801
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2

عليه أن لا يتوجّه نحو العراق ولا يأتيه ولا يقربه فليس له فيه مصلحة وأن يقيم بمكّة ۱ .
هذا كلّه والقضاء غالبٌ على أمره ، فلم يكترث بما قيل له ، ولم يلتفت إلى ما كُتب إليه «لِّيَقْضِىَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً» .۲ فخرج من مكّة يوم الثلاثاء وهو يوم

1.انظر مقتل الحسين للخوارزمي : ۱ / ۲۱۷ لتجد كتاب عبد اللّه بن جعفر الطيار إلى الإمام الحسين عليه السلام وكذلك تجد فيه جواب الإمام الحسين عليه السلام له ، وانظر تاريخ الطبري : ۴ / ۲۹۱ ، الإرشاد للشيخ المفيد : ۲ / ۶۸ ، البحار : ۴۴ / ۳۶۶ ، مقتل الحسين لأبي مخنف : ۶۹ ، الفتوح لابن أعثم : ۳ / ۷۴ . وقد ذكرت هذه المصادر وغيرها أيضا كتاب عمرو بن سعيد بن العاص إلى الإمام الحسين عليه السلام . أمّا كتاب عبد اللّه بن جعفر رحمه الله الّذي ألحقه بابنيه عون ومحمّد فهو : أمّا بعدُ ، فإنّي أسألك باللّه لمّا انصرفت حين تنظر في كتابي ، فإنّي مشفق عليك من الوجه الّذي توجهت له أن يكون فيه هلاكُك واستئصال أهل بيتك ، إن هلكت اليوم طفئ نور الأرض ، فإنك عَلَمُ المهتدين ورجاءُ المؤمنين ، فلاتعجل بالمسير فإنّي في أثر كتابي ، والسلام . أمّا كتاب عمرو بن سعيد بن العاص إلى الإمام الحسين عليه السلام فهو : أمّا بعد ، فقد بلغني أنك قد عزمت على الخروج إلى العراق وقد علمت ما نزل بابن عمك مسلم بن عقيل رحمة اللّه وشيعته ، وأنا اُعيذك باللّه من الشيطان فإني خائفٌ عليك منه الهلاك ، وقد بعثتُ إليك بابني عبد اللّه بن جعفر ـ ويحيى بن سعيد ـ فاقبل إليَّ معه فلك عندنا الأمان والصلة والبرّ والإحسان وحسن الجوار ، واللّه لك بذلك عليَّ شهيد ووكيل ومراعٍ وكفيل ، والسلام . أمّا جواب الإمام الحسين عليه السلام ، أمّا بعد ، فإنه لم يشاقّ ]لن يشاقق] اللّه ورسوله من دعا إلى اللّه عزّوجلّ وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ، وقد دعوتَ إلى الأمان والبرّ والصلة فخير الأمان أمان اللّه ولن يؤمّن اللّه يوم القيامة من لم يخفه في الدنيا ، فنسأل اللّه مخافة في الدنيا توجب لنا أمانه يوم القيامة ، فإن كنتَ نويتَ بالكتاب صلتي وبرّي فجزيت خيرا في الدنيا والآخره ، والسلام . وانظر الكامل في التاريخ : ۲ / ۵۴۸ ، بحار الأنوار : ۴۴ / ۳۶۶ عوالم العلوم : ۱۷ / ۲۱۶ ، وقعة الطف لأبي مخنف : ۱۵۵ ، تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر (ترجمة الإمام الحسين عليه السلام ) : ۲۰۳ البداية والنهاية لابن كثير : ۸ / ۱۷۶ .

2.الأنفال : ۴۲ و ۴۴ .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
800

مايقرّ عينك ، هذا الحسين عليه السلام يخرج إلى العراق ويخلّيك والحجاز ثمّ ولّى عنه وهو ينشد ۱ :

يالك من قبرة بمعمري خلا لكِ الجوّ فبيضي واصفري
ونقّري إن شئتِ أن تنقّري هذا الحسين خارجٌ فاستبشري۲
ثمّ إنّه وردت على الحسين عليه السلام كتب من أهل المدينه من عند عبد اللّه بن جعفر ۳ على يدي ابنيه عون ۴ ومحمّد ۵ ومن سعيد بن العاص ۶ ومعه جماعة من أعيان المدينة وكلٌّ منهم يشير

1.تقدّمت ترجمته .

2.أورد هذه الأبيات في مقتل الحسين عليه السلام : ۶۵ ولكن بلفظ : يا لك من قنبرة بمعمر خلا لك الجو فبيضيواسفري ونقّري ما شئت أن تنقّري وفي التاريخ الطبري : ۴ / ۲۸۸ «واصفري» بدل «واسفري» . وفي الفتوح : ۳ / ۷۳ ـ ۷۴ بلفظ : ونقّري ما شئت أن تنقّري قد رفع الفخّ فماذا تحذري لابدّ من أخذك يوما فاصبري وفي سمط النجوم العوالي : ۳ / ۶۳ بلفظ : ونقّري ما شئت أن تنقّري هذا الحسين خارجٌ فاستبشري إلى العراق راجيا ان يظفري إنّ يزيداً قد أتى بمنكر وتوجد بعض الألفاظ المختلفة فراجع ، مقتل الحسين للخوارزمي : ۱ / ۲۱۷ ، والكامل لابن الأثير : ۴ / ۲۰ ، مروج الذهب : ۲ / ۸۷ ، تاريخ ابن عساكر : ۴ / ۳۳۱ ، نورالأبصار : ۲۵۹ .

3.إلى هنا وقع السقط المذكور في ص۷۵۵ الماضيه لم توجد إلاّ في نسخة (أ، ج)، وسبق وان أشرنا إلى ذلك.

4.هو عون بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب عليه السلام اُمه زينب العقيلة الكبرى بنت أمير المؤمنين عليه السلام واُمها فاطمة الزهراء بنت رسول اللّه صلى الله عليه و آله . انظر ترجمته في إبصار العين في أنصار الحسين : ۳۹ ط النجف ، المعارف لابن قتيبة : ۲۰۶ ، مقتل الحسين لأبى مخنف : ۷۳ ، تاريخ الطبري : ۶ / ۲۵۶ .

5.هو محمّد بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب عليه السلام واُمه الخوصاء بنت حفصه بن ثقيف بن ربيعة بن عائذ ابن ثعلبة بن عكاية بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل . انظر ترجمته في إبصار العين في أنصار الحسين : ۴۰ ط النجف ، المعارف لابن قتيبة : ۲۰۷ ، مقاتل الطالبيّين : ۹۵ ، مقتل الحسين لأبي مخنف : ۷۳ ، تاريخ الطبري : ۶ / ۲۵۶ و ۲۶۹ .

6.تقدّمت ترجمته . والظاهر أنه عمرو بن سعيد بن العاص وليس سعيد بن العاص كما يدّعي الماتن وابن أعثم في الفتوح : ۳ / ۷۵ ، وذلك لأنّ سعيد بن العاص مات (سنة ۵۸ في ه) قصره بالعرصة على ثلاثة أميال ض المدينة ودُفن بالبقيع . انظر تهذيب التهذيب : ۴ / ۴۹ ، ومقتل الحسين لأبي مخنف : ۶۹ ، وكان عمرو بن سعيد عامل يزيد بن معاوية على مكّة .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
    المساعدون :
    الغریری، سامی
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1379 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 69281
الصفحه من 1403
طباعه  ارسل الي