85
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1

حكى الشيخ الإمام العلاّمة المحدّث بالحرم الشريف جمال الدين محمّد بن يوسف الزرندي ۱ في كتابه المسمّى ب «درر السمطين في فضائل المصطفى والمرتضى والسبطين» ۲ أنّ الإمام العلاّمة المعظّم ، والحبر الفهّامة المكرّم ، أحد
الأئمّة الأعلام المتتبّعين ، المقتدى بهم في اُمور الدين ، محمّد بن إدريس الشافعي ۳ ،

1.هو الإمام شمس الدين محمّد بن عزّ الدين أبي المظفّر يوسف بن الحسن بن محمّد بن محمود بن الحسن الأنصاري الحنفي الزرندي . وما ورد في نسخة ب الراوندي فهو تصحيف أو خطأ من النسّاخ . ولد بالمدينة المنورة سنة (۶۹۳ ه) ، ثمّ انتقل إلى شيراز بدعوة السلطان أبي إسحاق ابن الملك الشهيد شرف الدين محمود شاه الأنصاري ، وتصدّى لمنصب في شيراز ، ومات فيها عام (۷۵۰ ه) ودُفن فيها . (انظر الدرر الكامنة : ۴ / ۱۹۵ ، شذرات الذهب : ۶ / ۲۸۱ ، العبقات : ۸ / ۱۶۹ ، كشف الظنون : ۱/۴۸۸) .

2.عنوان كتابه «نظم درر السمطين في فضائل المصطفى والمرتضى والبتول والسبطين» كما صرّح به المؤلّف نفسه : ۱۱ . وقيل : دور السمطين في فضائل المصطفى والمرتضى والبتول (راجع كشف الظنون : ۱ / ۴۸۸ ، منتخب المختار للسلامي : ۲۱۰) .

3.هو إمام المذهب الشافعي محمّد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطّلب ، ولد بغزّة عام (۱۵۰ ه) وتوفي بمصر عام (۲۰۴ ه) وقيل (۱۹۸ ه) ، تتلمذ على مالك في المدينة وبقي عنده حتّى وفاته ، ثمّ خرج إلى اليمن ليتولّى فيها بعض المناصب ، ثمّ انتقل إلى بغداد وهناك بدأ ينشر مذهبه ورأيه . هو أحد كبار مفكّري العالم وأحد الائمة الأربعة بين فقهاء المسلمين، نشأ في حجر اُمّه يتيما وحُمل إلى مكة وهو ابن سنتين ، وفيها نشأ وتلقى العلم . وحفظ موطّأ مالك ، ثمّ سافر إلى المدينة ، ثمّ رحل إلى العراق . وقال عنه أحمد بن حنبل : لولا الشافعي ما عرفنا فقه الحديث . وقد عاش الشافعي مع مالك تسع سنوات ، ولمّا مات مالك (۱۷۹ه) عاد الشافعي إلى مكّة ، ثمّ سافر إلى بحران ومنها إلى العراق ، وأخيرا انتهى به المطاف إلى مصر سنه (۱۹۹ ه) . وقد ترك مؤلّفات كثيرة منها الاُمّ في سبعة مجلّدات وفيه فقهه ، والمسند في الحديث ، وأحكام القرآن ، والرسالة في اُصول الفقه . وتوفي عام (۲۰۴ه ) عن أربع وخمسين سنة . (كتاب الشافعي للشيخ محمّد أبي زهرة بتصرّف) .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1
84

وسمّيته بـ «الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة» رضوان اللّه عليهم أجمعين ، أجبت في ذلك سؤال الأعزّة من الأصحاب والخلّص من الأحباب ۱ ، بعد أن جعلت ذلك لي عند اللّه ذخيرة ورجاء في التكفير ۲ لما أسلفته من جريرة واقترفته من صغيرةٍ أو كبيرة ، وذلك لما اشتمل عليه هذا الكتاب في ذكر مناقب أهل البيت الشهيرة ومآثرهم الأثيرة ، ولربَّ ذي بصيرةٍ قاصرة وعينٍ من إدراك الحقايق حاسرة يتأمّل ما ألّفته ويتعرّض ۳ ماجمعته ولخّصته ، فحمله ۴ طرفه المريض وقلبه المهيض إلى أن ينسبني في ذلك إلى الترفّض ۵ .

1.في (أ) : الأخيار .

2.في (أ) : التفكير .

3.وفي (ج) : يستعرض .

4.وفي (د) : فيحمله .

5.الاُمة الإسلامية اُمة واحدة وإن تعددت مذاهبها ، تجتمع حول عقيدة واحدة ، ولكن لا أدري لماذا هذا المزج بين الحق والباطل بمجرّد تقديم أو مدح أو إطراء لأهل البيت ينسب صاحب عقيدة التوحيد إلى الترفّض وهو اللغز الّذي يطلق على الشيعة المتمسكين بولاء أهل البيت عليهم السلاموحبّهم والانحياز لهم استنادا إلى أحاديث نبوية وردت عنه صلى الله عليه و آله وتحثّ على حبّ آل البيت والسير على هداهم ، ولم يكن يطلق هذا اللفظ إلاّ على طائفة من الصحابة كانت شديدة الاتصال بعلي عليه السلام كعمّار وسلمان و المقداد . أمّا انحراف مرضي في التفكير والتعقل يدخل في باب الهوس الديني فنحن لسنا بصدد مناقشته ولسنا مدافعين عن صاحب هذا الكتاب وغيره كالإمام الشافعي عند ما يُتهم بالترفض . ولكن نقول : تبّا لتلك العصبية الجاهلية فإنّها الداء الوبيل الّذي يجعل الكبار والفحول الأبطال أقزاما صغارا . ونتمثّل بقول السيّد العلاّمة الشهير والمصلح الكبير ـ الّذي هو أحد روّاد التقريب ـ الأمينيّ رحمه الله حينما يقول في ردّه على السبكي : لا تتّبع كُلّ من أبدى تعصّبه لرأيه نصرة منه لمذهبه بالرفض يرمى وليّ الطُهر حيدرةٌ وذاك يُعرِبُ عن أقصى تنصّبه كن دائما لدليل الحقّ متّبعا لا للذي قاله الآباء وانتبه إنّ السبابَ سلاح العاجزين وبالبر هان ـ إن كان ـ يبدو كلّ مشتبه والشتم لا يلحق المشتوم تبعته لكنّه عائدٌ في وجهِ صاحبه (أعيان الشيعة : ۵ / ۳۹۸) ومع شديد الأسف نرى كيف يطلق خصوم الشيعة لفظ «الرافضة» عليهم من أجل الاستهانه بهم وتحقيرهم ، وذلك كما قلنا بسبب ولائهم لأهل البيت واعتقادهم بإمامتهم ، ولكن السؤال الّذي يطرح نفسه هو : هل أنّ من يوالي عليا وأهل بيته ويتمسّك بهم يعتبر رافضيا ؟ فإذا كان كذلك فهو نِعم الاسم لأ نّهم بيت النبوّة ، ونحن كما قال الإمام جعفر بن محمّد عليه السلام إنّ سبعين رجلاً من عسكر فرعون رفضوا فرعون فآتوا موسى عليه السلام فلم يكن في قوم موسى أحد أشدّ اجتهادا وأشدّ حبّا لهارون منهم ، فسمَّاهم قوم موسى الرافضة ، فأوحى اللّه تعالى إلى موسى عليه السلام أن أثبت لهم هذا الاسم في التوراة فإني نحلتهم ، وذلك اسم قد نحلكموه اللّه (سفينة البحار : ۳ / ۳۸۴) . فنحن أيضا نتمسك بهارون محمدٍ صلى الله عليه و آله وهو عليّ عليه السلام كما قال له صلى الله عليه و آله : أنت منّي يمنزله هارون من موسى إلاّ أ نّه لا نبيّ بعدي . ومن أعجب العجائب أنّ طائفةً بل طوائف من المسلمين يعدّون أنفسهم من اُمّة محمدٍ صلى الله عليه و آله يرمون ويتّهمون ويشتمون ويسبّون طائفةً اُخرى أيضا من المسلمين بالضلال والكفر دون رويةٍ وتفكيرٍ ودون وازعٍ ديني أو ضميرٍ إنساني .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1
    المساعدون :
    الغریری، سامی
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1379 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 75222
الصفحه من 674
طباعه  ارسل الي