1121
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2

وأيضا مارواه في صحيحه عن أبي سعيد الخدري قال : حدّثنا رسول اللّه صلى الله عليه و آلهحديثا طويلاً عن الدجّال ۱ فكان ۲ فيما حدثنا أنّه قال : يأتي وهو مُحرّم عليه أن يدخل نقاب ۳ المدينة فينتهي إلى بعض السباخ الّتي تلي المدينة فيخرج إليه يومئذٍ رجل هو خير الناس ـ أو من خير الناس ـ [فيقول له : أشهد أنك الدجّال الّذي حدّثنا رسول اللّه صلى الله عليه و آلهحديثه ]فيقول الدجّال [أرأيتم] إن قتلتُ هذا ثمّ أحييته أتشكّون في الأمر؟ فيقولون : لا . قال : فيقتله ثمّ يحييه فيقول حين يحييه : واللّه ما كنت فيك قطّ أشدّ بصيرة من ۴ الآن . قال : فيريد الدجّال أن يقتله [ثانيا ]

1.هذا الاسم مشتقّ من الدجل ـ بفتح الدال والجيم ـ معناه التمويه والتغطية والخداع والكذب ، والدجّال صفة لرجل يخرج قبل ظهور الإمام عليه السلام ويخرج في زمن قحط وجدب ، وصفته أعور ويعرف شيئا من الشعوذة والسحر ويقوم بأعمال سحرية يخيّل للناس انّها حقائق . والأحاديث الواردة بحقّه مشوّشة لاتطمئن النفوس إليها ولعلّها رموز وإشارات لانعرف معناها ، ولكن خروجه من الاُمور الحتمية والقطعية الّتي صرّحت الروايات به كما جاء في عقد الدرر في أخبار المنتظَر : ۳۲۴ ـ ۳۳۴ بلفظ : روى هشام بن عامر قال : سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آلهيقول : ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجّال . وعن أنس بن مالك عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله انّه قال : ما من نبيّ إلاّ أنذر الدجّال الأعور الكذّاب إلاّ انّه أعور ، وانّ ربكم ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر . وانظر شرح صحيح مسلم : ۸ / ۱۹۵ و۱۸ / ۴۰ ، و : ۴ / ۲۲۵۰ ، وأحمد في مسنده : ۳ / ۲۲۴ ، و : ۱ / ۳۷۴ ، و : ۵ / ۱۲۴ ، والبغوي في مصابيح السنّة ، والفتن لابن كثير : ۱۷۲ ، والمسيح الدجّال : ۳۸ ـ ۲۳۸ ، والبخاري : ۴ / ۵۳۷ ، و : ۹ / ۷۵ ، والهيثمي في مجمع الزوائد : ۷ / ۳۳۷ و۳۴۶ ، مستدرك الحاكم : ۴ / ۵۳۵ و۵۳۷ ، والاُنس الجليل بتاريخ القدس والخليل : ۱ / ۲۳۳ . وانظر أيضا كتاب السنة لابن عاصم : ۱ / ۱۷۳ ، الفتاوى الكبرى لابن تيمية : ۲۰ / ۴۵۶ ، منتخب الأثر للشيخ لطف اللّه الصافي : ۴۸۰ ، سنن ابن ماجة : ۲ / ۱۳۶۰ ، كنز العمال : ۱۴ / ۳۲۱ ح ۳۸۸۰۸ ، الفتن لابن حمّاد : ۲ / ۵۲۰ ح ۱۴۶۰ ، و۵۱۹ ح ۱۴۵۴ ، سنن أبي داود : ۴ / ۲۴۱ و۱۱۶ ح ۴۳۲۰ ، مجمع الزوائد للهيثمي : ۷ / ۶۵۲ ، مجمع البيان للطبرسي : ۸ / ۴۵۰ ، تفسير القرطبي : ۱۵ / ۳۲۴ ، البداية والنهاية لابن كثير : ۴ / ۴۹ ، و : ۵ / ۱۰۲ .

2.في (أ) : وكان .

3.في (أ) : بقاب .

4.في (أ) : منّي .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
1120

جواز بقاء المهدي عليه السلام . وإنما أنكروا بقاءه من وجهين : أحدهما طول الزمان ، والثاني أنّه في سرداب من غير أن يقوم أحد بطعامه وشرابه ، وهذا يمتنع عادةً . قال مؤلّف الكتاب محمّد بن يوسف بن محمّد الكنجي : بعون اللّه نبتدي وإيّاه نستكفي وما توفيقي إلاّ باللّه جلّ جلاله .
أمّا عيسى عليه السلام فالدليل على بقائه قوله تعالى «وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَـبِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ»۱ ولم يؤمن به مُذ ۲ نزول هذه الآيه وإلى يومنا هذا أحد ، فلابدّ أن يكون ذلك ۳ في آخر الزمان .
وأمّا السنّة فما رواه مسلم في صحيحه عن زهير بن حرب بإسناده عن النواس بن سمعان في حديث طويل في قصّة الدجّال قال : فينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء [شرقي دمشق ]بين مهرودتين ۴ ، واضعا كفّيه على أجنحة ملَكين ۵ . وأيضا ما تقدّم من قوله صلى الله عليه و آله وسلم : كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم ۶ .
وأمّا الخضر وإلياس فقد قال ابن جرير الطبري : الخضر وإلياس باقيان يسيران في الأرض ۷ .

1.النساء : ۱۵۹ .

2.في (أ) : منذ .

3.في (أ) : هذا .

4.المهرودتين : هما ثوبان مصبوغان بورس ثمّ بزعفران .

5.كفاية الطالب : ۵۲۱ ، وكنز العمال : ۸ / ۱۸۷ ، فيض القدير : ۶ / ۱۷ ، شرح صحيح مسلم للنووي : ۱۸ / ۶۷ .

6.تقدّمت استخراجاته آنفا ، وانظر مسند أحمد : ۲ / ۳۳۶ ، و : ۳ / ۳۶۷ ، صحيح البخاري : ۴ / ۱۴۳ باب نزول عيسى من كتاب أحاديث الأنبياء ، صحيح مسلم : ۱ / ۱۵۴ ، مشكاة المصابيح للتبريزي : ۱۲۷ ، وشرح صحيح الترمذي لابن عربي : ۹ / ۷۸ ، ينابيع المودّة : ۵۱۸ ، تذكرة الخواصّ : ۳۶۴ وسبق وأن علُقنا على «وإمامكم منكم» فلاحظ .

7.تاريخ الطبري : ۶ / ۱۵۷ .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
    المساعدون :
    الغریری، سامی
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1379 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 67879
الصفحه من 1403
طباعه  ارسل الي