1083
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2

وعنه أيضا قال : سمعت أبا محمّد الحسن (رض) يقول : بسم اللّه الرحمن الرحيم أقرب إلى اسم اللّه الأعظم من سواد العين إلى بياضها ۱ .
وعن أبي هاشم قال : سمعت أبي محمّد يقول : من الذنوب الّتي يخشى على الرجل أن لا تغفر له قوله ليتني لم اُوآخذ إلاّ بهذا الذنب ، قلت في نفسي : إنّ هذا لهو النظر دقيق قد ينبغي للرجل أن يتفقّد من نفسه كلّ شيء . قال : فأقبل عليَّ وقال : صدقت يا أبا هاشم ۲ .
وعن محمّد بن حمزة الدوري ۳ قال : كتبت على يدي أبي هاشم داود بن القاسم وكان لي مؤاخيا إلى أبي محمّد الحسن أسأله أن يدعو اللّه لي بالغنى وكنت قد أملقت ۴ وقلّت ذات يدي وخفت الفضيحة ، فخرج الجواب على يده : أبشر فقد أتاك الغنى غنى اللّه تعالى ، مات ابن عمّك يحيى بن حمزة وخلّف مائة ألف درهم ولم يترك وارثا سواك وهي واردة عليك [فاشكراللّه ] وعليك بالاقتصاد وإيّاك والإسراف فإنّه من فعل الشيطان . فورد عليَّ المال والخبر بموت ابن عمّي كما قال عن أيّام قلائل ، وزال عنّي الفقر ، فأدّيت حقّ اللّه تعالى وبررت إخواني وتماسكت بعد ذلك وكنت مبذرا ۵ .
وعن إسماعيل بن محمّد بن عليّ بن إسماعيل بن عليّ بن عبداللّه بن العباس قال : قَعَدْتُ لأبي محمّد الحسن على ظهر الطريق ۶ فلمّا مرَّ قمت في وجهه شكوت

1.تحف العقول : ۵۱۷ .

2.انظر الخرائج والجرائح : ۲ / ۶۸۸ ح ۱ وزاد « ... الزم ماحدّثتك به نفسك ، فإنّ الشرك في الناس أخفى من دبيب النمل على الصفا . أو قال : الذرّ على الصفا في الليلة الظلماء» .

3.في بعض النسخ : السروي ، وفي إثبات الهداة وغيره : السروري .

4.في (أ) : بلغت .

5.انظر كشف الغمّة : ۳ / ۳۱۴ ، إثبات الهداة للحرّ العاملي : ۳ / ۴۲۷ ح ۱۰۱ ، البحار : ۵۰ / ۲۹۲ ، نور الأبصار : ۳۴۱ .

6.في (أ) : باب داره حتّى خرج .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
1082

وعن أبي الهيثم بن عديّ قال : لمّا أمر المعتزّ بحمل أبي محمّد الحسن إلى الكوفة كتبت إليه : ما هذا الخبر الّذي بلغنا فأقلقنا وغمّنا؟ فكتب : بعد ثلاث يأتيكم الفرَج إن شاء اللّه تعالى . فقُتل المعتزّ في اليوم الثالث ۱ .
وعن أبي هاشم ۲ قال : سمعت أبا محمّد الحسن يقول : إنّ في الجنّة بابا يقال له باب المعروف لايدخله إلاّ أهل المعروف ، فحمدت اللّه في نفسي وفرحت بما أتكلّف به من حوائج الناس ، فنظر إليَّ وقال : يا أبا هاشم [نعم ]فدُم ۳ على ما أنت عليه ، فإنّ أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة [وجعلك اللّه منهم يا أبا هاشم ورحمك] ۴ .

1.انظر كشف الغمّة : ۲ / ۲۰۶ ، مناقب آل أبي طالب : ۴ / ۴۳۱ ، و : ۳ / ۲۰۷ ط آخر ، البحار : ۵۰ / ۳۱۲ ، مهج الدعوات : ۲۷۳ . وهذه القصة تنطبق على المعتزّ وليس على المستعين كما ذكر ابن طاووس في مهج الدعوات لأنّ خلافته كانت قبل المعتزّ والمستعين خلع نفسه سنة (۲۵۲ ه) وقُتل بعد شهور بأمر المعتزّ ، ولقد كانت إمامة العسكري عليه السلام سنة (۲۵۴ ه) أي بعد استشهاد أبيه عليه السلام فهو لم يدرك إمامة المعتزّ إلاّ قليلاً من خلافته فكيف يدرك أيّام المستعين ، وحتّى لو قلنا إنه دعي عليه في زمن أبيه عليه السلام فهذا لايتفق لأنّ الرواية تقول بعد مضي أبي الحسن بأقل من خمس سنين ، وهاهو الحرّ العاملي في إثبات الهداة : ۳ / ۴۱۹ ينقل الرواية عن الراوندي ولم يذكر جملة (يعني المستعين) بل إنه صرّح في ص ۴۱۳ منه باسم المعتزّ نقلاً عن كتاب الغيبة للطوسي : ۱۳۴ . وانظر كشف الغمّة : ۳ / ۲۲۰ ، ومرآة العقول : ۶ / ۱۵۱ .

2.هو السيّد الجليل داود بن القاسم بن إسحاق بن عبداللّه بن جعفر بن أبي طالب يكنى أبا هاشم الجعفري رحمه اللهمن أهل بغداد ثقة ، جليل القدر ، عظيم المنزلة عند الأئمّة ، شاهد أبا جعفر وأبا الحسن وأبا محمّد عليه السلام وكان شريفا عندهم ، له موقع جليل عندهم . انظر رجال العلاّمة الحلي : ۶۸ ، إعلام الورى : ۳۶۰ و ۳۶۱ و ۳۶۶ ، رجال النجاشي : ۱۱۳ ، رجال البرقي : ۶۰ ، رجال ابن داود : ۱۴۶ ، مجمع الرجال : ۲ / ۲۸۸ و ۲۸۹ ، جامع الرواة : ۱ / ۳۰۷ ، الفهرست : ۶۷ ، معالم العلماء : ۴۷ ، رجال الشيخ الطوسي : ۴۳۱ .

3.في (أ) : دُم .

4.انظر البحار : ۵۰ / ۲۵۸ ، المناقب لابن شهرآشوب : ۴ / ۴۳۲ ، و : ۳ / ۲۱۰ ط آخر ، الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي : ۲ / ۶۹۰ و ۶۸۸ .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
    المساعدون :
    الغریری، سامی
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1379 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 69292
الصفحه من 1403
طباعه  ارسل الي