على البغض في اللّه ويحثّهم عليه كحثّه إيّاهم على المحبّة في اللّه ، معتبرا إياه أفضل الأعمال وأوثق عرى الإيمان ؟ ! وفضلاً عن ذلك ؛ ما الضرورة لبغض الآخرين بدلاً من محبّتهم ؟ ثمّ هل يحلّ البغض شيئا من المعضلات الاجتماعيّة ؟ وهل بإمكانه أن يضع حلاًّ لواحدة منها ؟ وبعبارة اُخرى : ما حكمة البغض في اللّه ؟
معنى البغض في اللّه
ولغرض معرفة الحكمة الكامنة وراء مبدأ البغض في اللّه ، يجب ابتداءً معرفة معنى هذا التعبير ، ولو تمّ بيانه على النحو الصحيح ، لا تبقى بعدئذٍ ثمّة ضرورة لبيان الحكمة منه .
إنّ البغض في اللّه معناه أنّ المُبْغِض ليس لديه عداء شخصيّ مع المبغوض ، وليس هناك مصلحة شخصيّة في عدائه له ، وإنّما يبغضه ويعاديه للّه وليس لذاته ، وعلى هذا المنوال يبدو هناك بَوْنٌ شاسع بين البغض في اللّه ، والبغض الشخصيّ .
إنّ البغض الشخصيّ المنبعث عن المصالح الفرديّة والفئويّة هو مصدر جميع المفاسد والفتن ، أمّا البغض في اللّه فهو كالحبّ في اللّه مبدأ لأنواع الخيرات والبركات والبناء الفردي والاجتماعي . بعبارة اُخرى : إنّ البغض في اللّه يستهدف ضمان مصالح الشعب ؛ لأنّ عداء ابن آدم لربّه لا يمكن أن ينفعه لأ نّه غنّي مطلق ، وإنّما