985
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2

ثمّ إنّه رحل من عندهم من قم بعد ثلاثة أيّام فلما صار خارج البلد على نحو ثلاثة أميال وقيل ثلاثة أيّام خرج عليه قوم من أحداثهم اخذوا الجبّة منه فرجع إلى قم وأخبر كبارهم بذلك فأخذوا الجبّة منهم وردّوها عليه ثمّ قالوا : نخشى أن تؤخذ هذه الجبّة منك يأخذها غيرنا ثمّ لاترجع إليك ، فباللّه إلاّ ما أخذت الألف وتركتها ، فأخذ الألف منهم وأعطاهم الجبّة ثمّ سافر عنهم .
وعن أبي الصلت (ره) قال : قال دعبل (رض) : لمّا أنشدت مولاي الرضا هذه القصيده وإنتهيت إلى قولي :

خروج إمامٍ لامحالة خارجٌ۱يقوم على اسم اللّه والبركاتِ
يميّز فينا كلّ حقّ وباطل ويجزي على النعماء والنقماتِ
بكى الرضا عليه السلام ثمّ رفع رأسه إليَّ وقال : يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين ۲ أتدري مَن هذا الإمام الّذي تقول؟ فقلت ۳ : لا أدري إلاّ أني سمعت يا مولاي بخروج إمام منكم يملأ الأرض ۴ عدلاً ، فقال : يا دعبل الإمام بعدي محمّد ابني وبعده عليّ ابنه وبعد عليّ ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجّة القائم المنتظر في غَيبته المطاع في ظهوره ، ولو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّى يخرج فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جورا ۵ .

1.في (أ) : قائم .

2.في (أ) : بهذا البيت .

3.في (أ) : قلت .

4.في (ج) : يطهّر الأرض من الفساد ويملأها .

5.رويت هذه القصيده في كثير من المصادر التاريخيه ولشهرتها بين الناس حفظوها وتناقلوها وتغنوا بها حتّى اعداء أهل البيت عليهم السلام ولذا نجد بعض ألفاظها تختلف من مصدر إلى آخر علما بأنّ المصنّف (ره) اقتصر على عدد من أبياتها ولذا نحن ارتئينا ان ننقل المصادر بشكل إجمالي والّتي تحت أيدينا ونترك للقاري الكريم ان يفتش عنها في المصادر الاُخرى وكذلك يبحث عن معناها لأن فيها ما فيها من كرامات أهل البيت عليهم السلام من ناحية ومظلوميتهم من قبل أعدائهم من ناحية اُخرى ثمّ ارتئيينا ان ننقل القصيده كاملة ليطلع عليها من أراد . أمّا المصادر فهي كالتالي : أمالي الطوسي : ۲ / ۲۶۵ ح ۳۵ . عيون أخبار الرضا : ۲ / ۲۶۳ ح ۳۴ ، كمال الدين : ۳۷۳ ح ۶ ، رجال الكشّي : ۵۰۴ ، الوسائل : ۱۰ / ۴۳۸ و ۳۹۳ ح ۲۲ ، سير أعلام النبلاء : ۹ / ۳۹۱ ، إعلام الورى : ۳۲۹ ، مناقب آل أبي طالب : ۳ / ۴۵۰ ، مدينة المعاجز : ۵۰۳ ح ۱۱۹ ، حلية الأبرار للمحدّث البحراني : ۲ / ۳۲۰ و ۴۳۳ ، إثبات الهداة : ۶ / ۹۹ ح ۱۰۲ ، ۲ / ۳۴۷ ، كشف الغمّة : ۲ / ۲۶۱ و ۳۲۸ ، كفاية الأثر للخزّاز القمّي : ۲۷۱ ، فرائد السمطين للجويني : ۲ / ۳۳۷ ح ۵۹۱ ، ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي : ۴۵۴ ، الاتحاف بحبّ الأشراف للشبراوي : ۱۶۴ ، نور الأبصار : ۳۰۹ ـ ۳۱۲ ، منتخب الأنوار المضيئة : ۳۹ ، مقصد الراغب : ۱۶۷ ، الفرَج بعد الشدّة : ۳۲۹ . وانظر أيضا إحقاق الحقّ : ۱۲ / ۴۰۳ و ۳۹۹ و ۴۰۸ ، و : ۱۹ / ۵۷۱ ـ ۵۷۶ و۶۴۷ و۶۵۰ ، دلائل الإمامة للطبري : ۱۸۲ ، العدد القوية : ۲۹۲ ح ۱۶ ، الغدير : ۲ / ۳۴۹ ـ ۳۶۳ ، مطالب السؤول : ۸۵ ، معجم الاُدباء : ۴ / ۱۹۶ ، أعيان الشيعة : ۶ / ۴۱۸ ، تذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزي : ۲۳۸ ، البحار : ۴۹ / ۲۴۵ ح ۱۲ ، و ۲۴۲ و ۲۳۷ ، مقاتل الطالبيين لأبي الإصفهاني : ۵۶۵ ، ديوان دعبل : ۱۲۴ .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
984

فأخذها وأخذ الجبة ثمّ اقام بمرو مدّة فتجهّزت قافلة تريد العراق فتجهّز صحبتها فخرج عليهم اللصوص ۱ في أثناء الطريق ونهبوا القافلة عن آخرها ولزموا جماعة من أهلها فكتّفوهم وأخذوا ما معهم ، ومن جملتهم دعبل ، فساروا بهم غير بعيد ، ثمّ جلسوا يقتسمون أموالهم فتمثّل مقدم اللصوص وكبيرهم يقول :

أرى فيئهم في غيرهم متقسّماوأيديهم من فيئهم صفُراتِ
ودعبل يسمعه فقال : أتعرف هذا البيت لمن؟ قال : وكيف لا أعرفه وهو لرجل من خزاعة يقال له دعبل شاعر أهل البيت عليهم السلام قاله في قصيدة مدحهم بها ، فقال دعبل : فأنا واللّه صاحب القصيدة وقائلها فيهم ، فقال : ويلك انظر ماذا تقول؟ قال : واللّه الأمر أشهر من ذلك واسأل أهل القافلة وهؤلاء الممسوكين معكم يخبروكم بذلك ، فسألهم فقالوا بأسرهم : هذا دعبل الخزاعي شاعر أهل البيت المعروف الموصوف ، ثمّ إنّ دعبل أنشدهم القصيدة من أوّلها إلى آخرها عن ظهر قلب فقالوا : قد وجب حقّك علينا وقد أطلقنا القافلة ورددنا جميع ما أخذنا منها إكراما لك يا شاعر أهل البيت .
ثمّ إنّهم أخذوا دعبل وتوجّهوا به إلى قم ووصلوه بمال وسألوه في بيع الجبّة الّتي
أعطاها له أبو الحسن الرضا ودفعوا له فيها ألف دينار ، فقال : لا أبيعها وإنّما أخذتها للتبرّك معي من أثره .

1.لا أعتقد أنّ هؤلاء لصوص بالمعنى المتعارف وأنهم قطّاع الطريق وأصحاب السرقاب ، بل أظنّ أنهم معارضون ومضاوئون للحكم العباسيّ انذاك فحتمت عليهم الظروف أن يتصدّوا للقوافل السائرة من خراسان إلى الأماكن الاُخرى فيقاتلونهم للدفاع عن عقيدتهم ، وإلاّ كيف يكون محبّو أهل البيت عليهم السلاممن اللصوص وقطّاعي الطريق . وخير دليل على ذلك أنّ كبيرهم يشيد بشاعر أهل البيت عليهم السلام ويحفظ شعره ثمّ يرد للقافلة كلّ ما أخذوه منهم بعد أن عرفوا أنهم من محبّي أهل البيت عليهم السلام.

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
    المساعدون :
    الغریری، سامی
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1379 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 68981
الصفحه من 1403
طباعه  ارسل الي