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، وانظر معجم البلدان : ۶ / ۲۸۲ وذكر في الهامش رقم ۳ من الفتوح : ۲ / ۲۸۳ : وقيل إنّ عليّا عليه السلام أوصى أن يخفى قبره لعلمه أنّ الأمر يصير إلى بني اُمية فلم يأمن من أن يمثّلوا بقبره ، وقد اختلف في قبره ، فقيل في زاوية الجامع بالكوفة ، وقيل بالرحبة من الكوفة ، وقيل بقصر الإماره منها ، وقيل بنجف الحيرة في المشهد الّذي يزار به اليوم .

2.انظر المصادر السابقة .

3.في (ب) : سقيته .

4.انظر البحار : ۴۲ / ۲۸۲ ـ ۲۸۵ ولكنه نسب بعض هذه الألفاظ إلى الناس وهم ينهشون لحمه بأسنانهم ويقولون له: يا عدوّ اللّه ، ما فعلتَ؟ أهلكتَ اُمّة محمّد، وقتلتَ خير الناس! ثمّ أورد قول الإمام الحسن عليه السلام : يا ويلك يا لعين ، يا عدوّ اللّه ، أنتَ قاتل أمير المؤمنين ، ومثكلنا إمام المسلمين ؟ هذا جزاؤه منك حيث آواك وقرّبك وأدناك وآثرك على غيرك ؟ وهل كان بئس الإمام لك حتّى جازيته بهذا الجزاء يا شقي ؟ ـ إلى أن قال له الملعون : ـ يا أبا محمّد أفأنت تنقذ من في النّار ؟ وإلى أن قال الإمام الحسن عليه السلام إلى حذيقه الّذي جاء باللعين : كيف ظفرت بعدوّ اللّه وأين لقيته ؟ وانظر الواقعة في الإرشاد للشيخ المفيد : ۱ / ۳۲ .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1
624

لا تغال في كفني فإنّي سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول : لا تغالوا في الأكفان فامشوا بي بين المشيتين ، فإن كان خيرا عجلتموني إليه ، وان كان شرّا ألقيتموه عن أكتافكم .
يا بني عبدالمطّلب لا ألفينّكم تريقون ۱ دماء المسلمين بعدي ، تقولون : قتلتم أميرالمؤمنين ، ألا لايقتلنّ بي إلاّ قاتلي ۲ . ثمّ لم ينطق إلاّ بلا إله إلاّ اللّه حتّى قبض عليه السلام وذلك في شهر رمضان سنة أربعين ۳ .
وغسّله الحسن والحسين وعبداللّه بن جعفر ومحمّد بن الحنفية يصبّ الماء ، وكُفّن في ثلاثة ۴ أثواب ليس فيها قميص ، وصلّى عليه ابنه الحسن عليه السلام وكبّر عليه سبع تكبيرات ۵ ،

1.في (ب) : تخوضون .

2.انظر نهج البلاغة تنظيم صبحي الصالح : ۴۲۱ الكتاب ۴۷ ، ينابيع المودّة : ۳ / ۴۴۴ ـ ۴۴۵ ، بحار الأنوار : ۴۲ / ۲۴۶ و۲۵۰ .

3.انظر الكافي : ۷ / ۵۱ و۵۲ ، بحار الأنوار : ۴۲ / ۲۵۰ ، ينابيع المودّة : ۳ / ۱۴۵ ط اُسوة .

4.وردت عبارات وألفاظ عديدة بهذا الخصوص ، فمنهم من قال كفّن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص كما ورد في أنساب الأشراف للبلاذري : ۲ / ۴۹۶ وكذلك الماتن ، ومنهم من قال خمسة أثواب كما في البحار : ۴۲ / ۲۹۴ و۲۴۴ ، وكذلك في نسخة (ج) ، وفي تاريخ الطبري : ۴ / ۱۱۴ : كفّن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص ، وفي العدد للواقدي مخطوط ورقة ۹۶ : كفن في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولاعمامة . . . ، وانظر كشف الغمّة : ۱۳۱ .

5.اتفق المؤرّخون وأهل السِير والتاريخ والحديث أنّ الّذي صلّى عليه هو ابنه الإمام الحسن عليه السلام ولكنهم اختلفوا في عدد التكبيرات ، فالماتن وجماعة كالبحار في : ۴۲ / ۴۹۵ قالوا : كبّر سبعا كما أمره به أبوه عليه السلام وقال بعضهم كأنساب الأشراف : ۲ / ۴۹۶ و۴۹۷ : وكبر عليه أربعا . . . ولكن هذه التكبيرات الأربع ضعيفة ومعارضة بما هو أقوى منها ، ممّا رواه علماء الشيعة وجماعة من أهل السنّة من أنّ أصل صلاة الميّت ذات خمس تكبيرات وأنّ أوّل من جمع النّاس على أربع هو الخليفة الثاني عمر بن الخطّاب كما رواه العسكري في كتاب الأوائل : ۸۳ ورواه عنه في الطرائف : ۱۷۵ وتاريخ دمشق لابن عساكر : ح ۱۴۰۷ من ترجمة الإمام عليّ عليه السلام . وقد رواه أحمد بن حنبل في مسند زيد بن أرقم من مسنده : ۴ / ۳۶۷ و۳۷۰ و۳۷۲ ، ورواه أيضا في عنوان «الصبر على الحمّى» من منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد : ۱ / ۲۲۱ ، ورواه أيضا المحاملي في : ۳ من أماليه الورق (۲۸) ، وتاريخ بغداد : ۱۱ / ۱۴۳ ، وفي تاريخ الطبري : ۴ / ۱۱۴ : وكبّر عليه الحسن تسع تكبيرات .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1
    المساعدون :
    الغریری، سامی
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1379 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 74663
الصفحه من 674
طباعه  ارسل الي