803
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2

ثمّ ۱ فارقه الحسين عليه السلام وسار حتّى انتهى إلى ماءٍ قريب من الحجاز فإذا هو بعبد اللّه بن مطيع ۲ نازل على الماء فتلاقيا هو وإيّاه فتسالما واعتنقا ، وقال له : ماجاء بك ۳ يابن رسول اللّه ؟ قال : قاصدا الكوفة ، فقال له : ألم أتقدّم إليك بالقول؟! ألم أنهك عن المسير إلى هذا الوجه يا ابن رسول اللّه ؟! اُذكّرك اللّه تعالى في حرمة الإسلام أن تُنتهك ، أنشدك اللّه تعالى في حرمة قريش ۴ وذمّة العرب ، واللّه لئن طلبت ما في أيدي بني اُمية ليقتلنّك ۵ ، ولئن قتلوك لا يهابوا بعدك أحدا أبدا ، واللّه إنها لحرمة الإسلام [تُنتهك] وحرمة قريش وحرمة العرب ، فاللّه اللّه لا تفعل ولا تأتِ الكوفة ولا تُعرِّض نفسك لبني اُمية ، فأبى أن يمضي إلاّ في جهته ۶ .
ثمّ ارتحل من هذا الماء وسار إلى أن أتى الثعلبية ۷ فلمّا نزل بها أتاه خبر قتل

1.تقدّمت ترجمته .

2.من هنا أيضا سقطت هذه الفقرات من بعض النسخ إلاّ في نسخة (أ ، ج) وفي بعضها مطموسة إلى نهاية هذا الفصل فلاحظ وتأمّل .

3.في (ج) : اقدمك .

4.في (ج): رسول اللّه .

5.في (أ) : ليقتلوك .

6.انظر تاريخ الطبري : ۶ / ۲۲۴ ، و : ۳ / ۳۰۱ ط آخر ، الإرشاد للشيخ المفيد : ۲ / ۷۱ ـ ۷۲ ، أنساب الأشراف: ۱۵۵، الأخبار الطوال: ۲۴۶ ، بحار الأنوار : ۴۴/۳۷۰ ، عوالم العلوم : ۱۷/۲۲۱ ، أعيان الشيعة: ۱ / ۵۹۴ ، وقعة الطف : ۱۶۰ ، مقتل الحسين لأبي مخنف : ۷۲ ـ ۷۳ وزاد فيه : فلمّا رأى الحسين قام إليه فقال: بأبي أنت وأُمي يابن رسول اللّه ، ما أقدمك؟ واحتمله فأنزله ...] البداية والنهاية لابن كثير: ۸/۱۶۸.

7.الثعلبية ـ بفتح أوله ـ سمي باسم رجل اسمه ثعلبة بن دودان من بني أسد نزل الموضع واستنبط عينا ، وهي بعد الشقوق للذاهب من الكوفة إلى مكّة . انظر معجم البلدان للحموي ، ۲ / ۷۸ ، و : ۳ / ۱۴ ط آخر ، أمالي الشيخ الصدوق : ۹۳ ، وفاء الوفا للسمهودي : ۲ / ۳۵ ، البلدان لليعقوبي : ۳۱۱ ملحق بالأعلاق النفيسة لابن رسته بالاُفست . الثعلبية : مدينة عليها سور ، مثير الاحزان لابن نما الحلّي : ۳۳ ، اللهوف في قتلى الطفوف : ۲۷ .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
802

التروية الثامن من ذي الحجّة الحرام سنة ستين ومعه اثنان وثمانون رجلاً من أهل بيته وشيعته ومواليه ۱ ، ولم يزل سائرا حتّى كان الصفاح ۲ فلقيه الفرزدق الشاعر رحمه اللهفنزل فسلّم على الحسين عليه السلام وقال له : أعطاك اللّه سؤلك وبلغك مأمولك ۳ في جميع ماتحبّ ، فقال له الحسين عليه السلام : من أين أقبلت يا أبا فراس؟ فقال : من الكوفة ، فقال له : بَيّن خبر ۴ الناس قال : أجل على الخبير سقطت ۵ يا ابن رسول اللّه ، قلوبُ الناس معك وسيوفهم مع بني اُمية ۶ والقضاء ينزل من السماء واللّه يفعل مايشاء وربّنا كلّ يوم هو في شأن ، فقال : صدقت ، الأمر للّه ۷ واللّه يفعل مايشاء وهو سبحانه كلّ يوم [ربّنا ]في شأن إن ينزل القضاء بما نحبّ فنحمد اللّه على نعمائه وهو المستعان على أداء الشكر ، وإن حال القضاء دون الرجاء فلم يبعد مَن كان الحقُّ نيّته والتقوى سريرته ۸ .

1.انظر الفتوح لأبن أعثم : ۳ / ۷۷ .

2.الصِفاح ـ بكسر الصاد ـ موضع بين حنين وأنصاب الحرم ، على ميسرة الداخل إلى مكة ، انظر معجم البلدان للحمودي : ۳ / ۴۱۲ . وفي (أ) : السفاح .

3.في (ب ، ج) : أملك .

4.في (ب ، د) : نبأ .

5.في (ج ، د) : سألت .

6.في (ب ، ج) : وأسيافهم عليك .

7.في (ج) : للّه الأمر .

8.سبق وأن أوردنا هذه المحاورة الّتي دارت بين الإمام الحسين عليه السلام والشاعر المعروف الفرزدق بن غالب . فانظر تاريخ الطبري : ۴ / ۲۹۰ ، و : ۶ / ۲۱۸ ، و : ۳ / ۲۹۶ ط آخر ، الكامل في التاريخ لابن الأثير : ۴ / ۱۶ ، و : ۲ / ۵۴۷ ط آخر الإرشاد للمفيد : ۲ / ۶۷ ـ ۶۸ ، الفتوح لأبن أعثم : ۳ / ۷۹ ، مقتل الحسين للخوارزمي : ۱ / ۲۲۳ ، المناقب لابن شهرآشوب : ۴ / ۹۵ ، بحار الأنوار : ۴۴ / ۳۶۵ ، ۳۶۷ ولكنه ذكر «الشقوق» بدل «الصفاح» ، ابن كثير في البداية والنهاية : ۸ / ۱۶۷ ، أنساب الأشراف للبلاذري : ۱۶۵ ـ ۱۶۶ ، اللهوف في قتلى الطفوف : ۳۰ ، مثير الأحزان لابن نما الحلّيى : ۴۲ ، أعيان الشيعة : ۱ / ۵۹۴ ، وقعة الطف لأبي مخنف : ۱۵۷ ، البداية والنهاية لابن كثير ۸ / ۱۸۰ ، تذكرة الحفّاظ للذهبي : ۱ / ۳۳۸ .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
    المساعدون :
    الغریری، سامی
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1379 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 69221
الصفحه من 1403
طباعه  ارسل الي