749
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2

ووصل الحسن بن الحسن بأحسن صلة وأجازه بأحسن جائزة وقابله بأحسن مقابلة ، وجهّزه راجعا إلى المدينة الشريفة على أحسن حال إلى الحجّاج ، فبعد أن خرج الحسن من عنده قصده يحيى ابن اُمّ الحكم واجتمع به فعاتبه الحسن على ما فعل وقال له : هذا وعدك الّذي وعدتني به؟ فقال له يحيى : إيها لك فواللّه ۱ مالويت عنك نفعا ولا ادّخرت عنك جهدا ، ولولا كلمتي هذه ما هابك ۲ ولا قضى لك حاجتك فاعرف ذلك لي ۳ .
وروي : أنّ الحسن بن الحسن خطب إلى عمّه الحسين إحدى ابنتيه فقال له : يابني اختر أيّهما أحبّ إليك ، فاستحيى الحسن رضى الله عنهولم يحر جوابا ، فقال له الحسين عليه السلام : [فإنّي ]قد اخترتُ لك ابنتي فاطمة ، فهي أكثر شبها باُمّي فاطمة بنت رسول اللّه صلى الله عليه و آله فزوّجها منه ۴ .
وحضر الحسن بن الحسن مع عمّه [الحسين] بطفّ كربلاء فلمّا قُتل الحسين واُسِرَ الباقون من أهله واُسِرَ من ۵ جملتهم الحسن بن الحسن فجاء أسماءُ بن خارجة فانتزع ۶ الحسن من بين الأسرى وقال : واللّه لا يُوصل إلى ابن خولة ابدا ۷ .

1.انظر المصادر السابقة .

2.في (أ) : واللّه .

3.في (ب ، أ) : ما عليك .

4.انظر الإرشاد : ۲ / ۲۵ ، مقاتل الطالبيّين : ۱۸۰ ، الأغاني : ۲۱ / ۱۱۵ ، و۱۴ / ۱۵۸ ، بحار الأنوار : ۴۴ / ۱۶۷ ح ۳ ، تنقيح المقال : ۱ / ۲۷۲ ، عمدة الطالب : ۷۸ .

5.في (أ) : في .

6.في (أ) : وانتزع .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
748

أهلِكَ ، فقال الحسن : لا اُغيِّر شرطا اشترطه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ولا اُدخل في صدقاته من لم يُدخل ۱ ، فقال له الحجّاج : أنا [إذا] اُدخله معك قهرا ، فأمسك الحسن بن الحسن عنه .
ثمّ ما كان إلاّ أن فارقه وتوجّه من المدينة إلى الشام قاصدا عبدالملك بن مروان بالشام ، فوقف ببابه يطلُبُ الإذن عليه ، فوافاه يحيى بن اُمِّ الحكم وهو بالباب فسلّم عليه وسأله عن مقدمه وما جاء به فأخبره بخبره مع الحجّاج فقال : اسبقك بالدخول على أمير المؤمنين ثمّ ادخل أنت فتكلّم واذكر قصّتك فسترى ما أفعل معك وأنفعك لاُساعدك عنده إن شاء اللّه تعالى . فدخل يحيى بن اُمّ الحكم ثمّ دخل بعده الحسن بن الحسن ، فلمّا جلس رحّب به عبدالملك وأحسن مساءلته وكان الحسن قد أسرع إليه الشيب ، فقال له عبدالملك : لقد أسرع إليك الشيب ۲ يا أبا محمّد ، فبدر إليه ابن اُمّ الحكم فقال : ومايمنعه شيبه يا أمير المؤمنين؟ شيّبه ۳ أمانيُّ أهل العراق يفِدُ عليه ۴ الركب بعد الركب في كلّ سنة يمنونه الخلافة ، فقال له الحسن : بئس واللّه الرفد رفدت ، وليس الأمر كما قلت ، ولكنّنا أهل بيت يُسرع إلينا الشيب ۵ ، وعبدالملك يسمع كلامهما ، فأقبل عبدالملك على الحسن وقال : هلمّ حاجتك يا أبا عبد اللّه لا عليك ، فأخبره بقول الحجّاج له ، فقال عبدالملك : ليس ذلك له ، وكتب له كتابا يتهدّده ويمنعه من ذلك ۶ .

1.في (أ) : لا يدخل .

2.في (أ) : المشيب .

3.في (أ) : نفسه .

4.في (أ) : إليه .

5.انظر الإرشاد : ۲ / ۲۳ و ۲۴ مع اختلاف في التقديم والتأخير ببعض الألفاظ وزيادة تارة اُخرى ، وانظر مختصر تاريخ دمشق : ۶ / ۳۳۰ ، أنساب الأشراف : ۳ / ۷۳ ح ۸۵ الخبر مختصرا ، وكذا الذهبي في سير أعلام النبلاء : ۴ / ۴۸۵ وفي هامش السير نقله عن مصعب الزبيري في نسب قريش : ۴۶ و۴۷ ، تاريخ دمشق : ۴ / ۲۱۸ ، ونقله العلاّمة المجلسي في البحار : ۴۴ / ۱۶۶ ، تنقيح المقال : ۱ / ۲۷۲ ، وعمدة الطالب : ۷۸ ، نورالأبصار : ۲۵۱ .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
    المساعدون :
    الغریری، سامی
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1379 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 55564
الصفحه من 1403
طباعه  ارسل الي