707
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2

هدم عمرك منذ سقطت من بطن اُمّك فخذ ۱ بما في يديك ، فإنّ ۲ المؤمن يتزوّد ، والكافر يتمتّع . وكان عليه السلام يتلو بعد هذه الموعظة «وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى»۳ فتدبّر هذا الكلام بحسّك واعطه نصيبا وافرا من نفسك .

فصل : في جوده وكرمه عليه السلام

الكرم والجود ۴ غريزةٌ مغروسة فيه ، وإيصال صلاته للمسلمين ۵ نهجٌ ما زال يسلكه ويقتفيه ، فمن ذلك مانقل عنه عليه السلام «أنه سمع رجلاً يسأل ربّه عزّ وجلّ أن يرزقه عشرة آلاف درهم ، فانصرف الحسن عليه السلام إلى منزله فبعث بها إليه ۶ .
ومن ذلك أنّ رجلاً جاء إليه عليه السلام وسأله وشكا إليه حاله وفقره وقلّة ذات يده بعد أن كان ذلك الرجل من المثرين ۷ ، فقال له : يا هذا حقُّ سؤالك يعظم لديَّ ، ومعرفتي

1.في (أ) : فجد بما في يدك .

2.في (أ) : وإنّ .

3.البقرة : ۱۹۷ . انظر كشف الغمّة : ۱۶۶ .

4.الجود كثيرا مّايوجد بين الناس ، كما أنّ العبادة والطاعة كثيرا مّاتشاهد بينهم ، أمّا الجود الخالص الحقّ فقليل ماهو ، كما أنّ العبادة الخالصة لاتوجد إلاّ في المخلصين من عباداللّه الصالحين . نعم الجود الخالص مالايشوبه ريب ولايعتريه غرض نفساني ولايتبعه مَنّ ولاأذى من قول أو فعل كما قال تعالى «الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَلَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لاَيُتْبِعُونَ مَآ أَنفَقُواْ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ» البقرة : ۲۶۲ ، وقال تعالى «يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَتُبْطِـلُواْ صَدَقَـتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِى يُنفِقُ مَالَهُ رِئَآءَ النَّاسِ» البقرة : ۲۶۴ ، وقال تعالى «قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذىً وَاللَّهُ غَنِىٌّ حَلِيمٌ» البقرة : ۲۶۳ .

5.في (أ) : للمتقين .

6.انظر كشف الغمّة : ۱ / ۵۵۸ ، ذخائر العقبى : ۱۳۷ ولكن بدون لفظة «درهم» وقال : خرّجه في الصفوة ، وقريب من هذا في المحاسن للبيهقي : ۵۶ . وانظر تاريخ بغداد : ۶ / ۳۴ ، الصواعق المحرقة : ۸۳ ، المناقب لابن شهرآشوب : ۳ / ۱۸۲ ، البحار : ۴۳ / ۳۴۱ / ۱۵ و : ۳۴۷ / ۲۰ . ينابيع المودّة : ۲ / ۲۱۱ ط اُسوة .

7.في (أ) : الموثرين .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
706

يديه ۱ .
وأمّا الصدقات : فقد روى عن الحافظ أبي نعيم في حليته أنه عليه السلام خرج من ماله مرتين ، وقاسم اللّه تعالى ثلاث مرّات ماله وتصدّق به ۲ . وكان عليه السلام من أزهد الناس في الدنيا ولذّاتها ، عارفا بغرورها وآفاتها ، وكثيرا مّا كان عليه السلام يتمثّل بهذا البيت ۳ :

يا أهلَ لذّاتِ دنيا لا بقاءَ لهَا إنّ المقام۴بظلٍّ زائلٍ حُمقُ
وأمّا ما يدلّ ۵ على قوّة عبادته وعلوّ مكانته ۶ قوله عليه السلام في بعض مواعظه : يا ابن آدم عف عن محارم اللّه تكن عابدا ، وأرض بما قسم اللّه لك تكن غنيا ، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلما ، وصاحب الناس بمثل ما تحبّ أن يصاحبوك بمثله تكن عدلاً ، إنّه كان بين أيديكم قوم يجمعون كثيرا ، ويبنون مشيدا ، ويأملون بعيدا ، أصبح جمعهم بورا ، وعملهم غرورا ، ومساكنهم قبورا . يا ابن آدم إنّك لم تزل في

1.انظر ذخائر العقبى : ۱۳۷ قال : خرّجه أبوعمر ، وخرّجه صاحب الصفوة والبغوي في معجمه عن عبيداللّه بن عبيد بن عمير . وفي المستدرك : ۳ / ۱۶۹ ولكن بلفظ «خمسا وعشرين حجّة وإن النجائب لتقاد معه» . لعلّ الصحح هو الجنائب جمع جنيبة أي الدابة الطائعة الّتي تقاد إلى جنب الإنسان كما في تهذيب التهذيب : ۲ / ۲۹۸ وانظر تاريخ الخلفاء : ۷۳ . سنن البيهقي : ۴ / ۳۳۱ ، حلية الأولياء : ۲ / ۳۷ ، قرب الإسناد ۷۹ ، علل الشرائع : ۴۴۷ / ۶ ، البحار : ۴۳ / ۳۳۲ / ۳ ، نورالأبصار : ۲۴۰ ، أنساب الأشراف : ۳ / ۹ .

2.انظر حلية الأولياء : ۲ / ۳۷ روى بسنده عن محمّد بن عليّ وعن ابن أبي نجيح ولكن بلفظ «وقسم ماله نصفين» وعن شهاب بن عامر بلفظ «حتّى تصدق بفرد نعله» وعن عليّ بن زيد بن جدعان وزاد فيه : حتّى أن كان ليعطي نعلاً ويمسك نعلاً ويعطي خفّا ويمسك خفّا ... وانظر سنن البيهقي : ۴ / ۳۳۱ بلفظ : حتّى أنه يعطي الخفّ ويمسك النعل ... المناقب لابن شهرآشوب : / ۳ ۱۸۰ ، بحار الأنوار : ۴۳ / ۳۳۹ / ۱۳ و : ۳۳۲ / ۲ و : ۳۵۷ ، أمالي الشيخ الصدوق : ۱۸۴ / ۹ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ۱۶ / ۱۰ ، تاريخ الخلفاء : ۷۳ .

3.انظر المناقب : ۳ / ۱۸۰ ، البحار : ۴۳ / ۳۴۱ ح ۱۴ .

4.في (أ) : اغترارا .

5.ليست «ما يدلّ» في (أ) .

6.في (أ) : مكانه .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
    المساعدون :
    الغریری، سامی
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1379 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 55529
الصفحه من 1403
طباعه  ارسل الي