الشريف، فكان لابدّ من تخصيص عناية فائقة بأمره، في هذه الظروف الحسّاسة. فكان أنْ حدت الهمة بحجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمّدي ريّ شهريّ، من خرّيجي الحوزة العلمية في قم المقدسة، بإقامة صَرْح المؤسسة الثقافية هذه باسم «دار الحديث» لتكون خطوة مباركة في طريق تحقيق هذا الهدف السامي، وخدمة هذا المصدر الزاخر والتراث العظيم وتتكوّن المؤسسة من المرافق التالية:
«كلية علوم الحديث» و«مركز التحقيق والدراسات» و«المكتبة التخصّصية».
وقد تم افتتاح الدار بكلمةٍ قيّمة لقائد الأمّة وولي أمرها الإمام الخامنئي دام ظله، هذه ترجمتها.
بسم الله الرحمن الرحيم
كلامكم نور وأمركم رشد ۱
إن الإهتمام بالحديث ـ بعد التمسّك بالقرآن الحميد المجيد ـ لهو من أهمّ الواجبات المفروضة على علماء الدين، إذ به تتحقّق الاستضاء ةُ من أنوار العلم والحكمة التي تسطع من تعاليم النبيّ الأكرم صلّى الله عليه و آله و سلّم وإرشادات الأئمّة المعصومين من أهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم، وحديثهم هو الدليل الهادي للفكر الإنساني، والذي تزدان الحياة البشريّة بواسطته بالسيرة الكريمة والسلوك الحكيم.
ومن هنا، قال الإمام أبو جعفر الباقر عليه السّلام لجابر:
يا جابر، والله لحديث تُصيبه من صادق في حلال وحرام،