725
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2

في الوفاء بها مصالح شاملة منها : أن لا يتعرّض عمّاله إلى سبّ أمير المؤمنين على المنابر،ولا ذكره بسوء، ولا القنوت عليه في الصلوات ۱ ،وأن يؤمّن شيعته ولا يتعرّض لأحد منهم بسوء ۲ ، ويوصل كلّ ذي حقّ حقّه ۳ . فأجابه معاوية إلى ذلك كلّه وكتب بينه وبينه بذلك كتابا ، وهذه صورة الكتاب ـكتاب الصلح ـ الّذي استقرّ بينهم وهو :
بسم اللّه الرحمن الرحيم ، هذا ما صالح ۴ عليه الحسن بن عليّ بن أبي طالب ،

1.انظر مقاتل الطالبيّين : ۷۵ ، وشرح النهج لابن أبي الحديد : ۴ / ۱۵ ، وتاريخ أبي الفداء : ۱ / ۱۹۲ .

2.انظر المصادر السابقة ، وتاريخ الخلفاء : ۱۹۴ ، وابن كثير : ۸/۴۱، والإصابة : ۲/۱۲ ، وابن قتيبة: ۱۵۰.

3.المصادر السابقة ، وانظر المناقب لابن شهرآشوب : ۲ / ۱۶۷ .

4.في (ب) : صلح .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
724

وبلغ الحسن عليه السلام ذلك وتحقّق فساد نيّات أكثر أصحابه وخذلانهم له ، ولم يبق معه ممّن يأمن غائلته إلاّ خاصّة شيعته وشيعة أبيه ، وهم جماعة لا يقومون بحرب أهل الشام ، فكتب إلى معاوية في الهدنة والصلح ۱ فأجابه إلى ذلك وأنفذ إليه كُتب أصحابه الذين ضمنوا له فيها الفتك فيه وتسليمه إليه .
وبعد إجابة ۲ معاوية لصلح الحسن ۳ فاشترط عليه الحسن عليه السلام شروطا كثيره كان

1.في (ب) : الصلاح .

2.(أ) : و وصل (بدل) وبعد إجابة .

3.اختلف المؤرّخون اختلافا كثيرا فيمن بدر لطلب الصلح ، فابن خلدون في تاريخه : ۲ / ۱۸۶ ذهب إلى أنّ المبادر لذلك هو الإمام الحسن عليه السلام حين دعا عمرو بن سلمة الأرحبي وأرسله إلى معاوية يشترط عليه بعد ما آل آمره إلى الانحلال ، وقال ابن الأثير في الكامل : ۳ / ۲۰۵ مثل ذلك لأنّ الإمام الحسن عليه السلام رأى تفرّق الأمر عنه ، وجاء مثله في شرح النهج لابن أبي الحديد : ۴ / ۸ . وأمّا ابن أعثم في الفتوح : ۲ / ۲۹۲ قال : ثمّ دعا الحسن بن عليّ بعبد اللّه بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطّلب بن هاشم وهو ابن اُخت معاوية فقال له : صر إلى معاوية فقل له عني : إنك إن أمنت الناس على أنفسهم ... وقريب من هذا في تاريخ الطبري : ۶ / ۹۲ ، والبداية والنهاية : ۸ / ۱۵ ، وابن خلدون : ۲ / ۱۸۶ ، وتاريخ الخلفاء : ۷۴ ، والأخبار الطوال : ۲۰۰ ، وتاريخ اليعقوبي : ۲ / ۱۹۲ . أمّا الفريق الآخر فقد ذكر أنّ معاوية هو الّذي طلب وبادر إلى الصلح بعد ما بعث إليه برسائل أصحابه المتضمّنة للغدر والفتك به متى شاء معاوية أو اراد ، كما ذكر الشيخ المفيد في الإرشاد : ۲ / ۱۳ و۱۴ وصاحب كشف الغمّة : ۱۵۴ ، ومقاتل الطالبيّين : ۷۴ ، وتذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزي : ۲۰۶ ولكننا نعتقد أنّ معاوية هو الّذي طلب الصلح ، وممّا يدل على ذلك خطاب الإمام الحسن عليه السلام الّذي ألقاه في المدائن وجاء فيه : ألا وإنّ معاوية دعانا لأمر ليس فيه عزّ ولا نصفه . .. وقد أشرنا إليه سابقا. وكذلك اختلف المؤرّخون اختلافا كبيرا واضطربت كلماتهم في شروط الصلح . فمنهم من قال : إنّ الإمام الحسن عليه السلام أرسل سفيرين إلى معاوية هما عمرو بن سلمة الهمداني ، ومحمّد بن الأشعث الكندي ليستوثقا من معاوية ويعلما ما عنده ، فأعطاه معاوية هذا الكتاب : بسم اللّه الرحمن الرحيم ، هذا كتاب للحسن بن عليّ من معاوية بن أبي سفيان ، إنّي صالحتك على ان لك الأمر من بعدي ، ولك عهداللّه وميثاقه وذمّته وذمّة رسوله محمّد صلى الله عليه و آله ، وأشدّ ما أخذه اللّه على أحد من خلقه من عهد وعقد ، لا أبغيك غائلة ولامكروها ، وعلى أن اُعطيك في كلّ سنة ألف ألف درهم من بيت المال ، وعلى أنّ لك خراج بَسَا ودار أبجرد ، تبعث إليهما عمّالك ، وتصنع بهما ما بدالك . شهد بها عبد اللّه بن عامر ، وعمرو بن سلمة الكندي ، وعبدالرحمن بن سمرة ، ومحمّد بن الأشعث الكندي ، كتب في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين هجرية . واحتفظ الإمام عليه السلام برسالة معاوية ، وأرسل إليه عبد اللّه بن الحارث بن نوفل ... ولمّا انتهى عبد اللّه إلى معاوية عرض عليه مهمّة الإمام عليه السلام وهي طلب الأمن العامّ لعموم الناس ... فاستجاب له وأعطاه طومارا وختم في أسفله وقال له : فليكتب الحسن فيه ما شاء ... وهذا هو التفويض المطلق للإمام فكتب عليه السلام مارامه من الشروط . فانظر الكامل في التاريخ : ۳ / ۲۰۵ ، وتاريخ الطبري : ۶ / ۹۳ .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
    المساعدون :
    الغریری، سامی
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1379 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 69132
الصفحه من 1403
طباعه  ارسل الي