87
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1

فضل عليّ كرّم اللّه وجهه اُنكر عليه ذلك ، وقيل له: لم لا صنّفت في فضائل الشيخين ۱ ؟ فقال : دخلت إلى دمشق والمنحرف فيها عن عليّ كثير ، فصنّفت كتاب الخصائص رجاء أن يهديهم اللّه تعالى به . فدفعوه في خاصرته ۲ وأخرجوه من المسجد ، ثمّ مازالوا به حتّى أخرجوه من دمشق إلى الرملة ، فمات بها رحمه الله .
قال قاضي القضاة تاج الدين السبكي المشار إليه ، قال : سألت شيخنا أبا عبداللّه الذهبي الحافظ : ۳ أيّهما أحفظ : مسلم بن الحجّاج ۴ صاحب الصحيح أو النَسائي ؟ فقال : النَسائي ، ثمّ

1.وقيل له : ألا تُخرجُ فضائل معاوية ؟ فقال : أيّ شيء اُخرج ؟ حديث اللّهمّ لا تشبع بطنه ؟ فسكت السائل . وسئل أيضا عن معاوية وما جاء من فضائله ، فقال : ألا يرضى رأسا برأس حتّى يُفضل . (انظر معالم المدرستين للعلاّمة السيّد مرتضى العسكري : ۱ / ۴۳ نقلاً عن الدارقطني الحافظ الشهير الّذي قال عنه الذهبي بأنه حافظ مشهور وصاحب تصانيف . . . وذكره الحاكم فقال : صار أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع وإماما في القرّاء والنحاة . . . وقال الخطيب : كان فريد عصره وفزيع دهره ، ونسيج وحده ، وإمام وقته . . . وقال القاضي أبو الطيّب الطبري : الدارقطني أمير المؤمنين فى الحديث . (انظر العبر : ۳ / ۲۸ ، البداية والنهاية : ۱۱ / ۳۱۷) . عليّ بن عمر بن أحمد بن مهدي أبو الحسن الدارقطني البغدادي [ ۳۰۶ ـ ۳۸۵ ه ] . ولد وتوفي ببغداد ، وقد رحل منها إلى مصر وألّف هناك مسند فاطمة عليهاالسلام . ومن تصانيفه غريب اللغة والتصحيف في اللغة والجرح والتعديل والعلل في الحديث والقراءات والمختلف والمؤتلف في الرجال وغيرها .

2.في (د) : فدفعوا في حضنه .

3.هو الحافظ شمس الدين أبو عبداللّه محمّد بن أحمد بن عثمان بن قايماز التركماني المصري الشافعي الذهبي (۶۷۳ ه ـ ۷۴۸ ه) . (مقدّمة كتابه «ميزان الاعتدال» تحقيق عليّ محمّد البجاوي : ۱ ط دار الفكر) ، وهو أعرف من أن يعرّف ، فهو إمام المتأخرين في التواريخ والسِير والحجّة عندهم في الجرح والتعديل . انظر ترجمته في مقدّمة كتابه «ميزان الاعتدال» : ج ۱ تحقيق عليّ محمّد البجاوي ط دار الفكر ، الدرر الكامنة : ۳ / ۳۳۶ ، الوافي بالوفيات : ۲ / ۱۶۳ و۳۷۰ ، طبقات الشافعية : ۵ / ۲۱۶ ، البدر الطالع : ۲ / ۱۱۰ ، شذرات الذهب : ۶ / ۱۵۳ ، النجوم الزاهرة : ۱۰ / ۱۸۲ ، طبقات القرّاء : ۲ / ۷۱) .

4.هو مسلم بن الحجّاج بن مسلم القشيري النيسابوري أبو الحسن (۲۰۴ ـ ۲۶۱ ه) حافظ من أئمة الحديث ، ولد بنيسابور ، ثمّ رحل إلى الحجاز ومصر والشام والعراق وتوفي بنيسابور ، ومن أشهر كتبه «صحيح مسلم» جمع فيه اثني عشر ألف حديث ، وهو أحد الصحيحين المعوّل عليهما عند أهل السنّة ، وقد شرحه كثيرون . ومن كتبه أيضا «المسند الكبير» و «الجامع» و «الكُنى والأسماء» . (انظر ترجمته في الأعلام للزركلي : ۷ / ۲۲۱) .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1
86

المطّلبي لمّا صرّح بمحبة أهل البيت قيل فيه ما قيل ، وهو السيّد الجليل ، فقال مجيبا عن ذلك شعرا :

إذا نحن فضّلنا عليا فإنّنا روافض بالتفضيل عند ذوي الجهلِ
وفضل أبي بكر إذا ما ذكرته رُميتُ بنصبٍ عند ذكري للفضلِ
فلا زلتُ ذا رفضٍ ونصبٍ كلاهما بحبِّهما حتّى اُوسد في الرملِ
وقال أيضا :

قالوا۱: ترفّضت قلت : كلا ما الرفض ديني ولا اعتقادي
لكن تولّيت دون۲شكٍّ خيرَ إمامٍ وخير هادِ
إن كان حبّ الوصيّ۳رفضا فإنّني أرفَضُ العبادِ
وقال أيضا :

يا راكبا قف بالمحصّب من منى واهتف بقاعد۴خيفها والناهض
سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى فيضا كملتطم الفرات الفائض۵
إن كان رفضا حبّ آل محمّدٍ فليشهد الثقلان أ نّي رافضي۶
وحكى قاضي القضاة تاج الدين عبدالوهّاب السبكي ۷ في طبقاته الكبرى ، عن السيّد الجليل والإمام الحفيل أبي محمّد عبدالرحمن النَسائي ۸ ـ أحد أئمّة الحديث المشهور اسمه وكتابه ـ أ نّه لمّا دخل إلى دمشق وصنّف بها كتاب الخصائص في

1.في (ب ، ج) : قال لي .

2.في (ب) : غير .

3.في (ب ، ج ، د) : الولي .

4.في (ب) : بساكن .

5.في (ب ، ج) : الغايض .

6.انظر نظم درر السمطين في فضائل المصطفى والمرتضى والبتول والسبطين لجمال الدين محمّد بن يوسف بن الحسن بن محمّد الزرندي الحنفي المدني : ۱۱۰ و ۱۱۱ ، حلية الأولياء لأبي نعيم : ۹ / ۶۵۲ و ۱۵۲ ط بيروت ، الصواعق لابن حجر : ۱۳۱ و ۷۹ وفي طبعة اُخرى : ۷۹ و ۱۷۸ وطبعة ثالثة : ۱۰۸ ، نور الأبصار للشبلنجي : ۱۱۵ و ۱۲۷ ، ديوان الشافعي الطبعة الثالثة بيروت : ۵۵ ، دليل فقه الشافعي : ۱۱ ط جامعة طهران ، النصائح الكافية لمن يتولّى معاوية لمحمد بن يحيى العلوي ، الكنى والألقاب ترجمة حياة الشافعي ، ابن حجر العسقلاني في تعليقاته على فردوس الأخبار للدّيلمى : ۵ / ۴۱۰ ، فرائد السمطين : ۱ / ۱۳۵ ح ۹۸ و ۴۲۳ و ۴۲۴ ، وذكرها أيضا ابن حجر في الصواعق المحرقة : ۱۳۱ ، ۱۷۸ وفي طبعه اُخرى : ۷۹ و ۱۰۸ باختلافٍ وزيادة و ۴۲۳ و ۴۲۴ .

7.هو تاج الدين أبو نصر عبدالوهاب بن قاضي القضاة تقي الدين أبي الحسن عليّ بن زين الدين أبي محمّد عبدالكافي بن ضياء الدين أبي الحسن عليّ بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام السبكي ، ولد بمصر عام (۷۲۷ ه ـ ۷۷۱ ه) . (انظر ترجمته في كتابه «طبقات الشافعية الكبرى : ۱ / ۵ تحقيق محمود محمّد الطناحي وعبدالفتاح محمّد الحلو الطبعة الاُولى بمصر ، وانظر : ۹ / ۳۵ تجد ما حكاه في طبقاته الكبرى) .

8.هو الحافظ الإمام شيخ الإسلام ، أبو عبدالرحمن أحمد بن شعيب بن عليّ بن بحر بن سنان بن دينار النَسائي (۲۱۴ ـ ۳۰۳ ه) أو (۲۱۵ ـ ۳۰۰ ه) ولد في مدينة «نَساء» بخراسان وتوفّي في فلسطين ، وقيل في مكة ، ويُعدّ صحيحه بعد صحيح البخاري ومسلم . كان إمام أهل عصره في الحديث ، تفرّد بالمعرفة وعلوّ الإسناد ، واستوطن مصر مدّةً ، وكان يصوم يوما ويفطر يوما ، ويجتهد في العبادة ليلاً . وخرج آخر عمره حاجّا وبلغ دمشق ، وصنّف فيها كتاب الخصائص في فضل عليّ وأهل بيته عليهم السلام فانكروا عليه ذلك ، فمازالوا يدفعون في خصييه وداسوه حتّى اُخرج من المسجد وحمل إلى الرملة ، ومات بسبب الدوس ، وهو منقول ، ولذا قال عنه الدارقطني : امتُحِنَ بدمشق وأدرك الشهادة وكان ذلك سنة ۳۰۳ ه(انظر ترجمته في تذكرة الحفّاظ : ۶۹۸ ، وفيات الأعيان : ۱ / ۵۹ و ۷۱ ، سير أعلام النبلاء : ۱۴ / ۱۲۵ و ۱۲۹ ، كتابه الخصائص : ۹ في المقدّمة تحقيق أحمد ميرين البلوشي مكتبة المعلّى ـ الكويت ، البداية والنهاية : ۱۱ / ۱۲۳ ، المختصر في أخبار البشر : ۳ / ۸۶ ، الحاكم في معرفة علوم الحديث : ۸۲ ، الأنساب للسمعاني : ۵۵۹ ، معجم البلدان لياقوت الحموي : ۵ / ۸۲) .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1
    المساعدون :
    الغریری، سامی
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1379 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 75173
الصفحه من 674
طباعه  ارسل الي