771
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2

جاد ساد ، ومن بخل ذلّ ۱ ، فإنّ أجود الناس من أعطى من لا يرجوه ، وأعف الناس من عفا عن قدرة ، وإنّ أوصل الناس مَن وصل مَن قطعه ، ومَن أراد بالصنيعة إلى أخيه وجه اللّه تعالى كافاه اللّه تعالى بها في وقت حاجته وصرفت عنه من البلاء بأكثر من ذلك ، ومَن نفّس عن أخيه كربةً من كُرب الدنيا نفّس اللّه عنه كربةً من كُرب الآخره ، ومَن أحسن أحسن اللّه إليه واللّه يحبّ المحسنين ۲ .

۰.ومن كلامه عليه السلام :الحلم زينة ، والوفاء مروّة ، والصلة نعمة ، والاستكثار صلف ، والعجلة سفَه ، والسفَه ضعف ، والغلوّ ۳ ورطة ، ومجالسة الدناءة شرّ ومجالسة أهل الفسوق ۴ ريبة ۵ .

۰.وقيل :كان بينه وبين أخيه الحسن عليه السلام كلام فقيل له : اذهب إلى أخيك الحسن فاسترضه وطيّب خاطره فإنّه أكبر منك ، فقال : سمعت جدّي رسول اللّه صلى الله عليه و آلهيقول : «أيّما اثنين جرى بينهما كلام فطلب أحدهما رضا الآخر كان السابق سابقه إلى الجنّة» وأكره ان اسبق أخي الأكبر إلى الجنّة . فبلع الحسن قوله عليه السلام فأتاه وترضّاه ۶ .

فهذه الألفاظ تجاري الهوى رقّةً ومتانةً ، وتنبئك بأنّ لهم عند اللّه أكبر منزلةً وعلوّ مكانةً ، توارثوا البيان كابرا عن كابر وتسنّموا تلك الفضائل كتسنّمهم متون المنابر ، وتساووا في مضمار المعارف فالآخر يأخذ عن الأوّل والأوّل يملي على الآخر .

شرف تتابع كابر عن كابركالرمح اُنبوبا على اُنبوب۷

1.في (ب) : رذل .

2.نور الأبصار : ۲۷۸ .

3.في (أ) : واللغو .

4.في (أ) : الفسق .

5.انظر نور الأبصار : ۲۲۷ .

6.انظر المصدر السابق ، وجواهر العقدين .

7.في بعض النسخ : كابرا عن كابرٍ كالريح . وورد البيت في كتاب «المناقب الثلاثة للفارس الكرار سيف اللّه الغالب أمير عليّ بن أبي طالب «كرّم اللّه وجهه ونجليه والإمامين الكريمين سيّدنا الحسن والحسين رضياللّه عنهما للحافظ محمّد بن يوسف بن محمّد البلخي الشافعي» : ۱۵۲ طبع المكتبة اليوسفية بمصر و هذه النسخة منقولة من المكتبة العربية بمكة .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
770

وقال آخر في هذا المعنى :

يجود بالنفس إن ظنّ البخيل بهاوالجود بالنفس أقصى غاية الجود
وقيل : الكريم شجاع القلب ، والبخيل شجاع الوجه .

فصل : في ذكر شيء من محاسن كلامه وبديع نظامه عليه السلام

قال الشيخ كمال الدين بن طلحة الشافعي : كانت الفصاحة لديه خاضعة والبلاغة لأمره زامعة طائعة ، وأمّا نظمه فيعدّ من الكلام جوهر عقد منظوم ومشهود برد مرقوم ۱ ، انتهى .

۰.فمن كلامه عليه السلام :حوائج الناس إليكم من نِعم اللّه [عزّ وجلّ] عليكم فلا تملّوا النِعم فتعود نقماً ۲ .

۰.وقال عليه السلام :صاحب الحاجة لم يكرم وجهه عن سؤالك ، فأكرم وجهك عن ردّه ۳ .

۰.وقال عليه السلام في خطبة :أيّها الناس ، نافسوا في المكارم ، وسارعوا في المغانم ، ولا تحتسبوا ۴ بمعروف ولم تجعلوه ، واكتسبوا الحمد بالنجح ولا تكسبوه بالمبطل ، فمهما يكن لأحدٍ عند أحدٍ صنعة ورأى أنه لا يقوم بشكرها فاللّه تعالى له بمكافاته بمكان وذلك أجزل عطاء وأعظم أجرا. واعلموا أنّ المعروف يكسب حمدا ويعقب أجرا ، فلو رأيتم المعروف رجلاً رأيتموه حسنا جميلاً يسرّ الناظرين ، ولو رأيتم اللؤم رأيتموه منظرا قبيحا تنفر منه القلوب وتغضّ منه الأبصار . أيّها الناس ، من

1.انظر مطالب السؤول في مناقب آل الرسول : ۷۴ .

2.انظر المصدر السابق ، وانظر طبقات الشعراني : ۱ / ۲۳ وفيه «أعلموا أنّ حوائج ... فتعود النقم» وفي مختصر صفة الصفوة : ۶۲ مثله .

3.انظر نور الأبصار : ۲۲۷ ، كشف الغمّة : ۲ / ۲۴۴ .

4.في (أ) : ولا يحسبوا .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
    المساعدون :
    الغریری، سامی
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1379 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 55514
الصفحه من 1403
طباعه  ارسل الي