1085
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2

أبو محمّد الحسن بن عليّ العسكري عليهما السلام وأخوه جعفر فحففنا بأبي محمّد ۱ وكان المتولّى لحبسه صالح بن الوصيف الحاجب وكان معنا في الحبس رجل جمحي [يقال : إنّه علوي] قال : فالتفت إلينا أبو محمّد وقال لنا سرا : لولا أنّ فيكم مَن ليس منكم لأعلمتكم متى يفرّج عنكم ۲ ، وترى هذا الرجل فيكم قد كتب فيكم قصّته إلى الخليفة يخبره فيها بما تقولون فيه وهي مدسوسة معه في ثيابه يريد أن يوسع الحيلة في إيصالها إلى الخليفة من حيث لا تعلمون فاحذروا شرّه .
قال أبو هاشم : فما تمالكنا أن تحاملنا جميعا على الرجل ففتّشناه فوجدنا القصّة مدسوسة معه بين ثيابه وهو يذكرنا فيها بكلّ سوء ، فأخذناها منه وحذّرناه ۳ .
وكان الحسن يصوم في السجن فإذا افطر أكلنا معه من طعامه وكان يحمله إليه غلامه في جونة مختومة . قال أبو هاشم : فكنت أصوم معه ، فلمّا كان ذات يوم ضعفتُ من الصوم فأمرت غلامي فجاءني بكعك فذهبت إلى مكان خالي في الحبس فأكلت وشربت ثمّ عدت إلى مجلسي مع الجماعة ولم يشعر بي أحد ، فلمّا رآني تبسّم وقال : أفطرت؟ فخجلت ، فقال : لا عليك يا أبا هاشم إذا رأيت انّك قد ضعفت وأردت القوّة فكل اللحم فإنّ الكعك لاقوّة فيه ، وقال : عزمت عليك أن تفطر ثلاثا فإنّ البنية إذا أنهكها الصوم لاتتقوّى إلاّ بعد ثلاث ۴ .
قال أبو هاشم : ثمّ لم تطل مدّة أبي محمّد الحسن في الحبس إلاّ أن قحط الناس بسرّ من رأى قحطا شديدا ، فأمر الخليفة المعتمد على اللّه ابن المتوكّل بخروج الناس إلى الاستسقاء ، فخرجوا ثلاثة أيام يستسقون ويدعون فلم يُسقوا ، فخرج

1.أي إلى خدمته .

2.في (أ) : لولا أنّ هذا الرجل فيكم لأخبرتكم متى يفرج عنكم .

3.انظر إعلام الورى : ۳۵۴ وفيه «بالجوسق» ولعلّه الصحيح ومعناه : القصر ، إثبات الهداة : ۳ / ۴۱۶ ، نور الأبصار : ۳۳۸ ، البحار : ۵۰ / ۲۵۴ مع اختلاف في الألفاظ ، مقاتل الطالبيين : ۴۵۶ .

4.إثبات الهداة : ۳ / ۴۱۶ ، وراجع المصادر السابقة .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
1084

إليه الحاجة والضرورة وحلفت له ليس عندي درهم ۱ . فما فوقه ، فقال : تحلف باللّه كاذبا ۲ وقد دفنت مائتي دينار وليس قولي هذا دفعا لك عن العطية ، اعطه يا غلام ما معك ، فأعطاني غلامه ۳ مائة دينار فشكرت له وولّيت ، فقال : ما أخوفني أن تفقد المائتي دينار أحوج ما تكون إليها ، فذهبت إليها فافتقدتها فإذا هي في مكانها فنقلتها إلى موضعٍ آخر ودفنتها من حيث لايطّلع عليها أحد ، ثمّ قعدت مدّة طويلة فاضطررت إليها فجئت أطلبها من ۴ مكانها فلم أجدها فجننت وشقّ ذلك عليَّ ، فوجدت ابنا لي قد عرف موضعها ۵ وأخذها وأبعدها ولم يحصل لي شيء ، فكان كما قال ۶ .
وحدّث أبوهاشم داود بن القاسم الجعفري قال : كنت في الحبس [المعروف بحبس صالح بن وصيف الأحمر ]الّذي بالجوشق أنا والحسن بن محمّد العقيقي ۷۸ ومحمّد بن إبراهيم العمري وفلان وفلان خمسة ستة من الشيعة إذ ورد ۹ علينا

1.في (أ) : وأقسمت أنيلا أملك الدرهم .

2.في (أ) : تقسم وقد ... .

3.في (أ) : الغلام .

4.في (أ) : في .

5.في (أ) : مكانها .

6.انظر المناقب لابن شهرآشوب : ۴ / ۴۳۲ مع اختلاف في اللفظ ، ومثله في الكافي : ۱ / ۴۲۶ ح ۱۴ ، والبحار : ۵۰ / ۲۸۰ ح ۵۶ ، الخرائج والجرائح : ۱ / ۴۲۷ ح ۶ ، إعلام الورى : ۳۵۲ ، الثاقب في المناقب : ۵۷۸ ح ۵۲۷ ، إثبات الوصية للمسعودي : ۲۱۴ . وورد في الإرشاد : ۲ / ۳۳۲ « ... فقال لي : إنّك تُحرَم الدنانير الّتي دفنتها أحوج ما تكون إليها وصدَق عليه السلام وذلك أنني أنفقت ما وصلنى به واضطررت ضرورةً شديدة إلى شيء اُنفقه ، وانغلقت عليَّ أبواب الرزق ، فنبشتُ عن الدنانير الّتي كنت دفنتها فلم أجدها ، فنظرت فإذا ابنٌ لي قد عرف موضعها فأخذها وهرب ، فما قدرتُ منها على شيء» .

7.في (د) : العتقي .

8.هو الحسن بن محمّد بن جعفر بن عبداللّه بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، اُمه اُم عبداللّه بنت عبداللّه بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام وقد حبس مع الإمام عند صالح بن وصيف .

9.في (أ) : دخل .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
    المساعدون :
    الغریری، سامی
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1379 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 69305
الصفحه من 1403
طباعه  ارسل الي