705
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2

فصل : في عبادته وزهادته عليه السلام

عبادته عليه السلام الّتي اشتهرت ، وزهادته الّتي ظهرت ، قيامه بها مشهور ، وأسمه في أربابها مذكور ، فمن ذلك مانقله الحافظ أبو نعيم في حليته بسنده أنه قال عليه السلام : إنّي لأستحي من ربّي أن ألقاه ولم امشِ إلى بيته ۱ . فمشى عشرين مرّة من المدينة إلى مكّة على قدميه ۲ .
وروى صاحب كتاب الصفوة بسنده عن عليّ بن زيد بن جذعان ۳ أنه قال : حجّ الحسن بن عليّ عليه السلام خمس عشرة حجّة ۴ ماشيا على قدميه وأنّ والنجائب لتقاد بين

1.انظر حلية الأولياء ۲ / ۳۷ روى بسنده عن محمّد بن عليّ ، أخبار اصبهان : ۱ / ۴۴ ، المناقب لابن شهرآشوب : ۳ / ۱۸۰ ، البحار : ۴۳ / ۳۳۹ ، الصواعق المحرقة : ۱۳۹ ب ۱۰ فصل ۳ ، ينابيع المودّة : ۲ / ۴۲۴ ط اُسوة ، ذخائر العقبى : ۱۳۷ .

2.انظر حلية الأولياء : ۲ / ۳۷ ولكن بلفظ «فمشى عشرين مرة من المدينة على رجليه» المناقب لابن شهرآشوب : ۳ / ۱۸۰ و ۱۸۴ ، البحار : ۴۳ / ۳۳۹ / ۱۳ و : ۳۳۱ / ۱ و ۳ ولكن بلفظ «ولقد حجّ الحسن بن عليّ خمسا وعشرين حجّة ماشيا» وفي لفظ آخر «فمشى عشرين مرّة من المدينة على رجليه» وقريب من هذا في أمالي الشيخ الصدوق : ۱۵۰ / ۸ و : ۱۸۴ / ۹ ، قرب الاسناد : ۷۹ ، علل الشرائع : ۴۴۷ / ۶ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ۱۶ / ۱۰ ، البحار : ۴۳ / ۳۵۷ ولكن بلفظ «حجَّ خمس عشرة حجة ماشيا» ينابيع المودّة : ۲ / ۴۲۴ و ۲۱۰ و ۲۱۱ ط اُسوة . وانظر مستدرك الصحيحين : ۳ / ۱۶۹ ، سنن البيهقي : ۴ / ۳۳۱ ،ذخائر العقبى : ۱۳۷ ، أخبار اصبهان : ۱ / ۴۴ ، تهذيب التهذيب : ۲ / ۲۹۸ ، تاريخ الخلفاء : ۷۳ ، الصواعق المحرقة : ۱۳۹ باب ۱۰ فصل ۳ ، ذخائر العقبى : ۱۳۷ . حقّا أنه لايصل إلى عبادته أحد غير أهل بيت العصمة عليهم السلام وذلك لأنّ العبد لايصل إلى حقيقة العبادة إلاّ أن يتحقّق فيه حقّ العبودية ، وذلك إذا كان عبدا للمولى في جميع الأحوال ، وأن يكون كلّ من أعماله وحركاته وأطواره بقصد العبودية وفي اللّه وللّه وعلى سبيل اللّه ويصدق عليه قوله تعالى «رِجَالٌ لاَّتُلْهِيهِمْ تَجَـرَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ» .

3.في (ب) : جدعان ، وفي (ج) : شجعان .

4.في (ب ، د) : مرّة .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
704

طريقه شخص من محاويج اليهود [هِمٌّ في هدم ]وعليه مسحٌ من جلود ، وقد أنهكته العلّة و [اُرتكبته ]الذلّة [وأهلكته القلّة ، وجلده يستر عظامه وضعفه يقيّد أقدامه ، وضرّه قد ملك زمامه ، وسوء حاله قد حبّب إليه حمامه ]وشمس الظهيرة قد تشوى ۱ شواه [وقد أحرقت بحرها أخمصية ويصافح ثرى ممشاه ، وعذاب حرّ عريه قد عراه ، وطول طواه قد أضعف بطنه وطواه] وهو حامل جرّة ماء على قفاه ، فاستوقف الحسن فقال : يا ابن رسول اللّه صلى الله عليه و آلهسؤال ۲ فقال : له ما هو؟ قال : جدّك يقول : «الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر» وأنت المؤمن وأنا الكافر ، فما أرى الدنيا إلاّ جنة لك تتنعمّ بها ۳ وأنت مؤمن وتستلذّ بها ، وما أراها إلاّ سجنا [لي ]قد أهلكني ضرها ۴ وأتلفني ۵ فقرها .
فلمّا سمع الحسن عليه السلام كلامه أشرق عليه نور التأييد واستخرج الجواب [بفهمه] من خزانة علمه وأوضح لليهودي خطأ ظنّه وخطل زعمه وقال : يا شيخ لو نظرت إلى ما أعدّ اللّه تعالى لي وللمؤمنين في دار الآخرة ممّا لا عين رأت ، ولا اُذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، لعلمت [أني] قبل انتقالي إليه في هذه الدنيا ۶ في سجنٍ ضنِك ۷ ، ولو نظرت إلى ما أعدّ اللّه لك ولكلّ كافر في الدار الآخرة من سعير نار جهنّم ، ونكال العذاب الأليم المقيم لرأيت [أنّك ]قبل مصيرك إليه [الآن ]في جنّة واسعة ونعمة جامعة ۸ . فانظر إلى هذا الجواب الصادع بالصواب .

1.(أ) : شوت .

2.في (ب ، د) : أنصفني .

3.في (أ) : تنعّم فيها .

4.في (أ) : حرّها .

5.في (أ) : وأجهدني .

6.في (أ) : الحالة .

7.ليست «ضنك» في (أ) .

8.انظر بالإضافة إلى المصادر السابقة البحار : ۴۳ / ۳۴۶ عن كشف الغمّة .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
    المساعدون :
    الغریری، سامی
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1379 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 55516
الصفحه من 1403
طباعه  ارسل الي