فضل عليّ كرّم اللّه وجهه اُنكر عليه ذلك ، وقيل له: لم لا صنّفت في فضائل الشيخين ۱ ؟ فقال : دخلت إلى دمشق والمنحرف فيها عن عليّ كثير ، فصنّفت كتاب الخصائص رجاء أن يهديهم اللّه تعالى به . فدفعوه في خاصرته ۲ وأخرجوه من المسجد ، ثمّ مازالوا به حتّى أخرجوه من دمشق إلى الرملة ، فمات بها رحمه الله .
قال قاضي القضاة تاج الدين السبكي المشار إليه ، قال : سألت شيخنا أبا عبداللّه الذهبي الحافظ : ۳ أيّهما أحفظ : مسلم بن الحجّاج ۴ صاحب الصحيح أو النَسائي ؟ فقال : النَسائي ، ثمّ
1.وقيل له : ألا تُخرجُ فضائل معاوية ؟ فقال : أيّ شيء اُخرج ؟ حديث اللّهمّ لا تشبع بطنه ؟ فسكت السائل . وسئل أيضا عن معاوية وما جاء من فضائله ، فقال : ألا يرضى رأسا برأس حتّى يُفضل . (انظر معالم المدرستين للعلاّمة السيّد مرتضى العسكري : ۱ / ۴۳ نقلاً عن الدارقطني الحافظ الشهير الّذي قال عنه الذهبي بأنه حافظ مشهور وصاحب تصانيف . . . وذكره الحاكم فقال : صار أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع وإماما في القرّاء والنحاة . . . وقال الخطيب : كان فريد عصره وفزيع دهره ، ونسيج وحده ، وإمام وقته . . . وقال القاضي أبو الطيّب الطبري : الدارقطني أمير المؤمنين فى الحديث . (انظر العبر : ۳ / ۲۸ ، البداية والنهاية : ۱۱ / ۳۱۷) . عليّ بن عمر بن أحمد بن مهدي أبو الحسن الدارقطني البغدادي [ ۳۰۶ ـ ۳۸۵ ه ] . ولد وتوفي ببغداد ، وقد رحل منها إلى مصر وألّف هناك مسند فاطمة عليهاالسلام . ومن تصانيفه غريب اللغة والتصحيف في اللغة والجرح والتعديل والعلل في الحديث والقراءات والمختلف والمؤتلف في الرجال وغيرها .
2.في (د) : فدفعوا في حضنه .
3.هو الحافظ شمس الدين أبو عبداللّه محمّد بن أحمد بن عثمان بن قايماز التركماني المصري الشافعي الذهبي (۶۷۳ ه ـ ۷۴۸ ه) . (مقدّمة كتابه «ميزان الاعتدال» تحقيق عليّ محمّد البجاوي : ۱ ط دار الفكر) ، وهو أعرف من أن يعرّف ، فهو إمام المتأخرين في التواريخ والسِير والحجّة عندهم في الجرح والتعديل . انظر ترجمته في مقدّمة كتابه «ميزان الاعتدال» : ج ۱ تحقيق عليّ محمّد البجاوي ط دار الفكر ، الدرر الكامنة : ۳ / ۳۳۶ ، الوافي بالوفيات : ۲ / ۱۶۳ و۳۷۰ ، طبقات الشافعية : ۵ / ۲۱۶ ، البدر الطالع : ۲ / ۱۱۰ ، شذرات الذهب : ۶ / ۱۵۳ ، النجوم الزاهرة : ۱۰ / ۱۸۲ ، طبقات القرّاء : ۲ / ۷۱) .
4.هو مسلم بن الحجّاج بن مسلم القشيري النيسابوري أبو الحسن (۲۰۴ ـ ۲۶۱ ه) حافظ من أئمة الحديث ، ولد بنيسابور ، ثمّ رحل إلى الحجاز ومصر والشام والعراق وتوفي بنيسابور ، ومن أشهر كتبه «صحيح مسلم» جمع فيه اثني عشر ألف حديث ، وهو أحد الصحيحين المعوّل عليهما عند أهل السنّة ، وقد شرحه كثيرون . ومن كتبه أيضا «المسند الكبير» و «الجامع» و «الكُنى والأسماء» . (انظر ترجمته في الأعلام للزركلي : ۷ / ۲۲۱) .